; logged out
الرئيسية / تدخلت إيران في سوريا لعدم اعتراض أمريكا والغرب وتبنت استراتيجية الحرب الهجينة

العدد 152

تدخلت إيران في سوريا لعدم اعتراض أمريكا والغرب وتبنت استراتيجية الحرب الهجينة

السبت، 01 آب/أغسطس 2020

في أعقاب الحرب العراقية الإيرانية، تشكّل في العقلية الأمنية الإيرانية اعتقادًا جازمًا بحتمية اتباع استراتيجية دفاعية تؤّمن بها نفسها ضد ضربات خصومها، وذلك بعد أن أنهكتها الحرب وتكبدت بسببها خسائر مادية وبشرية فادحة، فوضعت الدولة الإيرانية على رأس أجندتها، تطوير استراتيجية الردع التي كان من بينها تعزيز القدرات الصاروخية واتباع أسلوب الحرب غير المتماثلة، ونقل معاركها خارج الحدود، لكن كان من أهم هذه الأساليب إعادة النشاطات النووية.

وفي ذلك الإطار، عززت علاقاتها بالاتحاد السوفيتي، والصين، وباكستان لدعمها في بناء مفاعلات نووية قادرة على توليد الطاقة الكهرونووية، في المقابل، رغبت إيران في أن تجعل سياستها في الردع سدًا منيعًا أمام أي محاولات أمريكية للنيل منها، خاصة في ظل امتلاك الولايات المتحدة لشبكة علاقات قوية بدول الجوار الجغرافي المتاخمة لإيران، وضغوطها القصوى المتلاحقة التي تهدد أمن واستقرار إيران السياسي والاقتصادي.

تتناول هذه الدراسة بين ثناياها، استراتيجية الردع الإيرانية من خلال عدة عناصر منها: مكونات ومراحل استراتيجية الردع الإيرانية، وأدوات وأساليب إيران في ردع الخصوم، والفرص والتحديات أمام المشروع الإيراني، ومستقبل استراتيجية الردع الإيرانية في ضوء المعطيات الحالية.

أولاً: استراتيجية الردع الإيرانية

 مرت استراتيجية الردع الإيرانية منذ أن تبنتها إيران بعد حرب الخليج الأولى، بثلاث مراحل تاريخية، شكلتها الظروف الدولية وساهمت في تكوينها. وفيما يلي، نستعرض مكونات وأركان استراتيجية الردع الإيرانية والمراحل التاريخية التي مرت بها:

  1. مكونات الاستراتيجية الإيرانية وعناصرها

 ارتكزت منظومة الردع الإيرانية على ثلاثة عناصر وأركان رئيسية، نستعرضهم في الآتي:

أ. تهديد الملاحة عبر مضيق هرمز: ظلت المحاولات الإيرانية بتهديد الملاحة عبر مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق يشكل مدخل الخليج العربي يقع ضمن المياه الإقليمية الإيرانية العمانية، هو الخيار العسكري الأكثر قوة وردعًا.

 فبينما لا تقوى إيران على إغلاق مضيق هرمز تمامًا، نظرًا لما في ذلك من تهديد لمصالحها وتعاملاتها. لكن التهديد المستمر بإغلاقه يمثل حرب نفسية تثيرها إيران في حال تعرضت إلى ما يهددها، كما تستخدمه كورقة مساومة في كل صراعاتها.

ب. القيام بأعمال إرهابية أحادية الجانب: تلجأ إيران ضمن استراتيجيتها للقيام بأعمال إرهابية أحادية الجانب في بقاع متعددة خارج حدودها، سواءً بواسطة وكلاء مسلحين دائمين كحزب الله أو عبر خلايا إجرامية كما في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ولعل قابلية طهران لتنفيذ هجمات إرهابية عالمية يعتمد بالأساس على قدرتها على استدعاء مجموعة من الجماعات الإرهابية الموجودة في الشرق الأوسط والمستعدة للعمل بإيعاز منها.

