; logged out
الرئيسية / الحلول تتطلب إستراتيجية عربية شاملة وقوانين وميثاق إعلامي الإعلام مصدر أزمات بين الدول.. دراسة حالة "دول شمال إفريقيا"

العدد 117

الحلول تتطلب إستراتيجية عربية شاملة وقوانين وميثاق إعلامي الإعلام مصدر أزمات بين الدول.. دراسة حالة "دول شمال إفريقيا"

الأحد، 05 آذار/مارس 2017

لما كان للإعلام دورًا بارزًا وتأثيرًا ملحوظًا في العلاقات الدولية يلعبه من أجل تقارب وجهات النظر بين الدول، وكونه يعد أحد أدوات السياسة الخارجية المهمة لمختلف الدول، كونه يمتلك من التأثير والسطوة ما يجعله يوجه الرأي العام سواء الداخلي أو الخارجي بغية تحقيق مصالح دولة ما أو التأثير على التوجهات بشأن قضية ما. إلا أنه في بعض الأحيان يعد سببًا في تأزيم وإثارة الأزمات بين الدول وبعضها البعض، ما يجعله أحد الأدوات المهمة التي ينبغي أن يتم إدارتها من خلال مواثيق وقوانين ونظم وهيآت من شأنها أن يساهم الإعلام في تعزيز العلاقات والتقارب بين الدول، لا أن يتسبب في مشكلات مزمنة يترتب عليها تداعيات سلبية في طبيعة ومستقبل العلاقات بين الدول.

وعلى الصعيد الإقليمي، بدا في الأفق عقب اندلاع ما يعرف بـ "ثورات الربيع العربي" في بعض الدول العربية ثمة مؤشرات إيجابية بشأن انطلاقة جديدة للإعلام العربي تساهم من جهة في رفع الوعي لدى المواطن العربي، وتلعب دورًا إيجابيًا في تعزيز العلاقات وتقريب وجهات النظر بين الأنظمة العربية الجديدة والقائمة من جهة ثانية، خاصة في ظل الخبرات السلبية السابقة للإعلام في تأزيم العلاقات بين بعض الدول العربية الكبرى كالأزمة بين مصر والجزائر في عام 2009م، إلا أنه لوحظ خلال السنوات الست الماضية عدم تفعيل الميثاق الإعلامي العربي بين الدول العربية، واستمرار الإعلام العربي في تعزيز الشقاق بين الدول العربية، وتصاعد المشاعر السلبية بين الشعوب العربية والحكومات.

واتساقًا مع ما سبق، يلقي التقرير الضوء على دور الإعلام كأحد المسببات في تأزيم العلاقات بين دول الشمال الإفريقي، مع التركيز بصفة خاصة على دوره في تدهور العلاقات بين دول المغرب العربي، وما يترتب عليه من غياب التعاون وتعزيز العلاقات بين دوله، ما أدى إلى تأخر تفعيل الاتحاد المغاربي.

سمات وظواهر سلبية للإعلام العربي

كشفت السنوات القليلة الماضية عن وجود عدد من الظواهر السلبية لدى الإعلام العربي، وهو ما أثار الجدل حول دور الإعلام في تأزيم العلاقات الثنائية بين دول المنطقة، حيث تصاعدت التحريضات والتراشق الإعلامي بين بعض الدول العربية على خلفية تناقض المواقف في بعض القضايا السياسية الإقليمية، ما أفضى إلى مزيد من التوترات الإقليمية في المنطقة، وتتمثل تلك الظواهر والسمات في:

-       غياب المهنية، وعدم المسؤولية في مجال الإعلام سواء المرئي أو المسموع أو المقروء، وهو ناتج عن عدم التخصص بالنسبة للكثير ممن امتهنوا مجال الإعلام، فضلاً عن غياب الاهتمام بانعقاد دورات التأهيل للإعلاميين.

