array(1) { [0]=> object(stdClass)#13906 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 208

10 ملاحظات على المرحلة الحالية و3 صعوبات تواجه الإدارة السورية الجديدة

الأحد، 30 آذار/مارس 2025

على مدى أشهر ،و خاصة في النصف الثاني من العشرية الثانية في القرن الحادي و العشرين حملت المجلة الجغرافية الشهيرة وواسعة الانتشار أكثر من موضوع في أكثر من عدد، أشهرها عدد مارس 2015م، تتحدث عن الهجرة القسرية للسوريين من بلادهم، و كيف يمكن أن تتغير صورة أوروبا بسبب تلك الهجرة القسرية، في تلك الأعداد سردت المجلة بالكثير من التفاصيل ،وخاصة الصورة، ما يتكلفه الإنسان السوري هربًا من القمع و الملاحقة،  وقتها كانت وسائل الإعلام تتحدث عن لا أقل من ستة مليون لاجئ سوري، موزعين  في لبنان و ألمانيا و تركيا و العراق ومصر  والسويد و المملكة العربية السعودية وهولندا و اليونان، إلا أن أشهر صورة  تبين عذاب السوريين كانت تلك الصورة المشهورة لطفل بكامل ملابسه جرفته المياه ساقطًا من أحد سفن الموت البلاستيكية على شواطئ تركيا ومنكبًا على وجهه ، تلك الصورة طافت العالم ، عدى بالطبع ملايين المهجرين في الداخل السوري ، كل هذا الأمر يبين صلف النظام الأسدي تجاه الشعب السوري بكل مكوناته ، لا  لشيء إلا إنه طالب بحريات افتقدها منذ زمن، فكان القتل و التنكيل و التهجير ، و القتل بالكيماوي ، و الزج في السجون المظلمة، كان عسر سوريا اسود، اخذ الصراع فيه حوالي عقد ونصف حتى جفت عروق النظام مع استعانتها بكل الشياطين للبقاء في مكانه ،و أخيرًا سقط سقطة تاريخية، مخلفًا وراءه دولة و مجتمعًا ممزقًا و مدنًا مهجورة  ينعق البوم في خرائبها.

عصر جديد:

العنوان الأهم لهذا العام الجديد في الشرق الأوسط عام 2025م، هو ما يمكن أن تتطور إليه سوريا  سياسيًا،  بعد ما عانته  من تمزق و هجرة و صلف غير  مسبوق، الوقت مبكر على قراءة دقيقة للمشهد المستقبلي  لاستخلاص نتائج حتى شبه نهائية، وبالتالي تكتب هذه الملاحظات العشر ،  تحت سقف ( صديقك من صدقك )، أساس هذه الملاحظات ما صرح به أحمد الشرع القائد الجديد  في لقائه مع تلفزيون العربية  آخر ديسمبر 2024م،  أي بعد أسابيع قليلة من نجاح الثوار في الوصول إلى دمشق ، وأيضًا بعض التصريحات التي تأتي من دمشق، معظم المراقين هم في حالة من  ( رجاء التقدم دون تجاهل المخاطر ) فالخطر  من استنساخ الدولة السودانية (تحت البشير) أو الحالة الليبية في التشرذم أو الحالة العراقية في المحاصصة، هو خطر قائم، إلا إذا  تم بدقة تشخيص الحالة السورية  من قبل القادة الجدد، ومن ثم وصف الدواء اللازم،  سوريا في حالة ولادة .

أبدأ بالملاحظات في المدة القصيرة الأولى وهي تختصر في التالي:

أولا: إن ما مر على السوريين من جراء الحكم السابق شيء لا يوصف، وجرح سوف يبقى طويلاً في ذاكرة أجيال منهم ومن العرب، إدانته بكل العبارات لا تفي بشرح ما قام به من فظائع، لقد شتت جمعهم، واحتقر انسانيتهم، وتحولت الدولة إلى عصابة، ورُهنت سوريا إلى قوى من خارجها.

