; logged out
الرئيسية / الكتابة النسوية ظاهرة لافتة في المشهد الروائي الخليجي لترفع صوتها بقضاياها

العدد 168

الكتابة النسوية ظاهرة لافتة في المشهد الروائي الخليجي لترفع صوتها بقضاياها

الأحد، 28 تشرين2/نوفمبر 2021

يمثل المشهد الثقافي دورًا مهمًا في ظل التطور العالمي والانفتاح المعلوماتي الذي يعمل على إزالة الحدود بين الشعوب والنظر إلى الثقافة كمؤثر قوي أفرزته العديد من البنى التراثية والحداثية والتي تعكس قدرة الشعوب على استثمار ذلك العامل المهم في عملية التواصل وتشكيل الهوية والتأويلات المعرفية حيث لم تعد رفاهية تباهي قدر ما أصبحت سلاحًا قويًا ضد هيمنة الآخر والنظر إلى علاقتنا معه ضمن منظومة كبرى تؤثر وتتأثر بالوافد والمطروح، بل المألوف كذلك.

ومن ثم تعددت المنابع الثقافية التي انتبهت إليها الشعوب العربية بوصفها جزءًا من المشهد العام القديم والحديث، والتي تنظر إلى الإبداع كأيدلوجيا ومرآة تعكس صورة المجتمع وقضاياه وتتصل بالمعرفة بصور تفاعلية متغيرة.

وقد ظل الشعر العربي موسوعة معرفية لكثير من المكونات الإبداعية وغير الإبداعية عبر عصور طويلة احتل فيها نصيب الأسد حتى سمي بـ "ديوان العرب" عبر اللغة والفكرة والصورة والموسيقى منذ بداياته بصورة شفاهية مرورًا بمراحل تدوينه بصورته التلقائية المعتادة وحتى مراحل تطوره وتكثيف اللغة والرمز والدلالة ومشاركته بصورة فاعلة في عملية تشكيل الوعي والهوية حتى ظهر الفن الروائي بعوالمه المتصلة بالحياة ليدخل إبداعيًا بصورة متوازية لم تلغ دور الشعر وأثره، لكنه جذب اهتمام المبدعين والمتلقين والنقاد كجنس أدبي جديد مؤثر وفاعل حتى أسماها بعض النقاد ب"ديوان العرب الحديث".

فقد اتسع المفهوم الروائي في الآونة الأخيرة ليصبح قائمًا على العديد من المرجعيات الثقافية الحاضنة متأثًرا ومؤثرًا في منظومة التاريخ الإبداعي والاجتماعي والسياسي والنفسي ورصد مراحل تطوره وتعدد ظواهره في مجتمعنا العربي، ونظر إليه المبدعون والنقاد كرهان جديد ومحاكاة تختزل العالم بكل تجلياته في قالب إبداعي يختلف عن النمط الشعري المألوف في ظل البحث عن عناصره الفنية وظلاله الأيدولوجية التي تجعله خطابًا مؤثرًا وفاعلاً وأداة للحفر في مناطق مسكوت عنها تتجاوز مرحلة الخلق الفني والتأليف إلى التحليل والتركيب والتجريب؛ ليحقق الكثير في زمن قصير نسبيًا ويقوم برصد المتغيرات وتتبع المسارات الإنسانية وما يعتريها من انتصارات وانكسارات فرضت نفسها خلال عقود تنوعت من خلالها الرواية العربية شكلاً ومضمونًا، وتبعتها في ذلك الحركة النقدية التي رصدت الكثير من أشكال (الخلق الجمالي) -على حد تعبير جولدمان-وصلته بالعالم والمجتمع "فنشأت اتجاهات جديدة في دراسة جنس الرواية باعتبارها أكثر التصاقًا بمتغيرات الرأسمالية وقضية إنتاج الأدب في هذا المجتمع وعلاقاته المادية...ولم تعد (الشكلية)،(والعلاقات)،و(النسق)،و(النظام) مقولات البنيويين الأثيرة وحدها قائمة على الساحة، فقد دخلت عليها مجموعة من المتغيرات نتيجة الفروقات الجوهرية في النظرية الكلية للوجود والعالم إزاء النص المنتج"(التقنية الروائية والتأويل المعرفي-دراسات في القصة والرواية-دار الفرقد ص٧٥،٧٤).

