; logged out
الرئيسية / التعاون الاستراتيجي التركي ــ الخليجي: المظاهر والأبعاد

العدد 105

التعاون الاستراتيجي التركي ــ الخليجي: المظاهر والأبعاد

الأحد، 06 آذار/مارس 2016

شهدت العلاقات العسكرية والأمنية التركية الخليجية عدة تطورات في السنوات الأخيرة، كانإحدى أبرز تجلياتها، الإعلان عن تأسيس "مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي التركي"،وذلك أثناء زيارة الرئيس التركي " أردوغان" للرياض في دجنبر 2015م. فيما تثيرالاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي وقعتها تركيا مع دول الخليج، تساؤلات حول مضمونهاوأبعادها، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ومن أجل رصد الأبعاد المختلفة لتلك الاتفاقيات، حاولنا تتبع مسار حركة التصنيع العسكري التركي منذ أزمة قبرصعام 1974م، حتى المرحلة الراهنة. وكذلك استشراف آفاق التعاون العسكري الخليجي ــ التركي.  

  1. الاتفاقيات الأمنية والعسكرية

 

  • الاتـــفــــــاقيـــــات الأمـــــنيـــــة:

تعد قطر أول دولة خليجية وقعت معها تركيا اتفاقية التعاون في المجال الأمني، إذ تنص الاتفاقية الموقعة في 25 ديسمبر 2001م، على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات حول الأشخاص والمنظمات الإرهابية، التعاون في مكافحة المخدرات، وتهريب المواد المتفجرة والآثار والأعمال الفنية الثمينة. ووقعت تركيا أيضا اتفاقية التعاون الأمني مع السعودية في المجال نفسه، تبعتها كل من الكويت والبحرين. والملاحظ أنه ضمن دول مجلس التعاون الخليجي لم توقع تركيا أي اتفاقية للتعاون الأمني مع كل من الإمارات وسلطنة عمان (أنظر الجدول رقم:1).

جدول رقم 1: الاتفاقيات الأمنية بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي

الدولة

الاتفاقية

مكان التوقيع

تاريخ التوقيع

تاريخ التصديق

النشر

عدد الجريدة الرسمية التركية

البحرين

الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة

المنامة

6 مارس 2006

4 سبتمبر 2006

6 أكتوبر 2006

26311

السعودية

الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات

الرياض

12 فبراير 2005

25 أكتوبر 2007

9 نوفمبر 2008

26782

تبادل المعلومات حول تمويل الإرهاب وغسيل الأموال

سون (جنوب إفريقيا)

04 يوليو 2013

22 يوليوز 2013

16 غشت 2013

28737  (مكرر)

قطر

المخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة

أنقرة

25 ديسمبر 2001

2 يناير 2002

18 فبراير 2002

24675

الكويت

المخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة

إسطانبول

19 يوليوز 2005

6 يناير 2006

26 يناير 2006

26061

 

وعند التدقيق في هذه الاتفاقيات، يمكن القول إن تركيا كانت محكومة بالأجواء التي فرضتها أحداث 11 سبتمبر 2001م، الشيء الذي يفسر توقيعها اتفاقية أمنية مع قطر بعد هذه الأحداث. وظل موضوع الإرهاب حاضرا في كل الاتفاقيات الأمنية لتركيا مع باقي دول الخليج، تحت تأثير قرارات مجلس الأمن. كما أن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين تركيا والبحرين في مارس 2006 م، تشكل نقطة تحول من حيث الموضوعات المدرجة، فعلاوة على الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة، أضيفت نصوص خاصة بمكافحة ومحاربة الاتجار وتهريب المواد التي تدخل في الأسلحة الكيميائية والبيلوجية.

 الاتفاقيــــــــــــــــــات العسكرية:

بدأت تركيا منذ 2007 م، في توقيع اتفاقيات عسكرية مع عدد من دول الخليج، شملت قطر والسعودية والبحرين والإمارات. وهذه الاتفاقيات يمكن تمييزها إلى ثلاثة أنواع، الأولى: تركز على التعاون في مجال الصناعة العسكرية، الثانية: تركز على التعاون في مجال التعليم والتدريب العسكري. أما الثالثة: تركز على انتشار القوات العسكرية، فيما يشبه اتفاقيات الدفاع المشترك. والنوع الأخير محصور فقط في اتفاقية التعاون العسكري الموقعة في 19 ديسمبر 2014م، والتي تسمح بانتشار القوات التركية في قطر. (جدول: 2). 

جدول رقم 2: الاتفاقيات العسكرية بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي

الدولة

الاتفاقية

مكان التوقيع

تاريخ التوقيع

تاريخ التصديق

النشر

عدد الجريدة الرسمية التركية

الإمارات

التدريب العسكري

أنقرة

12 ماي 2008

02 يونيو 2008

06 غشت 2008

26959

البحرين

التدريب العسكري

المنامة

23 ماي 2012،

5 يوليوز 2012

8أغسطس 2012

28378

التعاون العسكري

المنامة

23 ماي 2007

11 سبتمبر 2008

14 أكتوبر 2008

27024

السعودية

التدريب العسكري

الرياض

29 ماي 2012

8 أغسطس 2012

10 نوفمبر 2012

28437

المناورات العسكرية

أنقرة

3 غشت 2012

22 ماي 2013

27 يونيو 2013

28690 مكرر.

التدريب والتعاون العلمي

أنقرة

24 ماي 2010

6 أبريل 2011

26 أبريل 2011

27916

التعاون في الصناعة الدفاعية

أنقرة

21 ماي 2013

08 يوليوز 2013

11 سبتمبر 2013

28762

قطر

التدريب والتعاون العلمي

أنقرة

23 ماي 2007

14 يوليوز 2008

5 أغسطس 2008

26958

التدريب العسكري

أنقرة

2 يوليوز 2012

3 يناير 2013

26 يناير2013

28540

التدريب ونشر القوات

أنقرة

19 ديسمبر 2014

27 أبريل 2015

08 يونيو 2015

29380

 

وتشترك الاتفاقيات الخاصة بالتدريبات العسكرية في مضمونها، حيث تناولت التعاون في مجال التعليم بالأكاديميات العسكرية للبلدين والزيارات المتبادلة والتعاون بين المؤسسات العسكرية، وزيارة الموانئ، والتدريبات المشتركة، والدعم اللوجيستي، محاربة القرصنة، والتدريب على الدفاع تحت الماء. أما التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية فقد تطرقت إليها اتفاقية التعاون العسكري بين تركيا والبحرين في 23 مايو 2007م، رغم أنه لم يتم النص عليها صراحة في اتفاقية 23 مايو 2012م. ولكن اتفاقية التدريب ونشر القوات التركية في قطر الموقعة في ديسمبر 2014م، لا تتضمن تبادل المعلومات الاستخباراتية، وإنما أوردت فقرة بالتعاون في مكافحة الإرهاب[1]. وبخصوص الاتفاقيات الخاصة بالتعاون في مجال الصناعة العسكرية، فمن بين أهم نصوصها ما يتعلق بتبادل الخبرات في التصنيع والمشاريع المشتركة والإنتاج، والتعاون في إنتاج وتطوير الصناعة العسكرية لمصلحة طرف ثالث.

