; logged out
الرئيسية / الشعب الإسرائيلي يرفض ضم "الغور" والسلطة تخشى الانتفاضة ومواجهة الشارع

العدد 152

الشعب الإسرائيلي يرفض ضم "الغور" والسلطة تخشى الانتفاضة ومواجهة الشارع

السبت، 01 آب/أغسطس 2020

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو أكثر من مرة تصميم الحكومة على ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، وقد أكد على عملية الضم قبل حملته الانتخابية وأثناء هذه الحملة وبعدها  وبعد تشكيل الحكومة الائتلافية بين حزب ليكود وحزب أزرق أبيض وهي حكومة ضم الأراضي بامتياز ، ويأتي الضم لأسباب أيديولوجية وسياسية وأخرى متعلقة بمحاكمة نتنياهو واليمين المتطرف الذي يدعم نتنياهو مستغلاً الظروف الإقليمية والدولية والداخل الإسرائيلي والفلسطيني ومنذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائلية (2009م) وهو يؤكد على مشروع الضم للأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة، والتي تشكل 30% من مساحة الضفة الغربية وبالتالي يبقى 15% للسلطة الفلسطينية من فلسطين التاريخية وبالتالي يتم دفن خيار الدولتين؟  

إن الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية مخالف للقانون الدولي، وعلى أرض الواقع فإن الأراضي التي تعلن إسرائيل عملية ضمها، هي تحت الاحتلال الإسرائيلي الكاملة وتطبق فيها إسرائيل معظم القوانين الإسرائيلية على سكان المستوطنات حيث لهم حقوق المواطنة الإسرائيلية الكاملة وتعتبرها تتبع للسيادة الإسرائيلية الفعلية وربطتها منذ سنوات مع المدن الإسرائيلية وأذابت أي عوائق بين المستوطنات والمدن؟

إسرائيل : استراتيجية ضم الأراضي بالتدريج

عندما صدر وعد بلفور عام 1917م،  لم يكن يملك اليهود في فلسطين سوى 2% فقط ، وعندما صدر قرار التقسم للأمم المتحدة 181 في 29 نوفمبر 1947م، لم يكن يملك اليهود سوى 7% فقط، ولكن قرار التقسيم أعطى اليهود 55% من مساحة فلسطين، وخلال حرب 1948م، ضمت إسرائيل أراض جديدة حتى مع إعلان الهدنة 1949م، واستولت على 78% من فلسطين، وبقي للفلسطينيين 22% قامت إسرائيل باحتلالها عام 1967م، فأصبحت إسرائيل تحتل فلسطين كاملة، وكل ذلك تم بالتدريج رغم القرارات الدولية التي تدينها تذكرنا باستراتيجية وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر الخطوة خطوة ؟؟

اتفاقية أوسلو 1993: الفخ الذي نصب للقيادة الفلسطينية

أدت الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي تحدى فيها الشعب الفلسطيني إسرائيل ديسمبر 1987م، إلى معضلة كبرى لإسرائيل التي كانت عصيانًا مدنيًا للشعب الأعزل أمام جيش إسرائيلي، وأحذت الحجارة الفلسطينية تقلق إسرائيل أمام الرأي العام الدولي وداخل المجتمع الإسرائيلي، لأن الجندي مدرب للقتال في المعارك وليس مواجهة المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وكان إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق يردد أتمنى أن أستيقظ صباحًا ولا أرى غزة، فكانت إسرائيل بحاجة لقيادة فلسطينية تواجه الانتفاضة الشعبية واحتوائها، فإسرائيل بحاجة لاعتراف منظمة التحرير بها وتحمل مسؤولية الأمن في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ودفعت الظروف الإقليمية والدولية بعد مؤتمر مدريد 1991م، المنظمة إلى الدخول في مفاوضات سرية مع إسرائيل تولاها محمود عباس نفسه، ولكن المنظمة قدمت الاعتراف بإسرائيل والتنازل عن 78% من فلسطين التاريخية ولم تحقق شيئًا في الاتفاقية ؟  

 قسمت اتفاقية أوسلو المشؤمة الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق ، أ، ب، جـ، حيث خضعت 39% من الضفة، منطقة ( أ، ب ) إلى السيطرة الإدارية والأمنية الفلسطينية في منطقة ( أ )، وسيطرة مشتركة في منطقة (ب) ( الإدارية فلسطينية والأمنية إسرائيلية )، بينما 61% من أراضي الضفة (ج) تحت السيطرة الإدارية والأمنية الكاملة لإسرائيل، وكان من المتوقع أن يتم عام 1999م، نقل السيطرة الإدارية والأمنية على المنطقة (ج) للسلطة الفلسطينية، ولكن على عكس ذلك عززت إسرائيل المستوطنات والوجود في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين اليهود فمنذ توقيع اتفاقية أوسلو 1993م، تضاعفت المستوطنات والمستوطنون بأكثر من ثلاثة أضعاف. كما سيطرت إسرائيل حسب الاتفاقية على جميع المعابر الخارجية وبنت الجدار العازل لفصل القرى والبلدات وشق الطرق الإلتفافية للربط بين المستوطنات ـ