وقد أفادت الحركة النقدية العربية بالكثير من المناهج الغربية عن طريق الترجمات المتعددة التي قامت بها دول المغرب العربي على وجه الخصوص، كما أن الحركة الإبداعية الروائية بلغت أوج ازدهارها في دول المشرق العربي ولاسيما (مصر) التي تشكلت فيها بدايات الكتابة الروائية في الوطن العربي لتمر حركة الإبداع الروائي بعدها بكثير من المتغيرات الشكلية والفنية والموضوعية لتمثل مشكلاته وقضاياه وأزمنته وأمكنته من خلال نماذج رائجة تستثمر الموروث الحكائي في البيئة العربية الذي ظهرت إرهاصاته أدبيًا منذ حكايات "حي بن يقظان" و"كليلة ودمنة" ،"وألف ليلة وليلة" و"المقامات"، وغير ذلك في صناعة هذا الفن الجديد الذي انتقل إلينا من الغرب ليثبت حضوره-عربيًا- ويصبح الخطاب الروائي قادرًا على تجاوز تجارب مبدعيه نحو مغامرات تجريبية وقضايا إنسانية عامة تخلخل نظرية المتن والهامش، ومركزية حركة الثقافة العربية والإبداعية لتتسع لدول الخليج العربي التي أثبتت حضورها في المشهد الثقافي الحديث إبداعًا ونقدًا ودعمًا بالنظر إلى تراثنا الأدبي المشترك من الشعر والنثر وفنون الكتابة الأخرى كالخطب والرسائل والوصايا والأمثال وغيرها إضافة إلى تراثنا الديني واللغوي والاتصال بالآخر عبر بيئة قاطبة تضم على أرضها ثقافات مختلفة تتسع لاختلاف التجارب والخبرات البشرية والإفادة من إمكاناتها والاطلاع على ما فرضته مستحدثات العولمة والبعثات الخارجية العربية وغير العربية مع تطويع الكثير من الموارد المتاحة لخدمة الثقافة العربية وتفعيل المشهد الثقافي من خلال الفاعليات الثقافية والمعارض الدولية والجوائز الأدبية والمجلات والدوريات الإبداعية والنقدية لتظهر عواصم ثقافية خليجية جنبًا إلى جنب مع عواصم الثقافة العربية المألوفة (القاهرة-بغداد-بيروت- دمشق) حتى ظهرت على الساحة الأدبية العربية العديد من الأسماء الخليجية التي شكلت لنفسها بصمة خاصة جدًا لا تعتمد على المادي قدر اعتمادها على الكثير من المقومات الفنية والمصداقية النقدية لتنافس الدول العربية الأخرى على مستوى الكم والكيف وإقبال القراء ودور النشر من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وقد مرت الرواية الخليجية بمراحل متعددة حتى تصل نسبيًا إلى مرحلة النضج الفني، وقد ساعد على ذلك توفر آليات النشر والدعم المؤسساتي الرسمي لصناعة الكتاب، فكانت البداية في المملكة العربية السعودية مع ظهور رواية (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري عام ١٩٣٠م، ورواية (فكرة) لأحمد السباعي وغيرهما والتي بدأت بعدهما إثارة الكثير من القضايا المرتكزة على بعض الموضوعات الخاصة بالمجتمع الخليجي والمتماسة مع القضايا الإنسانية الكبرى كالحرية والعنصرية وقضايا الهوية وعلاقة الأنا والآخر، والمقابلة بين المجتمعات البدائية والمتغيرات الاجتماعية والمادية، وقضايا المرأة التي شكلت ظاهرة روائية نسوية عبرت فيها المرأة عن أحلامها ومخاوفها ومشكلاتها لتظهر العديد من الكاتبات اللائي انخرطن بشكل فاعل في بداية الستينيات من القرن العشرين مثل سميرة خاشقجي، وهدى الرشيد، وهند باغفار، وترددت أسماء الكثير من الروايات النسوية السعودية التي تناولت بعض القضايا الشائكة التي شكلت نقلة موضوعية وجدلاً اجتماعيًا ونقديًا مثل رجاء العالم وروايتيها (حبي)،و(موقد النار)، ورجاء الصانع وروايتها (بنات الرياض)،وليلى الجهني وروايتها (جاهلية)، و(البحيرات) لأميمة الخميسي وغيرها. غير أن تجربة رجاء العالم كانت الأكثر تميزًا وتعقيدًا ليس على مستوى الموضوع واللغة وحسب، بل على مستوى تقنيات السرد والقدرة على حصد الجوائز من خارج المملكة العربية السعودية حيث حصلت على جائزة (البوكر)عن روايتها (طوق الحمام) وذلك في حفل أجري في أبوظبي، وكانت هي المرة الأولى منذ إطلاق البوكر عام 2008م، التي تفوز فيها كاتبة بالجائزة، وتكشف روايتها "طوق الحمام" عن العالم الخفي لمدينة مكة المكرمة، وقد حظيت بعدة تكريمات وجوائز أخرى لتتوالى بعدها أسماء بعض الروائيات السعوديات كبدرية البشير ، وسمر المقرن وغيرهما.

