array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 150

فيروس كورونا يعيد تشكيل التاريخ: اختبار القيادة الأمريكية وتحديد مصير ترامب

الثلاثاء، 23 حزيران/يونيو 2020

وصل فيروس كورونا إلى شواطئ أمريكا بقدرات مدمرة، وجاء كسكين للتمزيق، وكشف نقاط الضعف والقصور، لكنه أظهر نقاط قوة أيضًا. لقد أوجدت الجائحة فوضى صحية واقتصادية وسياسية. وواجه أمريكا تحديان هما: جائحة قاسية، وانقسامات داخلية، فقد كتب توماس فريدمان في نيويورك تايمز: "إن الجائحة أمر سيء حقًا، وحرب أهلية معًا، إنه أمر أكثر من سيء حقًا".

وقد بدا النظامان السياسي والصحي وكأنهما ينحنيان تحت وطأة جائحة ليس لها مثيل من قبل، ومن الواضح أن أمريكا لم تكن مستعدة لها. وقد كافحت الإدارة الأمريكية من أجل إيجاد حماية صحية داخلية، والقيام بأدوار قيادية خجولة في الخارج.

لقد ظهر انشقاق في المجتمع الأمريكي ونظامه السياسي قبل جائحة كرورنا بالفعل، لكنه بدا واضحًا الآن أكثر في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وقد يزداد ذكر الجائحة في المستقبل بسبب تأثيرها المدمر على الناس، إضافة إلى أنها نقطة تحول جيوسياسية في أمريكا وخارجها، كما يقول الخبراء.

لقد أوجد الفيروس قلقًا في أمريكا بشأن المستقبل، وانقسام حول أشياء كثيرة، لكن متحدين في قلقهم بشأن مصير الاقتصاد. فقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة Axios-Ipsos في أبريل الماضي أن 89٪ من الأمريكيين، جمهوريين وديمقراطيين يخشون الانهيار الاقتصادي.

وقد تم وصف استجابة أمريكا للوباء بأنها فوضوية وتفتقر إلى أشياء كثيرة. وكان الناس يبحثون عن رد فعل يحمي الأمريكيين، ويقضي على الفيروس ويحافظ على الاقتصاد. ووجدت طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع تفشي الفيروس وعواقبه انتقادًا فوريًا. واعتبر الرئيس السابق باراك أوباما الاستجابة "كارثية". كما صدم الأمريكيين والعالم الذين اعتادوا على الاعتماد على القيادة الأمريكية في أوقات الأزمات.

وشهد شهر أبريل وبداية مايو انقسامًا أمريكيًا، وعالمًا مجزأً بلا قيادة حول قضية الجائحة، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشعور بالندم لـ "الافتقار إلى القيادة" في العالم مما ساهم في عدم وقف انتشار الفيروس. كما فشل الأعضاء في مجلس الأمن حتى في الاتفاق على قرار بشأن الجائحة بعد أكثر من شهرين من المفاوضات.

شعر الجميع في أنحاء العالم بغياب القيادة الأمريكية وتقوضت مكانة أمريكا العالمية،

 وقالت رئيسة المعهد الإيطالي للشؤون الدولية ناتالي توسي لصحيفة نيويورك تايمز: إن ما يحدث يغير التصور حول من يقود العالم، وعموما "ليس الولايات المتحدة". ووصفت ما يحدث بأنه " مؤلم للغاية”.

فيما كتب فينتان أوتول في أيرلندا تايمز: "مع كل سلطاتها، العسكرية والاقتصادية والعلمية، أصبحت أمريكا مركزًا عالميًا للوباء. فقد كانت على مدى قرنين من الزمان تثير أمريكا المشاعر في بقية العالم.. الحب والكراهية، والخوف والأمل والحسد والازدراء والرعب والغضب. لكن هناك عاطفة واحدة لم يتم توجيهها إلى الولايات المتحدة حتى الآن: وهي الشفقة وهو ما يحدث .

 كان الأمر مؤلمًا للأمريكيين وحلفاء واشنطن حول العالم، و الأزمة دون استجابة مناسبة كان أكثر إيلامًا. وأصبح المفكرون الأمريكيون ودوائر السياسة الأمريكية في حيرة لتفسير ما يحدث، وبدأوا في الحديث عن نظام عالمي جديد بعد الوباء حيث لن تكون أمريكا في الصدارة كما كانت لأكثر من 75 عامًا.

بدأت ردود الأفعال من عميد نظرية توازن القوى وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، في مقال ذكر فيه أن "الفيروس التاجي سيغير النظام العالمي إلى الأبد" وقارن بين الأزمة الحالية وبين ما حدث عام 1944م عشية الحرب العالمية الثانية وقال: "حاليًا، في بلد منقسم، من الضروري وجود حكومة فعالة وبعيدة النظر ضرورة للتغلب على العقبات غير المسبوقة في الحجم والنطاق".