  1. المناورات المشتركة

 

  • المناورات البحرية: نموذج مناورات نصرة التي تنفذها البحرية التركية سنوياً، بمشاركة دول من الناتو، ودول كمراقبين. وتتركز في بحر إيجه، و "خليج ساروس" و"خليج إزمير"، أو "مضيق شاناقلا". ومؤخراً بدأت دول خليجية تشارك فيها كمراقبين، ففي "مناورات النصر – 2015"، التي أجريت بين 21و27 أكتوبر في "خليج ساروس" حضرت قطر والبحرين، وباكستان ورومانيا وكوريا الجنوبية وجورجيا وبانغلاديش[2]. أما في " 2014" في "خليج إزمير" ما بين 21و30 نوفمبر، فلم تشارك فيها من دول الخليج إلا قطر [3].
  • المناورات الجوية: "مناورات صقر الأناضول" (AnadoluKartalıTatbikatı):

بدأت تركيا في هذه المناورات عام 2001م، وتهدف إلى الإبقاء على الجاهزية القتالية للطيران التركي، والتدريبات على أسلحة الطيران التي تم تحديثها، وكذلك فتح المجال للتعاون العسكري في مجال التدريب المشترك على الطيران الحربي. وتعد الإمارات أكثر الدول الخليجية مشاركة فيها، حيث شاركت في تدريبات أكتوبر 2002 م، وما بين 09 و 20 يونيو 2008م، شاركت إلى جانب الناتو والأردن وأمريكا، ثم ما بين 07و18 يونيو 2010م، إلى جانب الناتو والأردن وإيطاليا وإسبانيا وأمريكا وتركيا. أما السعودية فلم تبدأ بالمشاركة في "مناورات صقر الأناضول" إلا في عام 2011م، وذلك إلى جانب كل من الناتو والأردن وإسبانيا والولايات المتحدة وتركيا، فضلا عن مشاركتها ما بين 11و22 يونيو 2012م، إلى جانب كل من الإمارات وإيطاليا وباكستان والأردن وتركيا. أما المناورات التي أقيمت ما بين 10و21 يونيو 2013م، فقد اقتصرت فقط على السعودية والإمارات وتركيا[4].

وابتداء من عام 2014م، بدأت قطر بالمشاركة في "مناورات صقر الأناضول"، وكانت الدولة الخليجية الوحيدة التي شاركت في تلك المناورات التي أقيمت ما بين 09 و 20 يونيو[5]. أما في تلك التيأجريتما بين 08و19 يونيو 2015م، فقد التحقت بها سلطنة عمان وقطر ودول إفريقية وعربية[6]. وتجدر الإشارة أن هناك مناورة جوية أخرى تقوم بها تركيا، تسمى "مناورة الضوء الدولية 2014-1"،"Uluslararası، شاركت فيها قطر والبحرين والكويت كمراقبين، في يونيو 2014[7].  

  • المناورات البرية: نموذج مناورات النصر:

تعد "مناورات النصر" التي أقيمت ما بين 17و19 أكتوبر2015 م، في الدوحة، هي الأولى من نوعها التي أجرتها تركيا مع قطر. وجاءت في سياق التطور الذي شهدته العلاقات العسكرية التركية القطرية قبل سنتين، وصلت إلى الاتفاق على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر[8]. وتسعى أنقرة أيضا إلى تطوير علاقاتها مع دول خليجية أخرى على هذا المستوى،[9].

 

  1.  تطور الصناعة العسكرية التركية وعلاقاتها بالخليج
  • صناعة الأسلحة ما بين أزمة قبرص وتدخل القطاع الخاص:

واجهت تركيا ما بين 1975و1978م، حصارا من الغرب على استيراد الأسلحة، بسبب دخول الجيش التركي إلى قبرص؛ لذلك قررت أنقرة أن تستثمر في مجال الصناعة العسكرية. وكانت أحد عناصر تطوير التجارة الخارجية مع الشرق الأوسط.[10] وبعد مجيء "تورغوت أوزال" في بدايات الثمانينيات، شهدت الصناعة العسكرية نقلة نوعية[11]. وفتح "أوزال" المجال للقطاع الخاص للمساهمة في هذه الصناعة[12]. وما بين أزمة قبرص وحتى بداية التسعينيات، تأسست أهم شركات الأسلحة التركية، التي تلعب الآن دورا بارزا في العلاقات العسكرية التركية الخليجية وهي:  ASELSAN(1975)وİŞBİR(1979)،وASPİLSAN(1981)، وHAVELSAN(1982)، و TAI (1984)، وTEI(1985)، و MİKES (1987)،وFNSS(1988)،وMARCONIKOMÜNİKASYON (1989)، وTHOMSON-TEKFENRadar(1990). وفي 1989م، صدر القانون المؤسس لـ"مستشارية الصناعة العسكرية"، التي تشتغل تحت وصاية وزارة الدفاع، وعهد إليها تنظيم قطاع إنتاج الأسلحة وتسويقه[13].

  • الصناعة العسكرية التركية التصدير:

دخلت تركيا منعطفاً في الصناعة العسكرية بإصدارها "وثيقة مبادئاستراتيجية للصناعة العسكرية التركية" عام 1998م، التي نصت على تعزيز التعاون مع الدول الصديقة في هذه الصناعة، وتطوير التكنلوجيا لتعزيز تنافسية السلاح التركي. وبدأت أنقرة تستعد للدخول في تصدير الأسلحة[14]. وتكرس ذلك أكثر مؤخراً، بعد أن أصدرت "مستشارية الصناعة الدفاعية" ثلاث وثائق مرجعية بهذا الخصوص، الأولى هي: "وثيقة المخطط الاستراتيجي من 2007 إلى 2011"م، تضمنت أربعة أهداف، منها الهدف الاستراتيجي الثالث الخاص بالتعاون الدولي. حيث تم التنصيص على العمل للرفع من مساهمة الشركات التركية في برامج الصناعة العسكرية للناتو، وتشجيع صادرات السلاح والطيران، لتصل إلى مليار دولار عام 2011[15]. والثانية: "وثيقة الاستراتيجية القطاعية للصناعة العسكرية ما بين 2009 و2016"، وتتضمن تحديث السلاح التركي، صناعة الدبابات، الطائرات، السفن والزوارق الحربية وخفر السواحل، وتكنولوجيا الدفاع الإلكتروني. وهذه الوثيقة تسعى إلى تسويق الإنتاج العسكري، خاصة إلى الشرق الأوسط والأقصى وإفريقيا[16].والوثيقة الثالثة، هي وثيقة "استراتيجية الإدارةالإلكترونية2011-2016"، وتشير إلى خارطة طريق لاستعمال التكنلوجيا المتطورة في الصناعة العسكرية. وفي هذا الإطار بدأت "مستشارية الصناعة الدفاعية" منذ 2007م، تعمل بالاشتراك مع مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنلوجية (TÜBİTAK)، لمتابعة الأبحاث التكنولوجية، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي[17].

