; logged out
الرئيسية / عاصفة الحزم: الإعلام العسكري الخليجي يحتاج إلى تحديث شامل 50 صحيفة و 25 قناة تلفزيونية في الخليج: "إعلام مناسبات" لا "إعلام أزمات"

العدد 117

عاصفة الحزم: الإعلام العسكري الخليجي يحتاج إلى تحديث شامل 50 صحيفة و 25 قناة تلفزيونية في الخليج: "إعلام مناسبات" لا "إعلام أزمات"

الأحد، 05 آذار/مارس 2017

غياب الأقلام المقاتلة

          في الخليج تعودنا على أنماط الاستجابة القاصرة من أكثر من 50 صحيفة وأكثر من25 قناة تلفزيونية حيال الصراعات مع الإرهاب أو خلال العمليات العسكرية كعاصفة الحزم. حيث بقيت هذه الوسائل،بل ووسائل التواصل الاجتماعي الجديدة الأخرى في تمثيل دور " إعلام فعالية (لا) إعلام أزمة"؛ وهو قصور معيب لما للإعلام من تأثير مباشر ليس على الشعوب بصناعة وقيادة الرأي العام بل على صناع القرار السياسي وعلى علاقات دول الخليج الإقليمية والدولية؛وفي ذلك تجاهل لما للإعلام بأدواته وقنواته من دور كسلاح يضاهي الأسلحة النوعية لقدرته على جمع الكلمة وحشد الصفوف. فمع تطور وسائل وأدوات الصراع المسلح، لم يعد مسرح العمليات مقصورًا على ميدان المعركة،بل كل أجزاء دول الصراع،ممايحتم على الإعلام العسكري أن ينقل بالصوت والصورة كل ما يدورعلى ساحات العمليات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 ولأن الكلمة أصبحت أسرع من الرصاصة،ومداها غير محدود، وفعالية تأثيرها أصبحت لا تقدر بمسافة وزمن،فهي تتجاوز حدود الوطن والإقليم لتشمل عالمًا بأكمله تشكله وتصوره كيفما أراد المخططون لها بقوة مفرداتها وإرادة من يكتبها.فمن المفترض أن تنطلق الأقلام الخليجية المقاتلة لتنفيذ مهامها1، بعد أن صرفت عليها أموال تقارب ما يصرف على السلاح؛ فالتقديرات تشير أنه بلغ حجم الإنفاق العالمي قطاع الإعلام بمختلف فئاته 1.77 تريليون دولار لعام 2016م، كما سيبلغ حجم الإنفاق العالمي على الأسلحة قرابة 1.676 تريليون دولار[1].وما صرف على الإعلام الخليجي الحكومي ضمن ميزانيات وزارات الإعلام ليس بقليل.

وقد لا يكون متوافقًا مع المزاج المعتاد للمتلقي الخليجي أن يتابع إعلام تكون مفرداته مستمدة من قاموس عسكري، فقد كان يتابع باستهجان تلفزيونات إيران والعراق خلال حرب الـثمان سنوات، وهي تعرض في ساعات الذروة جثث القتلى ودخان البنادق، بطريقة منفرة؛ لكن اللحظة الخليجية الراهنة تتطلب وجود الإعلام الحربي كأحد الفروع المتخصصة للإعلام الشامل، فحين تكون قويًا في الحرب ضعيفًا في الإعلام فإنك تخسر الكثير. لذا يجب أن يتميز الإعلام العسكري بالسرعة في إيصال المعلومة قبل أن تشوه من خلال وسائل الإعلام المضادة. وبالموضوعية في نقل الأحداث دون إثارة. كما يجب أن يتميز بدقة المعلومات حتى لا يفقد مصداقيته. ولمجابهة المتغيرات يجب أن يتحلى بالمرونة، والتكامل بالتنسيق مع وسائل الإعلام الأخرى للدولة، بالإضافة إلى ضرورة مجاراة الأحداث باقتناء الوسائل والنظم والأجهزة المتطورة[2].