الضفة الغربية وغور الأردن: النهر الحدود الشرقية

إن خطة الضم التي يعلنها نتنياهو تشمل ضم المنطقة (ج)، وتسيطر إسرائيل على السفوح الغربية لجبال الضفة الغربية التي تطل على داخل البلاد ومطار بن غوريون والحزام الذي يلف القدس. أما غور الأردن وشمال البحر الميت وفق خريطة نتنياهو، فتقوم على أساس أمني، بترسيم الحدود الشرقية علمًا أن إسرائيل ليس لها حدود رسمية حتى الآن لأنها تتوسع وتهدف لعزل الفلسطينيين في الداخل وعدم وجود حدود فلسطينية مباشرة مع الأردن ولبنان وسوريا وحاصرت غزة وتركت الباب مفتوحًا باتجاه سيناء، ويشكل غور الأردن 22% من مساحة الضفة ويوجد بها 30 مستوطنة وبالنسبة لأريحا وعدة بلدات فلسطينية لن تطبق عليها السيادة الإسرائيلية؟

لماذا إعلان الضم الآن: الدعم الأمريكي في عهد ترامب

إذا كانت إسرائيل تسيطر على معطم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ولها السيطرة الأمنية، فإن إعلان الضم يأتي لتصفية القضية الفلسطينية مستغلة وجود إدارة أمريكية تدعم اليمين المتطرف الإسرائيلي، فالسفير الأمريكي ديفيد فريدمان صهيوني يميني يشجع الإسراع في الضم وتنفيذ صفقة القرن وقال في تصريح لصحيفة (إسرائيل اليوم)، إن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية في الأسابيع القادمة، وفي عهد ترامب أصبح الملف الفلسطيني في يد مجموعة اليمين اليهودي (صهر الرئيس  جاريد كوشنير والسفير فريدمان والمبعوث للشرق الأوسط جيسن غرينبلات)، ومعهم نائب الرئيس بنس ووزير الخارجية بومبيو من الانجيليين المتطرفين حتى أن نائب الرئيس بنس قال " نحن ندعم إسرائيل بسبب الوعد التاريخي المقدس أن من يدعمهم الآن سينال بركة الرب"، وأيد ترامب ضم إسرائيل للجولان ونقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بأن القدس إسرائيل الأبدية وبذلك جاءت الفرصة للحكومة واليهود في إدارة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية في الوقت التي كانت إدارة أوباما ترفض الضم ونقل السفارة والاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل، وخالف ترامب سياسة رؤساء الولايات المتحدة الذين سبقوه، فرئيس أنجيلي متطرف ويمين إسرائيلي، وكانت المفاوضات تكتيك إسرائيلي وليس هدفها الوصول لاتفاق سلام إطلاقًا بينما تعلن السلطة الفلسطينية أن المفاوضات هدف استراتيجي علمًا بأن اتفاقية أوسلو ماتت عام 2000م، مع الانتفاضة الثانية وفشل مفاوضات كامب ديفيد بين ايهود براك والرئيس عرفات الذي تم اغتياله بعد أن أصبح في نظر إدارة بوش وشارون عقبة في طريقهم؟ وهذا ما كشفت عنه كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد بوش الابن في مذكراتها " أسمى مراتب الشرف "، No higher honor: A memoir of my years in Washington 2011، إن إدارة بوش كانت ترغب في محمود عباس الذي يؤمن بالمفاوضات خيارًا استراتيجيًا؟

تنفيذ المشروع الصهيوني:

بالرجوع إلى مشروع الحركة الصهيونية فقد قدمت إلى مؤتمر الصلح 1919م، خريطة تشمل كل فلسطين وبالاضافة إلى حدود خط سكة الحديد الحجازية شرق الأردن آنذاك والجولان وجنوب لبنان، ولكن بريطانيا أخرجت الأردن من المخطط لأسباب سياسية، وكان المشروع الصهيوني –وما زال محكم التنفيذ، فبعد احتلال فلسطين توسعت في جنوب لبنان والليطاني 1978م. إن إسرائيل تسير وفق مخطط الحركة الصهيونية وتنفذه حسب توفر الظروف الدولية والإقليمية، وكانت تنكر وجود شعب فلسطيني كما كانت تردد مائير وترفض إسرائيل منذ إنشائها ومرورًا باتفاقية أوسلو وحتى الآن إقامة دولة فلسطينية،  ومنذ عام 1999م، التي كان يجب قيام دولة حسب اتفاق أوسلو، والجانب الفلسطيني يفاوض في حلقة مفرغة لأن إسرائيل ترفض دولة فلسطينية حتى الوصول الآن لإعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها وإعلان ضم معظم الضفة الغربية وغور الأردن، فماذا حقق الجانب الفلسطيني منذ ذلك الوقت حتى الآن سوى التنسيق الأمني وحماية إسرائيل الذي تقوم به السلطة الفلسطينية الحالية ؟؟ فصفقة القرن تنفذها على خطوات؟ 

 رفض الشعب الفلسطيني هو الذي يمنع عملية الضم

إن القوة الرئيسية في مواجهة سياسة الضم هي انتفاضة شعبية فلسطينية في الأراضي الفلسطينية، فالانتفاضة الأولى أجبرت إسرائيل على التفاوض مع منطمة التحرير الفلسطينية وأدت لأوسلو رغم أن أهداف إسرائيل كانت تريد سلطة تخدمها كما تبين فيما بعد، ورغم أن السلطة الفلسطينية أعلنت أنها أوقفت الاتصالات مع إسرائيل وواشنطن وإيقاف التنسيق الأمني، ولكن السلطة الفسطينية التي فقدت شعبيتها أمام الشعب ليس لها مصداقية في إيقاف التنسيق لأنها رددت ذلك مرارًا ولم تنفذه، وكما قال حسين الشيخ الوزير المسؤول عن التنسيق مع إسرائيل في مقابلة مع نيويورك تايمز " لا نريد الوصول إلى نقطة اللاعودة " وأضاف " إذا علمنا أن شخصًا ما يخطط لتنفيذ عملية في إسرائيل، فسننقل إليها هذه المعلومة  ، وإذا نفذ هذا الشخص عملية في المناطق فسنعتقله ونحاكمه عندنا "، وقد أثار هذا التصريح انتقادًا واسعًا، ولكن إسرائيل لا تأخذ تصريحات السلطة محمل الجد وحسب رأي بعض الخبراء الإسرائيليين " مسدس فارغ "، والمشكلة أن السلطة تخشى الانتفاضة أكثر من إسرائيل بسبب الفساد وفشلها وقمع قوات الأمن للشعب الفلسطيني وكما قال أحد الخبراء الفلسطينيين في الضفة الغربية، إن هناك نخبة عميقة مستفيدة من الوضع الحالي لا ترغب في مواجهة إسرائيل بانتفاضة شعبية، وكما نقل على لسان سلام فياض حول رفض السلطة خروج احتجاجات قبل سنوات عندما تخلى أوباما عن وعوده قال فياض " نخشى أن تخرج هذه المظاهرات عن السيطرة، وتخلق حالة من الفوضى، وتبرز قوة المستقلين وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في الشارع الفلسطيني "؟؟  وهناك من يبرر عدم حل السلطة بأنها مكاسب تحقق للشعب الفلسطيني ولذلك هناك تناقض يشكك في جدية السلطة في المواجهة؟

إنهاء الخلافات الفلسطينية

يعتبر بيان حركة فتح الذي صدر مؤخرًا نقطة إيجابية إذا كان جادًا في مواجهة إسرائيل وليس لأهداف سياسية داخلية، فإذا تم تنفيذ ذلك واللقاء مع كافة التنظيمات الفلسطينية يمكن أن يحقق نتائج إيجابية لفرض وقف الضم، لأن عدد الفلسطينيين في داخل فلسطين يعتبر تحديًا قويًا لإسرائيل فلا تستطيع مواجهة ذلك.

 إن التنسيق بين الضفة الغربية وفي داخل منطقة 48 والقوى الفلسطينية وحشد الشارع الفلسطيني يغير المعادلات، خاصة أن هناك خلافات داخل إسرائيل وإدارة ترامب متورطة في مشاكل داخلية؟ إن مجموع عدد الشعب الفلسطيني داخل فلسطين حاليًا بالضفة الغربية وغزة وداخل الخط الأخضر سبعة مليون نسمة يناهز عدد اليهود في فلسطين، وكما وصف ذلك شمعون بيرس الرئيس الإسرائيلي الراحل بـ " قنبلة سكانية "، بينما اليهود 6.5 مليون نسمة تقريبًا، ففي نهاية حل الدولتين يبقى خيار الدولة العنصرية على غرار جنوب إفريقيا قبل نهاية النظام العنصري؟