بذلك استطاعت تركيا، أن تصبح دولة مهمة في الصناعة العسكرية، فخلال عام 2012م، تم تصنيف شركتين للأسلحة في تركيا ضمن 100 شركة الأوائل على الصعيد الدولي، فقد احتلت شركة "ASELSAN"المرتبة الـ 76، واحتلت شركة "TurkishAerospaceIndustries" المرتبة الـ 83[18]. ومنذ" عام 1998م، شهدت تركيا بروز ثلاث ظواهر أساسية، الأولى: التئام الشركات الصغرى والمتوسطة ذات الصلة بالصناعة العسكرية في إطار تكتلات (الجدول: 3)، والثانية: ظهور مؤسسات خاصة تعمل على تصدير الأسلحة، مثل "جمعية مصدري صناعة الدفاع والطيران" (SSI) التي تأسست عام 2011م، بعضوية أكثر من 292 شركة[19]، و"تحالف الدفاع التركي" في 2013م[20]. والثالثة، تكثيف التعاون بين الدولة والجامعات والمؤسسات البحثية[21].  

الجدول رقم 3: مجموعات المؤسسات والشركات الصغرى والمتوسطة التركية ذات الصلة بالصناعة العسكرية

اسم المجموعة

رمزها

تاريخ التأسيس

OSSA

DefenceandAviationCluster

2008

Teknoparkİstanbul

1987

Eskisehir Aviation Cluster

2011

Aerospace Clustering Association

2010

TechnopolisDefenseIndustryCluster

2010

BilkentCyberpark

2002

IzmirTechnologyDevelopmentZone

2002

Source:http://isbirligi.ssm.gov.tr/Sayfalar/KumelenmeKuruluslar.aspx

 

 

 

  • مراحل تطور علاقة الخليج بالصناعة العسكرية التركية

العلاقات الخليجية بالصناعة العسكرية التركية، مرت بثلاث مراحل، الأولى: بدأت بعد الأزمة القبرصية إلى نهاية الثمانينيات؛ وهذه الفترة لم تشهد اهتماما خليجيا بالصناعة العسكرية التركية. أما الثانية: بدأت من نهاية الحرب الباردة حتى 2007م، وخلالها بدأت دول الخليج تفصح عن رغبتها في الاستفادة من الصناعة العسكرية التركية، فضلا عن دعمها المالي لهذه الصناعة. وضمن هذا السياق خصصت، مثلا، السعودية والإمارات العربية والكويت، بين 1993و1998م، ما مقداره 2.5 مليار دولار لدعم الصناعة العسكرية التركية[22]. وشهدت المرحلة الثانية أيضا، بداية المأسسة القانونية للتعاون العسكري التركي مع الخليج، تجلت بداية في الاتفاقيات الموقعة عام 2007 مع كل من قطر والبحرين.

وأما المرحلة الثالثة، فتبدأ من عام 2008م، إلى الآن، أي منذ التوقيع على الشراكة الاستراتيجية الخليجية ـ التركية. وتتميز هذه المرحلة بالجهود الكبيرة لتحديث السلاح الخليجي، والرفع من الصادرات التركية إلى المنطقة، فضلا عن اندماج مشاريع صناعة الأسلحة بين كل من تركيا والخليج العربي. وتحتل منطقة الشرق الأوسط أولوية كبيرة في تسويق السلاح التركي، تليها الشرق الأقصى، ثم إفريقيا[23]. وسعت تركيا في إطار مقتضيات "وثيقة الاستراتيجية القطاعية للصناعة العسكرية2009 – 2016م"، لتسويق دباباتها، من نوع " Ejder" و"Kobra" و"Akrep" و"Pars"[24]. وتخطط أنقرة في إطار "مشروع السفينة القومية" " Mill  Gemi  Projesi  (MİLGEM) " لتطوير إنتاج الزوارق وسفن خفر السواحل، والغواصات، من خلال الدخول في شراكات، والتعاون الدولي لتحيق الاكتفاء الذاتي والتسويق[25]. واهتمت تركيا بتطوير طائرات بدون طيار[26]، وذلك كتتويج للجهود التي بذلتها شركاتها الخاصة والعامة لامتلاك وإنتاج هذه الطائرات منذ "حرب الخليج"[27].

  • التعاون العسكري عبر الشركات العامة

تعتبر شركات الصناعة الدفاعية التركية المملوكة للدولة ركيزة مهمة في العلاقات العسكرية مع الخليج العربي، فشركة MKEKارتفعت صادراتها من الأسلحة والذخائر في السنوات الأخيرة لهذه المنطقة، خاصة إلى السعودية والبحرين والإمارات وقطر وعمان[28]. وركزت شركة "ASELSAN"على تصدير الأنظمة الإلكترونية الدفاعية، فباعت للسعودية نظام الاتصالات العسكرية "TASMUS"[29]، وكذلك أجهزة الرؤية الليلية لكل من قطر والسعودية[30]. أما الإمارات فقد باعت لها الشركة نظام للدفاع البحري، فضلا عن نظام دفاع صاروخي الذي أنتجته بالاشتراك مع شركة RAYTHEON الأمريكية[31]. وخلال عام 2014م، وقعت ASELSAN مع خفر السواحل القطرية عقدا لشراء 17 زورقا، مجهزة بنظام التحكم عن بعد[32]. أما مؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية التركية "TÜBİTAK" فقد وقعت مع السعودية عقدين حول أنظمة بالاستيكا "BALİSTİKASİSTEMİ" الخاص بتحليل البيانات، واحد في 2013م، والثاني في يناير 2016[33].  

وتحاول شركة HAVAELSAN تسويق منتجاتها للقوات الجوية الخليجية، ففي يونيو 2015 م، صدرت لقطر نظام محاكاة خاص بالمروحيات AW139[34]. أما شركة "TAI" المختصة في صناعة الطيران الحربي، فإنها تحاول تسويق المروحيات الهجومية "ATAK" في الخليج، وشاركت ما بين 16و18 يناير 2014م، في معرض البحرين الدولي للطيران[35]. وتسوق TAI أيضا طائراتها بدون طيار من نوع ANKA، وشاركت بها في معرض الدوحة للأسلحة خلال أكتوبر 2015[36]، وقبلها وقعت الشركة مع السعودية عام 2013 م، عقدا لشراء هذه الطائرات[37].