وتشير اللحظة الخليجية الراهنة لوجود أنماطً مغايرةً من التحديات غير مسبوقة، تتطلب تحول دور الإعلام في الحرب على الإرهاب أو على الحوثيين من قضية قومية إلى قضية أمن قومي، دون عسكرة الإعلام بصورة منفرة،عبر وضع محددات للتعاطي مع الإرهاب وعاصفة الحزم. وترك الكلمات الإعلامية الأكثر تقليديّة، وتنمية القدرة على وصل الأسباب بالنتائج فيما يجري على ساحة محاربة الإرهاب وعاصفة الحزم في حرب اليمن.

الحرب بين التعتيم والنشر

في حرب فوكلاند 1982م، رأى مخططو الحرب في بريطانيا أنه من المستحسن ألا تعرض وسائل الإعلام إلا بعض الأخبار التي تسمح بها الحكومة البريطانية لاعتبارات سياسية وأمنية، وكانت وزارة الدفاع البريطانية تعتقد أن الحرب التي تعرض قد تسبب القلق والإزعاج لدى عائلات الجنود البريطانيين مما قد يؤثر أيضًا على الرأي العام البريطاني، شريطة أن تتم العمليةالعسكرية بسرعة هائلة. وفي حرب جزيرة غرينادا 1983م، مارست وزارة الدفاع الأمريكية أسلوب التعتيم حول أنباء هذه الحرب رغم أن الجزيرة الصغيرة كانت عرضة للتحول إلى الشيوعية مما يبرر غزوها. وعلى النقيض من ذلك كانت عاصفة الصحراء 1991م، منقولة على قناة سي، ان، ان لحظة بلحظة. ومثلها حرب تحرير العراق 2003م، حيث سمحوا لحوالي ثلاثة آلاف من الإعلاميين الدوليين بالتواجد تحت مظلتهم.

لقد أتت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية كلحظة تاريخية حبلى بالتغيير، فقد منعت قيام جمهورية الحوثيين الإسلامية، لكنها أظهرت أن دول الخليج ما زالت تفتقد إعلامًا حربيًا مهنيًا، حيث تبدو ممارسات الإعلام الخليجي تجاه هذه الحرب أقرب للدعاية

 الظاهرة[3]. فالإعلام الحربي يعتمد على الإقناع من خلال نشر المعلومات، والحقائق وصناعة الخبر وتسويق المعلومات والأفكار والمواقف واختلاق الأحداث، وإنتاجها في اتجاه معين على نحو يبرز تفوق الجيش وأفراده على العدو لرفع الروح المعنوية لدى المواطنين والجنود وبث روح الإحباط لدى قوات العدو. وتشخيص الحالة الإعلامية في عاصفة الحزم يكشف لنا غياب الخطط الاستراتيجية في التعامل مع المعلومات ومراحلها من توفرها ونشرها ومن ثم حمايتها، ولا يفوتنا التنويه إلى أن الإعلام الحربي هو إعلام يتطلب أن يكون زاخر بالمعلومات المرتبة، فغياب خطة استراتيجية للمعلومات يؤدي إلى اخفاقات في مسارات إعلامية مهمة ترافق أي عمل عسكري هي المسار الإنساني، والمسار السياسي[4].

فن اختيار العدو

يعتبر فن اختيار العدو أهم  قصور تعانيه وسائلنا الإعلامية، ففي فقه الحروب إذا تعذر اختيار العدو وجب إعادة تشكيل الخصم الذي أمامنا بوسائل الإعلام، فالمفترض ألا نشن حربًا دعائية لتحرير بقية اليمن، بل حربًا نفسية (Psychological operations (PSYOP ضد تحالف الحوثة / صالح لإحداث الأثر النفسي المراد عبر تعظيم قدراتهم العسكرية، وإظهارهم بمظهر صاحب السلوك العدواني، وكشف حقيقة توجهاتهم الإقليمية، وإيصال قيادة عملياتهم لدرجة مرتفعة من جنون العظمة كوحدات لا تقهر احتلت اليمن في شهرين.حينها نكون قد شكلنا ملامح العدو وأوصلناه للاعتقاد الراسخ بقدرته المبالغ فيها لنورده للهلاك بمغامرات قاتلة. حينها سيتقبل المحيط الإقليمي والدولي مشروعية القضاء على قدرات الحوثة غير المحسوبة في توازنات القوى بالمنطقة، وحينها ستتحرر صنعاء المثخنة بالجراح[5].