-       أضحى الإعلام أداة مهمة يتم استخدامها في إدارة الخلافات بين دول المنطقة، بدلاً من استخدامه في تعزيز العلاقات بينهم كأداة مهمة للقوة الناعمة العربية سواء في علاقاتها البينية، أو علاقاتها مع العالم الخارجي، ما يعني انحرافه عن أهدافه السامية.

-       هيمنة رأس المال على الإعلام، ما دفع إلى سيطرة مراكز القوى على الإعلام في بعض الدول، من أجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم الخاصة، فضلاً عن اعتماد عدد من قوى المعارضة في بعض الدول العربية على الإعلام من أجل حشد مؤيديه وتبيان مساوئ النظام القائم، مثل القنوات المعارضة للنظام الجديد في مصر، والتي يتم تمويلها من قبل بعض أعضاء الإخوان المسلمين أو بعض الدول الأخرى الخارجية.

-       يواجه الإعلام العربي المزيد من الفوضى، بسبب غياب القوانين التي تحكمه، فضلاً عن العجز في تدشين ميثاق إعلامي عربي موحد يقف حاجزًا أمام التوترات الإقليمية التي تسببها وسائل الإعلام بأنواعها بين دول المنطقة، ويفتح المجال أمام تعزيز التعاون واستقرار العلاقات الثنائية بينها.

-       ضعف أداء الإعلام الحكومي على مستوى دول المنطقة لحساب الإعلام الخاص بمختلف أنواعه، وربما يعود ذلك إلى ضعف التمويل والإمكانيات بالنسبة للإعلام الحكومي وتزايد معدلات الفساد والإهمال في ذلك القطاع، فضلاً عن استقطاب العديد من الخبرات الإعلامية إلى الإعلام الخاص، بالإضافة إلى غياب الاستراتيجيات التي من شأنها إعادة تحديث وإصلاح الإعلام الحكومي من أجل انطلاقة جديدة تواكب سيطرة الإعلام الخاص على الساحة الإعلامية في العالم العربي.

سلوك الإعلام في علاقات الدول

كان للسلوك الإعلامي في كثير من الأحايين دوره الملحوظ في تدهور وتراجع العلاقات بين بعض دول الشمال الإفريقي، حيث تسببت تصريحات ومواقف عدد من الإعلاميين العرب في بعض دول المنطقة إلى توتير العلاقات بين بعض دول المنطقة. كما أدى الحديث عن تقارب بعض الإعلاميين من أجهزة الدولة السيادية إلى الاعتقاد بأن تصريحاتهم المعادية للدول الأخرى يأتي بمباركة من الدولة، وهو ما أفضى إلى تزايد التوترات، وتبادل الاتهامات بين دول المنطقة، ما فتح المجال أمام المزيد من الانشقاق بينهم لا سيما فيما يتعلق بإعادة إحياء الاتحاد المغاربي في منطقة المغرب العربي. وتجدر الإشارة إلى أن الاختلاف في المواقف السياسية لدول المنطقة بشأن قضايا إقليمية أو كيانات سياسية كان أحد مسببات التراشق الإعلامي المتبادل بين بعض دول المنطقة.

الإعلام والعلاقات المصرية ـ الجزائرية

تعود الأزمة بين مصر والجزائر إلى عام 2009م، بعد افتعالها من قبل الإعلام الرياضي عقب مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم الذي استضافته دولة جنوب إفريقيا في 2010م. وتحول الأمر من مجرد مباراة لكرة القدم إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، أدت إلى توتر العلاقات بينهما زهاء الست سنوات إلى أن خففت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب توليه الرئاسة في 2014م، إلى الجزائر من حدة التوترات بين البلدين، خاصة في ظل التطورات الإقليمية التي تواجه البلدين وتهدد الأمن القومي لهما، لا سيما الأزمة الليبية، وتصاعد ظاهرة الإرهاب في المنطقة.

