array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 159

التعاون الخليجي ـ الصيني قدم دلالات على شراكة استراتيجية أكثر قوة وأكثر إشراقًا

الأحد، 28 شباط/فبراير 2021

أدى جون بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير في مبنى الكونجرس الأمريكي الماضي ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة؛ وسيكون للسياسة الخارجية في ظل إدارة بايدن تأثير عميق على مستقبل العلاقات الأمريكية-الصينية وحتى على النسق العالمي. فكيف إذاً ستتطور العلاقات الصينية-الأمريكية خلال إدارة الرئيس بايدن؟ تتنافس كل من الصين والولايات المتحدة على الصعيدين الاستراتيجي والاقتصادي، ولكن يمكن لهما أيضاً أن تتعاونا في العديد من المجالات الأخرى؛ ومنها على سبيل المثال: مكافحة وباء كوفيد-19، حيث استبعدت منظمة الصحة العالمية إمكانية تسرب فيروس كوفيد-19 من أحد المعامل في ووهان، الصين. ومن المقرر أن يجتمع كبيري علماء الأوبئة للولايات المتحدة والصين، فوسي وزونج ناشان، في مارس الجاري ومن المرجح أن يفضي التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة والصين إلى التصدي لوباء كوفيد-19 بصورة كبيرة. وعلاوة على ذلك، يمكن أيضًا أن تتعاون الصين والولايات المتحدة حول مسائل كتغير المناخ وكوريا الشمالية والقضية النووية الإيرانية ومكافحة الإرهاب والشرق الأوسط.

 

الحوار الصيني-الأمريكي رفيع المستوى يقود العلاقات الصينية-الأمريكية

 

بعد أن تولت الإدارة الجديدة السلطة في الولايات المتحدة، أجرت الصين والولايات المتحدة سلسلة من المكالمات رفيعة المستوى، وكانت تلك المكالمات الدبلوماسية بناءة، حيث أظهرت إمكانية تحسين العلاقات الأمريكية-الصينية المتراجعة من ناحية، وأشارت إلى عودة الدبلوماسية الديمقراطية الأمريكية من ناحية أخرى.

 

(1) حديث يانغ جيتشي وبلينكن عبر الهاتف. في السادس من فبراير الماضي، أجرى يانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن.  وصرح يانغ جيتشي بأن العلاقات الصينية-الأمريكية مرت مؤخرًا بمنعطف حاسم، وأن السياسة الخارجية للحكومة الصينية قد حافظت دائماً على درجة عالية من الاستقرار والاستمرارية تجاه الولايات المتحدة، وأن الصين تحث الولايات المتحدة على تصحيح الأخطاء التي ارتُكبت على مدى فترة من الوقت والعمل معها لدعم روح عدم الصراع وعدم التصادم والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع؛  وترى الصين أن على الجانبين التركيز على التعاون وإدارة الخلافات وتعزيز التطور السليم والمستقر للعلاقات الصينية-الأمريكية، فيما صرح بلينكن بأن العلاقات الأمريكية-الصينية مهمة للغاية لكلا البلدين وللعالم، حيث تسعى الولايات المتحدة لتطوير علاقات ثنائية مستقرة وبناءة مع الصين، وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستواصل اتباع سياسة الصين الواحدة والتقيد بالبيانات المشتركة الثلاثة بين الولايات المتحدة والصين، وسيظل الموقف المتعلق بهذه السياسة ثابتًا.

 

