; logged out
الرئيسية / جهود السعودية في خدمة الإسلام والعربية وحماية الأقليات شملت جميع القارات

العدد 137

جهود السعودية في خدمة الإسلام والعربية وحماية الأقليات شملت جميع القارات

الثلاثاء، 14 أيار 2019

تتمتع المملكة العربية السعودية بخصوصية فريدة بين بلاد العالم الإسلامي قاطبة خصها الله بها وحباها بها دون غيرها، وهي خصوصية دينية تميزها عن غيرها من ناحية، كما تفرض عليها التزامات ومسؤوليات خاصة تجاه مسلمي العالم من ناحية أخرى.

فعلى أرض المملكة يوجد الحرمان الشريفان الحرم المكي "المسجد الحرام" والحرم النبوي "المسجد النبوي" فالأول هو قبلة المسلمين جميعًا، أما الثاني ففيه قبر النبي الكريم "صلى الله عليه وسلم" ووزيريه الأثيرين أبو بكر وعمر.

كما أن في المملكة أعظم مدينتين مقدستين على وجه الأرض حباهما الله بالكثير من خصائص الشرف والتكريم، وهما مكة المكرمة والمدينة المنورة.

أما الخصوصية الثالثة فهي لا توجد في أي دولة أخرى وهي الفرض والوجوب على كل مسلم ومسلمة أن يحج إلى هذه البلاد مرة على الأقل في عمره، وبعض المسلمين يذهب للحج والعمرة مرات كثيرة ويرتبط المسلمون بقلوبهم ووجدانهم ومشاعرهم بالحرمين الشريفين وبمكة والمدينة ويعيش فيهما أجمل لحظات حياته، وقد تكون هذه اللحظات والأيام هي الفارقة والمؤثرة في مسيرة حياته كلها.

وهذه الخصوصية الفريدة للمملكة تلقي عليها عبئًا ثقيلاً ومسؤولية جسيمة تجاه مسلمي العالم كله، ولا تستطيع المملكة الفكاك من هذه المسؤولية مهما تعاقبت حكوماتها.

وهذه الخصوصية تفرض على المملكة التواصل مع مسلمي العالم وتقديم العون لهموهو تواصل ديني ثقافي يرتب صلات اجتماعية وإنسانية، ولذلك تحرص المملكة على أن تكون لها علاقات جيدة مع كل دول العالم ومنها أوروبا، وآسيا، واستراليا، والأمريكيتين لكي تستطيع مد يد العون للأقليات المسلمة هناك والغرض من ذلك مد يد العون للمسلمين دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا وليس استقطاب المسلمين هناك سياسيًا أو قوميًا أو عرقيًا.

ولعل نجاح المملكة في رسالتها واستمرارها فيها يعود إلى هذه النقطة لأنها لم تحاول استقطاب المسلمين في الدول الأخرى سياسيًا أو عرقيًا أو مذهبيًا، أو إعلاء النعرات الحزبية والسياسية أو المذهبية أو تحريض الأقليات على دولهم أو إدخالهم في صراعات معها، وإلا لأضرتهم من حيث أرادت عونهم ومساعدتهم.

تقديم الدعم الديني والثقافي للأقليات المسلمة في الغرب أو الشرق يحقق مصلحة المسلمين من جهة ولا يتعارض مع قواعد التنظيم الدولي المعاصر أو العلاقات بين الدول.

كما أن الإسلام ورسالته لن ينتشر إلا في مجتمعات مستقرة تتمتع بالسكينة والأمن والأمان والوئام، لأن الحضارات تتلاقى ولا تتصارع، وتتنافس ولا تتحارب.

ومن بين أهم النشاطات التي قامت بها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين والدعوة الإسلامية ما يلي مختصرًا.

جهود السعودية في الدعوة والإغاثة في إفريقيا

المملكة العربية السعودية اليد البيضاء والجهود المباركة المتواصلة في الأعمال الإنسانية والإغاثة والخيرية ونشر الدعوة الإسلامية وتعليم اللغة العربية في إفريقيا، لأنها تعد من أفقر قارات العالم من جهة وأكثرها استهدافًا من قبل الحملات التبشيرية من جهة أخرى، فجهود المؤسسات الدعوية والخيرية والإنسانية السعودية في إفريقيا لا ينكرها إلا جاحد، وهي التي حافظت على الإسلام واللغة العربية والدعوة الإسلامية في بلاد إفريقية كثيرة وفي ظروف عصيبة، وتعد السعودية أكبر دولة استثمرت دعويًا وإنسانيًا وتعليميًا وصحيًا في الدول الإفريقية .