كما شن الإعلام المصري حملة ضد العالم الجزائري محمد السليماني، وهو أحد علماء مؤسسة الأزهر الشريف، واتهمه الإعلام بأنه ذراع لجماعة الإخوان المسلمين داخل المؤسسة، ويسعى لعودتهم بعد قيامه بإبداء رغبته في الوساطة بين النظام الجديد في مصر وجماعة الإخوان، الأمر الذي دفعه في الأخير إلى الاستقالة من مؤسسة الأزهر.

وأثار قيام بعض وسائل الإعلام المصرية بشن هجوم على إحدى المتسابقات الجزائريات المشتركة في برنامج Star Academy الذي يذاع على القناة المصرية Cbc بعد اتهامها بتوجيه الإساءة لمصر على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أفضى إلى المطالبة بمنع دخولها إلى مصر بسبب الإهانة لشعب مصر، وهو ما أثار التساؤلات والتعجب لدى الجانب الجزائري.

وجاء تصريح الإعلامي السابق توفيق عكاشة على قناة الفراعين المصرية بشأن مطالبته للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالاعتذار عن الترشح للانتخابات الأخيرة والتي فاز بها، ليثير غضب الشعب الجزائري كونه يعتبر تدخلاً غير مقبول في شؤون البلاد الداخلية.

وعلى الجانب الآخر، هاجم الإعلام الجزائري الجانب المصري على إثر تصريحات نقلتها بعض وسائل الإعلام المصرية، ونسبتها إلى المشير عبد الفتاح السيسي – المرشح الرئاسي آنذاك -في مايو 2014 م، حول قدرته على اجتياز الجزائر خلال ثلاثة أيام، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام الجزائرية إساءة للدولة الجزائرية والجيش الجزائري، على الرغم من نفي الحملة الانتخابية للسيسي لما تردد بشأن تلك التصريحات، واعتبرتها كاذبة وتم تأويلها على نحو خاطئ.

وتجدر الإشارة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" و "تويتر" قد شهدت مؤخرًا بعض الاتهامات المتبادلة بين البعض من البلدين على غرار أزمة 2009م، بشأن تشجيع بعض من أفراد الجالية الجزائرية في الجابون لمنتخب الكاميرون المنافس للمنتخب المصري في نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية التي عقدت مؤخرًا في دولة الجابون. وقد أرجع المحللون ذلك إلى استمرار تبعات أزمة 2009م، والتي أثرت على قطاع كبير من الشعبين إلى وقتنا هذا، بالإضافة إلى موقف بعض الجزائريين المناوئ لثورة 30 يونيو 2013م، في مصر التي أطاحت بجماعة الإخوان المسلمين من حكم البلاد.

الإعلام والعلاقات المصرية ـ المغربية

اندلعت الأزمة الدبلوماسية بين مصر والمملكة المغربية في يوليو 2015م، عقب الهجوم الإعلامي الذي شنته الإعلامية أماني الخياط على قناة ON Tv، حيث قامت بالهجوم ضد المغرب والملك المغربي محمد السادس، حيث انتقدت الخياط زيارة الملك المغربي إلى تركيا، وادعت أن الاقتصاد المغربي قائم على الدعارة، كما صرحت بأن الملك محمد السادس قد عقد صفقة مع الشيطان لإنقاذ عرشه في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين، وادعت أن المغرب من أكثر الدول التي تعاني من الإصابة بفيروس نقص المناعة "الإيدز".

وفي رد فعل معاكس، عرضت القناتان الأولى والثانية في التليفزيون المغربي تقريرين إخباريين في إحدى النشرات الإخبارية ووصف ما حدث في 30 يونيو 2013م، بالانقلاب على الشرعية، كما تضمن التقريران هجومًا على الرئيس المصري، وهو ما اعتبرته الأوساط السياسية المصرية تغيرًا في الموقف المغربي من ثورة 30 يونيو. كما شهدت الشوارع المغربية مسيرات احتجاجًا وتنديدًا بما حدث، كما نظمت الجالية المغربية في مصر وقفة احتجاجية أمام مقر القناة المصرية. وقامت السفارة المغربية في القاهرة بتقديم بلاغ للنائب العام.

