; logged out
الرئيسية / سياسات تركيا تُجاه شمال العراق: المشكلات والآفاق المستقبلية

العدد 105

سياسات تركيا تُجاه شمال العراق: المشكلات والآفاق المستقبلية

الأحد، 06 آذار/مارس 2016

 ضمن الرؤى الاستشرافية التي يعكف عليها مركز الخليج للأبحاث ضمن إطار الاستدلال على القضايا الرئيسية في المنطقة ، وضمن مجموعة إصداراته الدورية ، صدر عن مركز الخليج للأبحاث كتاب (سياسات تركيا تجاه شمال العراق ـ المشكلات والآفاق المستقبلية) عام 2005م، للمؤلف البريطاني بيل بارك، وهو محاضر أول في قسم دراسات الدفاع في كلية كينج بلندن، والمدرس في كلية القيادة المشتركة والأركان في وتشفيلد .وجاء الكتاب في 130 صفحة، وتضمن بين دفتيه ثلاثة فصول رئيسية، وجاء الفصل الأول تحت عنوان (العلاقات التركية ـ الكردية) وتتبع هذا الفصل: نشوء العراق: الموصل واتفاقية سيفر، ومشكلة تركيا الداخلية مع الأكراد، وشمال العراق والحرب التركية على الأكراد، وأكراد العراق، وأنقرة والحرب الوشيكة على العراق، ومفاوضات ما قبل الحرب.

وجاء الفصل الثاني تحت عنوان (الأكراد والترتيبات السياسية في عراق ما بعد صدام) وتضمن: توسيع النفوذ الكردي، التركمان كحلفاء محليين لتركيا، حلفاء تركيا ومعارضتهم لطموحات أكراد العراق، حزب العمال الكردستاني، وهل باستطاعة أكراد تركيا الاندماج في مجتمعهم؟

بينما حمل الفصل الثالث عنوان (سيناريوهات عراقية) وتضمن: خيارات ومشكلات أنقرة وواشنطن، هل من آفاق للتفاهم بين الأتراك والأكراد، حليف واشنطن، هل تصلح تركيا كجسر في الشرق الأوسط، تركيا بين أوروبا وأمريكا.

واعتبر المؤلف أن القضية الكردية من أهم العوامل التي تكفلت في أحيان كثيرة بامتناع أنقرة عن الانخراط في سياسيات الشرق الأوسط، حيث، من الناحية الديموغرافية يمكن القول أن سكان المناطق الجبلية يشكلون أغلبية العرق الكردي الذين يبلغ إجمالي عددهم على مستوى العالم بثلاثين مليون نسمة تقريبا، مع أنهم لم ينصهروا في بوتقة عرقية واحدة.

ويشكل أكراد تركيا البالغ عددهم 18 مليون نسمة، نسبة 20% من مجمل سكان البلاد، ونحو نصف المجموع الإجمالي للأكراد في العالم، أما عدد أكراد العراق فيبلغ نحو 5 ملايين ويشكلون على أقل تقدير نحو 15% من سكان العراق، بينما قد يفوق عدد الأكراد الإيرانيين عدد أكراد العراق بقليل، لكن نسبتهم الديموغرافية في إيران أقل من العراق، بينما يتجاوز أكراد سوريا المليون نسمة بكثير ، وفيما يتعلق بالتركيبة المذهبية للأكراد ، فأغلبية الأكراد من المسلمين السنة، ونسبة بينهم تعتنق المذهب العلوي ويعتنقه أكراد تركيا بشكل أساسي، كما توجد اٌقلية كردية يزيدية.

والأكراد يمثلون معضلة في المعادلة السكانية والديموغرافية لتركيا ما يزيد مخاوف تركيا من تزايد النزعة الكردية إلى الانفصال، إضافة إلى التأهب الكردي والتحفز المناوئ لأنقرة خاصة حزب العمال الكردستاني الذي يمثل حالة من الصداع الدائم لمتخذي القرار التركي، لذلك لا يوجد في العقيدة الأمنية التركية أي فصل بين شمال العراق وجنوب شرق تركيا، لأن كل واحدة من هاتين المنطقتين تشكل الامتداد الجغرافي والثقافي والاثني للمنطقة الأخرى.

 وفي نظر العديد من الأتراك فمستقبل العراق عموماً، ومستقبل الأكراد خصوصاً يمثل جوهر المصالح الأمنية التركية، وينطوي على تهديد محتمل لسلامة وحدة التراب التركي، لذلك ترسخت القضية التركية في صلب السياسات الاستراتيجية التركية.

و زاد من خطورة القضية الكردية لاحقاً بعد سقوط نظام صدام حسين، واندلاع الثورة السورية ودخول إيران وروسيا على خط الأزمة السورية، ثم الخلاف التركي ـ الروسي مع ضعف الحكومة المركزية في بغداد، واستيلاء تنظيم داعش على أهم المدن في شمال العراق وهي مدن متاخمة للمنطقة الكردية في شمال العراق، وكذلك زيادة حدة التوتر بين تركيا وروسيا في الساحة السورية بعد حادث إسقاط تركيا الطائرة المقاتلة الروسية.

 لذلك فسخونة الأحداث وتطورها بصورة سريعة أربك الحسابات وجعل المربع الكردي وخاصة المثلث الموجود في العراق وسوريا وتركيا منطقة مواجهات عسكرية، وصراع نفوذ غير مسبوق في هذه المنطقة المهمة.  

   

 

كتاب سياسات تركيا تُجاه شمال العراق: المشكلات والآفاق المستقبلية

مجلة آراء حول الخليج