وفي انتقاد مبطن للقيادة الأمريكية الحالية، دعا إلى "رؤية وبرنامج تعاون عالمي" ، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن لأي بلد، ولا حتى الولايات المتحدة، التغلب على الفيروس". واستشهد بخطة مارشال ومشروع مانهاتن كأمثلة على قيادة أمريكا للعالم من أجل الانتعاش في ثلاث مناطق، مكافحة المرض، وانتعاش الاقتصاد العالمي، و "حماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي".

يريد كيسنجر مثل الأمريكيين، أن تستمر أمريكا في لعب دورها كقوة عظمى في مواجهة القوى الناشئة، وخاصة الصين. وحذر من أن "التراجع العالمي عن الموازنة بين السلطة والشرعية سيتسبب في تفكك العقد الاجتماعي محليًا ودوليًا". ودعا إلى "ضبط النفس" ،وأشار إلى التحدي التاريخي المتمثل في إدارة الأزمة وبناء المستقبل..

 وبينت مجلة الشؤون الخارجية أن فيروس كورونا يمكن أن يعيد تشكيل النظام العالمي، مشيرة إلى أنه بينما "تتعثر" الولايات المتحدة ، فإن الصين تناور من أجل قيادة العالم. وذهبت وسائل إعلام أمريكية أخرى إلى أبعد من ذلك، حيث أشارت صحيفة هيل إلى أن تأثير الوباء على أمريكا "كان مدمرًا وتحوليًا". وجرى تصنيف الأثر الاقتصادي والاجتماعي للجائحة على أمريكا مع "الحرب الثورية، الحرب الأهلية، الحرب العالمية، أو الكساد الكبير".

أخذت الاستجابة خطوات خاطئة وتأخر رد الفعل على التهديد الخطير ، ولكن لم يكن ذلك ما أدهش العالم فقط، حيث ذك: "إن وضع الولايات المتحدة كقائد عالمي على مدى العقود السبعة الماضية لم يتم بناؤه على الثروة والسلطة فقط، ولكن أيضًا على الشرعية، وتوفير المنافع العامة العالمية، والقدرة والرغبة في حشد وتنسيق الاستجابة العالمية للأزمات. وتختبر جائحة الفيروس التاجي هذه العناصر الثلاثة للقيادة الأمريكية. وحتى الآن ، تفشل واشنطن في الاختبار ".

وقد شارك خبراء في التقييم الذي أجرته مجلة السياسات الخارجية على استجابة إدارة ترامب للفيروس التاجي وكيف أثر ذلك على دورها على المسرح العالمي.

وعندما طُلب منهم تقييم دور الولايات المتحدة في تنسيق الاستجابة الدولية لجائحة كورونا، قال 80.3٪ من خبراء السياسة الخارجية أن الولايات المتحدة لم تكن فعالة على الإطلاق. وتوقعوا بحسب المجلة أن يكون لهذا الرد تأثير على سمعتها الدولية "مما يؤدي إلى فقدان الاحترام لأمريكا وتراجع ثقة زعماء دول العالم والشعوب بالولايات المتحدة".

بينما قال 47.3٪ أنه من غير المرجح أن تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها، و 52.6٪ و 58.2٪ على التوالي قالوا إنه من غير المرجح أن يتم احترام الولايات المتحدة في النظام الدولي. بينما لا تزال هناك ثقة في التفوق العلمي لأمريكا على الرغم مما شهدناه من استجابتها للجائحة.

و 65.4٪ من الخبراء كانوا مع زيادة التمويل لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ورفض تجميد الرئيس لتمويل منظمة الصحة العالمية. كما شعروا بخيبة أمل من فعالية الاستجابة الدولية للتحديات العالمية، وقال 51.2 ٪ أنها ليست فعالة للغاية.

هذه الاستجابة الضعيفة للوباء ينظر إليها على أنها انعكاس لاتجاه مستمر منذ سنوات، لكن ألقى الوباء الضوء عليه. رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس هو أحد أولئك الذين يعتقدون أن المشاكل التي رأيناها منذ أن ضرب الوباء العالم ليست جديدة، وأن "الوباء سيعجل التاريخ بدلاً من إعادة تشكيله".

وقال إن "الأزمة ستثبت أنها نقطة تحول في تاريخ العالم" ، لكن العالم الذي سيخرج من الأزمة سيشهد: تضاؤل في القيادة الأمريكية، وتعثر التعاون العالمي، وخلاف القوى العظمى ". ويقول إن هذه كلها خصائص البيئة الدولية، وأن ما فعلته أزمة الفيروس هو تسليط الضوء عليها وجعلها "سمات أكثر بروزًا للعالم الذي يليها". لكن أهم ما يميز هذه الأزمة هو "الافتقار إلى القيادة الأمريكية".