وشركة ASELSAN تعد أهم شركة مملوكة للدولة التركية وتساهم في تعزيز العلاقات العسكرية الخليجية؛ لاحتلالها ترتيبا مهما عالمياً، ودورها المهم في نقل التكنولوجيا العسكرية إلى الخليج. ويتوقع أن تلعب دوراً أكبر في العلاقات التركية الخليجية مستقبلاً، خاصة بعد أن أسست لها فروعا بالخليج بالاشتراك مع الشركات المحلية، مثل شركة TheInternationalGoldenGroup في الإمارات 2011م، باسم IGGASELSANIntegratedSystemsLLC (IAIS)[38]. كما وقعت ASELSAN أيضا مذكرة تفاهم مع كل من "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا" في السعودية، و"شركة التقنية لتكنولوجية الأمن والدفاع DST"، بغرض التعاون في مجال نقل التكنولوجية العسكرية التركية[39]

  • التعاون العسكري التركي الخليجي عبر الشركات الخاصة

كانت دول الخليج الحاضن الأول لعدد من منتجات الشركات الخاصة، فشركة FNSS صدرت أول منتجاتها إلى الإمارات العربية المتحدة، ببيعها 133 دبابة (ZMA) عام 1997[40]، كما اتفقت مع السعودية عام 2004 م، على تحديث دبابات[41]M113، وفي عام 2006م، وقعت عقد مع الرياض لإنتاج 10 دبابات AKINCI وZMA[42]، كما قامت الشركة بتحديث دبابات  AIFV   وM113 للبحرين[43]. أما شركة OTOKAR فقد باعت عربات مدرعة من نوع COBRA إلى الإمارات والبحرين[44]. وتحاول شركة BMC  تسويق مدرعات مضادة للألغام من نوع "KİRPİ" لقطر، بعد أن باعت 40 منها لتونس[45]. أما على صعيد أسلحة القوات البحرية، فإن شركة YONCA - ONUK   تحاول أن تدخل السوق الخليجية، ففي 2009 تم التوقيع على اتفاق مع الإمارات لتصنيع 34 من الزوارق الحربية السريعة من نوع MRTP16[46]. وبخصوص شركة TEIفقد انتجت المحركات الخاصة لسلاح الجو السعودي والبحريني[47]. وبموجب اتفاقية في 2011 م، تعززت القوات الجوية القطرية بـ 10 طائرات بدون طيار BAYRAKTAR[48]، التي أنتجتها مجموعة "Kale/Baykar"[49].

 وفي مسار العلاقات العسكرية التركية الخليجية، يمكن القول إن شركة FNSS، التي تأسست عام 1986م، تعتبر نموذجا للشركات العسكرية الخاصة التي تتعامل مع دول الخليج ، وهي حصيلة جهود " أوزال" لإشراك القطاع الخاص في الصناعة العسكرية ساعدت تركيبة شركة FNSS في الدخول بسلاسة إلى السوق الخليجية، فهذه الشركة تمتلك فيها "NUROL" التركية 51% وشركة UDLP الأمريكية  %49، فالشركة الأولى استفادت من استثماراتها خلال الثمانينيات في قطاع الإنشاءات في السعودية[50]، أما الشركة الأمريكية فقد استفادت من خبرتها في تحديث الأسلحة، خاصة وأن مشاريع تحديث الدبابات التي تم تطويرها في الخليج هي من صنع أمريكي[51]. ولشركة "NUROL" أيضا فرع في أبوظبي منذ 2008م، يستثمر في قطاع الإنشاءات، الشيء الذي يفسر أيضا علاقة FNSS بتحديث وتصدير الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة[52]. وخلال سنة 2004م، ستفتح شركة FNSS فرعا لها في السعودية بمشاركة مع شركة سعودية، لتكون بذلك أول شركة تركية للأسلحة تعمل في الخارج[53]، وفيما بعد فتحت لها مكتبا في أبو ظبي[54]. والحقيقة، أن هذه الشركة يمكن أن تفتح أيضا آفاقا لإشراك الصناعة العسكرية الإماراتية في إنتاج الأسلحة داخل تركيا نفسها، خاصة بعد توقيعها على اتفاقية للتعاون مع "NimrAutomotive"في ماي 2013[55]

كما أن تركيا شهدت في 1998م، ميلاد أول شركة لنظام البرمجيات الإلكترونية، هي "MILSOFT"[56]، حيث دخلت بدورها مجال الصناعة العسكرية[57]، وتحاول أن تصدر منتجاتها للخليج، حيث شاركت في المعرض الدولي " High-TechPort" الذي نظمته "الجمعية المستقلة للصناعيين ورجال الأعمال" "MÜSİAD"بالدوحة في بداية أكتوبر 2015م[58]. وبعد نجاح تجربة المركبات التكنولوجية؛ تسعى هذه المركبات إلى تشجيع الاستثمارات الأجنبية في المجال التكنولوجي[59]. وفي هذا السياق، قام "منتدى الصناعة الإلكترونية الدفاعية"، الذي أسس مع جامعة الشرق الأوسط التقنية METU  "مدينة تيكنو ميتو" "METUTechnocity" بأنقرة في مايو 2010م، بزيارة إلى السعودية وشمال إفريقيا ما بين 2014و2015. وحضر "المنتدى" أيضا في فعاليات المعرض الدولي للأسلحة بأبو ظبي في فبراير 2013[60]. أما "مدينة تيكنو بيلكانت" "BilkentTechnopark" فقد أنتجت نظاما إلكترونيا للإدارة الأمنية الذكية، كانت الإمارات وأذربيجان أول من اقتناه[61]

وظهر في السنوات الأخيرة نمط جديد من التعاون العسكري بين تركيا ودول الخليج عبر القطاع الخاص، ذات طبيعة استشارية، ففي سنة 2010م، وقعت الإمارات العربية اتفاقية مع شركة STM المتخصصة في هندسة التكنولوجية العسكرية، حيث بموجبها يعمل بعض المهندسين الأتراك كمستشارين في هذا المجال بالإمارات[62]. ووقعت نفس الشركة مع شركة "مجموعة عذيب" السعودية مذكرة تفاهم في ماي 2013م، حول التعاون في مجال الهندسة البحرية[63]. وخلال عام 2014م، أسس مجموعة من الضباط والعسكريين المتقاعدين من الجيش التركي أول شركة أمنية وعسكرية خاصة، مهتمة بالاستشارة والتدريب تدعى AKADEMISANCAK[64]. وتعاقدت مع عدد من شركات صناعة الأسلحة التركية، مثل ASELSAN في أبريل 2015م، وشركة OMSANLOJİSTİK . ويتركز اهتمام شركة  AKADEMISANCAK على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ودول آسيا الوسطى والقوقاز. وأرسلت بعثاتها إلى دول خليجية لعرض خدماتها؛ منها زيارة إلى السعودية ما بين 9و12 يونيو 2015م، وسلطنة عمان ما بين 1 و4 أكتوبر 2015. والتقت AKADEMISANCAK أيضا في 2015م، بمسؤولين في وزارة الدفاع القطرية، فضلا عن مشاركتها في المعرض الذي نظمته قطر ما بين 4و9 أكتوبر 2015م؛ بالإضافة إلى استقبالها وفدا سعوديا في جناحها بالمعرض الدولي للأسلحة " DEIF15" الذي نظمته تركيا ما بين 5 و8 ماي 2015م[65].

