شهدت مدينة الرياض انطلاق ثلاث فعاليات مهمة في الثلث الأخير من شهر أكتوبر الماضي، كانت الأولى منتدى مبادرة السعودية الخضراء في 23 أكتوبر، والثانية قمة الشباب الأخضر في 24 أكتوبر، والثالثة قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في 25 أكتوبر ، وتستهدف مبادرة السعودية الخضراء زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية خلال العقود المقبلة ، ومبادرة السعودية الخضراء تتضمن إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي السعودية المتدهورة ، ما يعني زيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعف نسبتها الحالية ، بما يمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل القطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة ، وتتضمن المبادرة رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ 600 ألف كيلومتر مربع لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل الدولة، كما تتضمن المبادرة عددًا من البرامج لحماية البيئة البحرية والساحلية.
وستعمل مبادرة السعودية الخضراء كذلك على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030م، ومشاريع التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات من المرادم إلى 94%.
وألقي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكلمة الآتية في مستهل أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر:
أصحاب السمو والفخامة والدولة، الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نرحب بكم اليوم في بلدكم الثاني، المملكة العربية السعودية، في القمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
نجتمع اليوم في هذه القمة لتنسيق الجهود تجاه حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، ولوضع خارطة طريق لتقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من (10%) من الإسهامات العالمية،
وزراعة (50) مليار شجرة في المنطقة وفق برنامج يعد أكبر برامج زراعة الأشجار في العالم، ويساهم في تحقيق نسبة (5%) من المستهدف العالمي للتشجير،
ونهدف اليوم في هذه القمة أن نعمل سوياً لوضع خارطة طريق إقليمية، ومنهجية عمل لتمكين تحقيق هذه المستهدفات الطموحة.
الحضور الكرام،
تؤمن المملكة العربية السعودية، أن مصادر الطاقة التقليدية كانت أهم الأسباب لتحول دول المنطقة والعالم من اقتصاديات تقليدية إلى اقتصاديات فاعلة عالمياً، والمُحرك والدافع الرئيسي نحو أسرع نمو اقتصادي عرفته البشرية على الإطلاق.
إننا اليوم ندشن حقبة خضراء جديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سوياً، إيماناً منا أن آثار التغيّر المناخي لا تقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل تشمل الاقتصاد والأمن، ومع ذلك، نحن نعي أن التغيّر المناخي هو فرصة اقتصادية للأفراد وللقطاع الخاص، والتي ستحفزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لخلق وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة.
الحضور الكرام
إن هناك فجوات في منظومة العمل المناخي في المنطقة، ونستطيع عبر تنسيق الجهود الإقليمية ومشاركة الخبرات والتقنيات، أن نحقق إنجازات متسارعة في مبادراتنا.
ولتمكين ذلك، تعلن المملكة أنها ستعمل على إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب. وسيكون لهذه المراكز والبرامج دوراً كبيراً في تهيئة البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة وتخفيض الانبعاثات ورفع مستوى التنسيق الإقليمي.
وامتداداً لدور المملكة الريادي في تنمية أسواق الطاقة، سنعمل على تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تساهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لأكثر من (750) مليون شخص بالعالم. ويبلغ إجمالي الاستثمار في هاتين المبادرتين ما يقارب (39) مليار ريال، وستساهم المملكة في تمويل قرابة (15%) منها. وستعمل المملكة مع الدول وصناديق التنمية الإقليمية والدولية لبحث سبل تمويل وتنفيذ هذه المبادرات.
وحرصاً على رفع مستوى التنسيق، نعلن عن تأسيس مؤسسة المبادرة الخضراء، كمؤسسة غير ربحية لدعم أعمال القمة.
وفي الختام، إن مواجهة التغير المناخي تتطلب منا العمل المشترك نحو تطوير التقنيات وخلق البيئة المناسبة لتمويلها، والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تمتلكها منطقتنا، وتعزيز التعاون بيننا لأجل ذلك.
وادعو الآن الأخوة والأخوات للمشاركة في أعمال القمة وإلقاء كلماتهم، متمنياً لأعمالنا التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.