لكن الإعلام العسكري الخليجي في عاصفة الحزم لم يظهر جاهزًا للرقي لمرحلة خلق وتشكيل العدو؛ لقصور إنتاج واستخدام الصور في وسائل الإعلام الإخبارية، رغم أنه قد قيل "إن لم تكن صورتك مؤثرة فهذا يعني أنك لست قريبًا من الحدث بما يكفي"[6].والصورة في المحافل الدولية قادرة أن تقلب الرأي العام والعالمي رأسًا على عقب، فالحكمة تقول “من رأى ليس كمن سمع”. بالإضافة إلى غياب المراسل الحربي المختص، والذي هو أقوى المراسلين ضمن رجال بلاط صاحبة الجلالة، فوجهة نظره يتبناها مواطنوه فيدعمون أو يعارضون حروب بلدانهم. وقد استخدمت الصحف الخليجية أضعف وأقل مراسليها خبرة ودراية لنقل صورة عاصفة الحزم، وبإمكان أي عسكري محترف أن يقول إن الناطق الرسمي في غرفة الإيجاز العسكري لعاصفة الحزم لم يطرح عليه سؤال واحد مثقل بفكر عسكري، ولولا حنكة المتحدث الرسمي اللواء الركن أحمد حسن عسيري وإقدامه-دون تشويه لطبيعة الالتزامات التي يفرضها المنصب ـ على التصريح بما يريده أن يصل للصديق والعدو لما علمنا ما تقوم به قواتنا. كما واجهت العاصفة مشكلة وجود "إعلام مناهضة الحرب" وحضوره القوي لنشر المعلومات لجمهور مستهدف له قدرة على دفع دوله لمنع تصدير السلاح والذخيرة لدول الخليج.

شعبية الحرب  

يحتاج الإعلام العسكري الخليجي إلى عملية تحديث مؤلمة، تتطلب أن نبدأ بطرح الأسئلة الصعبة حول ما حال دون خلق إبهار يخرج الحرب في اليمن من شاشة رادار المراقب الجوي فقط إلى شاشات التلفزيون الخليجية والعربية والدولية، وتبديد ما يروج عن كونها حرب منسية او مستنقع غاصت فيه دول الخليج العربي.ومن الإجراءات المطلوبة التي أشار إليها أكثر من متابع مختص[7] ما يلي:

     - إيجاد إدارة كبرى موحدة للإعلام الحربي تصدر منها التقارير وتحدد الضوابط وتنسق عمل، فهناك من التصريحات والآراء لبعض المحللين تحسب ضد سياسة دول الخليج.

-  تعزيز العلاقة مع النخب الأجنبية التي تؤمن بمشروعية إعادة الشرعية في اليمن ولديها اتجاه إيجابي نحونا، فنقوم بدعمهم للظهور في وسائل إعلام بلدانهم لبناء صورة جيدة عنا.

 - توظيف ما يعرف بآلية تهييج المشاعر وهو إجراء يتم عبر نشر صور حادة لجرائم الحوثي بهدف إثارة الرأي العام وحشده في اتجاه واحد معين، سواء في اليمن أو حدود السعودية، لتغير مجريات الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية التي بدأت مؤخرًا تتهمنا بانتهاكات في حق المدنيين.

