; logged out
الرئيسية / العالم يستعد لحرب نووية واستراتيجية القنابل الصغيرة حولت " الأسلحة النووية " من الردع إلى الاستخدام

العدد 159

العالم يستعد لحرب نووية واستراتيجية القنابل الصغيرة حولت " الأسلحة النووية " من الردع إلى الاستخدام

الأحد، 28 شباط/فبراير 2021

رغم تجديد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لاتفاقية " ستارت 3 " لمدة 5 سنوات، وهى الاتفاقية التي تحدد سقف الصواريخ النووية البعيدة المدى بــ1500 رأس نووي لكل دولة، إلا أن كلا الطرفين الروسي والأمريكي ومعهم الصين يتخذون " خطوات نوعية"  من أجل تعزيز قدراتهم النووية، وبتحليل ميزانيات الدفاع والأموال المخصصة لتطوير الأسلحة النووية يتأكد للعالم أن القوى النووية تعمل جاهدة على تعزيز مكانتها في " النادي النووي " ، وهو ما تجلى في "المحاكاة"  للحرب النووية عندما تم تحميل قنابل نووية " حقيقية"  على متن قاذفات القنابل" بي 52" في المناورات العسكرية التي جرت سواء داخل الولايات المتحدة أو على الأراضي الأوربية، لكن الأخطر من كل ذلك هو  دخول " مفاهيم جديدة " تتعلق بالأسلحة النووية تقوم على أن السلاح النووي لم يعد " سلاح ردع " فقط  بل أصبح  " سلاحًا عملياتيًا " يمكن استخدامه في ساحة المعركة خاصة بعد تطويره " تصغيره " ،  وإمكانية استهداف مواقع محدده أو مقدمات الجيوش دون باقي المناطق، وهو ما يدفع العالم إلى حافة "حرب نووية " حقيقة لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يشجع دولاً مثل تركيا  للدخول لحلبة الصراع من أجل امتلاك الأسلحة النووية بعد أن كشفت تقارير مخابراتية جديدة أن تركيا تسير على نهج إيران ، وأنه يمكن لأنقرة أن تحصل على القنبلة النووية قبل 2024 أو 2025 م، على أكثر تقدير ، فما هي دوافع القوى الكبرى لاستخدام السلاح النووي رغم اتفاق الجميع على  أن الحضارة الإنسانية يمكن أن تنتهي حال الدخول في هذه المغامرة غير المحسوبة ؟ وكيف يمكن نزع فتيل هذا التحرك السريع نحو الصراع النووي؟

 صدمة تشارلز ريتشارد

زادت خلال العامين الآخرين تقديرات الأطراف الدولية بإمكانية اندلاع حرب نووية سواء بين الولايات المتحدة وروسيا في أوروبا، وبين الولايات المتحدة و الصين في المحيطين الهندي والهادئ، أو حتى استخدام كوريا الشمالية أسلحتها النووية ضد جارتها الجنوبية أو ضد القوات الأمريكية في اليابان،  و لهذا أصبح الحديث عن هذه الحرب علانية، وخرجت " تقديرات الموقف " من غرف " العمليات بالجيوش "  إلى وسائل الإعلام بعد أن صدم قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية الأدميرال تشارلز ريتشارد العالم عندما أعلن أنه " لا يستبعد"  نشوب " حرب نووية " مع روسيا أو الصين، وأن البنتاجون الذي لم يسبق له توقع نشوب حرب نووية منذ انهيار حلف وارسو والإتحاد السوفيتي عام 1991م، يرى اليوم وبالتزامن مع تولي الرئيس بايدن إمكانية اندلاع " مواجهة نووية " مع روسيا أو الصين، و يترافق هذا مع رسم الأدميرال تشارلز ريتشارد صورة قريبة لهذه الحرب، وأنها سوف تندلع عندما تتصاعد أزمة إقليمية مع روسيا أو الصين،  وتتحول هذه الأزمة بسرعة إلى نزاع محتدم تضطر فيه روسيا أو الصين لاستخدام الأسلحة النووية إذا ما اعتقدت موسكو وبكين أنهما يتعرضان لهزيمة نكراء أو تعرض النظام السياسي في هاتين الدولتين للسقوط نتيجة للتراجع في ساحة المعركة.