كما يعتقد هاس أنه أيضًا "تراجع في جاذبية النموذج الأمريكي" ، وضعفه. وزادت المشاكل التي واجهتها أمريكا في السنوات القليلة الماضية من فقدان الوهم بشأن هذا النموذج للكثيرين خارج أمريكا. وأوضح أن النظام السياسي الأمريكي من الجمود والقسوة، إلى العنف في المدن الأمريكية، والأزمة المالية لعام 2008م ، وفي الآونة الأخيرة الأزمة العنيفة والميول الانعزالية والقومية المتصاعدة.

كان فقدان الثقة في التفوق الأمريكي واضحًا خلال الأزمة، وذلك عندما رفض المواطنون الأمريكيون المقيمون في خارج الولايات المتحدة العودة إليها، وفضلوا البقاء في أماكنهم في الخارج بسبب الطريقة التي تعاملت بها بلادهم مع انتشار الفيروس واحتواءه.

وأعتبر العديد من الأمريكيين أن استجابة ترامب أدى لخسارة دور أمريكا العالمي. وألقت الإذاعة الوطنية العامة باللوم على سياسة ترامب "أمريكا أولاً". حيث كانت هذه السياسة خلافًا للدور القيادي العالمي التقليدي للولايات المتحدة الذي كان قائمًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

وذكّرت الإذاعة بأن الرئيس ترامب شكك في حلف شمال الأطلسي، و اتفاقية باريس لتغير المناخ، والمعاهدة النووية INF مع روسيا، بالإضافة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

لا يلوم الجميع ترامب وحده، وتتحمل الإدارات المتعاقبة اللوم بالتساوي. وذكر كٌتاب الشؤون الخارجية "نهاية الاستراتيجية الكبرى": "لقد أدى الاستقطاب السياسي إلى تجريف المؤسسات السياسية في البلاد ، حيث عكست كل إدارة ما فعله سلفها". وألقوا باللوم على "حمى مناهضة المؤسسة" في البلاد. وأعربوا عن أسفهم لعدم وجود إجماع في أمريكا حول "الاستراتيجية الكبرى" ، وأعطوا أمثلة على سياسة الاحتواء التي نجحت لأن "كل رئيس أمريكي من ترومان إلى ريغان التزم برؤيته الأساسية للشؤون العالمية. لقد تبنى الرؤساء كلينتون وبوش وأوباما اختلافات حول الأممية الليبرالية. ومثل هذا الإجماع لم يعد قائما ".

كانت هذه الانقسامات التي يتحدثون عنها واضحة للغاية قبل أن يطأ الفيروس شواطئ أمريكا، وزاد القلق والخوف بدلا من الطمأنينة والأمن.

استجابة إدارة ترامب للجائحة:

 كانت استجابة إدارة ترامب الأولية للجائحة غير متناسقة ومتأخرة، وأظهرت أن أمريكا كانت في حالة إنكار، ففي مطلع يناير أعلن الرئيس أنه ليس قلقًا على الإطلاق بشأن الفيروس و "لدينا السيطرة الكاملة عليه". وقال إنه لا يوجد سوى شخص واحد قادم من الصين مصاب بالفيروس. ولكن مع نهاية الشهر، تم إنشاء فرقة العمل الخاصة بالفيروس في البيت الأبيض، و بنهاية فبراير تم تكليف نائب الرئيس مايك بنس. وبعد يوم واحد من إصدار ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنع دخول أي شخص قادمًا من الصين إلى الولايات المتحدة، أعلن وزير الصحة أليكس عازار أن فيروس كوروناحالة طوارئ صحية عامة.

في مطلع فبراير كان الرئيس لا يزال يقول إن الخطر منخفضًا جدًا على الشعب الأمريكي "بسبب ما قمنا به". وحتى في نهاية فبراير عندما كان الرئيس يتعرض لانتقادات لأنه قلل من شدة الفيروس، فقد كان يطمئن أمريكا "إننا لم نفقد أحدا" ، لكنه وصف ذلك بقوله أنه لا يعني أننا لن نفعل ذلك.

لكن أول إشارة إلى أن الأمور لم تكن "تحت السيطرة" كما كان يقول البيت الأبيض، جاءت من وول ستريت. حيث هبطت سوق الأسهم في 24 فبراير، وانخفض مؤشر داو 1000 نقطة أو 3.4٪ وهو ثالث أسوأ انخفاض له في تاريخه البالغ 124 عامًا. شعر الرئيس بالقلق من السوق وطلب المساعدة الطارئة، لكنه لا يزال يعرب عن ثقته في سوق الأسهم، وفي مركز السيطرة على الأمراض ومنظمة الصحة العالمية قائلا "في إحدى تغريداته" إنهما يعملان بجد وبذكاء للغاية.