 -  فهم ثقافة المجتمع “الجمهور المستهدف" وتركيبته الديموغرافية وخصائصها وبناء عليه يتم صناعة المحتوى الإعلامي الموجه لهم، ومن تلك الحقائق أن نسبة الأمية في أوساط اليمنيين تبلغ نحو 45.3%، بينما لا يستخدم الانترنت إلا 2% من سكان اليمن، مما يجعل الأدوات المطلوبة هي الإذاعة الموجهة للداخل اليمني وللمليشيات على الحدود لإطلاق التحذيرات ومخاطبة المستهدفين برسالة إعلامية خاصة. كما تشير التقديرات إلى أنّ نحو 90% من الذكور البالغين في اليمن يمضغون القات طيلة ثلاث ساعات إلى أربع ساعات يوميًا, وهو وقت كبير لتبادل القصص والأخبار.

 -  قطع الطريق أمام المصادر المشبوهة التي تزود الصحفيين الأجانب بالمعلومات وذلك بفتح المجال وإتاحة المعلومة، وإنتاج أفلام وتقارير وثائقية وإخبارية على مستوى احترافي توثق الحدث بتطور مراحله الانتقالية، لتبث عبر وسائل إعلام عربية ودولية مختلفة.

 -  التوجه للإعلام الجديد وانشاء مجموعة حسابات على وسائط التواصل الاجتماعي أحدها يختص بالعمليات الجوية وآخر بالعمليات البرية وآخر بالتحركات السياسية لمخاطبة شريحة الشباب وكسبهم في المعركة لصالح موقف الشرعية. هذه الحسابات ينبغي أن تقدم الكثير من المعلومات والأخبار والقصص الإخبارية المعدة باحتراف بحيث يتوقع أن يكون لها أثر في صناعة صورة ذهنية واضحة. كما يمكن أن تكون الأداة التي تنشر بعض ما يود جنودنا إيصاله للجمهور من أهازيج وقصص تعيد شعبية الحرب، فالجندي هنا يتحدث لكسب التعاطف وليست هدفًا بذاته أن نترك الجنود ليعبروا عما يريدون.

الإعلام الخليجي والإرهاب

ليست دول الخليج بمعزل عن أخطار الإرهاب فقد تحول من مرحلة التهديد إلى مرحلة الخطر الداهم. حيث تواجه دولنا تحديين أساسيين يتعلقان بخطورة إساءة استغلال وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والحديث، أولهما: التحدي الفكري لنمو بعض الأيديولوجيات المتطرفة، وثانيهما: التحدي الميداني في ظل استخدام التنظيمات الإرهابية لوسائط الإعلام، في تغذية الكراهية أو اختلاق الصراعات بين مكونات المجتمع للنيل من استقرار الأوطان وتماسكها أو الابتزاز، وتجنيد الشباب المغرر به عبر المواقع الالكترونية، وتدريبهم على الأعمال الإرهابية وصنع واستخدام المتفجرات. ولن يستطيع الإعلام الخليجي القيام بدور فعال في مواجهة الإرهاب إلا إذا قام بدور معرفي ودور تنويري. والدور المعرفي يتمثل أساسًا في التشخيص الدقيق لظاهرة الإرهاب من وجهة نظر العلم الاجتماعي حتى تتبين أبعاده المختلفة، ويمكن بناء على هذا التشخيص بناء سياسة متكاملة لمواجهته. كما لا بد للإعلام الخليجي من معالجة موضوع تجديد الخطاب الديني باعتباره ضرورة حتمية في المواجهة الثقافية للإرهاب، بالدراسة النقدية لتأويل الإرهابيين النصوص الإسلامية. وحتى يقوم الإعلام العربي بدوره التنويري المفتقد، فلا بد من التركيز على أهمية تكوين «العقل النقدي» باعتبار ذلك البداية الضرورية لتجديد الفكر الديني[8]. كما لابد من تحديث التشريعات والقوانين لتجريم الدعوات التحريضية على العنف والإرهاب عبر وسائل الإعلام. والتأكيد على أن تطبيق القانون على المحرضين والإرهابيين وحده ليس كافيًا لمواجهة هذه التهديدات، وإنما يتطلب الأمر أيضًا الارتقاء بالوعي الثقافي المجتمعي، ونشر الفكر المستنير، وتفعيل التزام وسائل الإعلام بالضوابط المهنية والأخلاقية، والرقابة الذاتية[9].

