array(1) { [0]=> object(stdClass)#12962 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 163

استراتيجيتان متاحتان لدول الخليج والردع أفضل الخيارات و6 خطوات لحفظ الأمن القومي

الثلاثاء، 29 حزيران/يونيو 2021

أربعون عاماً مضت على تأسيس مجلس التعاون الخليجي في 25 من مايو 1981م،  بهدف تحقيق التعاون والتكامل بين دوله في جميع المجالات وصولاً إلى تحقيق الوحدة بينها، وتوثيق الروابط بين شعوبها، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية و المالية والتجارية والجمارك والمواصلات وفي الشؤون التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والإعلامية والسياحية والتشريعية والإدارية ودفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية، وإنشاء مراكز بحوث علمية وإقامة مشاريع مشتركة وتشجيع تعاون القطاع الخاص. وخلال هذه العقود الأربعة جرت في النهر مياه كثيرة من متغيرات وتحديات عالمية وإقليمية ومحلية.

 

 فماذا تحقق من تلك الأهداف؟ وماذا تأخر؟ وماذا غاب؟ وكيف واجه العواصف العاتية من حروب الخليج الأولى إلى الثانية إلى الثالثة، وهل استعد لما هو آت من براكين تغلي حوله وفوهاتها أقرب إليه بحممها وما هو موقف ذلك المجير الذي فرض نفسه على المستجير الذي استجار من الرمضاء بالنار "ذلك التواجد العسكري الأجنبي على أرض الخليج" ؟؟

إنه قدر تلك البقعة المميزة من الأرض، أن تمتلك من القدرة الجيواستراتيجية والأهمية الجيوبوليتيكية، ما يجعلها مطمعاً للقوى الاستعمارية وما يفرض عليها أن تدافع عن نفسها وأمنها ومصالحها الحيوية والقومية بما أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (103آل عمران)، وأن تتخذ من الاستراتيجيات ما يحقق لها أمنها وسلامتها وقوه شكيمتها وهي استراتيجية الردع، كما أمر الله في قوله: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (آية 60الأنفال)

 

للإجابة على تلك التساؤلات سوف نستعرض الأهمية الجيواستراتيجية والأهمية الجيوبوليتيكية لدول مجلس التعاون الخليجي والقدرات والإمكانات العسكرية لها:

  • المتغيرات الدولية والإقليمية المؤثرة على دول مجلس التعاون الخليجي والتواجد العسكري الأجنبي في منطقة الخليج.
  • استراتيجية الردع التي تنتهجها دول مجلس التعاون الخليجي وما يلزم إضافته لتفعيل تلك الاستراتيجية.
  • أولاً: الأهمية الجيواستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي "منطقة الخليج العربي":
  • تقع هذه المنطقة بين دائرتي عرض 15-40 شمال خط الاستواء وخطي طول 26 و37 شرقاً وتبلغ مساحتها حوالي 3.6 مليون كيلومتر مربع ما تمثل حوالي 26% من مساحة الوطن العربي وتضم:
  • المملكة العربية السعودية: عاصمتها الرياض ومساحتها 2.2 مليون كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 32.5 مليون نسمة طبقاً لتعداد 2018م.
  • الإمارات العربية المتحدة: عاصمتها أبو ظبي ومساحاتها83600 كيلو متر مربع وعدد سكانها 5.9 مليون نسمة.
  • سلطنة عمان: عاصمتها مسقط ومساحتها309500 كيلو متر مربع وعدد سكانها 5 مليون نسمة.
  • دوله الكويت: عاصمتها الكويت ومساحتها 17800 كيلو متر مربع وعدد سكانها 5.4مليون نسمة.
  • مملكة البحرين: المنامة مساحتها 760 كيلومتر مربع وعدد سكانها 1.5 مليون نسمة.
  • قطر عاصمتها: الدوحة ومساحتها 637,11 كيلومتر مربع وعدد سكانها 3 مليون نسمة

 