وعلى نفس المنوال نجد الكتابة النسوية ظاهرة لافتة في المشهد الروائي الخليجي مع دخول المرأة ميدان العمل والابتعاث، واتساع هامش حريتها لترفع صوتها بحكاياتها وقضاياها ومشكلاتها عبر سرد محكم وحضور قوي رغم كل المعوقات والتحديات لتتردد أسماء نسائية خليجية تجذب القارئ من مختلف أنحاء الوطن العربي كبثينة العيسى، وفاطمة العلي، وفوزية شويش السالم في الكويت، وميسون صقر القاسمي، وصالحة غابش، وأسماء الزرعوني في الإمارات، وشعاع خليفة، ودلال خليفة، ونور آل سعد في قطر، وبدرية الشحي وجوخة الحارثي في عمان، وفوزية رشيد في البحرين وغيرهن.

وقد شكل المكان منطلقًا مهمًا للرواية الخليجية بعد أن كانت الصحراء هي مصدر الإلهام الأول، فقد امتزجت بالعديد من الثقافات واقتربت من التاريخ بمراحله الزمنية المختلفة، واستلهمت شخصياتها المتعددة خارج محدودية بيئتها حسب خبرة الراوي وتجاربه واستعداده لكسر حاجز الذاتية، فتنوعت الروايات وتشكلت بتعدد الأماكن، ليصبح المكان نفسه موضوعًا يعكس الكثير من القضايا المجتمعية والمتغيرات الوافدة، ونجد ذلك واضحًا في الكثير من روايات(غازي القصيبي) مثل(شقة الحرية، وكازينو قصر النيل) وغيرهما و(عبده خال) ومنها روايته (الطين، والموت يمر من هنا، وترمي بشرر)،و(يوسف المحيميد) وروايته (الحمام لا يطير في بريدة، والقارورة)،و(شارع العطايف) لـ (عبد الله بخيت)، و(تداعيات الفصول) لـ (مريم أل سعد)،و(ساق البامبو) لـ (سعود السنعوسي)،والمزج الصوفي لدى الروائي (محمد حسن علوان) في روايته (موت صغير) والتي لاقت نجاحًا لافتًا..

كما رصد المكان التحول من الصحراء والبحر نحو المدينة ومع دخول البترول ترددت بعض الأماكن الجديدة الأخرى مثل (أرامكو) في السعودية، و(عوالي) في البحرين، و(دخان) في قطر وغيرها.

وقد احتلت الرواية السعودية في الخليج المرتبة الأولى زمنيًا من حيث النشأة ومحاولات الاكتمال، بينما جاءت الرواية الكويتية زمنيًا-رغم كل ما يحيطها من معوقات رقابية داخلية-في المرتبة الثانية لتظهر رواية (آلام صديق) لفرحان راشد الفرحان التي اتجهت لذات الموضوعات التي بدأت بها الرواية السعودية لتتردد أسماء روائية كويتية عربيًا منها (إسماعيل فهد إسماعيل)، (ليلي العثمان)، (ليلى حمد صالح) وغيرهم، ومع الغزو العراقي للكويت نشأت أسماء شابة ذات وعي مختلف كبثينة العيسى وسعود السنعوسيي