وقد أكد وزراء داخلية دول مجلس التعاون أهمية التنسيق والتعاون في الإجراءات الرامية للتصدي لآفة "الإرهاب" التي تستهدف قيم الدين الإسلامي، وأمن واستقرار دول المجلس[10]. فالإرهاب يتشكل بأشكال وألوان كثيرة، ويتماهى مع الظروف والمتغيرات ووفق أجندات معينة وتمويلات وافرة، مكنته من استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال بشكل احترافي. لذا فالإعلام الخليجي بكل مستوياته مدعو اليوم إلى أن ينصهر في منظومة واحدة فمواجهة الإرهاب تحتاج إلى التنسيق والتنظيم والترتيب، لجعل منطقتنا سدًا منيعًا لمواجهة المد الإرهابي بكل ألوانه وأيديولوجياته. ومواجهة الإرهاب تحتاج إلى التنسيق مع عديد من الجهات الأمنية، وخصوصًا فيما يتعلق بموضوع التوعية، فالإرهاب لا يستهدف فئة أو جانبًا جغرافيا معينًا، بل يمس أوطاننا كلها[11].

الإعلام الجديد 

ويلعب الإنترنت دورًا خطيرًا في نشر الأفكار المتطرفة وانتشار الإرهاب خاصة مع رقي وعي تلك الجماعات. فقد نجحت الحركات الإرهابية في توسيع دائرة انتشارها عبر شبكة الانترنت، بل والتغلب على عوائق الزمان والمكان؛ فالعلاقة بين الإرهاب والتطرف وبين الإعلام الجديد تقوم على تبدل مواقع إنتاج الرسائل، بحيث أصبح المتلقي مستخدمًا، ومنتجًا للرسالة في ظل التفاعلية والتشاركية الجديدة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني. فقد صار الإرهاب ينتشر إعلاميًا باستغلال منصات الإعلام الجديدة لخلق فقاعات تضخم من أفعاله كنوع من الحرب النفسية والتأثير الدعائي[12]. 

داعش جيش متعدد الجنسيات

وإذا كان داعش مكون من مقاتلين من شذاذ الآفاق ؛هدفهم نشر الرعب في منطقتنا، فإن ما يثير القلق هو أن تنوع جيشهم على الأرض لا يمثل حتى ربع التنوع بين منتسبي داعش أو مناصريه على الإنترنت. فعلى الرغم من هذا التطور الكبير في عمليات التتبع ومراقبة المحتويات، إلا أن هناك تحديات فنية تتعلق بإمكانية مراقبة وتأمين كل ما هو مرتبط بالإنترنت، لسعة الرقعة الجغرافية التي ينتشر عليها جيش داعش الإلكتروني. وقد بدأت ثورة داعش التكنولوجية مع البدايات الأولى لظهور التنظيم للعلن ، مستعينًا على تلك القدرات بتجنيد الأفراد ذوي المهارات في البرمجة والاختراق، واستهدف التنظيم مجموعة من أهم الهاكرز والمخترقين في العالم من أجل مساعدته في تنفيذ الهجمات الإلكترونية، والبقاء بعيدًا عن يد المخابرات الدولية.وقد نجح التنظيم في تجنيد  قراصنة في  الاختراق، زودوا التنظيم بمعلومات حول استخدام العملة الافتراضية "بيتكوين" لإخفاء تبرعاتهم المالية للتنظيم، كما أطلعوهم على وسائل لتشفير حواراتهم على الإنترنت، وكانت هناك مجموعات كثيرة لعل أشهرها  مجموعة أطلق عليها لقب "سايبر الخلافة"[13].لذا لا بد من المبادرة إلى إنشاء قوات إلكترونية، تحت إشراف الحكومات الخليجية مكوّنة من موظفين يملكون خبرة في التجسس الرقمي وهجمات الشبكة الرقمية المدمرة، أو السيطرة على المجال الافتراضي الذي يسلكه الإرهاب المحلي المنشأ أو مجموعات الضغط الأخرى التي تسمى بـ”مرتزقة الإنترنت”.