  • تسيطر دول مجلس التعاون الخليجي على ممرات مائية تؤثر تأثيراً كبيراً على حركة الاقتصاد العالمي وعلى الاستراتيجيات العسكرية وخاصةً أعمال الفتح الاستراتيجي للقوات والأساطيل وتتحكم في سرعتها وكثافتها، مثل باب المندب على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والذي يمر منه ما لا يقل عن 6.5 مليون برميل من النفط يومياً وأيضاً مضيق هُرمز الذي يمر من خلاله حوالي 45 % من استهلاك العالم من النفط يومياً أي ما يساوي 21 مليون برميل من النفط وهو يصل ما بين الخليج العربي غرباً وخليج عمان و بحر العرب والمحيط الهندي شرقاً وتحده إيران من الشمال و سلطنة عمان من الجنوب وطبقاً لإحصائيات الهيئة الأمريكية لمعلومات الطاقة فإن مضيق هُرمز تعبر منه يومياً من 20 :30 ناقلة تحمل ما يقرب من 21 مليون برميل من النفط وهو ما يقرب من 45 %  من تجارة النفط المحمولة بحراً أي 5%  من حركة التجارة البحرية في العالم.

 

  • اقتصادياً تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي الست ما يقرب من 65 % من احتياطي النفط في العالم ,33.5% من احتياطي الغاز الطبيعي في العالم و للمملكة العربية السعودية وحدها ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم 267,7 مليار برميل ويعتبر قطاع التعدين في دول المجلس من القطاعات الهامة حيث تبلغ نسبته حوالي 38 % من إجمالي الناتج المحلي كما توجد طفرة صناعيه في تلك الدول تتمثل في الصناعات التحويلية (البتروكيماويات والأسمدة) تظهر في المدن والمجمعات الصناعية الضخمة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ساهمت بنسبة مرتفعة في الناتج الإجمالي لها أما الزراعة فتسهم بنسب مختلفة في دول المجلس تختلف من دولة لأخرى.

 

  • البناء السكاني لدول الخليج العربي فإنه رغم كون هذه الدول جاذبة للسكان فإن القومية العربية تتغلب على باقي القوميات حيث يوجد العرب والأكراد والأتراك والآذاريين وغيرهم ويبلغ إجمالي سكان دول مجلس التعاون الخليجي 53,3 مليون نسمة طبقاً لتقرير مركز الدراسات الاستراتيجية في لندن عام 2020م، وتتميز دول الخليج العربية بارتفاع نسبة الشباب الأمر الذي يؤهلها لصنع مستقبل أفضل بتأهيل مواردها البشرية خاصة في ظل معدل النمو السكاني السريع 3:2%  سنوياً وقد تطورت التنمية البشرية و انخفضت نسبة الأمية وزادت نسبة التعليم للإناث و مشاركة المرأة في سوق العمل ولكن هناك مشكلة سوء توزيع السكان التي تؤثر على الأمن الوطني لدول المجلس.

 

  • الأهمية الدينية لدول مجلس التعاون الخليجي: تعتبر أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي أقدس بقعة على الكرة الأرضية تهفو إليها قلوب المسلمين في العالم وتتمنى لها ولساكنيها الخير والأمن والسلام وتمثل لكل الشعوب الإسلامية أهمية استراتيجية مطلقة تهون من أجلها كل التضحيات، وهذه أقوى رسالة ردع لكل من يفكر في المساس بها.