ويتفق الكثيرون في البنتاجون مع قناعة الأدميرال تشارلز ريتشارد  بأن استبعاد " خيار الحرب النووية " من الأجندة النووية  الأمريكية وحلف الناتو" خطأ كبير " ، فالتقديرات الحالية الأمريكية تقول إنه في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تركز فيه على مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن البحري ومساعدة الحلفاء على ترميم استراتيجياتهم الدفاعية، نفذت روسيا والصين سياسات عدوانية من خلال تحدي المعايير والاتفاقيات الدولية، وإنتاج ونشر الصواريخ الأسرع من الصوت،  والتي يمكن أن تصيب كل شبر من الأراضي الأمريكية، وكل هذا يقتضي وفق البنتاجون ردًا أمريكيًا، فالخطأ الأكبر من وجهة نظر الإدارة الأمريكية الجديدة  أن تصل " رسالة خاطئة " لروسيا والصين بأن الولايات المتحدة غير " مستعدة  " أو غير " راغبة " في استخدام السلاح النووي" ، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من الخطوات النووية الروسية والصينية، وربما كان هذا سبب من أهم الأسباب التي دفعت الرئيس بايدن أن يلقي خطابه عن مفردات القوة الأمريكية من البنتاجون وليس من البيت الأبيض.

نذر الحرب النووية

تحليل سلوك الدول الثلاث الكبرى نوويًا وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا حيال استخدام الأسلحة النووية يؤكد أن هذه الدول تستعد جديًا لاستخدام الأسلحة النووية في أي حرب قادمة، وأن مساحة " الشك وعدم اليقين " النووي تزداد يومًا بعد يوم بين هذه الدول الثلاث، وقد أدت هذه الشكوك إلى القيام بمجموعة من الخيارات وهي:

1-  لأول مرة منذ إسقاط القنابل النووية الأمريكية على نجازاكي وهيروشيما في أغسطس 1945م،  يعلن وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك أسبر عن التدريب على سيناريو  لشن "ضربة نووية" على روسيا، وذلك بحضور أعضاء الكونجرس من لجان المخابرات والقوات المسلحة لهذا التدريب العملي الذي جرى في 20 فبراير 2020م،  بقاعدة القيادة الاستراتيجية للجيش الأمريكي في ولاية نبراسكا الأمريكية، والتي كانت تحاكي ضرب مقدمات الجيش الأحمر لو حاول اختراق الجبهة الشرقية لحلف الناتو في دول بحر البلطيق الثلاث، ولهذا تقول الولايات المتحدة أن سيناريو سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم الذي حدث في عام 2014م، لا يمكن أن يتكرر شرق أوروبا مرة أخرى لوجود الرادع النووي.

2-  لأول مرة منذ 4 عقود يقوم حلف الناتو " بتحميل"  القنابل النووية على القاذفات الاستراتيجية خلال المناورات التي أجراها الحلف شمال شرق أوروبا تحت مسمى " العصر المرن " لمواجهة ما أسماه " سيناريو الرعب " القادم من استخدام روسيا للقنابل النووية، حيث قامت الطائرات الألمانية والبريطانية والأمريكية مثل " بي 52 " و" تورنيدو " وهي قاذفات قادرة على حمل قنابل نووية بالتدريب على " حرب نووية " فعليه، والتي تضمنت لأول مرة منذ سقوط الإتحاد السوفيتي إخراج القنابل الهيدروجينية الأمريكية " بي 61 " من مخازنها في قاعدتي نورفينيتش وبوشيل الألمانيتين ونقلها ثم تحميلها على هذه القاذفات

3- زيادة معدلات تحليق قاذفات حلف الناتو قرب الحدود الروسية، والتي ينظر لها من جانب الروس بأنها تدريب عملي لقصف مدن غرب روسيا بالقنابل النووية، ففي سبتمبر الماضي اعترضت مقاتلات روسية قاذفات القنابل الأميركية العملاقة "بي -52" على بعد 200 كلم فقط من سماء سان بطرسبرج الروسية، وهو ما دفع روسيا لإرسال مقاتلتين من طراز سوخوي (إس.يو 27) لاعتراضها، وهو الأمر الذي يهدد باحتكاكات قد تنطوي على اندلاع حرب حقيقية بعد أن قالت الولايات المتحدة إن الطلعات الأمريكية كانت "محاكاة لعملية قصف"  وفق بيان للسفارة الأمريكية في بولندا، الأمر الذي دفع روسيا لإرسال قاذفات قادرة على حمل قنابل نووية لشمال بريطانيا ووصلت في بعض الأحيان إلى ولاية ألاسكا الأمريكية