(2) المكالمة الهاتفية بين شي جين بينغ وبايدن. في الصباح الذي أعقب السنة الصينية الجديدة يوم 11 فبراير الماضي، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثةً هاتفيةً مع الرئيس بايدن، حيث تبادل الرئيسان التهاني بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة "عام الثور"، كما تبادلا بشكل معمق الرؤى بشأن العلاقات الثنائية وأبرز المسائل الدولية والإقليمية. وأشار شي جين بينغ إلى أن التعاون بين الصين والولايات المتحدة سيفيد الجانبين، بينما من شأن الصراع أن يضر بهما وأن التعاون سيكون الخيار الصحيح الوحيد لكلا الطرفين.  وسيكون للصين والولايات المتحدة رؤى متباينة حول نفس المسائل، ويتمثل السبيل في احترام كل طرف للآخر ومعاملة بعضنا البعض على نحو متساوِ وإدارة تلك المسائل والتعامل معها بشكل مناسب وبطريقة بناءة. ويمكن للإدارات الدبلوماسية للبلدين أن يكون لها تواصل معمق حول مجموعة واسعة من المسائل في العلاقات الثنائية وأبرز القضايا الدولية والإقليمية، كما يمكن للإدارات الاقتصادية والمالية وإدارات إنفاذ القانون والإدارات العسكرية لكلا البلدين أن يتمتعوا بالمزيد من الاتصالات. وينبغي للصين والولايات المتحدة أن يعيدا إنشاء العديد من آليات الحوار بهدف فهم نوايا سياسة بعضهما البعض وتجنب إساءة الفهم أو سوء التقدير، ولقد صرح بايدن بأن الصين بلد لديه تاريخ ممتد وحضارة عظيمة وأن الشعب الصيني شعب عظيم، وأنه على الولايات المتحدة والصين تجنب النزاعات حيث بإمكانهما التعاون في مجموعة واسعة من المجالات كتغير المناخ مثلاً. وتسعى الولايات المتحدة لإجراء حوارات صادقة وبناءة مع الصين انطلاقًا من روح الاحترام المتبادل بهدف تعزيز التفاهم المشترك وتجنب إساءة الفهم وسوء التقدير.

 

ومن المقرر أن ترسل المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الصيني والأمريكي، إشارة إيجابية للعالم، حيث يوافق كلا الطرفان على مواصلة الاتصال الوثيق بشأن العلاقات الأمريكية-الصينية والمسائل ذات الاهتمام المشترك. ولقد قدم كذلك تخفيف العلاقات الأمريكية-الصينية بعض العوامل الإيجابية إلى العلاقات بين الصين والدول الخليجية.

 

 

علاقات الصين مع الدول الخليجية

 

قامت إدارة بايدن بتنفيذ سياسات جديدة للطاقة والمناخ، كما عززت من سياسات حماية البيئة والإشراف عليها، وعملت على الحد من إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، الأمر الذي يفضي إلى تصاعد أسعار النفط العالمية وتعزيز اقتصادات الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، كما يفضي إلى تحسن العلاقات بين الصين والدول الخليجية.

 

يقع الخليج عند تقاطع "الحزام والطريق"، وتعد الدول العربية شريكًا طبيعيًا في الإنشاء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"؛ ففي الأعوام الأخيرة، قدم العرب والصين الدعم لبعضهم البعض بشكل دائم حول مسائل تتضمن المصالح الأساسية والاهتمامات المشتركة بينهما. وقد عمل الطرفان على تعزيز التعاون بينهما بشكل متواصل وروجوا للاستقرار الإقليمي والتطور المشترك. ومنذ تفشي وباء كوفيد-19، تبنت الصين والدول الخليجية نفس الموقف ومدوا يد المساعدة لبعضهم البعض، وهو ما يعد تجسيدًا حيًا للمصير المشترك لكلٍ من الصين والعرب. ولقد قدم التعاون بين الجانبين في التصدي للوباء دلالات جديدة إلى المجتمع الصيني-العربي بخصوص المستقبل المشترك، ما جعل أساس الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية أكثر قوة وآفاق التعاون أكثر إشراقًا. ولطالما شاركت الصين بنشاط في الشؤون الإقليمية، كما التزمت بتعزيز تخفيف الوضع الإقليمي وتضييق هوة الخلافات من خلال التعميق المستمر للتعاون ذي المنفعة المتبادلة مع الدول العربية في المنطقة، وإعانتهم على توطيد دعائم التنمية والاستقرار. ومنذ وقت قريب، اقترحت الصين إنشاء منصة حوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج في إطار فرضية حماية الاتفاق الشامل بشأن القضية النووية الإيرانية؛ ولقد خلق ذلك حافزًا جديدًا لتخفيف حدة التوتر والسعي إلى إيجاد توافق جديد في الآراء حول السلام والاستقرار الإقليميين.

مقالات لنفس الكاتب