 

  • القدرات والإمكانات العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي طبقاً للإحصاءات العالمية لموقع جلوبال فاير باور الأمريكي لعام 2020م:
  • عدد سكان دول مجلس التعاون الخليجي 53 مليون نسمة والقوى البشرية المتاحة للعمل نحو 29 مليون نسمة.
  • عدد الطائرات الحربية للجيوش الستة هو 1862 طائرة.
  • عدد الدبابات 2250 دبابة وأكثر من 24,000 عربة مدرعة.
  • عدد المدافع ذاتيه الحركة 400 مدفع + 2100 مدفع ميدان مجرور + 143 راجمات صواريخ.
  • عدد القطع البحرية 309 قطع بحرية متنوعة
  • إجمالي الإنفاق الدفاعي للدول الست (155,1 مليار دولار سنويًا):

السعودية 67,6 مليار دولار، الإمارات 22.7 مليار دولار، سلطنة عمان 8.6 مليار دولار، الكويت 6.8 مليار دولار، قطر 6 مليارات دولار، البحرين 1.4 مليار دولار.

 

 

ثانياً: جيوش دول مجلس التعاون الخليجي

  • الجيش السعودي يحتل المرتبة رقم 17، ويبلغ عدد قواته العسكرية 803 آلاف جندي بينها 325 ألف قوات احتياطية، وتمتلك القوات الجوية السعودية 879 طائرة حربية بينها 270 مقاتلة.

+81 طائرة هجومية + 49 طائرة شحن عسكري + 208 طائرات تدريب +13 طائرة مهام خاصة + 283 مروحية بينها 34 مروحية هجومية، وتضم القوات البرية 1062 دبابة وأكثر من 12800 عربة مدرعة + 705 مدافع ذاتية الحركة + 1818 مدفع ميدان + 122 راجمات صواريخ ويتكون الأسطول البحري من 55 قطعه بحرية تضم 3 فرقاطات+ 4 كورفيت + 9 سفن دورية + 3 كاسحات ألغام ويتكون أسطولها التجاري من 380 سفينة وتمتلك السعودية 5 موانئ كبرى 214 مطار عسكري. + تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

  • الجيش الإماراتي يحتل المرتبة رقم 45 عالمياً عدد الجنود 64 ألف جندي عامل ولا يوجد قوات احتياط ,حجم القوات الجوية 538 طائرة بينها ، 98 مقاتلة + 20 طائرة هجومية+ 40 طائرة نقل عسكري + 145 طائرة تدريب + 17 طائرة مهام خاصة + 229 مروحية بينها 30 مروحية هجومية ,القوات البرية 434 دبابة 8600 عربة مدرعة ،183 مدفع ذاتي الحركة ، 67 مدفع ميداني مجرور + 72 راجمات صواريخ +ويضم الأسطول البحري 75 قطعة بينها 9 كورفيت +35 سفينة دورية +2 كاسحة ألغام ,ويضم الأسطول التجاري 616 سفينة و تمتلك الإمارات 8 موانئ 43 مطار عسكري + تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية .

 

  • الجيش العماني يحتل المرتبة 75 عالميًا عدد قواته 42.5 ألف جندي ولا يوجد احتياط حجم القوات الجوية 131 طائرة بينها 29 مقاتلة + 10 طائرات هجومية + 9 طائرات نقل عسكري + 46 طائرة تدريب + أربعة طائرات مهام خاصة + 42 مروحية، وتضم القوات البرية 117 دبابة + 761 مدرعة + 39 مدفع ذاتي الحركة + 144 مدفع ميدان مجرور + 12 راجمات صواريخ، ويضم الأسطول البحري 16 قطع منها 12 سفينة دورية تمتلك عمان خمس موانئ كبرى ويتكون أسطولها البحري من 51 سفينة 132 مطار. +تحالف عسكري مع المملكة المتحدة البريطانية.

 

  • الجيش الكويتي يحتل المرتبة 85 عالمياً تعداد قواته 39,5 ألف جندي بينهم 24 ألف جندي قوات احتياطية، القوات الجوية 85 طائرة بينها 27 مقاتلة +طائرتي نقل عسكري+ 13 طائرة تدريب + 40 مروحية بينها 16 مروحية هجومية، تضم القوات البرية 376 دبابة + 745 عربة مدرعة + 98 مدفع ذاتي الحركة + 27 راجمة صواريخ، ويضم الأسطول البحري 38 قطعة بحرية ويتكون الأسطول التجاري من 158 سفينة، تمتلك الكويت 5 موانئ كبيرة 7 مطارات.

+ تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

  • الجيش القطري يحتل المرتبة رقم 90 عالميًا 12 ألف جندي وليس لديه احتياط تضم القوات الجوية 123 طائرة بينها 24 طائرة مقاتلة +6 طائرات هجومية + 12 طائرة نقل عسكري + 35 طائرة تدريب + 46 مروحية بينها 3 مروحيات هجومية ,وتضم القوات البرية 92 دبابة + 250 عربة مدرعة + 46 مدفع ميدان + 12 مدفع ذاتي الحركة + 15 راجمات صواريخ ,ويضم الأسطول البحري 46 قطعة بحرية بينها 68 سفينة دورية ويضم الأسطول التجاري 140 سفينة وتمتلك قطر 3 موانئ كبرى, 6 مطارات + تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

 

  • الجيش البحريني يحتل المرتبة 93 عالمياً تعداد قواته 8200 جندي وليس لديه احتياط، تمتلك القوات الجوية 109 طائرات بينها 17 طائرة مقاتلة + طائرتا نقل عسكري +37 طائرة تدريب +65 مروحية بينها 22 مروحية هجومية ,تضم القوات البرية 180 دبابة + 843 عربة مدرعة +33 مدفع ذاتي الحركة + 26 مدفع ميدان مجرور + 176 راجمة صواريخ ,أسطول بحري 39 قطعة بينها 38 سفينة دورية ويضم الأسطول التجاري 259 سفينة تمتلك البحرين ميناءان كبيران 4 مطارات،+ تحالف عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

 

ثالثاً: القدرات والإمكانات العسكرية لإيران:

طبقاً لتقرير التوازن العسكري لمركز الدراسات الاستراتيجية لندن IISS 2018م.

  • عدد الطائرات 254 طائرة
  • عدد الدبابات 1345 دبابة + المدافع 993 مدفع + صواريخ أرض ـ أرض "سكودبي، الفاجر، شهاب"
  • القطع البحرية 113 قطعة
  • الإنفاق العسكري 5.1 مليار دولار سنوياً
  • القوة البشرية "534 ألف جندي عامل" بالإضافة إلى "400 ألف جندي قوات احتياط" + 115 ألف جندي حرس ثوري + 90 ألف جندي "باستيج".
  • تمتلك إيران قدرات صناعية عسكرية متطورة خاصةً في مجال الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة.
  • البرنامج النووي الإيراني والذي يعتبر تهديداً صريحاً للدول العربية وخاصةً دول مجلس التعاون الخليجي في حالة امتلاك إيران لأسلحة نووية ومحاولة فرض إرادتها عليهم.

 

رابعاً: التواجد العسكري الأمريكي في الخليج العربي:

  • توجد قوات أمريكية في العراق في قاعدتي (عين الأسد، أربيل الجوية)
  • قيادة الأسطول الخامس في البحرين.
  • قوات جوية وبحرية في الكويت.
  • قيادة المنطقة المركزية الأمريكية داخل قاعدة العيديد في قطر وبها 13 ألف جندي وقاذفات بي-52.
  • وتستضيف الإمارات أعداد من الجنود والطائرات المسيرة والمقاتلات اف 35.
  • تجدر الإشارة أن أي انتقام إيراني في حالة توجيه ضربات إليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيلية سوف يوجه أساساً إلى هذه القوات وقد تطال ضرباتها الانتقامية أهدافاً حيوية في تلك الدول سواء بالصواريخ بعيدة المدى أو الطائرات المسيرة أو الحرب السيبرانية.