ومن أهم المؤسسات الإسلامية والخيرية السعودية التي عملت في إفريقيا خمس هي:

  1. لجنة مسلمي إفريقيا.
  2. مؤسسة الحرمين الشريفين.
  3. هيأة الإغاثة العالمية.
  4. الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
  5. إدارة المساجد والمشروعات الخيرية.

أولاً: لجنة مسلمي إفريقيا

وتعد أقواها وأكثرها فاعلية في العمل في قارة إفريقيا لأنها تخصصت في ذلك وحده وقد تأسست بالدمام سنة 1411هــ.

وبدأت نشاطاتها الخيرية والدعوية في أربع دول تقع في شرق إفريقيا وهي تنزانيا وزنجبار وإثيوبيا والصومال.

وقد توزعت جهودها ما بين محاربة الأمية العلمية والدينية والخدمات الإنسانية والصحية.

ومن أهم إنجازاتها على أرض الواقع ما يلي:

بناء 272 مسجدًا في الدول الأربع، وبعضها ملحق بها مدارس تحفيظ للقرآن أو مركز إسلامي متكامل بخدماته التعليمية والصحية والاجتماعية للمنطقة حول المسجد.

الاستعانة بقرابة 990 داعية وطبيبًا ومدرسًا وفنيًا لتحقيق أهدافها في الدول الأربع.

تشييد 15 مدرسة قرآنية يدرس بها قرابة 2000 طالب وطالبة.

تكفل اللجنة قرابة 190 داعية للعمل في هذه الدول وتقيم لهم دورات علمية سنويًا.

مشروع إفطار الصائم وتوزيع الأضاحي على المناطق المسلمة الفقيرة.

إحياء الدعوة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها قبائل تحولت من الإسلام للوثنية مثل الرنتيمور في مدغشقر والبورنا والكريو في إثيوبيا وقبائل الماس شمال تنزانيا وأثمرت هذه الجهود عن إعادة أكثر من ألفي شخص إلى الإسلام مرة أخرى.

أما في نطاق الرعاية التعليمية فقد أنشأت لجنة مسلمي إفريقيا 13 مدرسة في هذه الدول يدرس بها قرابة 20 ألف طالب وطالبة وكلها تدرس التربية الإسلامية واللغة العربية ومنها مدرسة الفاروق الثانوية بدار السلام والتي مولها الأمير محمد بن فهد ابن عبد العزيز وهي من أفضل مدارس تنزانيا.

كما أقامت اللجنة بعض الكليات والمعاهد العليا منها كلية التربية في زنجبار وهي تجمع بين الدراسات الإسلامية والعلوم الحديثة وحضر تخرج الدفعة الأولى منها الأمير محمد بن فهد، كما أنشأت اللجنة المعهد الصومالي للتنمية الإدارية.

أما في مجال الرعاية الاجتماعية فقد قامت اللجنة بحفر 1142 بئرًا سطحية وارتوازية في الدول الأربع.

وفي مجال الرعاية الصحية أنشأت 13 مركزًا طبيًا تخدم قرابة 20 ألف مواطن إفريقي سنويًا.

ثانيًا: مؤسسة الحرمين الخيرية

وهي من أبرز المؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة في إفريقيا وتقوم بدور دعوى واجتماعي بارز، وتمتد أنشطتها في 26 دولة إفريقية ومن أهم نشاطاتها ما يلي:

أنشأت 14 مكتبًا دائمًا لها في كل من الصومال وكينيا ونيجيريا وغينيا وتنزانيا وأوغندا وجزر القمر وموريتانيا وأثيوبيا وتشاد والكاميرون والسودان.

أرسلت 12 مندوبًا دائمًا إلى بوركينا فاسو والكونغو وغانا وساحل العاج وجيبوتي وجنوب إفريقيا وموزنبيق والصحراء الغربية.

أنفقت المؤسسة 40 مليون ريال على نشاطاتها الإفريقية كما صرح بذلك عقيل بن عبد العزيز العقيل مديرها العام.