ثانيًا: كان من متطلبات الإطاحة بهذا النظام الشرير ان تنمو (عصبية) متوافقة فيما بينها، ولم يكن ذلك ليتحقق من خلال جماعات المعارضة التي تكاثرت في العقد الأخير، على حسن نيتها، فقد تشرذمت إلى منصات، موسكو، والقاهرة وغيرها، تلك المنصات لم تكن تربطهم (عصبية) واحدة بل خلاف في التفاصيل، أقعد الكل عن الإنجاز.

ثالثًا: أما وقد وصلت عصبية محدودة، ومترابطة يمكن تسميتها جدلًا بأن خلفيتها (بالإسلام الحركي) فأزاحت تلك العصابة، وتم الترحيب بها على نطاق واسع، في الداخل السوري وفي الإقليم والعالم، إلا أنها إن بقيت في (شرنقتها)، قد تحمل بذور شقاق قادم، بعد انتهاء شهر العسل، والذي قد يطول، ولكن أيضًا قد يقصر، تلك العصبية هي عصبية جماعة، ولكنها دون الدولة.

رابعًا: تحول تلك العصبية أو الجماعة من حالتها الثورية المغلقة على نفسها إلى الدولة، هو التحدي الأكبر الذي تواجهه سوريا اليوم، في تصريح السيد أحمد الشرع، كما قال إنهم (نواة متسقة فيما بينها يحتاجها الظرف الحالي) وهي حقيقة موضوعية، تبين لاحقًا أن ذلك الانسجام غير موجود نسبيًا، بدليل تصريحات السيدة عائشة الدبس (الرئيسة المعينة لشؤون المرأة في الإدارة الجديدة) والتي صرحت تصريحًا سلبيًا حول المرأة، بقولها (إن أفضل مكان لها هو البيت)! خاصة إذا كان ذلك القول إقصائي يناقض حال المرأة السورية التي قطعت شوطًا كبيرًا في التحضر، وهي أيضًا نصف المجتمع، لقد تم تجاوز ذلك التصريح ولكنه ترك أًثرا غير إيجابي، ربما انتبه إلى ضرره بعد ذلك، فسارت الأمور إلى الأفضل.

خامسًا: كتابة دستور لسوريا لا يحتاج إلى ذلك الزمن الطويل (ثلاث سنوات كما قيل) كما صرح في البداية، سنة أو سنة ونصف يكفي، حيث أن أهل القانون الدستوري متوفرون بكثرة في المجتمع السوري والعربي والعالمي، وكثير من النصوص الدستورية متشابهة، فهي قواعد عامة، يمكن الاتفاق عليها في زمن أقصر، مع ملاءمة النصوص للواقع الاجتماعي السياسي والحضاري السائد، وذاك ممكن من خلال مجموعة من الخبراء والسياسيين، وهم متوفرون.

سادسا: الخطر على الثورة السورية يأتي من مكانيين (المزايدة)، أي الطلب من القائمين عليها أن تنفذ كل المطالب في وقت واحد وبشكل مثالي، والمكان الثاني الاستعداد لاختطافها كليًا من الإسلام الحركي، وكلا المكانين من المخاطرة الذهاب باتجاههما. وإذا كان بالإمكان تجاوز الخطر الأول بوضع خارطة طريق للمستقبل المنظور، فإن الخطر الثاني هو الأكثر شراسه، حيث يرغب الداعون له باستبدال الشمولية السابقة بشمولية مضادة، وإحلال قمع بقمع جديد، مما يعيد المجتمع السوري إلى نقطة الصفر، كمثال فقط تغير بعض المناهج، والذي جاء متسرعًا، فلو تغيرت بإزاحة أفكار النظام السابق لكان مقبولًا، أما فرض نوع من المصطلحات، تنفر الشريك في الوطن، فإنها عاجلة غير مستحقة.