وبصرف النظر عن تبعية شركات الصناعة العسكرية التركية للقطاع الخاص أو العام (الجدول: 4)، فإن ديناميتها الداخلية وانفتاحها المتزايد على الأسواق الخارجية لجلب الاستثمار أو تصدير منتجاتها؛ أصبحت من الأدوات الرئيسية للسياسة الخارجية التركية، ونحو منطقة الخليج خصوصا. ونتيجة لذلك قامت مستشارية الصناعة الدفاعية بفتح مكاتب لها في عدد من الدول. وكانت السعودية أول دولة تفتح فيها "المستشارية" مكتبا لها في الخارج، خلال مارس 2011م، لتغطية كل من الإمارات والأردن وقطر واليمن والبحرين والكويت وسلطنة عمان. وبعد ذلك فتحت "المستشارية" فروعا أخرى لها في كل من واشنطن وبروكسيل وأسيتانا في كازاخستان[66]. ولكن يمكن القول أيضا أن تطور العلاقات التركية الخليجية على هذا المستوى لم يكن ليتحقق لولا إرادة دول خليجية لاقتحام مجال الاستثمار في مجال التكنولوجيا[67].  

 

 

 

 

 

الجدول 4: المؤسسات والشركة المرتبطة بالصناعة العسكرية التركية

 

الشركاتالعامة

الشركاتالخاصة

الشركاتالتركيةذاتالرأسمالالمختلطمعالشركاتالأجنبية

المصانعالعسكرية

المؤسسات التابعة للدولة

)KİT / SSM / TSKGV(

المركباتالجوية

ESKİŞEHİR ve KAYSERİ HAVA İKMAL BAKIM MERKEZLERİ

TAI

BAYKARMAKİNA;

BÜYÜKMIHÇI;

TEI;ALPHAVACILIK

المركباتالبرية

ARİFİYE; TUZLA VE KAYSERİ ANA BAKIM MERKEZLERİ

MKEK; ASELSAN

OTOKARBMC;

HEMANUROL

FNSS;

MTUTR

المركباتالبحرية

GÖLCÜK; İSTANBULTERSANELERİ

 

RMKDEARSAN;  SEDEF;

YONCA-ONUK;

İSTANBULDENİZCİLİK;

A.D.İ.K - ANADOLUTERSANESİ

 

الإلكترونيكوالمعلوميات

 

ASELSAN;

HAVELSAN;

STMMİKES;

EHSİMHTR;

TÜBİTAK BİLGEM;

TÜBİTAK MAM

 

GATEMİLSOFT;

SAVRONİKSDT; VESTEL SAVUNMA;

KOÇ SİSTEM

METEKSAN SAVUNMA;

C2TECHKALETRON;

YÜKSEK TEKNOLOJİ;

ALTAYBTT LTD.FOTONİKS

SELEX;

NETAŞ;

SIEMENS;

ESDAŞ;

YALTES

الروكيتوالصواريخوالذخائر

 KKK 3. ANA BAKIM MERKEZİ

KAYSERİ 2. HİBM

ANKARA 3. HİBM

MKEK;

ROKETSAN;

TAPASAN;

TÜBİTAK SAGE

BARIŞKALEKALIP;

TİSAŞGİRSAN;

SARSILMAZ

SAMSUN YURT SAVUNMA SANAYİ VE TİCARET A.Ş 

TURAÇ DIŞ TİCARET LTD. ŞTİ.

STOEGER

اللوجيستيك

ASKERİGİYİMFABRİKALARI

ASPILSAN

YAKUPOĞLU;ÖZTİRYAKİLER; TARGET;ÖZTEK;TEKSAV; ANEL;MEGETEKNİK

 

Source: http://www.ssm.gov.tr/anasayfa/savunmaSanayiimiz/Sayfalar/sirketler.aspx

 

  1. البعد الاستراتيجي للتعاون العسكري التركي ـ الخليجي
  • الأمن البحري وعامل روسيا في العلاقات التركية ـ الخليجية

المناورات ــ العسكرية التركية التي شاركت فيها دول خليجية في السنوات الأخيرة، محكومة بتحديات الأمن البحري التركي. وبالعودة إلى "وثيقة الاستراتيجية البحرية التركية"، نجد أنها تعتبر التدخل العسكري الروسي في جورجيا محطة مفصلية لتركيا، لتهديد مصالحها في البحر الأسود. وجاءت أزمة أوكرانيا، وضم القرم، لتزيد من تعقيد الوضع. وتطرقت "الوثيقة" أيضا إلى التهديدات التي تواجهها تركيا شرق المتوسط، من قبيل تحديات الاكتشافات الغازية، وتأثيرها على المسألة القبرصية والعلاقة مع اليونان، فضلا عن أهمية هذه المنطقة لأمن الطاقة الأوروبي وأنابيب الطاقة عبر تركيا. وأشارت "الوثيقة" إلى تأثير أحداث المنطقة العربية بعد 2010 م، على شرق المتوسطـ، خاصة الأزمة السورية، ولكنها لم تتطرق إلى إيران كمهدد للأمن البحري التركي.

والملفت أن "وثيقة الاستراتيجية البحرية التركية" تطرقت إلى البحر الأحمر وخليج عدن باعتبارهما الرابط بالنسبة لتركيا بين شرق المتوسط والمحيط الهندي. كما أثارت مشروع "طريق الحرير البحري" الصيني، بالإضافة إلى تطرقها لأهمية إفريقيا في الاستراتيجية البحرية التركية. وبخصوص آليات تفعيل "الاستراتيجية البحرية التركية"، فقد تم التطرق إلى أهمية تقوية العلاقات العسكرية الثنائية مع الدول الصديقة، وتبادل الزيارات مع القوات البحرية، فضلا عن تعزيز دور الملحقين العسكريين في هذا المجال[68].  

يتضح أن التحدي الروسي يعد هاجسا مركزيا في الاستراتيجية البحرية التركية، فمنذ عام 1999م، أعلن "بوتين" عن تخطيط موسكو للعودة للبحر التوسط، وتم التأكيد على هذا التوجه في "وثيقة العقيدة العسكرية البحرية الروسية لعام2001" التي تحدد الأهداف الروسية إلى غاية 2015م. واتخذت الخطوة الأولى في هذا المسار عام 2006 م، من خلال التمركز في قاعدة طرطوس بسوريا. ونفذت موسكو 2007م، أول مناورة عسكرية في البحر المتوسط، وبالتوازي حاولت موسكو أن تجد لها موقع قدم في موانئ أخرى في هذا البحر، مثل ليبيا والجزائر ومصر. وعبرت روسيا في 2007 م، البحر الأحمر نحو خليج عدن للمشاركة في عمليات مراقبة القرصنة قبالة الصومال[69]. وضمن الحسابات الاقتصادية والاستراتيجية في القطب الجنوبي، بدأت روسيا بتعزيز مواقعها في المحيط الهندي، حيث زارت البحرية الروسية سيشيل عام 2009و2011م، ووقعت معها على اتفاقية التعاون الأمني، وكانت روسيا تبحث عن التواجد في جزيرة سقطرة اليمنية [70]. وتعتبر "مناورات جسر الصداقة" في2015م، بين روسيا ومصر، ثم المناورة الروسية الصينية الأولى في المتوسط، خطوات متقدمة لتعزيز دور الأسطول البحري الروسي في الخارج. وروسيا تهدف من هذه الخطوات، إيجاد نقط ارتكاز تربط بين البحر الأسود والبحر المتوسط، مرورا إلى المحيط الهندي، كجزء من "مشروع أوراسيا" الذي تطمح من خلاله موسكو أن تلعب فيه الدور المركزي، اقتصاديا وجيوستراتيجا[71]