 

خامساً: المتغيرات الإقليمية والدولية المؤثرة على مجلس التعاون الخليجي:

 

 هي ذاتها القدرة الجيواستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعينها هي من أوجدت الأهمية الجيوبوليتيكة لتلك المنطقة في محيطيها الإقليمي والعالمي وجعلتها مطمعاً ومجالاً حيوياً للعديد من دولها الأمر الذي جعل الاستجارة بأحدهما من الآخر هي عينها "كالمستجير من الرمضاء بالنار" فاذا كانت إيران وتركيا وإسرائيل هي الرمضاء فلاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا هم النار والعكس صحيح وكلهم معاً من يحرصون ويخططون ويصنعون الخلاف والاقتتال العربي ـ العربي والتنظيمات الإرهابية والاثنييات "الخلافات الدينية والمذهبية والقومية... إلخ"  داخل الوطن الواحد لتقسيم تلك الدول الراسخة إلى دويلات متفككة ضعيفة.

  • إقليمياً:
  • إيران: إذا كان ما روي عن الخميني قوله :"لقد حكم العرب العالم  الإسلامي سبعة قرون وحكمه الاتراك خمسة قرون وآن للفرس أن يحكموه ما بقي من الزمان" سواء كان هذا القول المنسوب له صحيح أو غير ذلك فإن لسان حال خلفائه وتابعيه يقول ذلك وإن كان لم يضيع الوقت في انتظار بناء القدرة العسكرية تقليدية ونووية فإنهم بدأوا مبكراً في استخدام القوة الناعمة والتمويل السخي لصناعة الأذرع الشيعية الموالية لهم في بعض البلدان العربية لإسقاطها من الداخل وتحويل ولائها وانتمائها للجمهورية الإسلامية الإيرانية وليس ما يجري في العراق وسوريا ولبنان واليمن ببعيد.

إن مخاطر النشاط النووي الإيراني لا تكمن في امتلاكها أسلحة نووية فقط بل إنها تُشكل خطراً بيئياً على المنطقة في حالة حدوث أي أخطاء نتيجة نقص الخبرة أو الإهمال أو التعرض لهجوم خارجي، وقد أشارت دراسة "مركز البحرين للدراسات والبحوث" إلى أن التداعيات الناتجة عن انفجار مفاعل "بوشهر" على الخليج ستكون رهيبة نظراً لانتشار المواد المشعة في الهواء مثل البلوتونيوم طويل الإشعاعية.

 

  • تركيا: لم تخفِ تركيا سواء "ساستها أو مفكريها" حلمها في استعادة امبراطوريتها العثمانية القديمة خاصةً مع حلول عام 2023م، الذي تنتهي فيه الحدود الزمنية لمعاهدة لوزان التي قضت بتفكيك الامبراطورية العثمانية وقد بدأت مبكراً في الإعداد لاستعادة هذه الامبراطورية ببناء وتمويل أذرع تابعة لها أيديولوجياً في بعض البلدان العربية "جماعة الإخوان" في مصر والسودان وليبيا وتونس بنفس الفكر الذي فعلته إيران في زراعة أذرعها "حزب الله" في بعض البلدان العربية الأخرى بل إن تركيا اقتربت أكثر من منطقة الخليج العربي في قطر حيث عينها وهدفها الرئيسي هو دول الخليج العربي بثرواتها وقيمتها الدينية الإسلامية.
  • إسرائيل: هي الذراع الأمريكي الممدود في الجسد العربي وتخطط لجعله القوة الأعظم في منطقة الشرق الأوسط وما لم تستطعه إسرائيل في الدول المحيطة بها بالقوة الصلبة تسعى إلى تحقيقه في باقي الدول العربية بالقوة الناعمة وقد نجحت في ذلك إلى حد ما في الحصول على علاقات دبلوماسية كاملة مع بعض الدول العربية وتحاول الحصول على تطبيع كامل و الاستفادة القصوى من تلك العلاقة في تحقيق أهدافها وقد ساعدتها الولايات المتحدة في تحقيق ذلك سواء بالضغط على البعض من تلك الدول أو بالتخويف من الشبح الإيراني النووي الذي تحاول الإقناع بأنه عدو مشترك لها ولإسرائيل قد يحتاجا للتعاون معاً ضده .