سابعًا : العدو الأكبر  للنظام السوري الجديد هي ( الساعة التي يلبسها السيد أحمد الشرع ) و الساعة هنا رمزية، أي إما البطء  في اتخاذ القرار، أو الإسراع فيه،  في  سبيل الانتقال من مرحلة إلى مرحلة سياسية ، ذلك البطء أو الاستعجال، هو الذي أدى إلى فشل الكثير من التجارب الأخيرة في منطقتنا ، و النصيحة ان ينظر السيد الشرع و رفاقه إلى الساعة بدقة ، فالتوقيت الصحيح لخارطة الطريق،  و التدرج فيها هو  المخرج  الصحيح إلى فضاء سوري صحي ومنسجم مع مطالب أكثرية الشعب السوري و المنطقة  و العالم ، بلم شمل الأطياف السورية  .

ثامنًا: من الأخبار المثيرة إن هناك مجموعة من العسكريين غير السوريين قد ألحقوا بنواة الجيش السوري الجديد، إن صحت تلك الأخبار، فإنها ليس مثيرة، بل ومخيفة، لا تدل فقط على عدم ضبط الساعة، بل وتدل على عدم ضبط البوصلة.

تاسعًا: ما يواجه المجموعة السورية الجديدة ليس هينًا ولا يسيرًا، هم يحتاجون إلى كل الدعم من أهل الإقليم وأهل الاعتدال، وبصراحة دون مجاملة، أو حتى دبلوماسية، فأي انتكاسة، لا سمح الله، سوف تدخل الإقليم في توهان جديد، يبقى لعقود طويلة تنزف منه المنطقة بكاملها.

عاشرًا : زيارة ممثلي مجلس التعاون  في الأسابيع الأولى، برئاسة رئيس الدورة الحالية الكويت ممثلة بوزير خارجيتها مع الأمين العام لمجلس التعاون ،هو زيارة الإقليم الخليجي كله ،أي الدول الست المشاركة في المجلس، كما هي زيارة وزير الخارجية السوري  إلى المملكة العربية السعودية ،مؤشر إيجابي، كما أن أول زيارة للرئيس أحمد الشرع خارج سوريا كانت إلى المملكة العربية السعودية ، ولها معنى استراتيجي هام ، كون الأخيرة قاعدة العمل الخليجي و العربي أيضًا، وقد تدفقت المساعدات بعد تلك الزيارات مباشرة من دول الخليج و خاصة المملكة  ،ولهذه الدول  من الخبرات، بجانب الخبرات السورية الداخلية و في الخارج، ما يمكن من تعويم الدولة السورية المرتجاة بسلام ، كي تصبح دولة وطنية تقوم على قواعد قانونية ودستورية صارمة، تكفل الأمن و العدالة لجميع المكونات السورية .

مع كل ما تقدم فإنه من الخطأ الفادح تجاهل قدرة الدولة العميقة السابقة على الإخلال بالأمن، أو الركون إلى أن الدول الإقليمية التي كان لها نفوذ طاغ في سوريا سوف تركن إلى السلم، بل سوف تحاول جاهدة خلخلة الأمن السوري بما تملك من أذرع لا زالت فاعلة، سواء في لبنان أو في العراق الدرع الواقي هو أمل الشعب بفجرٍ جديدٍ، بعدًا عن الاستحواذ الذي يقوده فعل على الأرض دون إبطاء.

 

الدولة المستقلة

 

الأمل أن النظام الجديد في سوريا سوف يبني الدولة المستقلة الآمنة والنامية والحاضنة لكل مكونات شعبها، سقوط النظام السابق قطع مع مرحلة ليست سورية فقط ولكن أيضًا عربية، فهو قطع مع توريث الجمهوريات، وأيضًا قطع مع حكم الأيديولوجيا، بالثورة السورية الأخيرة ماتت الأيدلوجيا في الحكم، سبقها موت الأيدلوجيا القومية في الحكم وأيضًا الأيديولوجيا الدينية كما في السودان، لم يبق في الشرق الأوسط دولة تحكم بالأيدولوجيا غير إيران، ذلك لافت لدارسي التغيرات في المنطقة.