وبالعودة إلى الأزمة السورية فسنجد أن أحد الهواجس الكبيرة لتركيا، ينبع من مخاوف فتح الأكراد في سوريا لمنفذ لهم إلى البحر المتوسط، بالاتفاق مع الأسد وروسيا. وأي تطور في هذا الاتجاه معناه أن تركيا ستفقد خصوصية علاقاتها مع إقليم كردستان العراق الذي يصدر إنتاجياته من الطاقة عبر ميناء جيهان. أو أن أي خيار لتغيير مسار تصدير النفط العراقي مستقبلا، سيشكل ضربة جيوستراتيجية لأنقرة. والملاحظ أن الأزمة اليمنية تشكل أيضا تحديا للأمن القومي السعودي في البحر الأحمر وخليج عدن وعموم المحيط الهندي. فروسيا استغلت أزمتها مع تركيا لتوسع من وجودها العسكري، البحري والجوي في سوريا، هذا في الوقت الذي تبحث فيه عن موطئ قدم في المحيط البحري السعودي؛ بل هناك بعض التقارير تشير إلى أن روسيا تمد الحوثيين بالسلاح عبر البحر.

وضمن إطار هذه التحديات قامت البحرية التركية بعدة زيارات إلى الموانئ الخليجية في السنوات الأخيرة، حتى لا تكون خارج معادلة التنافس على النفوذ البحري بين البحر الأسود إلى المحيط الهندي (أنظر الخريطة)؛ الشيء الذي يفسر إنشاءها لقاعدة عسكرية في قطر وسعيها لإنشاء قاعدة في الصومال. وتعي السعودية أيضا خطورة الصراع حول باب المندب، فرض عليها التعاون مع جيبوتي وإنشاء قاعدة عسكرية فيها. وتساعد المناورات والعلاقات العسكرية التركية مع الخليج على تطوير الأداء لصيانة الأمن البحري الخليجي، غير أن تطوير العلاقات البحرية مع كل دول شرق إفريقيا مهمة في هذا السياق بالنسبة للخليج، الشيء الذي انتبهت له تركيا عندما قامت بجولة بحرية لأول مرة حول إفريقيا عام 2014م، أنهتها بمناورات في شرق إفريقيا.

 

 

 

  • الخليج ومسألة التنافس التركي ــ الإيراني في سوريا

تعقيدات الأزمة السورية مرتبطة بالصراع على النفوذ بين إيران وتركيا، فطهران مصرة على إبقاء "بشار " في الحكم، في حين أن تركيا ترفض ذلك. وتعقد الوضع أكثر مؤخرا بسبب المخاوف التركية من إنشاء دويلة كردية في شمال سوريا، بل أن هذا وتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، بسبب رفض الأخيرة إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، التي اقترحتها تركيا لاستيعاب اللاجئين السوريين. واستشكلت الأمور أكثر بعد أن أسقطت أنقرة طائرة روسية في نوفمبر الماضي، إذ طرحت فيما بعد إشكالات لإمكانية تحليق الطيران التركي فوق الأراضي السورية، خاصة بعد أن ثبتت روسيا صواريخ S 400 في سوريا. ووسط ذلك خرجت إيران من مأزق علاقاتها مع الغرب بعد الاتفاق النووي، مما سيفتح لها آفاقا لتقوية اقتصادها، ووضعها الاستراتيجي. وبالتوازي مع ذلك اتجهت تركيا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والأمنية والعسكرية مع دول الخليج، كانت من إحدى مظاهرها تشكيل "مجلس للشراكة الاستراتيجية التركية السعودية" في ديسمبر 2015م.

وبالنسبة للخليج العربي، فإن تطور العلاقات مع تركيا، تعد نقطة توازن مع تنامي النفوذ الإيراني، غير أن أنقرة تواجه عدة تحديات على هذا المستوى، أهمها أن إيران غير بعيدة عن المسألة الكردية في العراق أو سوريا، أو حتى داخل تركيا نفسها. وعندما أدخلت تركيا جنودها إلى الموصل في العراق أواخر 2015م، واجهتها حكومة بغداد بدعم من إيران، فضلا عن ضغط واشنطن لسحب تلك القوات، وهو ما يطرح تحديات كبيرة لأنقرة في حالة رغبتها في إرسال قواتها إلى سوريا. إن تركيا تظل مقيدة في أي عمل عسكري مباشر داخل سوريا، فأمن الطاقة مرتبط بإيران وروسيا، ثم أن عقيدتها العسكرية ومنظومتها الدفاعية مرتبطة بحلف الناتو؛ وليس من السهل أن يغامر الجيش التركي بهذه الخطوة، خاصة وأنه يخوض حربا حقيقية ضد "حزب العمال الكردستاني".

وبكلمة، فإنه عند النظر إلى محتوى الاتفاقيات العسكرية التركية ـ الخليجية، نجد أنها ليست من نوع الاتفاقيات التي يمكن إدراجها ضمن اتفاقيات الدفاع المشترك، بل هي آلية لتطوير هذه العلاقات العسكرية فقط. صحيح أن العلاقات الخليجية التركية على مستوى التصنيع العسكري تطورت مؤخراً، إلا أن ذلك لا يؤسس لعقيدة عسكرية مشتركة، رغم أن المناورات العسكرية تساعد على التنسيق العملياتي لكنها غير كافية. وتطرح هذه التطورات تحدي الرفع من مستوى العلاقات الاستراتيجية التركية الخليجية، وإيجاد أرضية مشتركة للتعامل مع العديد من القضايا، سواء في المنطقة العربية أو آسيا الوسطى وشرقها، أو في إفريقيا.