4- انسحاب الولايات المتحدة وروسيا من اتفاقية منع إنتاج ونشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والتي تحمل رؤوسًا نووية في أوروبا المعروفة باسم "أى إن إف" منذ أغسطس 2019م، وهي الاتفاقية التي التزم بها البلدان منذ عام 1987م، وتعهدا فيها بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة متوسطة أو قصيرة المدى، وتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 300 و500 كلم، وحظر إنتاج ونشر وتطوير الصواريخ التي تطلق من البر بمدى يتراوح بين 500 و5500 كلم، ولعبت هذه الاتفاقية التي خرجت منها موسكو وواشنطن منذ 18 شهرًا  في تجنب أزمات نووية سابقة مثل تلك الأزمة التي اندلعت في ثمانينات القرن الماضي إثر نشر صواريخ "أس أس-20" سوفيتية قادرة على حمل رؤوس نووية كانت موجهه بشكل رئيسي ضد العواصم الغربية مثل باريس وبرلين، ومنذ الانسحاب من الاتفاقية أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى تحمل رؤوسًا نووية ليس فقط في أوروبا بل في المحيطين الهندي والهادئ، وهو ما دفع روسيا لاتهام الولايات المتحدة بنشر منصات إطلاق طراز "ام ك 41" على أراضي رومانيا وبولندا، وهي المنصات التي يمكن أن تستخدم في إطلاق صواريخ تحمل رؤوسًا نووية تجاه الأراضي الروسية، كما أن الولايات المتحدة تقول إن الصاروخ الروسي الجديد من طراز (نوفاتور 9إم729) والمعروف لدى لحلف

الاطلنطي " إس أس سي 8 " وهو صاروخ نووي يستطيع ضرب عواصم أوربية كبيرة، وما يؤكد خطورة خروج موسكو وواشنطن من معاهدة

" أى إن إف " أنه بموجب هذه المعاهدة تم تدمير 1728 صاروخًا روسيًا و800 صاروخًا أمريكيًا

5-نشرت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب 150 قنبلة نووية " بي 61 " في 5 دول أوروبية، وكل قنبلة تعادل 26 مرة القوة التدميرية لقنبلة هيروشيما سنة 1945م، وذلك وفق الوثيقة التي نشرها البرلماني الكندي جوزيف داي على موقع اللجنة البرلمانية لحلف الناتو عام 2019

6-نشرت الولايات المتحدة عام 2020م، رؤوسًا نووية جديدة منخفضة القوة في الغواصات الأمريكية القريبة من الحدود الروسية والصينية، وهو ما يفتح الباب لاستخدام هذه الصواريخ المحملة برؤوس نووية في أي حرب قد تندلع بين القوى الكبرى في ظل تصريح الرئيس بايدن الذي قال فيه إن بلاده لن تتورع عن استخدام القوة للدفاع عن مصالحها.    

7-  تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية " استراتيجية لتطوير القنابل النووية "منذ عهد الرئيس أوباما حيث كانت تقديرات واشنطن تقول إن الولايات المتحدة أضعف من روسيا التي تملك ما يقرب من 6850 سلاحا نوويًا، بينما الولايات المتحدة لديها 6550 قنبلة نووية ضمن النادي الدولي للسلاح النووي الذي يضم 9 دول وبه أكثر من 15 ألف رأس نووي، وأنتقد الرئيس ترامب إدارة أوباما لأنها لم تفعل شيئًا ضد التفوق الروسي  في المجال النووي، لذلك وضع ترامب 500 مليار دولار لتطوير الرؤوس النووية منها  100 مليار دولار سنويًا لمدة 5 سنوات  في ميزانية الدفاع الأمريكية التي وصلت لـ 730 مليار في أخر عام له في البيت الأبيض، كما أن الكونجرس أقر خطة بإنفاق 1.2 تريليون حتى عام 2030م، من أجل تطوير القنابل النووية الأمريكية،  ونجحت بالفعل  خطة ترامب في تحويل القنابل الكبيرة إلى قنابل أصغر يمكن استخدامها لأهداف محددة، وهذا يشكل أكبر خطر لأنه عمليًا يحول الأسلحة النووية من " سلاح ردع وتخويف"  إلى سلاح يمكن أن يستخدم في الحروب، وهو ما تم استخدامه في مناورات " نبراسكا" و "الصبر المرن " ، لكن الخطاب المعلن للولايات المتحدة من تطوير الأسلحة النووية يقول أنها تستهدف تحقيق ما تسميه " السلام النووي "  الذي يعطي الولايات المتحدة قوة هائلة في تهديد الأعداء وحماية الحلفاء،  بعد أن ساهمت القنابل الكبيرة القديمة التي كانت تستخدم في الردع فقط،  في ترسيخ ما تسميه واشنطن بـ " القناعات الخاطئة " لدى أعداء الولايات المتحدة بأنها لن تستخدم القنابل النووية بالسيناريو الذي تم استخدامه خلال هجوم نجازاكي وهيروشيما