وبنظرة بانورامية للمشهد الثقافي الخليجي ومنتجه الروائي نجد الرواية الخليجية مرت بمراحل مختلفة منذ نشأتها وحتى عصرها الحالي بعد أن ظلت فترة طويلة بين(المطرقة والسندان) -إن جاز التعبير-بين معوقات الكتابة الداخلية في الخليج أمام سلطة الرقابة والمؤسسة، والتيار الإسلامي الأصولي في بعض البلدان، مرورًا بسلطة المجتمع ولا سيما فيما يخص الكتابة النسوية إضافة إلى التجاهل الإعلامي والنقدي والسوق العربية من جانب، ومعوقات أخرى خارجية تنظر إلى المنتج الروائي الخليجي كهامش يحيط بفكرة (البترو دولار) مما جعل المبدعين يبذلون جهدًا مضاعفًا لإثبات الذات على الساحة الإبداعية ومحاولة الوقوف على تجارب إبداعية حديثة نسبيًا إذا ما قورنت بالمشهد الروائي العربي العام، وانتشرت تباعًا في السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان وقطر والبحرين بنسب متفاوتة، فبعد السعودية والكويت تسجل الإمارات ظهور أول رواية إماراتية وهي رواية (شاهندة) للكاتب (رشيد عبد الله النعيمي) عام ١٩٧١م، وقد ساعد المناخ الثقافي في الإمارات على ازدهار الرواية داخل الإمارات وخارجها، وبالتزامن مع تلك الفترة وبعد قيام النهضة العمانية عام ١٩٧٠م، تأتي سلطنة عمان بداية من رواية (ملائكة الجبل الأخضر ) ثم (الشراع) لـ (عبد الله محمد الطائي) والتي تؤرخ لنشأة الرواية العمانية زمنيًا لا فنيًا، إلى أن شهدت الفترة الواقعة بين عامي (١٩٩٠و٢٠٠٠م) ظهور العديد من الروايات العمانية ومنها روايات (سعود المظفر) رجال وجليد عام١٩٨٨م، والمعلم عبد الرزاق ١٩٨٩م، ورجل وامرأة ١٩٩٠م، ورجال من جبل الحجر والشيخ وغيرها، كما أصدرت (بدرية الشحي) روايتها (الطواف حيث الجمر) وهي أول روائية عمانية نسائية تطلق صرخة احتجاج ضد قمع المرأة، ثم توالت العديد من الروايات في عمان مثل (جراح السنين ، وخريف الزمن، والجانب الآخر لسيف السعدي، و دياز بام ٢٠٠١ م، والوخز ٢٠٠٦م، المعلقة ٢٠٠٨م، لحسين العبري، ومذاق الصبر ٢٠٠١م،وحز القيد ٢٠٠٥ لمحمد عبيد العريمي، و(رحلة أبو زيد العماني) لمحمد سيف الرحبي عام٢٠٠٥ م، حتى شهد عام ٢٠٠٦ م، مسقط عاصمة للثقافة العمانية، فازدهرت عدة محاولات في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز العقدين من الزمان ومع دخول الألفية الثالثة تبدأ الرواية العمانية في خلق توازن معرفي جديد يتجاوز الفلكور الشعبي، والسير الذاتية، وذاتية التجربة نحو عدة روايات ترصد العديد من الظواهر الاجتماعية التي طرأت على المجتمع العماني، ونجد ذلك واضحًا في عدة روايات منها (الوخز) لحسين العبري،(تبكي الأرض..يضحك زحل) لعبد العزيز الفارسي،(ابن سولع) لعلي المعمري، و(أيام في الجنة-وصابرة وأهيلة) لفهر آل سعيد إلى أن فازت الروائية العمانية (جوخة الحارثي) بجائزة (المان بوكر) عن روايتها (سيدات القمر) المترجمة إلى الإنجليزية تحت عنوان (أجرام سماوية) وهي أول روائية عربية تفوز بهذه الجائزة العالمية .

أما الرواية (القطرية) فقد شهدت العديد من التجارب غير المكتملة على نحو تام إذا "استبعدنا الروايات المكتوبة باللهجة المحلية القطرية والأعمال الضعيفة فنيًا.. سنجد أن فئة قليلة هي التي تخلص لفن الرواية" على حد قول د. مريم النعيمي رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر.