 

[1] أكتب النص الوارد حول النص الوارد في الاتفاقية السعودية

[2]“Nusret-2015 Davet Tatbikatı”,http://www.dzkk.tsk.tr/guncelduyuru.php?id=746&dil=1

[3]“Nusret-2014 Davet Tatbikatı”, http://www.dzkk.tsk.tr/guncelduyuru.php?id=518&dil=1

[4] أنظر الموقع الإلكتروني الرسمي لمركز مناورات صقر الأناضول على الرابط التالي:

http://www.anadolukartali.tsk.tr/default.asp?loc=tr&p=anasayfa

[5]“Anadolu Kartalı 2014/2 Eğitimi ”, http://www.hvkk.tsk.tr/TR/HaberDetay.aspx?ID=93&IcerikID=6312

[6]“Anadolu Kartali 2015/1 Eğitimi Basin Duyurusu”,http://www.hvkk.tsk.tr/TR/HaberDetay.aspx?ID=93&IcerikID=6506

[7]“Uluslararası IŞIK 2014-1 Tatbikatı Konya’da başladı ”,  https://www.cihan.com.tr/tr/uluslararasi-isik-2014-1-tatbikati-konyada-basladi-1487376.htm

[8]“Türk askeri Katar’da!”, http://savunmaveteknoloji.com/turk-askeri-katarda/

[9]“Türkiye ile S. Arabistan'dan askeri diyalog”,http://www.haber7.com/dis-politika/haber/1025549-turkiye-ile-s-arabistandan-askeri-diyalog

 

[10] Esra  Şenel, 1975-1978  Yılları  Arasında  Turkıye'ye  Uygulanan Ambargonun  Turk  Savunma  Sanayine  ve  Teknoloji Yonetimine  Etkısinin  Analizi, Doktora  Tezi, T.C. Kara  Harp  Okulu Savunma  Bilimleri Enstitusu Teknoloji  Yonetinli  Ana  Bilim  Dalı,Ankara , 2009, Ss:18-21.

[11] Efsun Kızmaz,Turkısh Defense Industry and Undersecretariat For Defense Industries, Master’s Thesis,  Bilkent University Department of International Relations , Ankara, September 2007, Pp:62-67.

[12]Nevzat Öner ,  Stratejik Rekabet Aracı Olarak Ar-Ge Faaliyetleri ve Türk

Sivil Savunma Sanayi sektöründe Bir Uygulama, Yüksek Lisans Tezi, T.C. İnönü Üniversitesi, Sosyal Bilimler Enstitüsü,  İşletme Anabilim Dalı, Malatya 2006, S:57.

[13]Ahmet Murat Köseoğlu,  Millisavunma Sanayiinde Yeniden Yapilanma ve Sosyal Politikalara Etkis, Doktora Tezi , T.C. Dokuz Eylül Üniversitesi Sosyal Bilimler, Enstitüsü  Çalişma Ekonomisi ve Endüstri İlişkileriana bilim Dali, Çalişma Ekonomisive Endüstri İlişkileriprogrami, Izmir, 2010, S:62.

[14] Bülent E. Beyoğlu,Türk Savunma Sektörünün Yapısal Analizi Ve Sanayileşme Modeli önerisi, Yüksek Lisans Tezi, T.C. Kara Harp Okulu Savunma Bilimleri Enstitüsü Savunma Yönetimi ana Bilim Dalı, Ankara, 2006, S:20-22.

[15]“Stratejik Plan 2007-2011 (Ver 1.2) Güncellenen Hedefler  ”.

http://www.ssm.gov.tr/anasayfa/kurumsal/sp/Documents/STRATEJIK_PLAN_%202007_VER_1%202.pdf

[16] “2009-2016Savunma Sanayii Sektörel Strateji Dokümanı”, Savunma Sanayii Müsteşarlığı Nisan, 2009.

http://sanayilesme.ssm.gov.tr/SSM/Sayfalar/20092016_SektorelStratejiDokumani.aspx

[17]  Savunma Sanayii MüsteşarlığıTeknoloji Yönetim Stratejisi2011-2016, Mili Savunma Bakanlığı - Mili Savunma Sanayi Müsteşarlığı,s:50.

http://www.ssm.gov.tr/anasayfa/kurumsal/Documents/201116_TYY.pdf

[18] Türkiye Odalar ve Borsalar Birliği T. Savunma Sanayi Meclisi Sektör Raporu 2012 Türkiye Odalar ve Borsalar Birliği T. Savunma Sanayi Meclisi Sektör Raporu, 2012, S:72.

[19]أنظر التفاصيل عن جمعية مصدري الصناعة الدفاعية والطيران على موقعها الإلكتروني في:

http://www.turksavunmasanayi.gov.tr/tr/hakkimizda/ssi-hakkinda

[20]أنظر التفاصيل عن تحالف الدفاع التركي على موقعه الإلكتروني في:

http://www.tda.gov.tr/En/Official

[21] Akif Demirel, Türkiye’de Savunma Sanayinin Sanayileşmesini Etkileyen Faktörlerin Analizi, DOKTORA TEZi     T.C. Kara Harp Okulu Savunma Bilimleri enstitüsü Savunma Yönetimi Anabilim Dalı, Ankara, 2012, Ss:38- 47.

[22]Nurullah Altun, Savunma harcamaları ve Türkiye'deki gelişim seyri(1973-1998 Dönemi), İstanbul Üniversitesi, Sosyal Bilimler Enstitüsü, Maliye Anabilim Dalı, 1998,S: 121.

[23]Serdar Şahinkaya (Hazırlayan), TR72 Bölgesi (Kayseri, Sivas, Yozgat) Savunma Sanayine Yönelik İmalat Sanayi Raporu,Türkiye Kalkinma Bankasi A.Ş.Ekonomik ve Sosyal Araştirmalar Müdürlüğü, Ankara, Ağustos 2013,S:45.

[24]2009-2016 Savunma Sanayii Sektörel Strateji Dokümanı, S:13.

[25]2009-2016 Savunma Sanayii Sektörel Strateji Dokümanı, Ss:19-23.

[26]2009-2016 Savunma Sanayii Sektörel Strateji Dokümanı, S:27.

[27] Emir Şevkıoğlu,  Bir Taktik İnsansız Hava Aracının Kanadının Deneysel ve Sayısal Yöntemler ile Dinamik Analizi, Yüksek Lisans Tezi, İstanbul Teknik Üniversitesi, Fen Bilimleri Enstitüsü, Istanbul, Haziran 2009, S:3.

[28]  Makina ve Kimya Endüstrisi kurumu Genel Müdürlüğü 2012 Yılı Faaliyet Raporu, S:50.

[29] Aselsan 2014 Faaliyet Raporu, s:45.

[30] Aselsan 2010 Faaliyet Raporu, s:18.

[31] Aselsan 2014 Faaliyet Raporu, s:41.

[32]“ARES Tersanecilik, ASELSAN ile MoU İmzaladı ”.

http://www.tskgv.org.tr/ares-tersanecilik-aselsan-ile-mou-imzaladi/

[33]“Suudi Arabistan'a 8 Balistika Sistemi Daha Kuruluyor”, http://www.tubitak.gov.tr/tr/haber/suudi-arabistana-8-balistika-sistemi-daha-kuruluyor

[34]“Türkiye’nin Simülatör Mükemmeliyet Merkezi Havelsan Katar Hava Kuvvetleri’ne İlk Ürünü Teslim Etti”, http://www.tskgv.org.tr/turkiyenin-simulator-mukemmeliyet-merkezi-havelsan-katar-hava-kuvvetlerine-ilk-urunu-teslim-etti/

[35] “TUSAŞ Bahreyn Havacılık Fuarı’nda ATAK’a Kalkıyor”, https://www.tai.com.tr/tr/basin-bultenleri/tusas-bahreyn-havacilik-fuarinda-ataka-kalkiyor

[36] Yüksek Teknoloji Fuarı- Katar, TAI Nin Sesi Dergesi, Aralık 2015,S:37.https://www.tai.com.tr/content/docs/tainin-sesi-100.pdf

[37]"Türkiye, Suudi Arabistan’a ANKA sattı”, http://www.technologic.com.tr/turkiye-suudi-arabistana-anka-satti/

[38]Aselsan Annual Report 2013, S:25.