8 تعتقد واشنطن أن سفنها الحربية في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي يمكن أن تتعرض لهجوم نووي من البر الصيني حال أي نزاع يتعلق بتايوان أو هونج كونج، لذلك قامت الولايات المتحدة بنشر صواريخ قصيرة المدى محملة برؤوس نووية في الغواصات والسفن الحربية في المحيطين الهادي والهندي في النصف الثاني من عام 2019

الاتفاقيات الثلاثية

تقوم الاتهامات الأمريكية للصين على أن بكين لا تتعاون مع المجتمع الدولي، وكانت الصين وليس روسيا هي سبب الانسحاب الأمريكي من اتفاقية منع نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة، لان الصين ليست طرفًا فيها، وتخشى الولايات المتحدة من طموحات بكين التي تجلت في مجموعة من الخطوات الصينية وهي: 

1-تشكك الولايات المتحدة وحلف الناتو في أرقام القنابل النووية لدى الصين ، ففي الوقت الذي تتحدث التقديرات الصينية عن 270 سلاحًا نوويًا تقول واشنطن أن بكين بات لديها أكثر من 1500 رأس نووي، وأن هذا العدد مرشح للزيادة حتى 3000 رأس نووي بحلول عام 2035م ، وتستشهد واشنطن بالصواريخ طويلة المدى والعابرة للقارات، والتي يقول البنتاجون أن جدواها صفر ما لم تحمل قنابل نووية، ولهذا تربط الولايات المتحدة بين عدد الصواريخ والقاذفات الصينية التي يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، والعدد الحقيقي للأسلحة النووية الصينية، وتقوم تقديرات واشنطن على أن الصين التي فجرت أول قنبلة نووية لها في 16 أكتوبر عام 1964م، أولى قنابلها النووية باتت تمتلك " الثالوث النووي" بالكامل أي مختلف الأنواع من الأسلحة النووية التي تطلق من البر والبحر والجو، ويشير حلف الناتو إلى المشاريع النووية الصينية التي بدأت خلال العقدين الماضيين، ومنها المشروع الذي بدأ منذ عام 1999 -2000م، لإنتاج 4 غواصات نووية استراتيجية، وتحمل  كل واحدة منها 12 صاروخًا باليستيا من نوعية " الموج الكبير " عابرًا للقارات يصل مداه لـ9 ألاف كلم ، ،كما تعمل الصين حاليًا على إنتاج جيل جديد من الصواريخ البالستية يصل مداها لـ12 ألف كلم، وفي مجالات الطائرات القاذفة تعمل الصين منذ عام 2016 م، على إنتاج طائرة " الجناح الطائر " التي تسعى لتزويدها بمهارات حتى تتفوق على القاذفة الأمريكية " بي 52 "  وسوف يبدأ الإنتاج التسلسلي لهذه القاذفة التي تستطيع حمل قنابل نووية عام 2025 ، وبالإضافة إلى 190 قاذفة يملكها الجيش الصيني في الوقت الحالي تستطيع حمل ما يصل إلى 12 ألف طن من الصواريخ النووية أو الحرارية أو المجنحة سواء كانت جو – أرض أو أرض -بحر  ، تستطيع هذه القاذفات الوصول بسهولة إلى القواعد الأمريكية في جزيرة جوام والساحل الغربي الأمريكي إذا انطلقت من الجزر الصناعية الصينية التي تبعد في بعض المناطق إلى 1800 كلم من البر الصيني.  

2- أصبحت الصين أول دولة في العالم تبني " ملاجئ نووية"  استعدادًا لحروب  نووية حقيقة، وهو الأمر الذي دفع أطراف أخرى لتدريب السكان على التعامل مع خطر نووي ، ومن هذه الدول الولايات المتحدة التي بدأت تدريب سكانها على كيفية الاختباء حال نشوب حرب نووية، فمنذ عام 2019م، اختبرت هاواي صفارات الإنذار التي تعمل في حال وقوع هجوم نووي، وهي صفارات لم تستخدم منذ ثمانينات القرن الماضي ، وسبب هذا التدريب أن هذه الجزيرة القريبة جدًا من البر الرئيسي للولايات المتحدة، يجعلها عرضة للخطر بشكل خاص في حال وقوع هجوم نووي، ويوجد في تلك الجزيرة  385 صفارة إنذار نووية، نفس السيناريو يتم تطبيقه في جزيرة جوام، ورغم أنها ليست أراضٍ أمريكية لكن سلطات الجزيرة أصدرت منشورات مكتوب فيها القواعد التي يجب أن يتبعها السكان في حالة وقوع "هجوم نووي" ، وفي كاليفورنيا يستعد السكان لهجوم محتمل لذلك ظهر مؤخرًا تقرير يصف عواقب هجوم  نووي محتمل على ولاية كاليفورنيا، ويشير التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية ستحاول أولاً وقبل كل شيء إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.