وهذا ما عبر عنه "دينيس روس" المبعوث الأمريكي لمنطقة الخليج وغرب آسيا في كتابه "أساطير وأوهام" بأن المظلة الدفاعية الأمريكية لحماية الأمن القومي العربي تتطلب تكثيف وزيادة القوات الأمريكية وإقناع الدول العربية بالدخول في معاهدة أمنية عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية على غرار معاهدة "ناتو" وهذه المظلة تتطلب التنسيق بين الدول العربية وإسرائيل لردع أي هجوم إيراني.

 

  • عالمياً:
  • الولايات المتحدة الأمريكية: تحرص الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة أو منطقة الخليج بصفة خاصة للحفاظ على مصالحها الحيوية حتى في ظل اكتشافات البترول الصخري والغاز الصخري اللذان تم اكتشافهما  في أرضها وأصبحت تغنيها عن أي احتياجات خارجية وخاصة من منطقة الخليج العربي إلا أنها ترى ضرورة السيطرة عليها لحرمان الصين من البترول والغاز اللذان يمثلان عاملاً اقتصادياً فاعلاً للاستمرار في النمو الاقتصادي السريع للحاق بالولايات المتحدة والتفوق عليها، كما أن هذا التواجد يحقق لها ضمان سلامة إسرائيل و أمنها ويضمن استمرار فتح الأسواق العربية لتصريف منتجاتها.

 

  • روسيا: تحكم المصالح الاقتصادية والسياسية التوجهات الجديدة لروسيا في المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط مدعومة من تلك الدول التي تسعى للخروج من تحت العباءة الأمريكية والكيانات الاقتصادية الناشئة التي تبحث عن بديل الولايات المتحدة يساعدها على ذلك قدرتها العسكرية وكونها أكبر مصدر للسلاح في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية وتحاول العودة بقوة للمنطقة العربية والشراكة مع بعض دولها معتمدة على خبراتها التاريخية الإيجابية للتعاون العربي الروسي والتقارب الثقافي والحضاري بينها إضافةً إلى التعاون التقني في مجال الطاقة وخاصةً في مجال الطاقة النووية وتكنولوجيا الفضاء والتعاون العسكري.

 

  • الصين: في الوقت الذي تحرص فيه الصين على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع إيران وتعمل على تنميتها فإن العلاقات الصينية مع الدول العربية وخاصةً في منطقة الخليج العربي تتقدم بخطى حثيثة للمحافظة على إمداد النفط الذي يمثل لها أهمية حيوية وكذلك السعي إلى استمرار تدفق صادراتها إلى الأسواق العربية الرائجة التي تتمسك بها في مواجهة المنتجات الغربية وخاصةً الأمريكية منها وتحاول إزاحتها والتفوق عليها.

 

  • حلف الناتو: بعد تفكك الاتحاد السوفيتي تطورت الوظيفة العسكرية للحلف من الدفاع عن دول الحلف إلى حماية مصالح الدول الأعضاء في الحلف حتى وإن كان خارج أراضي تلك الدول و خارج نطاق عمله التقليدي في القارة الأوروبية وفرض التغيير في العقيدة العسكرية للحلف إلى تغيير في طبيعة عمل القوات فخفض قواته في دول شرق أوروبا ولجأ إلى تكوين تشكيلات صغيرة و سريعة الحركة وخفيفة التسليح للقيام بالتدخل في مواقع الأزمات وقد قام الحلف في عام 2014م، بتشكيل قوة التدخل السريع عالية المهام ويعتبر تدخل هذه القوة انتقائي بالنسبة للولايات المتحدة ودول الحلف الأمر الذي يجب وضعه في الحسبان في منطقة الخليج كأحد مناطق المصالح لدول الحلف.