ويرجع الدكتور (أحمد عبد الملك) الروائي والأكاديمي في مقال بعنوان (الرواية القطرية في ميزان المبدعين) ذلك إلى حداثة عهد الرواية القطرية وافتقادها لكثير من مقومات العمل الروائي، كما يرى الكثير من النقاد أن السبب الرئيسي هو الكتابة باللهجة العامية والفن الذي لم تحدد ملامحه إلا في التسعينيات عبر إشارات متناثرة مع صدور أول رواية قطرية للكاتبة (شعاع خليفة) بعنوان (أحلام البحر القديمة)،والتي صورت فيها الكاتبة نماذج الحياة في مدينة (الخور)شمال قطر مؤرخة لها في أوائل الستينيات بعد كساد تجارة اللؤلؤ، ثم تعود بالأحداث إلى العاصمة (الدوحة) حيث حياة الرفاهية وأنماط الحياة الاجتماعية المختلفة وأثر ظهور النفط على حياة الناس، بينما تعتبر الناقدة (نور آل سعد) أن رواية (العبور إلى الحقيقة ) لشعاع خليفة هي أول رواية قطرية مقبولة فنيا، بينما أصدرت الروائية (دلال خليفة) روايتها الأولى (أسطورة الإنسان والبحيرة)،ثم صدرت عدة روايات للدكتور (أحمد عبد الملك) مثل روايات (أحضان المنافي) عام ٢٠٠٥م،و(القنبلة) ٢٠٠٦م، و (الأقنعة) ٢٠١١م،و(شو) ٢٠١٦م، بالتزامن مع روايات (مريم آل سعد) تداعي الفصول عام٢٠٠٧م، والتي رصدت تجسيد العلاقة بين المواطن والوطن عبر رمزية (سارة وسلطان)،وفي عام ٢٠١٠م، أصدرت الروائية (نور أل سعد) روايتها (العريضة) ،ثم أصدر الروائي (عبد العزيز الحمود) روايته (القرصان) وهي رواية تاريخية لشخصية حقيقية تجسد الصراع بين الإمبراطورية البريطانية والقبائل العربية في الخليج، ثم أصدر روايته (الشراع المقدس) عام ٢٠١٤م، والتي تتحدث عن حقيقة سيطرة البرتغاليين على منطقة الخليج في نهاية القرن الرابع عشر.

وبرغم وجود جائزة (كتارا) التي تعد من أكبر الجوائز العربية للرواية في الوطن العربي فإن الرواية القطرية لم تدخل بعد ساحة المنافسة.

وبصورة متقاربة تنشأ الرواية (البحرينية) دون عناية تذكر من قبل القارئ العربي، وترجع الناقدة البحرينية الدكتورة (أنيسة السعدون) في كتابها( الرواية والأيدولوجيا في البحرين) ذلك إلى مشكلات النشر والتوزيع وإضعاف الكتاب والنقاد أنفسهم، بينما تشير إلى تنوع وجوه الرواية في البحرين وتباين طرق توظيف الروائيين لبعض الموضوعات المتعلقة بالأيدولوجيا، ومن هذه الروايات رواية (الينابيع) بجزأيها (الصوت -والماء الأسود) للروائي عبد الله خليفة، ورواية (رسائل عبد الناصر السرية)،ورواية (تحولات الفارس الغريب في البلاد العاربة) لفوزية رشيد، و(سلالم الهواء) لمحمد عبد الملك، وقد تنوعت موضوعات الروايات ما بين الواقعية والنفسية والاشتراكية والتجريبية والتي تتردد شخصياتها بين أزمة الذات والواقع، وصراع القيم ورهان الحداثة وتلاشي الشخوص.

ومن خلال المشهد الثقافي العام في الخليج العربي وما يدعمه من مساندات كبرى من قبل الهيئات والمؤسسات المعنية بالرواية برزت العديد من الأسماء الإبداعية والنقدية الخليجية على الساحة العربية، ولا نستطيع إغفال الدور الفعال في تشجيع حركة الكتابة ودعم حركة النشر وصناعة الكتاب ولاسيما في دول السعودية والإمارات وعمان وقطر حيث تخصيص الجوائز العربية الكبرى إضافة إلى المجلات والدوريات الوازنة التي اهتمت بالشأن الثقافي العام نقدًا وإبداعًا وورش الكتابة المشتغلة بتطوير المنجز الإبداعي على مستوى الشكل والمضمون مما يجعلها قادرة على اللحاق والمواكبة وكسب رهان المنافسة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ناقدة وأديبة وأكاديمية مصرية

مقالات لنفس الكاتب