ج. القدرة على توجيه الضربات باستخدام ترسانتها الصاروخية: جعلت إيران من تعزيز قدرتها على توجيه ضربات مؤثرة ضد خصومها عن بُعد، عبر الاستعانة بترسانتها من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ركنًا ومكونًا رئيسيًا من مكونات استراتيجية الردع، لذا، تعمل الدولة على تنويع منظومة الدفاع الصاروخي لديها.

  1. مراحل استراتيجية الردع الإيرانية

دفعت الظروف الدولية والإقليمية المختلفة، صانعي السياسة الإيرانية إلى تغيير ملامح استراتيجية إيران في الردع كلما اقتضت الضرورة، ونتيجة لذلك مرت الاستراتيجية بثلاث مراحل، وهي:

أ. المرحلة الأولى: وتمتد من انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وحتى عام 2003م، ففي أعقاب الحرب العراقية الإيرانية، وفي ظل افتقار إيران إلى حلفاء، وتعدد الخصوم الإقليميين والدوليين الذين يمتلكون الموارد الكافية لردع إيران، علاوة على خروج القوات المسلحة الإيرانية ببنية متهالكة تقيدها العقوبات، أُجبرت طهران على تطوير عقيدة عسكرية تتجنب الصراع المباشر أو الممتد مع القوى التقليدية. 

ب. المرحلة الثانية: وتمتد من 2003 وحتى عام 2011م، فقد أتاح الغزو الأمريكي للعراق أول فرصة حقيقية لإيران، لممارسة الجوانب الهجومية لعقيدتها العسكرية التي أرست دعائمها العسكرية في عام 1992م.

فخلال أشهر من بدء الحرب الأمريكية على العراق، نفذت إيران المراحل الأولية لاستراتيجية الحرب الهجينة العدوانية الرامية إلى إحباط الأهداف الأمريكية في العراق، وفي الوقت نفسه محاولة إعادة تشكيل الديناميكية السياسية للعراق لصالح إيران.

ج. المرحلة الثالثة: وتعود إلى ما بعد قيام الثورات العربية 2011م، فبحلول عام 2011م، كانت القوات الإيرانية قد ترسخت في العراق، واعترف المجتمع الدولي بنفوذ طهران هناك. وما أن بدأت إيران بالتقاط أنفاسها، بدأ شبح الثورة السورية يهدد بانهيار سوريا حليفها الوحيد.

فقد تحدت الحرب الأهلية السورية، العقيدة العسكرية الإيرانية الأكثر ملاءمة لصراع أخف وطأة من ذلك، لكن وفي ظل وجود قناة لوجستية غير مقيدة على شكل جسر جوي، ومع غياب أي جهد غربي لمنع تورط إيران، اتخذت إيران قرار التدخل المباشر في عام 2012م.

ومنذ ذلك الحين، اتجهت إيران لتبني استراتيجية الحرب الهجينة، وهي مزيجًا خفيًا من جميع أدوات القوة، تجمع بين أوضاع القتال العادية وغير المنتظمة.

  أدوات وأساليب إيران في ردع الخصوم ثانيًا:

سعت إيران بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، التي أفقدتها نحو 50-60% من معداتها العسكرية، إلى لملمة شتاتها بالاعتماد على أساليب ردع فعالة وقادرة على ردع خصومها، تتمثل أبرز تلك الأدوات والأساليب في الآتي:

  1. البرنامج النووي الإيراني

خلال فترة التسعينات، شهد البرنامج النووي الإيراني تكثيفًا في نشاطاته على كافة الاتجاهات، وباتت إيران تمتلك بنية أساسية قادرة على إجراء كافة الأبحاث النووية المتقدمة. وبالرغم من محاولات عرقلته، كافح النظام الإيراني للاستمرار في تطويره، حتى أنه بالرغم من توقيع إيران على اتفاقية نووية متعددة الأطراف في عام 2015م، وافقت بموجبها على تشغيل حوالي خمسة آلاف جهاز طرد مركزي فقط من أصل 19ألفًا، وتقليل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67٪ إلى 300 كيلوجرام (660 رطل).