ولكن عندما بدأت الحالات تظهر في أنحاء البلاد، بدأ الانتقاد لاستجابة البيت الأبيض للجائحة، واتهم الرئيس بعدم أخذ التهديد على محمل الجد مما جعله ينتشر في جميع أنحاء البلاد، وكانت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بطيئة. وأصبح النقص في مجموعات اختبار الفيروس التاجي قضية رئيسية في الانتقادات بخصوص الاستجابة. ولوحظ نقص في المعدات والأشياء البسيطة التي يحتاجها الناس للالتزام بالمبادئ التوجيهية مثل الأقنعة والقفازات والمعقمات اليدوية.

شهد مطلع مارس توقيع الرئيس على حزمة استجابة طارئة بقيمة 8.3 مليار دولار وافق عليها مجلس الشيوخ، وأقر مجلس النواب ومجلس الشيوخ مشروع قانون إغاثي لمواجهة فيروس كورونا. أخبر الرئيس شعبه أن "أي شخص يمكن أن يكون حاملا" للفيروس. قبل منتصف شهر مارس، أعلن أنه "جائحة" وقال "شعرت بأنه جائحة قبل أن يطلق عليه جائحة". اعتبرها حربًا ودعا نفسه "رئيسًا في زمن الحرب" ، لأن "هذا ما نخوضه" ، على حد قوله.

ولكنه اتهم أيضًا وسائل الإعلام والديمقراطيين بـ "بالمبالغة فيما يخص الفيروس التاجي كوسيلة لإلحاق الضرر برئاسته".

في 11 مارس، وهو اليوم الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن فيروس كورونا، وباء ، فاجأ الرئيس حلفاءه الأوروبيين بحظر السفر من أوروبا دون التشاور معهم أو حتى إخطارهم مسبقًا. شمل الحظر الذي أعلن عنه في خطاب في البيت الأبيض 26 دولة أوروبية بسبب زيادة حالات الإصابة بالفيروس في إيطاليا وإسبانيا. لقد استبعد من هذا الحظر المملكة المتحدة وأيرلندا، ثم أضافهما بعد ذلك بأسبوع. أصبحت هذه الخطوة الأولى من أخطاء السياسة الخارجية في استجابة الرئيس ترامب على الفيروس التاجي الذي أرسل إشارة إلى حلفائه بأن أمريكا لن تقود عملية الاستجابة العالمية. وصفت صحيفة الواشنطن بوست حظر السفر على أوروبا ، وتحديدًا الاتحاد الأوروبي بأنه "يناسب روح سياسته الانعزالية الجديدة". بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن "فراغ القيادة" في أمريكا واتهمته بالتقليل من خطورة الفيروس وتشبيهه بالأنفلونزا. عندما سأله الصحافيون عما سيقوله للأمريكيين الذين يشعرون بالقلق من أنه لا يأخذ الجائحة على محمل الجد ، قال: "أخبار وهمية".

ومع ذلك، أعلن الرئيس حالة الطوارئ الوطنية في 13 مارس، وفي 17 مارس طلب من القوى العاملة البقاء في المنازل.

في غضون أيام قليلة من إعلان ، أبدى قلقًا بشأن إغلاق الاقتصاد ، وأعلن "ستفتح أمريكا قريبًا للأعمال. لا يمكن أن يكون العلاج أسوأ من المشكلة نفسها ". عرف الرئيس ترامب أن سوء الاقتصاد سيكون ضارًا بحملته الانتخابية. بدأ يتحدث عن إعادة فتح الاقتصاد قبل عيد الفصح ، أي منتصف أبريل. لكن خبرائه الطبيين اختلفوا في أن القلق بشأن الاقتصاد لا ينبغي أن يكون الشاغل الرئيسي الوحيد ، فقد أرادوا أن تأتي سلامة السكان أولاً من خلال احتواء الفيروس.

عندما بدأت الحالات تنفجر في نهاية مارس وبدأ الاقتصاد في الإغلاق. وصفت الاستجابة الأمريكية بأنها "فوضوية". بدأ ظهور تشققات خطيرة في النظام الصحي الأمريكي، وكانت الدعوات لتسطيح المنحنى ناتجة عن قلق شديد من أن النظام الصحي سوف ينحني تحت وطأة الفيروس. أصبح هناك حرجًا من النقص. وكتبت مجلة الشؤون الخارجية، بخصوص المخزون الوطني الاستراتيجي للولايات المتحدة ، يُعتقد أن الاحتياطي من الإمدادات الطبية الحيوية يحتوي على واحد بالمائة فقط من الأقنعة وأجهزة التنفس وربما 0٪ من أجهزة التنفس الصناعي اللازمة للتعامل مع الوباء". وذكّرت المجلة الأمريكيين بأن الباقي سيتعين استيراده من الصين. فاجأ مدى اعتماد أمريكا على الصين الكثير من الأمريكيين وأثار قلقهم.