كفلت المؤسسة 1200 داعية ومدرس نظامي ومحفظ قرآن وإمام مسجد يعملون في إفريقيا.

كفلت 7 معاهد شرعية عليا لتأهيل الأئمة والدعاة في عده دول منها نيجيريا وتنزانيا وغينيا وموريتانيا والمغرب.

كفالة 14 مدرسة نظامية في الصومال وتنزانيا وأوغندا.

كفالة 130 مدرسة لتحفيظ القرآن في الدول السابقة.

كفالة 14 ملجأً للأيتام في الصومال وكينيا.

فضلاً عن تقديم برامج توعية من المؤسسة في عدد من السجون.

برامج خاصة للذين دخلوا الإسلام حديثًا.

بناء أكثر من 355 مسجدًا في الدول الإفريقية.

إقامة 7 مراكز إسلامية في كينيا وأوغندا وتنزانيا ونيجيريا وغينيا وجزر القمر.

إنشاء 15 مدرسة ودارًا لتحفيظ القرآن في الصومال وكينيا ونيجيريا وتنزانيا وجزر القمر.

حفر أكثر من 500 بئر لتوفير المياه الصالحة للشرب، مع قوافل طبية متعددة في هذه البلاد.

جملة ما أنفقته المؤسسة خلال عشر سنوات 300 مليون ريال سعودي على خدماتها في قارة إفريقيا.

ثالثاً: هيأة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة

وهي المؤسسة السعودية الثالثة التي تعمل لخدمة الإسلام والعروبة والإنسانية في إفريقيا، وقد بذلت جهودًا جبارة هناك يعرفها القاصي والداني ومنها:

بناء 333 مسجدًا في 22 دولة إفريقية تكلفت 16 مليون ريال.

أنفقت الهيأة على أعمال الإغاثة مليار وثلاثمائة مليون ريال في 91 دولة بلغ نصيب قارة إفريقيا منها 558 مليون ريال في 37 دولة إفريقية شملت برامج الرعاية الصحية والتعليمية والمنح الدراسية للطلاب الفقراء والمسلمين ودعم المدارس والمعاهد والكليات والجامعات الإسلامية.

تنفق الهيأة على 86 داعية في 18 دولة إفريقية.

دعمت الهيأة الخدمات الصحية في 27 دولة إفريقية ب 45 مليون ريال.

إنشاء المملكة للمراكز الإسلامية على مستوى العالم

أنشأت المملكة السعودية قرابة 210 مركزًا إسلاميًاعلى مستوى القارات الخمس وقد لعبت هذه المراكز دورًا كبيرًا في خدمة الإسلام ودعوته وتعريف هذه البلاد بالإسلام ونشر صورة حضارية عنه وحماية الأقليات المسلمة بهذه البلاد.

ويعد الملك فهد بن عبد العزيز أكثر الملوك السعوديين الذين أنشأوا هذه المراكز وقد سبقه إلى ذلك الملك خالد والملك فيصل وتابعه الملوك الآخرون حتى الملك سلمان دعمًا ومساندة، ومن أهم هذه المراكز:

مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الإسلامي في مدينة ملقا الإسبانية ووضع حجر أساسه عام 1998م، وهو أهم جسر ثقافي بين الشعب الإسباني والسعودي خاصة والعرب عامة، وقد تحول المركز إلى شبه جامعة لتعدد أنشطته الأكاديمية والثقافية والتعليمية والفكرية.

المركز الإسلامي بتورنتو بكندا.

المركز الإسلامي بروما إيطاليا.

المركز الإسلامي في برازيليا.

مركز خادم الحرمين الثقافي الإسلامي في بيونس أيرس بالأرجنتين.

مركز خادم الحرمين الثقافي في جبل طارق.

مركز خادم الحرمين الثقافي في مونت لاجولي بفرنسا.

مركز خادم الحرمين الإسلامي بأدنبره بأسكتنلدا.

المركز الإسلامي في جنيف، وبروكسل ومدريد ونيويورك، وزغرب بكرواتيا، ولندن، ولشبونة، وفيينا.

فضلاً عن المراكز الإسلامية التي أنشأتها المملكة بإفريقيا وخاصة في نجامينا بتشاد، وأبوجا بنيجيريا، والخرطوم.