لاتزال تماطل في تنفيذ الاتفاقية، بدى ذلك واضحًا في خطة خفض الالتزامات النووية التي أعلنت عنها إيران منتصف عام 2019م.

  1. الترسانة الصاروخية

وفقًا للتقارير الرسمية الأمريكية، فإن إيران لديها أكبر قوة صاروخية بالستية في الشرق الأوسط، إذ تمتلك أكثر من عشرة أنظمة صاروخية بالستية إما ضمن مخزونها أو قيد التطوير، ويحتوي مخزونها على مئات الصواريخ التي تهدد بها أمن جيرانها في المنطقة.

جدير بالذكر أن إيران في 11 أكتوبر من العام ذاته الذي وقعت فيه على الاتفاق النووي، أجرت اختبارًا صاروخيًا باليستيًا بلغ مداه 1200 ميلاً، وهو ما وصفه مسؤولو المخابرات الأمريكية بأنه الصاروخ الأكثر دقة من الصواريخ الإيرانية السابقة ذات المدى المتماثل.

بيد أن تطوير المركبات الفضائية المهمة لا تزال تواجه مشاكل وإخفاقات في إيران، إلا أن الولايات المتحدة لاتزال تخشى محاولات إيران هذه، في ظل مواصلة إيران اختبار الصواريخ الباليستية قصيرة المدى بشكل دوري.

 

  1. 3. خلق المليشيات المسلحة ودعمها

عمدت إيران ضمن استراتيجيتها في الردع إلى خلق وتوظيف المليشيات العسكرية في الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها، ولعل من أبرز تلك المليشيات:

أ. الحشد الشعبي: أسس رئيس الوزراء السابق نور المالكي وحدات الحشد الشعبي رسميًا بعد سقوط الموصل في أعقاب انهيار الجيش العراقي في يونيو لعام 2014م، تضم هذه المجموعة عددًا من القوات شبه العسكرية المؤيدة لإيران والتي تتولى مهمة الدفاع عن مصالح طهران في أماكن أخرى في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها سوريا.

ب. حزب الله: تشكل في عام 1982م، بعد إرسال إيران لقوات من الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان، وقد أصبح حزب الله خلال أربعة عقود أهم حلفاء إيران من الفاعلين من غير الدول، نظرًا لما يقوم به الحزب من هجمات إرهابية وتدريب للميليشيات الموالية لإيران والقتال في دول المنطقة كما استخدمته إيران منذ إنشائه كأداة للضغط على إسرائيل وردعها.

ج. الحوثيين: تاريخيًا، لم يحدد الزعماء الإيرانيون «اليمن» على أنها تمثل مصلحة أمنية إيرانية أساسية، لكنهم عمدوا إلى استغلال المكاسب التي حققها المتمردون الحوثيون هناك، باعتبارها فرصة لاكتساب نفوذ كبير في المنطقة ضد المملكة العربية السعودية.

ووفقًا لتقرير «نظام الخارجين عن القانون» الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في يوم 28 نوفمبر 2018م، فإن إيران قد أنفقت مئات الملايين من الدولارات لدعم الحوثيين.

د. جيش التحرير الشيعي: جيش التحرير الشيعي هو قوة عسكرية شيعية، أعلنت إيران عن إنشاءها في 20أغسطس 2016م، لتجنيد أبناء الطائفة الشيعية في دول عربية، لتكون من خلالها جيوشًا محلية تحقق مصالحها الاستراتيجية وتحمي جيشها النظامي من تبعات التورط في معارك وحروب عصابات تستنزف طاقاته في تلك البلدان.

ثالثًا: الفرص والتحديات أمام استراتيجية الردع الإيرانية

تحدق باستراتيجية الردع الإيرانية عدة تحديات داخلية وخارجية، غير أن الاستراتيجية في ذات الوقت تمنح إيران العديد من الفرص التي تتيح لها إمكانية ردع الخصوم.