 أصبح النقص في المعدات الطبية، وخاصة معدات الحماية الشخصية (PPE) ، أجهزة التنفس الصناعي، والأقنعة ، أمرًا محرجًا على الصعيد الوطني ، ودفع هذا حكام الولايات إلى الاعتماد على أنفسهم للحصول على الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها.

تولت الولايات والحكومات المحلية الأمور، وبدأت في إيجاد طرق لتوفير الإمدادات اللازمة للمواطنين. اشترى حاكم ولاية ماريلاند 500,000 جهاز اختبار من كوريا الجنوبية بسبب ما قالت عنه الصحف إنه "غياب الدعم من الحكومة الفيدرالية". أثار صهر الرئيس وكبير المستشارين جاريد كوشنر الاستغراب عندما أجاب على سؤال يقول إن المخزون الوطني الاستراتيجي للحكومة الفيدرالية "مخزوننا" وليس للولايات.

 أصبح هناك حالة من الاستياء بعد اقتراح ترامب أن على الناس تناول وحقن أنفسهم بالمطهرات للتخلص من الفيروس. ادعى البيت الأبيض في اليوم التالي أن كلمات الرئيس تم تحريفها عن سياقها. أدت تعليقات الرئيس إلى اتصال عشرات الأشخاص على الخطوط الساخنة في اليوم التالي يسألون عما إذا كان عليهم الاستماع لما يقوله الرئيس وحقن أنفسهم بالمطهر.

أشار إعلانان آخران للرئيس إلى مزيد من التراجع الأمريكي عن العالم. أولها كان إعلانه وقف التمويل لمنظمة الصحة العالمية ، متهما إياها بارتكاب سلسلة من الأخطاء ، وبأنها قريبة جدًا من الصينيين.

والثاني، هو تجميد الهجرة إلى الولايات المتحدة لمحاربة الفيروس و "لحماية وظائف مواطنينا الأمريكيين العظماء" ، كما غرد الرئيس. وكُشف لاحقًا أن هذا الحظر كان جزءًا من خطة أوسع للحد من الهجرة إلى البلاد. وأدى هذا إلى تحذيرات من إغلاق الولايات المتحدة، وحذر كيسنجر من أن الوباء يعيد إحياء "مفارقة تاريخية" لـ "المدينة المسورة".

 "الاقتصاد الغبي"!

تسببت الشكوك وانتشار الفيروس في دمار للاقتصاد. بعد فترة وجيزة من إعلان المبادئ التوجيهية حول البقاء في المنازل، كانت البلاد تحت تأثير الفيروس وبدأت نظرة متشائمة للاقتصاد في الظهور في الولايات وفي مقدمتها نيويورك. وقد تضرر السكان الفقراء وخاصةً السود بسبب الفيروس الذي خلق طبقة أخرى من البؤس حول عدم المساواة.

قدر الحائز على جائزة نوبل بول رومر أن الولايات المتحدة تخسر 500 مليار دولار شهريًا في الإنتاج المحلي.

 كانت هناك ثلاثة فواتير للتحفيز، قدم مشروع قانون التحفيز الأول الذي وقع عليه الرئيس في 3 مارس 8,3 مليار دولار في شكل أموال للوكالات الصحية والفحوصات والأعمال التجارية الصغيرة.

في 18 مارس، تمت إضافة 100 مليار دولار أخرى من الائتمان الضريبي لأصحاب العمل، وفي نهاية مارس تمت الموافقة على 2 تريليون دولار وتضمنت شيكات تحفيز للأسر، إنقاذ لشركات الطيران وغيرها من الصناعات المتعثرة والشركات الصغيرة.

كان من المأمول أن يعمل الحافز على تقليل الخسائر المتزايدة في القوى العاملة ، لأن الضحية الأولى للغلاق الاقتصادي كان سوق العمل. وفي غضون أسابيع قليلة من انتشار الجائحة، كان حوالي 10 ملايين أمريكي عاطلين عن العمل، وقدم 6.6 مليون منهم طلبات إعانة البطالة بحلول نهاية مارس. ولكن مع استمرار عمليات الإغلاق، تضخمت الأرقام. وقدر وزير الخزانة ستيفن منوشين أن البطالة يمكن أن تصل إلى 20٪.