المراكز الإسلامية السعودية في آسيا: وهي كثيرة أيضًا ومنها المركز الإسلامي الإندونيسي السعودي للدراسات الإسلامية ومركز الملك فهد الإسلامي في جزر المالديف، المركز الإسلامي في طوكيو.

مساهمة المملكة في إنشاء المساجد في العالم

ما من دولة في العالم الإسلامي وغير الإسلامي إلا وأنشأت فيها السعودية عددًا من المساجد الكبرى فضلاً عن ترميم وإعادة تأهيل عدد من المساجد الأثرية والتاريخية الكبرى ومنها ترميم قبة الصخرة، وترميم مسجد عمر بن الخطاب في القدس، وترميم الجامع الأزهر بمصر.

ويصل عدد المساجد التي بنتها المملكة في العالم قرابة 1359 مسجدًا وقد أنفقت أكثر من 820 مليون ريال سعودي على إنشاء هذه المساجد أو تمويلها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

جامع خادم الحرمين في جبل طارق، جامع بونت لاجولي بفرنسا، جامع الملك فهد في لوس أنجلوس، المسجد الجامع في بروكسل، مسجد مدريد الذي يعد من أكبر مساجد أوروبا، مساجد أخرى في زغرب ولشبونة وفيينا ونيويورك وواشنطن، وشيكاغو، وأوهايو، وفرجينيا.

كما أنشأت قرابة 21 مسجدًا في قارة أمريكا الجنوبية.

ومن أهم المساجد التي بنتها مسجد ليون بفرنسا الذي تكلف وحده 11 مليون ريال، وأنشأت مساجد كثيرة في المدن الرئيسية في دول إفريقيا ومنها الجامع الكبير بالسنغال والذي تكلف 12 مليون ريال، ومسجد فروعي بالكاميرون والذي تكلف 15 مليون ريال، وجامع الملك فيصل بتشاد والذي تكلف 60 مليون ريال، وهي تعد من أكبر مساجد إفريقيا غير العربية.

إنشاء المملكة للكراسي العلمية

لم يتوقف النشاط الإسلامي للمملكة عند إقامة المساجد أو المراكز الإسلامية أو أعمال الإغاثة الإنسانية أو إقامة المراكز الصحية أو تحفيظ القرآن أو الإنفاق على أعمال الدعوة الإسلامية بل تخطاها إلى ما هو أعمق من ذلك وهو إنشاء ودعم ورعاية الكراسي العلمية التي تمثل رصيدًا فكريًا وعلميًا دائمًا يخدم الإسلام والمسلمين ويعرف الباحثين والعلماء بتاريخهم وحضارتهم وقرآنهم وسنة نبيهم وسيرته وتشجع هذه الكراسي التعليمية على البحث العلمي الرصين الذي يدحض الحجة بالحجة.

ومن أهم هذه الكراسي التعليمة ما يلي:

كرسي الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية في جامعة كاليفورنيا، وأسهم الكرسي منذ إنشائه وحتى الآن في عرض ونقل الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية إلى الساحة العالمية.

كرسي الملك فهد للدراسات الشرعية الإسلامية بكلية الحقوق جامعة هارفارد وهو يهتم بالشريعة الإسلامية وهو المسوغ لإلحاق الطالب بكلية الحقوق، وقد مول كثيرًا من الأبحاث المؤهلة لدرجة الأستاذية في مجال نظم التشريع الإسلامي.

كرسي الملك فهد للدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن ودعمته المملكة بمليون جنيه استرليني وألحقت به وحدة أبحاث ودراسات القرآن الكريم والحديث النبوي والتاريخ والحضارة الإسلامية.

قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو.

إنشاء عدد من الأكاديميات الإسلامية في الدول ذات الأقليات المسلمة لنشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية للنشء المسلم في هذه الأقليات، ومنها الأكاديميات الإسلامية في واشنطن التي دعمتها السعودية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز "يرحمه الله" بــ 100 مليون دولار ويدرس بها 1200 طالباً، وأكاديمية الملك فهد في لندن وتضم مراحل دراسية متعددة، وتشتهر بمناهجها الدراسية المتميزة ذات المستوى الرفيع والتي يلتحق بها أبناء المسلمين والمبعوثين الدبلوماسيين.

أكاديمية الملك فهد في لندن وتضم مراحل دراسية متعددة وتقيم مسابقة سنوية للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية.