وفي محاولة لتخفيف حدة التوتر بين البلدين على إثر تلك الأزمة والتأكيد على حرص مصر على علاقات متميزة مع المملكة، قام وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بزيارة إلى المغرب، كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا للتأكيد على أن الإعلامية المذكورة لا تعبر إلا عن رأيها.

كما أثيرت أزمة جديدة بعد قيام الإعلامية المصرية ريهام سعيد بتصوير مشاهد عن الجن والدعارة في المغرب، على الرغم من استخراجها لتصريح مغربي لبرنامجها الذي تذيعه قناة النهار المصرية بهدف إجراء لقاء تليفزيوني مع أحد الفنانين المغربيين، بالإضافة إلى تصوير مشاهد خارجية للتعريف بالسياحة المغربية، وهو ما دعا وزارة الاتصالات المغربية للتحقيق معها وفريق العمل الخاص بالبرنامج.

وجاء تصريح الفنان المصري "يوسف شعبان" في أحد البرامج الذي تذيعه القناة المصرية "صدى البلد" بشأن زعمه أن حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر من أصل يهودي، وأن أصوله تعود إلى المغرب، كما أشار إلى أن من بين 10 مغاربة هناك ثمانية يدينون باليهودية، وادعى أنهم يدينون بدين الإسلام لمصالح معينة، وهو ما أثار حفيظة الجانب المغربي، قبل أن يعتذر عن تصريحاته.

وقد تسببت زيارة وفد صحفي مصري إلى مخيمات الصحراء الغربية " جبهة البوليساريو" في مدينة تندوف الجزائرية، والمتنازع عليها بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي، وإصدارهم كتاب بعنوان " الصحراء الغربية في عيون مصرية"، ومشاركة الوفد في لقاء دولي عقد في الجزائر يدعم الجبهة، إلى تأزيم العلاقات المصرية ـــ المغربية، باعتباره يعكس موقفًا مصريًا معاديًا للمغرب ومؤيدًا لجبهة البوليساريو، وهو ما تنفيه دومًا الدبلوماسية المصرية.

كما انتقدت بعض المواقع الإخبارية المغربية بعض الصحف المصرية القومية والمستقلة بسبب نشرها لبعض المقالات والأخبار بشأن زيارة الوفد الصحفي للصحراء الغربية، ففي 5 يوليو 2014م، نشرت صحيفة أخبار اليوم مقالا للصحفي محمود رضا بعنوان " رزقي على الله ... أكثر الشعوب استبشارًا بالسيسي"، كما نشرت جريدة المصري اليوم في 13 يوليو 2014م، تحقيقًا عن حياة المجتمع الصحراوي في المغرب بعنوان "ثلاثية الحياة: حلم العودة وطبول الحرب وحكم المرأة"، ونشرت أيضًا نفس الجريدة حوارًا مع الراحل محمد عبد العزيز، الزعيم السابق لجبهة البوليساريو، حمل عنوان "أمين جبهة البوليساريو: متفائلون بالسيسي".

كما ندد الإعلام المغربي بقيام القناة المصرية "المولد" بسبب استخدامها لصورة تؤول إلى نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية المغربي في إحدى المواد الإعلانية التي تدعو إلى الشعوذة، واعتبرته تشهيرًا بالنائب البرلماني المغربي أبي زيد المقرئ الإدريسي.

وقد جاءت الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس إلى إثيوبيا وتوقيع عدد من الاتفاقات الاستثمارية ومنها إنشاء أكبر مصنع أسمدة في العالم من أجل زراعة آلاف الأفدنة في إثيوبيا، لتعكس سخط الإعلام المصري حيث قامت بعض وسائل الإعلام المصرية بهجوم على المغرب، واتهمته بطعن مصر من إثيوبيا، وذلك على خلفية التوتر بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة التي تشرع إثيوبيا في بنائه حاليًا وهو ما يهدد المصالح المائية المصرية. وقد اعتبر محللون أن زيارة الملك محمد السادس ردًا مغربيًا على استضافة مصر لأعضاء منتمين إلى جبهة البوليساريو وحضورهم لمؤتمر عقد في شرم الشيخ بمناسبة مرور 150 عامًا على نشأة الحياة البرلمانية في مصر.