كتب بول كروغمان في صحيفة نيويورك تايمز: "نحن ندخل في غيبوبة اقتصادية". لذا فإن الحافز هو جهاز التنفس الصناعي وليس العلاج. إنه يبقي على أجزاء الاقتصاد متداعية لإعطاء الاقتصاد كله فرصة للعيش

يتفق الاقتصاديون على أنه قبل احتواء هذا الفيروس أو القضاء عليه من خلال اللقاح ، فإن كل إجراء هو مجرد ضمادة وليس حلاً. كما يعتقدون أن الانتعاش سيكون بطيئًا وحذرًا على المدى الطويل. ويتوقعون ظهور اقتصاد محلي جديد، ويقولون إن علاماته واضحة بالفعل. تنبأت صحيفة هيل بأن "الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ما بعد الوباء سيكون مختلفًا بشكل أساسي. لقد انتقلت الثروة بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد وسيتم نقل نسبة كبيرة من رأس المال (والعمالة) الأمريكية ”.

أعلنت الشركات الأمريكية الكبرى أنها لن تعيد جميع القوى العاملة إلى المكاتب، وستواصل العمل عن بعد رغم العواقب الوخيمة على اقتصاد نيويورك ووضعها كمركز مالي دولي. هذا الوباء وفقًا لقادة الأعمال "سوف يسرع الاتجاه بعيدًا عن الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية" (صحيفة لوس أنجلوس تايمز).

 يعتبر الدين ميزة أخرى للاقتصاد الأمريكي في فترة ما بعد الوباء، حيث كتبت صحيفة واشنطن بوست أن "تسجيل ديون الحكومة والشركات" حيث اقتراض الحكومة والقطاع الخاص لم يسبق له مثيل حيث أنهم يأخذون "تريليونات الدولارات من الديون لتعويض الأضرار الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا".

وأضافت الصحيفة: "إن الحكومة الفيدرالية في طريقها هذا العام لإنفاق ما يقرب من 4 تريليون دولار أكثر مما تجمعه في الإيرادات، ويقول المحللون، عجز في الميزانية يبلغ ضعف حجم الاقتصاد مقارنة بأي عام منذ عام 1945". ووصف أستاذ في جامعة برينستون ، عاطف معين ، هذا المستوى من الديون بأنه "غير مسبوق في التاريخ. نحن بالتأكيد عند نقطة تحول ".

 جلب انهيار صناعة النفط المزيد من الأخبار السيئة إلى الاقتصاد الأمريكي وصناعة النفط الصخري على وجه الخصوص. انهارت صناعة النفط بعد توقف الطلب على النفط، وعلى الرغم من الاتفاق على خفض الإنتاج بين السعودية وروسيا. إلا أن أسعار النفط تراجعت إلى الصفر وحتى إلى السعر السلبي مما دفع البعض للقول إن سعر زجاجة المطهر في الولايات المتحدة أعلى من سعر برميل النفط.

 فتح الدولة

أثرت الانقسامات السياسية الداخلية على الاستجابة للوباء مما زاد من مخاوف الناس من أن تتحول المعركة التي بدأت بسبب الاستجابة للوباء إلى إعادة فتح الاقتصاد. هذه المعركة تحرض البيت الأبيض على المجتمع الطبي والعلمي. كما أنها تضع الحكومة الفيدرالية في مواجهة الولايات والحكومات المحلية.

ادعى الرئيس أن لديه سلطة مطلقة، ووصف حاكم نيويورك، أندرو كومو، هذا الادعاء بأنه "ديكتاتوري". وأوضحت ليز تشيني، النائب الثالث للحزب الجمهوري، أن ادعاء الرئيس بأن لديه "السلطة الكاملة ليقرر رفع القيود التي فرضها المحافظون وسط جائحة فيروس كورونا". حيث قالت إن "الحكومة الفدرالية ليس لها سلطة مطلقة"، دون ذكر الرئيس. واستشهدت تشيني بالتعديل العاشر للدستور. وكان الرئيس قد أكد على السلطة المطلقة خلال مؤتمره الصحفي لإعادة فتح أجزاء من الاقتصاد.

وفي النهاية فقد انتهى القتال مع الحكام بترك الرئيس الحرية لهم ليقرروا متى يفتحون الاقتصاد في ولاياتهم.

هناك تقارير تفيد بأن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) قد صاغتا خطة وطنية لإعادة فتح الولايات المتحدة. الحكام لديهم وجهات نظرهم الخاصة حول كيفية إعادة الفتح. قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم "العلم ، وليس الإرادة السياسية ، يملي متى يمكن إعادة فتح الدولة".

من المؤكد أن الانقسام بين الولايات والحكومة الفيدرالية، أو بدقة أكبر البيت الأبيض، سيكون له تأثير على العلاقة المستقبلية بين واشنطن والولايات. وقد واجهت نقاط التفتيش التي أقامتها بعض الولايات لمنع الأمريكيين من الولايات الأخرى من الدخول إليها أثناء الوباء الكثير من النقد.