أكاديمية الملك فهد في روسيا وتعد هذه الأكاديمية بالذات من أعظم أعمال الملك فهد "يرحمه الله" إذا أنها قامت بدور عظيم للمحافظة على هوية المسلمين في روسيا وصيانة عقائدهم من محاولات الطمس التي تعرضوا لها في عهد الاتحاد السوفيتي وتحوي الأكاديمية قاعات للحاسبات الآلية ومختبرات للفيزياء والكيمياء وقاعات للترجمة الفورية وروضة للأطفال.

أكاديمية الملك فهد في بون والتي بلغت تكلفتها 30 مليون مارك وتضم مدارس من الابتدائي للثانوي ومسجدًا يتسع لـ 700 مصلي ومختبرات وقاعات للمحاضرات.

المعهد العربي الإسلامي في طوكيو التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

إنشاء بعض المدارس والجامعات في كوريا الجنوبية.

إنشاء معاهد إسلامية في واشنطن وإندونيسيا ورأس الخيمة ونواكشوط وجيبوتي.

معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في فرانكفورت.

معهد العالم العربي في باريس الذي تسهم فيه المملكة بسهم وافر.

إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

وهي جامعة إسلامية عالمية متخصصة في نشر الدعوة الإسلامية وقد أنشأها الملك فيصل عام 1381هـ، وطورها الملك خالد سنة 1395هـ، وحددت لائحتها ستة أهداف لها.

وقد تم تطويرها عدة مرات لتستقبل الطلاب من أنحاء العالم الإسلامي كله، والتعليم والسكن للطلاب فيها مجانًا ويمنح الدارسون مبلغًا ماليًا يعينهم على الحياة ويفرغهم لطلب العلم، وقد بدأت بثلاث كليات زادت إلى خمس كليات في عهد الملك خالد بن عبد العزيز "يرحمه الله" ويدرس فيها طلاب من قرابة 150 دولة.

وقد أصبحت خلال سنوات قليلة قبلة لكل طلاب العلوم الشرعية وخاصة من أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين وهي تمنح الماجستير والدكتوراه لطلابها المتميزين من كل الجنسيات وقد تخرج منها عشرات الآلاف أصبحوا أئمة ودعاة بارزين في أوطانهم.

الجهود الشعبية والفردية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين

وقد تجلت هذه الجهود في مرات كثيرة أهمها قضية البوسنة والهرسك حيث تعرض الشعب المسلم فيها لمذابح فظيعة وتصفية عرقية ودينية بربرية ليس لها نظير، وقد تأثر الشعب السعودي كله بهذه المحنة المدوية التي أصابت مسلمي البوسنة والهرسك فهبوا جميعًا أمراءً وعلماءً وأثرياءً ورجال أعمال وعامة لنجدة المسلمين هناك في الوقت الذي تقاعس فيه العالم كله.

وقد تأسست الهيأة العليا لإنقاذ مسلمي البوسنة وكانت وقتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي كان وقتها أميرًا للرياض وقد جمع المليارات لشعبي البوسنة والهرسك.

ويعد الملك سلمان بن عبد العزيز "وقتها" صاحب اليد العليا في إعادة بناء البوسنة والهرسك، وإعادة الثقة لهذا الشعب الأبي الذي توافد حاجًا أو معتمرًا أو دارسًا أو مريضًا إلى المملكة على نفقة المملكة من جهة، وبمساعدة هذه اللجنة التي سطرت صفحات مجيدة حولت هذه المحنة إلى منحة.

وقد تبرع السعوديون جميعًا بالمليارات وقتها وسطروا ملحمة رائعة في التعاون والتآزر الرسمي والشعبي مع مسلمي البوسنة والهرسك، وقامت معظم المراكز الإسلامية والمساجد مع سفارات المملكة بأوروبا وأمريكا بجمع المليارات لمسلمي البوسنة والهرسك، لقد كانت ملحمة رسمية وشعبية رائعة سطرت بأحرف من نور.

هذه بعض ملامح مختصرة لعطاء المملكة العربية السعودية في مجالات خدمة الدعوة الإسلامية ورعاية المسلمين وخدمتهم على مستوى العالم كله، حفظها الله من كل مكروه وسوء، ورزقها وأهلها الأمن والأمان والعافية.

مجلة آراء حول الخليج