الموقف العربي يرفض الضم

إن العالم العربي شعوبًا وحكومات ينظر إلى ردة الشعب الفلسطيني وبالتالي تكون حركة الشارع العربي والإسلامي مرتبطة برد الفعل الفلسطيني، ولكن الموقف الرسمي العربي ضد عملية الضم ويطالب بتنفيذ القرارات الدولية وتنفيذ المبادرة العربية التي طرحت في القمة العربية في بيروت 2002م، والتي رفضتها إسرائيل كما ترفض القرارات الدولية؟ وأعلنت الدول العربية وعلى رأسها الأردن والسعودية وبقية الدول العربية رفضها لعملية الضم.

  إن نظرية التفاوض الإسرائيلية تقوم على فرض الأمر الواقع منذ الهجرة اليهودية الأولى، بأنهم كواقع في فلسطين وشرعنة الأمر الواقع سواء إقليميًا أو دوليًا، وتختار البيئة الدولية المناسبة، والتفاوض المباشر الثنائي للابتعاد عن الالتزام بالقرارات الدولية وعدم الالتزام بها وتفتيت الجبهة العربية والنكوص عن الالتزامات، وتتبنى التفاوض لتضليل الرأي العام الدولي.

إن مفاوضات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل منذ عام 2000م، ليست ذات جدوى، وتتبنى إسرائيل استراتيجية الاستنزاف والإنهاك مع الجانب الفلسطيني ولم تقدم شيئًا واستعملت تأجيل القضايا الحيوية للوصول لظروف مناسبة لضمها لصالحها كما حدث في يهودية الدولة والقدس عاصمتها الأبدية وتوسيع المستوطنات وزيادتها ورفض مناقشة حق العودة، فعلى ماذا تتفاوض السلطة الفلسطينية؟ وهل هناك إقامة دول على أرخبيل من القرى والمدن الفلسطينية التي ليست قابلة للحياة وترفضها إسرائيل، فالدولة الفلسطينية ليست مطروحة عند إسرائيل كما يكررها نتنياهو دائما؟ إن إسرائيل تريد مفاوضات على حكم إداري وكنتونات لا يمكن أن تشكل دولة قابلة للحياة.

إن اتفاقية أوسلو خطأ استراتيجي فتح الباب لاعتراف دول بإسرائيل وإقامة اتفاقيات سلام، والدخول في التطبيع، ويكمن أن يعيد الجانب الفلسطيني حساباته لإعادة القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح كحركة تحرر وطني يقوده الشعب الفلسطيني بقيادة جادة توقف التنسيق فعليًا، علمًا أن هناك من يعتقد أن قيادة السلطة الحالية لن تخرج عن سياستها التقليدية مع إسرائيل، فنخبة السلطة لها مصالحها، وإن قيادة السلطة الحالية تعتبر التنسيق مقدس وترفض المقاومة بأشكالها؟

توقعات سيناريو الضم:

يظهر أن حكومة نتنياهو في ورطة سياسية، فقد وعد نتنياهو ناخبيه من اليهود المتطرفين بالضم، ولكنه أيضًا يعاني من خلافات حادة في الحكومة الائتلافية ومن قيادات حزب –أزرق-أبيض، حيث يرفض قادة الحزب الضم دون التنسيق مع المجتمع الدولي؟ وأن موقف إدارة ترامب رغم تأييده للضم يحذر الضم من طرف واحد، وهناك ضغوط ومعارضة من الكونغرس الأمريكي فقد وقع 200 من أعضاء الكونغرس رسالة تحذر من الضم وهناك انتخابات رئاسية وقد اعترض المرشح الديمقراطي بايدن على الضم، وقال المستشار السياسي لبايدن، نيكولاس برايس، إن الضم سيكون خطاَ كبيرَا من جانب إسرائيل وسيضر جدَا بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة؟ كما نشرت 50 شخصية يهودية في صحيفة ليموند الفرنسية إعلانات تعارض عملية الضم باعتباره ينتهك الحقوق الفلسطينية.

ويضغط الاتحاد الأوروبي بكل قوة على إسرائيل لمنع عملية الضم وتهدد بعقوبات على إسرائيل، كما أن رئيس الوزاء البريطاني بوريس جونسون، نشر مقالة في صحيفة يديعوت أحرونوت قال فيها " نحث إسرائيل على عدم المضي في ضم أجزاء من الضفة الغربية، لأن ذلك سيكون غير قانوني ومخالفًا لمصالح إسرائيل، ولن نعترف بتغيير وضعية الأراضي المحتلة هام 1967م، إذا لم تحصل بموجب مفاوضات وموافقة الفلسطينيين"؟ وهناك من يراهن في إسرائيل على إيجاد نخبة تتفاوض معها على غرار روابط القرى الذي طرح 1976م، رغم أنها فشلت آنذاك.