كما زاد الوباء من الشعور بانعدام الأمن بين الأمريكيين، ليس فقط انعدام الأمن الاقتصادي والاجتماعي ولكن أيضًا انعدام الأمن المادي. وهناك تقارير عن ارتفاع كبير في الطلب على شراء الأسلحة في عدة ولايات.

إعادة فتح الاقتصاد ... والانتخابات الأمريكية:

 

 ستكون الانتخابات الأمريكية القادمة استفتاءً بخصوص الوباء، ومدى أداء الرئيس كقائد عام، ومدى نجاحه في الاستجابة، ونوع القيادة التي تريدها أمريكا في فترة ما بعد الوباء.

لا تزال الانتخابات مشوبة بالغموض. ولا أحد يعرف ما إذا كانت الانتخابات ستجرى في موعدها ، وما إذا كانت ستجري بالتصويت عن طريق الحضور الشخصي أم عن بُعد أو عن طريق البريد. في استطلاع للرأي "يتوقع ثلثا الأمريكيين 67٪ ، أن تتعطل الانتخابات الرئاسية بسبب جائحة فيروس كورونا" ، لكن الأغلبية 70٪ يفضلون التصويت عن طريق البريد وليس الحضور الشخصي.

قد لا يتم خوض الحملات الانتخابية على نفس ما جرت عليه العادة سابقًا وذلك بسبب إرشادات البقاء في المنازل. حيث من غير الوارد أن يقوم كل من الرئيس والمرشح الديمقراطي جوزيف بايدن بحملة في جميع أنحاء البلاد، وستكون الحملات الانتخابية من خلال وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي. ويقوم الرئيس بحملة من خلال حسابه على تويتر ومن خلال الأحداث التي يعقدها كجزء من الاستجابة للوباء.

القضية الرئيسية الآن هي معركة إعادة فتح البلاد. كان من المفترض أن يكون الاقتصاد القوي هو القضية الرئيسية لحملة الرئيس الانتخابية قبل الوباء. كان يعتمد على هذا الاقتصاد القوي للمساعدة في حشد الناس من حوله وفوزه بفترة رئاسية ثانية. إلا أن الفيروس غير كل شيء. حيث أصبح الاقتصاد في وضع صعب للغاية ولا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث من الآن وحتى نوفمبر. خسر الرئيس كرت قوي للغاية، ويدعي منتقدوه أنه يسعى لإعادة فتح الاقتصاد، حتى قبل الأوان لأسباب تتعلق بالانتخابات.

يحجم الحكام الديمقراطيون عن الانفتاح قبل الأوان ويواجهون ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات الجديدة، بينما يتوق الجمهوريون إلى فتح الاقتصاد خشية أن يكلفهم الاقتصاد المغلق خسارة الانتخابات. ويشعر الجمهوريون بالقلق من خسارة مجلس الشيوخ بسبب الطريقة التي يتعامل بها الرئيس مع الوباء، وهم أكثر قلقًا بشأن الانتخابات العامة لأن الرئيس ترامب يتخلف عن بايدن على الصعيد الوطني وفي الولايات المتأرجحة.

تفصلنا ستة أشهر عن نوفمبر ونائب الرئيس بايدن في حالة جيدة على حد زعم وسائل الإعلام الأمريكية. لقد وحد الحزب وقيادته من حوله، وهو متقدم على الرئيس ترامب في معظم استطلاعات الرأي.

وبينما يتقدم بايدن في ولايات متأرجحة حاسمة مثل ميشيغان وفلوريدا وبنسلفانيا، فإن ذلك ليس مصدر اطمئنان للديمقراطيين حيث كانت هيلاري كلينتون أيضًا في وضع أفضل في نفس الوقت في عام 2016م.

المسألة الأخرى التي تثير القلق هي أن البلاد مقسمة سياسيًا ومستقطبة على أسس حزبية. كما أنهم قلقون من أنه إذا انتعش الاقتصاد بسرعة فسيكون ذلك لصالح الرئيس.

يعتقد الرئيس أن الديمقراطيين ومنتقديه السياسيين يريدون "إعادة فتح للاقتصاد بصورة بطيئة ليس بسبب تهديد فيروس كورونا، ولكن لإيذائه سياسيًا في انتخابات نوفمبر. في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز منتصف مايو قال "إنه شيء سياسي". وقال إن بعض الناس يريدون بقاء الدولة مغلقة لفترة طويلة، لن يحدث أبدًا ".