[39] Aselsan Dergi, Sayı:93, 2/2015, S:24.

[40] أنظر الحوار مع "نايل كورت" "Nail KURT" المدير العام لشركة FNNS، في :

Savunma Sanayii Gündemi, sayı 14, 2011/ 1, S: 8.

[41]Savunma Sanayii Gündemi, sayı 7, 2009/ 1, S: 82.

[42]“Suudi Arabistan Akıncı-ZMA Komuta Kontrol Yeri Aracı Teslim Töreni (31 Ekim 2007)”.http://www.ssm.gov.tr/anasayfa/hizli/duyurular/etkinlikler/torenler/arsiv/2007/Sayfalar/zma20071031.aspx

[43]"FNSS Defense Systems Co. Inc."https://www.nurol.com.tr/en/defensive-and-fabrication-sector/fnss-defense-systems-co-inc.html

[44] Savunma Sanayii Gündemi, sayı 7, 2009/ 1, S: 82.

[45]“KİRPİ gücünü gösterdi”. http://savunmaveteknoloji.com/kirpi-gucunu-gosterdi-2/

[46] أنظر الحوار مع "إكبر أونوك"  "EkberONUK" مساعد مدير شركة YONCA –ONUK في:

Savunma Sanayii Gündemi, sayı 15, 2011/ 2, Ss:10 11.

[47]“Motor Montaj Test ve Bakım Onarım Revizyon”http://www.tei.com.tr/sayfalar/sayfa/params/tip-sayfa/id-30/MOTOR%20MONTAJ%20TEST%20VE%20BAKIM%20ONARIM%20REV%C4%B0ZYON.html

[48]" ‘BAYRAKTAR’ eksi 20 derecede askerin gözü oldu!", http://savunmaveteknoloji.com/bayraktar-eksi-20-derecede-askeri-gozu-oldu/

 

[49]“Emniyete yerli İnsansız Hava Aracı”,  http://www.milliyet.com.tr/emniyete-yerli-insansiz-hava-araci-gundem-2105701/

[50] “Nurol İnşaat ve Ticaret A.Ş.”https://www.nurol.com.tr/insaat-ve-taahhut-sektoru/nurol-insaat-ve-ticaret-a-s.html

[51] Land Combat Systems Industry Report Industrial College of The Armed Forces Academic Year 2004 - 2005 , P:5. file:///C:/Users/xper/Downloads/ADA449472.pdf

[52] “Nurol İnşaat ve Ticaret A.Ş.”

https://www.nurol.com.tr/insaat-ve-taahhut-sektoru/nurol-insaat-ve-ticaret-a-s.html

[53]Savunma Sanayii Gündemi, sayı 20, 2013/ 1, S:58.

[54] “Global Varlığımız”. https://www.fnss.com.tr/kurumsal/hakkimizda/global-varligimiz

[55]Nation Shield Journal, Issue No. 497, June 2013  , P:9. http://www.nationshield.ae/uploads/posts/80d2b9237a2ca4023b46bbc285509514.pdf

[56]" CMM Seviye 3 Uyumlu İlk Türk Firması MilSOFT ", http://www.milsoft.com.tr/004_cmm_level3_tr.php

[57] “ElektronikHarpSistemleri”. http://www.milsoft.com.tr/ew_tr.php

[58]“High-Tech Port by MÜSİAD (HTPQ-2015)”, http://www.milsoft.com.tr/htpq15.php

[59] Ali Kılıç, Ankara'daki teknoparklarda Türk savunma sanayii tarafından sürdürülen teknoloji transfer uygulamalarının analizi; ODTÜ Teknopark ve Bilkent Cyberpark uygulamaları, Kara Harp Okulu Komutanlığı, Savunma  Bilimleri  Enstitusu Teknoloji  Yonetimi  Ana  Bilıim  Dalı, Ankara, 2009,S:131.

[60] Kansendossier Developments in Turkish Defense and Aerospace Industry- Opportunity or Threat, Embassy of the Kingdom of the Netherlands, Ankara, 2012, P:13.

[61]“Akıllı Güvenlik Yönetim Sistemleri'nde İlk "Akıllı" Çözüm Ekin Teknoloji'den”, http://www.cyberpark.com.tr/List/ListItem/1515?lid=188

[62] Savunma Teknolojileri Mühendiklik ve Ticaret A.Ş. - STM Faaliyet Raporu 2010,   , S:19.http://www.signumcreative.com.tr/files/stm_faaliyet_raporu_2010.pdf

[63]“Atheeb Group Of Saudi Arabia and STM of Turkey sign MOU”, http://www.atheeb.com/english/viewnews.php?p=4&f=_8&n=77&PHPSESSID=da17f4fcfe68341de6846e0e0985082b

[64] “Türkiye'nin İlk Özel Askeri Eğitim Ve Savunma Şirketi Faaliyete Geçti”.http://www.dha.com.tr/turkiyenin-ilk-ozel-askeri-egitim-ve-savunma-sirketi-faaliyete-gecti_774406.html

 

[65] أنظر هذه الفعاليات على الموقع الإلكتروني للشركة.

http://www.asancak.com/eng/News.aspx

[66] يشرف على ممثلية مستشارية الصناعة العسكرية التركية في الرياض الجنرال حسين شانتورك، أنظر:

http://isbirligi.ssm.gov.tr/Sayfalar/YurtdisiOfislerRiyad.aspx

[67]حول تطور الصناعة العسكرية الخليجية، خاصة في العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة راجع:

Bilal Y. Saab, The Gulf Rising: Defense Industrialization in Saudi Arabia and the UAE, Atlantic Council,Washington,May 2014.

[68] انظر وثيقة الاستراتيجية البحرية التركية على موقع القوات البحرية التركية في:

Türk Deniz Kuvvetleri Stratejisi”, Ss: 9 –21.

http://www.dzkk.tsk.tr/data/icerik/392/DZKK_STRATEJI.pdf

 

[69] حول عودة نشاط البحرية الروسية أنظر:

Lee Willett, “The Navy in Russia's ‘Resurgence’”, The RUSI Journal,Vol.154,No 1, 2009.

[70]للتفصيل حول الاستراتيجية الروسية في المحيط الهندي انظر:

Alexey D. Muraviev, “Shadow of The Northern Giant: Russia’s Current And Future EngagementWith The Indian Ocean Region”, Journal of The Indian Ocean Region, Vol. 7, No. 2, December 2011.

 

[71]Dr Christina Lin, Is a Eurasian military bloc arising to combat the Army of Conquest in Syria?, Institut für Strategie- Politik- Sicherheits- und Wirtschaftsberatung ISPSW, Issue No. 357 June 2015, P:3.

 

مقالات لنفس الكاتب