أخيرًا

رغم وجود أكثر من 50 صحيفة وأكثر من 25 قناة تلفزيونية خليجية إلا أن هناك غياب لا يمكن إنكاره للأقلام والأفكار الإبداعية المقاتلة في الصراع الخليجي مع الإرهاب، أو خلال العمليات العسكرية كعاصفة الحزم. حيث لا زلنا نرى أنماط الاستجابة الإعلامية نفسها، والقائمة على رد فعل ضمن "إعلام فعالية ( لا )إعلام أزمة" وشمل ذلك القصور ليس الإعلام التقليدي بل الإعلام الجديد في وسائل التواصل الاجتماعي. فالحرب الافتراضية بدأت بالموازاة مع عاصفة الحزم  ضد جماعة الحوثيين في اليمن وقد اشتدت على  مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات من بدء الغارات، وأصبح هاشتاغ "#عاصفة_الحزم" الأكثر تداولا على موقع تويتر، حيث تحول التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي إلى حرب نفسية إعلامية يستخدمها كل طرف في الترويج لأطروحته وموقفه، إلا أن ذلك الدعم تلاشى لعدم الاهتمام الرسمي والدعم لاستمراره.حيث  يحتاج الإعلام العسكري الخليجي إلى  عملية تحديث مؤلمة، لخلق  شعبية الحرب على الإرهاب وعلى منتزعي الشرعية في اليمن، عبر تعزيز العلاقة الإعلامية مع الداخل اليمني، ومع النخب الأجنبية التي تؤمن بمشروعية إعادة الشرعية في اليمن ، والتي لديها اتجاه إيجابي نحونا ،فنقوم بدعمهم للظهور في وسائل إعلام بلدانهم لبناء صورة جيدة عنا . وربما عبر المبادرة إلى إنشاء قوات إلكترونية، وإنشاء مجموعة حسابات على وسائط التواصل الاجتماعي لمخاطبة شريحة الشباب وكسبهم في المعركة لصالح موقف الشرعية، وصناعة صورة ذهنية جديرة باحترام عملياتنا العسكرية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

 

[1]. تقرير  شركة «ماكنزي آند كومباني»

http://www.imlebanon.org/2016/03/10/1-77-trillion-dollars-the-global-spending-on-media-in-2016  

[2]. الزيداني . نفس المصدر

[3]. هيا السهلي.الإعلام الحربي في عاصفة الحزم. الملتقى الخليجي الخامس  للتخطيط الاستراتيجي

البحرين  أكتوبر 2016  

[4]. هيا السهلي.نفس المصدر

[5]. ظافر محمد العجمي . تحرير صنعاء بحرب نفسية لا حرب إعلامية . العرب القطرية.5 اغسطس 2015م

http://gulfsecurity.blogspot.com/2015/08/blog-post.html

[6]. المصور الحربي الأميركي روبرت كابا وهو أشهر مصوري الحرب العالمية الثانية.

[7].هيا السهلي. مصدر سابق.

[8]. السيد يسين.دور الإعلام في مواجهة الإرهاب. صحيفة الحياة.23 اغسطس 2015م

http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/10729487/دور-الإعلام-في-مواجهة-الإرهاب

 

[9]. عيسى بن عبدالرحمن الحمادي .الملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي .البحرين 3-5 نوفمبر2015

http://www.alayam.com/online/local/539333/News.html

 

[10]. الشيخ محمد خالد الحمد الصباح وزير الداخلية الكويتي . قناة الجزيرة.3 يوليو 2015م

http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/7/3/دول-الخليج-تؤكد-التنسيق-لمواجهة-الإرهاب

 

[11]. وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي .البيان الإماراتية

http://www.akhbar-alkhaleej.com/14192/article_touch/60244.html

 

[12]. د. عوض هاشم. الوطن البحرينية.8فبراير 2017م

http://alwatannews.net/article/700363/الرأي/العلام-والظاهرة-الرهابية-1

[13]. أحمد عزيز . نون بوستhttp://www.noonpost.org/content/11651

 

مجلة آراء حول الخليج