الإعلام وتأزيم العلاقات المغربية ـ الموريتانية

أدى اندلاع عدد من الأحداث المتتابعة إلى تأزم العلاقات بين البلدين، ولعب الإعلام دورًا بارزًا في تزايد توتر العلاقات بينهما، وتتمثل أبرز تلك الأحداث في الانفتاح الموريتاني الرسمي على جبهة البوليساريو، علاوة على استقبال الرئيس الموريتاني لقادة الجبهة باستمرار، بالإضافة للحضور الرسمي الموريتاني في مراسم تشييع جنازة الزعيم السابق للبوليساريو، وهو ما اعتبرته المغرب تجاوزًا للخطوط الحمراء في ملف الصحراء الغربية الذي تعتبره الملف الأكثر حساسية، وتقيس به علاقاتها مع الدول الأخرى.

فقد هاجمت الصحافة المغربية دولة موريتانيا بعد مشاركتها في مؤتمر جبهة البوليساريو الذي عُقد في  يوليو 2016م، في مخيم الداخلة بولاية تندوف الجزائرية تحت شعار " قوة، تصميم، وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة". بالإضافة إلى مهاجمة الإعلام المغربي لموريتانيا بعد إرسالها وفد رفيع المستوى لحضور جنازة الزعيم السابق لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز.

كما شن الإعلام المغربي هجومًا على موريتانيا قبل استضافتها لمؤتمر القمة العربية الأخيرة، والتي كانت المغرب قد اعتذرتعن استضافته بحجة عدم توافر الشروط والظروف الطبيعية والموضوعية للخروج بقرارات تستجيب لتطلعات شعوب الوطن العربي، وهو ما أفضى إلى انخفاض التمثيل المغربي خلال القمة، ما يعكس توتر العلاقات بين البلدين.

وفي المقابل،يشن الإعلام الموريتاني هجمات ضد المغرب خاصة بعد إلغاء المغرب لزيارتين للرئيس الموريتاني بحجة انشغال الملك المغربي، بالإضافة إلى احتضان المغرب للمعارضين السياسيين الموريتاني "بوعماتو"، و "ولد الشافعي"، علاوة على رفض المغرب استقبال وزير الخارجية الموريتانية في البلاط الملكي لتسليم الدعوة للملك من أجل حضور القمة العربية. كما تتهم موريتانيا المغرب بأنها تحرض السنغال ضدها.

ويبدو مما سبق، أنه كما للإعلام دور كبير في العلاقات الدولية كأداة مهمة يمكن استغلالها في تعزيز وتحقيق المصالح للدول، إلا أنه على الجانب الآخر يمثل أداة لتوتير وتأزيم العلاقات بين الدول وبعضها البعض. وفي منطقة الشمال الإفريقي وفي القلب منها المغرب العربي، يلاحظ توتر العلاقات بين دوله، وقد ساهم الإعلام في ذلك التوتر دون المضي قدمًا نحو تعزيز العلاقات البينية بين دول المنطقة، وهو الأمر الذي يعيق إعادة إحياء الاتحاد المغاربي.

ويتطلب الأمر تبني استراتيجية شاملة عربية تتضمن قوانين ومعايير وميثاق إعلامي عربي من شأنها أن تعيد الإعلام العربي إلى مساره الصحيح، بما يساهم في تعزيز العلاقات العربية ـ العربية والتعاون بينها، دون الانحراف إلى توتير وعرقلة العلاقات بين دول المنطقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*باحث في القضايا العربية 

مجلة آراء حول الخليج