وحسب استطلاع الرأي العام الإسرائيلي، ليس هناك اجماعًا خلف نتنياهو على قرار الضم، فحسب استطلاع للرأي العام أجراه معهد أورشليم للإستراتيجيية والأمن، فقد أيد 43% من عينة الاستطلاع فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية وعارض القرار 32% و25% ليس لديهم موقف، أما ضم غور الأردن فقد أيد 42% الضم وعارضه 27% و31% لا رأي لهم؟

إن التحرك الجماهيري في داخل فلسطين يربك إسرائيل فهل تحشد السلطة الجماهير الشعبية للتحرك لمواجهة عملية الضم وإنهاء جميع أشكال التنسيق الأمني فعليًا عندها تفكر إسرائيل فعليًا في التراجع ؟؟ وتذهب لسحب الاعتراف بإسرائيل؟

استراتيجية المواجهة

إن السلطة الفلسطينية تحتاج لتبني أستراتيجية تحشد الشعب الفلسطيني لمواجهة الضم الإسرائيلي وردع إسرائيل ويقوم ذلك على المصداقية والقدرة وتأكيد ذلك مباشرة لإسرائيل، ولكن المهم كسب السلطة ثقة الشعب الفلسطيني في سياستها ويمكن أيجاز استراتيجية المواجهة فيما يلي:

  • تبني استراتيجية المواجهة مع إسرائيل بانتفاضة فلسطينية وبروز قيادة ثورية، فإن القيادة الفلسطينية لن تتخلى عن خيار أوسلو، وهناك توجه شعبي للمواجهة مع إسرائيل، وهناك عدم ثقة في السلطة، وحسب استطلاعات الرأي الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن، فإن 68-73 % يعتقدون أن الرئيس محمود عباس لن ينفذ السياسة التي أعلنها ضد صفقة القرن، ويطالب 62% باستقالة عباس، ويطالب 77% بوقف حقيقي للتنسيق الأمني؟ و69% يطالب بوقف العمل باتفاق أوسلو ويطالب 64 % باللجوء للعمل المسلح بدلاً من أوسلو، وهذا يعكس أن الشعب الفلسطيني يطالب بالمقاومة والمواجهة ونهاية أوسلو على عكس القيادة الفلسطينية؟
  • التوجه إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لتحمل مسئوليته وخاصة الأمم المتحدة؟
  • مخاطبة المجتمع الإسرائيلي أن سياسة الحكومة الإسرائيلية وسياسة نتنياهو والضم لن يحقق لهم الأمن والاستقرار؟
  • إعادة الاعتبار أن القضية الفلسطينية والقدس ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم ، فهي قضية عربية إسلامية، العودة للعمق العربي والإسلامية وخاصة الشعوب العربية والمنظمة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع العربي "
  • مخاطبة الرأي العام الغربي خاصة أن هناك تحول في الرأي العام الغربي اتجاه الحقوق الفلسطينية وكشف الدعاية الصهيونية المضللة ؟
  • توحيد الجبهة الداخلية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، فقوة إسرائيل وتفوقها نابع من الانقسام الفلسطيني، وكما يقول أوري بن اليعاز الأستاذ في علم الاجتماع الإسرائيلي، أن سياسة الفصل الإسرائيلي تقوم على : الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، الفصل بين الفلسطينيين أنفسهم في الضفة الغربية، الفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين، الفصل بين إسرائيل وأجزاء من الضفة الغربية، وفي نفس الوقت تقوم إسرائيل بربط نفسها بأجزاء واسعة من الضفة لضمها، والربط مع المستوطنين، ولذلك على الفلسطينيين تحدي كل هذا الفصل، ففلسطين وحدة واحدة في الداخل من الضفة وغزة والخط الأخضر ضمن تنسيق جماهيري واسع والشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر على فرض مطالبه على إسرائيل وانتهاء الاحتلال . وكما قال خبير القانون الدولي الفلسطيني الدكتور أنيس القاسم الذي كان مستشارًا للوفد الفسطيني في مفاوضات مدريد وواشنطن قبل اتفاقية أوسلو " حان للرئيس الفلسطيني أن يعلن لشعبه، أنه حاول جهده وفشل، وأن أداة المفاوضات التي آمن بها لم تأت بالنتائج المرجوة"؟
مقالات لنفس الكاتب