  1. التحديات وقدرة إيران على الردع

ثمة تحديات في الداخل والخارج تقوض من الاستراتيجية الإيرانية وقدرتها على في ردع الخصوم، يتمثل أهم وأخطر تلك التحديات في الآتي:

أ. أزمة الاقتصاد الإيراني:

لعل أخطر التحديات التي طالت الاقتصاد الإيراني جرّاء العقوبات، جاءت من الصعوبة التي واجهتها في تصدير النفط، بعد أن قررت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في مايو لعام 2019م، بإلغاء الإعفاءات من العقوبات الأمريكية لثمانية مشترين للنفط الإيراني. الأمر الذي تسبب في انخفاض الصادرات الإيرانية من 2.8 مليون برميل كانت تصدره حتى يونيو2018م، إلى (300-800ألف) برميل يوميًا، وهو مستوى غير مسبوق منذ الحرب العراقية الإيرانية.

إضافة إلى ارتفاع معدل التضخم الذي بلغ 40.4% في 2019م، وهو أعلى من مستوى معدل التضخم المتوقع للعام نفسه بنسبة 37.2%.

ب. الضغوط الأمريكية القصوى: منذ منتصف عام 2019م، اتخذت الولايات المتحدة عدة خطوات في إطار حملتها لممارسة «أقصى ضغط» على إيران، وتصاعدت جرّاءها التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل كبير.

فقد تعهدت إدارة ترامب بالعودة للعقوبات التي تم تعليقها بموجب الصفقة للضغط على إيران، كي تتخلى عن سعيها لامتلاك الأسلحة النووية، والتوقف عن الإرهاب، تزامنًا مع الاحتجاجات واسعة النطاق التي واجهتها السلطة في ذلك الوقت، في محاولة أمريكية لاستغلال نقاط ضعف النظام والضرب على وتر استقرار النظام.

  1. الفرص والمكاسب الممكنة من الاستراتيجية الإيرانية في الردع

لاتزال استراتيجية الردع الإيرانية توفر العديد من الفرص والمكتسبات لإيران، برغم كافة التحديات التي تواجهها، وفيما يلي نستعرض أهم الفرص:

أ. التأثير على إمدادات النفط والتلاعب بورقة أمن الممرات البحرية: تستخدم إيران ورقة التأثير على إمدادات النفط في تهديد مصالح خصومها متمثلين في الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج، وذلك عبر إرسال رسائل تهديدية بين الفينة والأخرى عن نيتها لإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله خُمس إمدادات النفط العالمية.

إضافة إلى ذلك، فإن إيران تلجأ لاستخدام وكلائها للتأثير على إنتاج النفط لدى خصومها، عبر تهديد أمن منشآت الطاقة في المنطقة، والتي تمس أهداف حيوية، الأمر الذي ينعكس سلبًا على عمليات إنتاج ونقل النفط أو الغاز الطبيعي للأسواق الدولية.

ب. التلاعب بورقة أمن الممرات البحرية: لطهران تاريخ حافل في استهداف السفن المدنية التي تعبر الخليج، وذلك في ظل تهديدها المستمر بإغلاق مضيق هرمز. وربما لتجنب الإدانة الدولية والمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، قد تستخدم طهران وكلائها السريين لشن هجمات، قد تمتد لتشمل استخدام الغواصين أو أفراد طواقم لتخريب السفن، وسيكون مثل هذا النهج متسقًا مع استخدام طهران للوكلاء للقيام بهجمات إرهابية غير متكافئة.

ج. عدم وجود إجماع دولي ضد إيران: يمر النظام الدولي الراهن بمرحلة انتقالية، تحاول فيه بعض القوى الدولية تأكيد مكانتها واختبار قدرتها على التأثير، الأمر الذي يتيح لإيران فرص واسعة للتحرك الدولي الفاعل، وهو ما يظهر جليًا في التقارب الإيراني مع روسيا والصين.