 

سادساً: الاستراتيجية المتبعة لدول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة المخاطر المحيطة به:

 

            مهمة الجيوش هي حماية الأمن القومي والمصالح الحيوية لبلادها ولتحقيق هذه المهمة فإن الجيوش تتبع إحدى استراتيجيتين:

        

           الأولى: استراتيجية دفاعية وهي أن تستعد الجيوش بعتادها ورجالها وكامل قدراتها لمواجهة أعدائها وعندما يقوم العدو بمهاجمتها تقوم بمواجهته وصده وتدميره ومنعه من تحقيق أهدافه وفي هذه الاستراتيجية تدخل الجيوش في حرب فعلية، وبفرض انتصارها إلا أن الحرب تعرضها وتعرض البلاد للخسائر المادية في الرجال والأموال وفي المصالح إلى آخره.

         

           ولكن هناك استراتيجية أخرى أثبتتها تجارب التاريخ تحقق كل الأهداف من حماية الأمن القومي والمصالح الحيوية إلى آخره دون الدخول في حرب وتعريض البلاد للخسائر وهذه الاستراتيجية الثانية تعرف به استراتيجية الردع هذه الاستراتيجية تقول: "إذا أردت أن تمنع الحرب فاستعد لها" ومطالب هذه الاستراتيجية حددها المولى عز وجل من فوق سبع سماوات في قوله:

           "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (60الأنفال)        

             بمعنى:

  • امتلاك القدرات الشاملة ومنها القدرة العسكرية التي تفوق ما يمتلكه العدو أو على أقل تقدير تتساوى معه.
  • الإعلان عن هذه القوة لكي يعلم بها العدو وذلك من خلال العروض العسكرية والمناورات والتدريبات المشتركة مع الدول الأخرى وبالذات القوية منها.

 

  • حسم أي مواجهات مع أي عدائيات عملاً بقوله تعالى:

                       " فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57 الأنفال)

 

  • المحافظة على الروح المعنوية العالية للقوات مع تسريب الشك للأعداء في قدرتهم على مواجهة قواتنا.

 

وهذه الاستراتيجية تجعل العدو يفكر مراراً قبل الشروع في الاعتداء أو تهديد المصالح ويمتنع نهائياً عن ذلك أما إذا حاول اختبار قوتي فإن الرد يجب أن يكون من "محدود إلى متدرج إلى شامل"

 مثل ما قال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-"لا أضع سوطي حيث يكفيني صوتي ولا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي".

 

إن ما قام ويقوم به مجلس التعاون الخليجي يحقق الكثير من هذه الاستراتيجية بوحدة صفه وتسليحه المستمر بأحدث أنواع الأسلحة وما يمتلكه من قدرات شاملة ويزيد من تلك الاستراتيجية التحالف مع دول عربية شقيقة من خارج المجلس وزيادة التصنيع المشترك وخاصةً الحربي منها وزيادة التدريبات والمناورات المشتركة معها في دول المجلس.

 

الانتباه للقوى الناعمة الإسرائيلية وعدم الانسياق وراء أجندتها التي لا تريد إلا مصلحتها وفي مقدمتها ضرب الصف العربي وتفكيك أواصره والحذر من التورط في مساعدتها.

 

عدم التعويل على القدرات الأجنبية وخاصةً الأمريكية في مواجهة أي تهديدات إيرانية لأن مصلحتها ألا يميل ميزان القوى في المنطقة لأي طرف عربي أو إيراني وخاصةً العربي الذي تحرص على استمرار حاجته لها.

 

إعادة التفكير في إنشاء القوة العربية المشتركة لتكون سيف العرب ودرعهم وردعاً لأعدائهم.

 

الإصرار على المناداة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية من خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. 

 

زيادة الأمن السيبراني ضد أي هجمات سيبرانية على المنشآت والأهداف الحيوية والعسكرية والعمل على امتلاك قوة سيبرانية لمواجهة المتغيرات المتلاحقة في هذا المجال والتي قد تطغى على ما عداها من قدرات في المستقبل القريب.

مقالات لنفس الكاتب