تُخاض المعركة السياسية أيضًا على مستوى الولايات، فعندما أراد حاكم ولاية ويسكونسن أن يمدد المبادئ التوجيهية للبقاء في المنازل ، تحداه الجمهوريون وأحالوا القضية إلى المحاكم. ووقفت المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن إلى جانب المشرعين الجمهوريين ضد الحاكم الديمقراطي و"ألغت" قراره بتمديد أمر البقاء في المنازل الذي كان يهدف إلى السيطرة على انتشار الفيروس.

يعتقد منتقدو الرئيس ترامب أن الموقف الصارم الذي اتخذه الرئيس ضد الصين مرتبط بالانتخابات الأمريكية، بعد أن أدرك أن الاقتصاد قد لا يكون أفضل أوراقه في الحملة الانتخابية. ويزعمون أن هجماته على الصين تغذيها رغبته في استخدام الصين كورقة في الحملة لأن الاستطلاعات وجدت أن 51 ٪ من الأمريكيين يلومون الصين على تفشي الفيروس. ومع تدهور العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، يمكن أن تصبح القضية حاسمة ومهمة للغاية للرئيس ترامب.

المرشحون ... التوقعات

 الحملة الانتخابية دفعت منتقدي المرشح الديمقراطي بايدن إلى القول إنه كان "يختبئ" في منزله، وتوقع أن ذلك سيضر بفرص فوزه بالانتخابات. ورد بايدن قائلاً إنه يسير على درب الحملة الانتخابية لكنه في نفس الوقت يتبع إرشادات المهنيين الطبيين "من خلال البقاء في المنزل، على عكس الرئيس الذي" يجب أن يتبع القواعد ولكن بدلاً من ذلك يظهر في أماكن بدون أقنعة ".

بايدن لديه نقاط ضعف أيضًا كمرشح. لم يكن الخيار الأول للديمقراطيين لكن خياراتهم لم تكن جذابة للغاية في البداية. ضعفه الرئيسي هو أنه ليس مرشحًا ديناميكيًا، ولديه مشكلة مع النساء، مع اتهامات بالتحرش. وهو مشهور أيضًا بقوله أشياء تضعه في مشاكل. لكن الأهم من ذلك أنه فريسة سهلة لترامب الذي لن يتوقف عند أي شيء لتدمير خصمه.

وبغض النظر عن عُمر بايدن إلا أنه المفضل لدى الليبراليين ومؤسسة السياسة الخارجية. قال 90٪ من خبراء السياسة الخارجية أنهم سيصوتون للمرشح الديمقراطي جوزيف بايدن مقابل لـ 4.9٪ لترامب. كما أنهم لا يثقون في قدرة الرئيس ترامب على التعامل مع عواقب أزمة فيروس كورونا (4.1٪) ، مقارنة بـ 93٪ يعتقدون أن بايدن يمكنه إدارة العواقب بشكل أفضل.

كان الرئيس يأمل في الفوز بفضل الاقتصاد القوي، والآن رسالته هي أنه الوحيد الذي يستطيع حل المشكلة وإعادة الاقتصاد إلى وضع قوي بعد الوباء.

لكن تظهر استطلاعات الرأي أن مكانة ترامب قد تأثرت. وأظهر استطلاع أجرته جالوب في منتصف أبريل أن قبول الرئيس قد انخفض ست نقاط إلى 43 ٪ ، وهي الأكثر حدة في رئاسته. وجد استطلاع آخر أجرته NBC ، WSJ أن بايدن يتقدم على ترامب بفارق 7 نقاط على الصعيد الوطني بين الناخبين المسجلين 49 إلى 42 ٪ في السباق الرئاسي. أظهر استطلاع آخر أجرته Real Clear Politics بين أن بايدن يتصدر ترامب بنسبة 48.3٪ إلى 42.5٪. لكن ليست استطلاعات الرأي هي التي ستقرر مصير المرشحين، بل هي الهيئة الانتخابية ويمكن لبايدن الفوز في التصويت الشعبي وخسارة الانتخابات إذا لم يتعلم الديمقراطيون من أخطائهم لعام 2016م.

ليس من الواضح أيضًا ما إذا كان هذا التقدم لبايدن سيصمد لأن مصير الحملة سيعتمد على ما سيحدث بعد إعادة فتح الاقتصاد. إذا تصاعد الفيروس ووقعت موجة أخرى من حالات العدوى، فإن الولايات المتحدة سوف تلوم الرئيس على دفعه للفتح قبل الأوان وسيستفيد بايدن من ذلك. ولكن إذا بدأ الاقتصاد في التعافي بسرعة وتراجع الفيروس أو تباطأ، فقد يستعيد ترامب مكانته وتفوقه.

لا أحد يعرف حقًا كيف ستسير الأمور. ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الحياة لن تكون كما كانت في أي مكان، وقد يؤدي ذلك إلى التغيير وليس بالضرورة التغيير الإيجابي.

مجلة آراء حول الخليج