من ناحية أخرى، يرفض الاتحاد الأوروبي السياسات الأمريكية ضد إيران لا سيما فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

د. القدرة على الرد والمقاومة القصوى: ردًا على حملة الضغط القصوى الأمريكية، قامت القوات الإيرانية ومليشياتها بمهاجمة السفن التجارية والاستيلاء عليها، مما تسبب في تدمير بعض الهياكل الأساسية الحيوية في الدول العربية في الخليج العربي، كما هاجمت المنشآت التي يستخدمها أفراد الجيش الأمريكي في العراق، وأسقطت مركبة جوية أمريكية بدون طيار، وذلك جزءًا من الجهود الإيرانية التي أطلق عليها قادتها مصطلح «المقاومة القصوى».

رابعًا: مستقبل استراتيجية الردع الإيرانية

لا يمكن الجزم بمستقبل وصورة معينة سيكون عليها الردع الإيراني، إذ يتوقف مستقبل ذلك الردع على المتغيرات والظروف الإقليمية، غير أن هناك سيناريوهات قد تشهدها إيران في الفترة المقبلة وتؤثر على استراتيجيتها في الردع وهي:

السيناريو الأول: احتواء إيران

على مدار العقود الأربعة الماضية، لم تتمكن الولايات المتحدة عبر سياساتها تجاه إيران سواءً كانت بالإكراه أو التحفيز، من تغيير سلوك ونهج إيران، كما لم يكن لديها نوع من التأثير لإجبار بلدان أخرى في المنطقة على تغيير نهجها تجاه إيران.

لذا، ربما في وقت متقدم تستنفذ الولايات المتحدة السبل أمام ردع إيران، وتحاول من جهة أخرى اتباع نهج الاحتواء، كوسيلة تستطيع بها الولايات المتحدة من كبح جهود إيران التي تستهدف تقويض السياسات والأهداف الأمريكية في المنطقة.

السيناريو الثاني: تعزيز قدرات إيران على الحرب التقليدية غير المتماثلة

تؤمن طهران بقدراتها في الحروب غير المتماثلة، بدى ذلك جليًا في أعمالها ضد الولايات المتحدة في العراق التي أظهرت تلك القدرات بفعالية. لذا، قد تعمل إيران على تطوير وتعزيز تلك القدرات وإحداث تحول من المقاومة النشطة إلى المقاومة الهجينة التي تهدف من خلالها زيادة التكلفة التي تتكبدها واشنطن نتيجة لوجودها في منطقة الشرق الأوسط عبر إيقاع الخسائر المتلاحقة بها.

 

السيناريو الثالث: تطوير أساليب غير تقليدية

سعت إيران لتعزيز قدراتها السيبرالية بعد تنفيذ الولايات المتحدة وإسرائيل هجومًا إلكترونيًا شهيرًا سُمى بـ «ستانكست» على منشآتها النووية في عام2010م. بيد أن إطار عمل النشاط السيبراني الإيراني لايزال محدودًا نسبيًا في الشرق الأوسط، إلا أنه يظل احتمالاً واردًا من الممكن أن تركز عليه استراتيجية الردع الإيرانية خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر شن هجمات موجهة على أنظمة المراقبة الصناعية بالولايات المتحدة.

خلاصة

تواجه استراتيجية الردع الإيرانية تحديات داخلية وخارجية، لكن الاستراتيجية في الوقت ذاته تمنح العديد من الفرص للردع الإيراني. وفي إطار تلك التحديات والفرص، يبقى صانع القرار الإيراني أمام قرارات وحيل قد يلجأ إليها لتفعيل قدرات الدولة الإيرانية على ردع خصومها.

فمن زاوية، تدرك إيران أن الاعتماد وحده على قواتها التقليدية وغير المتماثلة في المنطقة لن يمكنها من تحقيق أهداف الردع النشط والمقاومة الهجينة ومواجهة الخصم الأكبر لها في المنطقة وهو الولايات المتحدة. لذلك ربما تسعى إيران، أكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى المعارضة للولايات المتحدة، بما في ذلك روسيا والصين.

مجلة آراء حول الخليج