3- ترى الولايات المتحدة أن خطر الصين النووي أكبر بكثير من خطر روسيا حيث قال بيان للخارجية الأمريكية قبل يومين من رحيل إدارة ترامب ، رغم أن روسيا لديها أسلحة نووية أكثر من الصين،  لكن روسيا ومنذ الحرب الباردة استطاعت التوصل مع الولايات المتحدة لعدد من الاتفاقيات الإطارية التي تسمح بنوع من الشفافية وإمكانية " استدراك"  أي خطأ، وأن واشنطن وموسكو  لهما سياسة وصفها الرئيس ريجان بمثل روسي شهير يقول " ثق لكن تحقق " ، وأن هذه الثقة وذاك التحقق غير موجودين مع الصين التي ترفض الدخول في اتفاقيات دولية إلا بعد أن ينخفض عدد الرؤوس النووية الأمريكية إلى نفس عدد الرؤوس النووية الصينية.

4- يخشى حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من القدرات الصينية ذات الاستخدام المزدوج، وأن الصين أنتجت صواريخ خلال عامي 2019 و2020 م، ما يفوق إنتاج " كل دول العالم " من الصواريخ الباليستية متعددة الاستخدام ، وأن كل ذلك يهدد جيران الصين غير النوويين، في حين تقوم واشنطن ومعها حلفاؤها النوويون الأوربيون مثل فرنسا وبريطانيا بإصدار بيانات وتقارير دورية تكشف ما لديهم من إمكانيات نووية، ولهذا تقول التوقعات الغربية أن الصين لن تعلن عما لديها من قدرات نووية إلا عندما تصل لـ" عتبة الندية النووية "

 تجنب الحرب النووية

المؤكد أن نشوب حرب نووية سواء بقنابل "تقليدية" قديمة وكبيرة أو بقنابل صغيرة " إستراتيجية " ليس في صالح البشرية، ويمكن أن يقضي على الحضارة الإنسانية، ولهذا يجب القيام بمجموعة من الخطوات ومنها:

1-ضرورة التجاوب مع الدعوة الروسية لعقد قمة عالمية تحت مسمى " يالطا الجديدة" أو " يالطا 2021 " وذلك في إشارة للقمة التاريخية التي عقدت في مدينة يالطا الأوكرانية على البحر الأسود في فبراير 1945م، وقسمت النفوذ في العالم بعد الحرب العالمية الثانية بين الزعماء الثلاثة الكبار في ذلك الوقت، وهم الزعيم السوفييتي ستالين، والرئيس الأمريكي روزفيلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، ويكون الهدف من هذه القمة هو عمل واشنطن وموسكو وبكين على وضع حد واضح لسباق التسلح في المجال النووي

2-العودة مرة أخرى لاتفاقية " أى إن إف " التي تمنع نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة، وضرورة انضمام كل الدول التي لديها ترسانة نووية وصواريخ بالستية، ويمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، ويكون انضمام الصين لهذه الاتفاقية مقابل عدم نشر هذه الأسلحة النووية بالقرب من أراضيها خاصة في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وتقديم ضمانات للصين في هذا الأمر

3-العودة مرة أخرى لاتفاقية " السماوات المفتوحة " بين كل دول النادي النووي بما يشجع على الشفافية والوضوح وتجنب مآسي حرب نووية.

4-تعزيز الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين من خلال العمل في مجالات أقل حساسية مثل المناخ والطاقة النظيفة وحرية التجارة وخلق مناخ تعاوني في الساحة الدولية بدلاً من سياسة التحريض والأنانية السياسية التي تسود بين الدول النووية الكبرى خلال العقدين الماضيين.

5-ضرورة أن يكون هناك خطًا ساخنًا بين العواصم الثلاث لتقييم أي تحرك حتى لا يقع أي طرف في " الحسابات الخاطئة "

 

مقالات لنفس الكاتب