تواجه الإدارة الجديدة في سوريا عددًا لا يحصى من التحديات في محاولتها التغلب على تعقيدات الحكم في بلد دمرته سنوات من الصراع. والعقبات متعددة الأوجه، تتراوح بين عدم الاستقرار السياسي، والدمار الاقتصادي والتشرذم الاجتماعي، والضغوط الدولية.

 عدم الاستقرار السياسي أحد أهم التحديات. حيث تركت الحرب الأهلية السورية، التي بدأت في عام 2011م، فراغًا كبيرًا في السلطة ومشهدًا سياسيًا مجزأ. لا تزال فصائل مختلفة، بما في ذلك بقايا النظام الأسدي وجماعات المعارضة، والمنظمات المتطرفة، وجماعات الأقليات تتنافس على السيطرة. إنشاء حكومة متماسكة وشاملة (كما وعد أن تكون في مارس 2025م) يمكنها كسب ثقة ودعم السكان السوريين المتنوعين عرقًا وثقافة هي مهمة شاقة. كما يجب على الإدارة الجديدة أيضًا أن تبحر في ميزان القوى الدقيق بين اللاعبين الإقليميين والدوليين، ولكل منهم مصالحه وتأثيراته الخاصة في المنطقة.

فالاقتصاد السوري في حالة خراب، حيث دمرت البنية التحتية بسبب سنوات من الصراع. وتواجه الإدارة الجديدة المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء اقتصاد البلاد من الألف إلى الياء. معدلات البطالة مرتفعة بشكل يثير للقلق، ويعيش العديد من السوريين في فقر. تعطلت الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمرافق. وسوف يتطلب تنشيط الاقتصاد مساعدات دولية كبيرة، واستثمارات، واستراتيجية شاملة لاستعادة البنية الأساسية، وخلق فرص العمل، وتحفيز النمو. بالإضافة إلى ذلك، عودة ملايين السوريين من بلاد الملاذ، ويجب على الإدارة معالجة قضية الفساد المتفشية، وهي عمود الخلل، التي تعيق جهود التنمية وتديم عدم المساواة، فقد أصبح الفساد في النظام القديم ثقافة بحد ذاتها، بسبب تفشي حكم العصابة والفقر معًا.

على أن التحدي الأكبر أن لا يُبدل حكم أيديولوجي بحكم آخر من نوع مختلف من الأيديولوجيا! ذلك مقتل للطموحات السورية وعلى تناقض مع مسيرة العالم نحو الحكم الرشيد.

صعوبات المرحلة

الصعوبات التي تواجه الحكم الجديد متعددة أولًا، إن هناك شريحة من المجتمع السوري  أصبحت بسبب الظروف لها ( استقلال نسبي في منطقة كبيرة من سوريا ) وهي الأخوة الكرد السوريين، هذا الملف معقد، فهناك من يرى من الكرد ( الاستقلال التام ) وهي نظرية مثالية أدت إلى الكثير من الأزمات للكرد في مناطقهم المختلفة بما فيها تركيا، وآخرون من كرد سوريا يرون النموذج العراقي كمخرج ،ولكن ذلك أيضًا كانت للنموذج العراقي ظرفه الخاص، الأوفق أن يكون الكرد جزءًا من المكونات السورية، تحت سقف دستور حديث، البقاء في المكان سوف يسبب للكرد الكثير من المشاكل،  و يعطل في نفس الوقت قيام سوريا الجديدة .

أما ثانيًا، فهو الطموح القومي المثالي الذي تحمله شريحة سورية ربما عابرة للمكونات، وهو طموح في تحقيق دولة مثالية في التو واللحظة، وهي عملية تكاد تكون مستحيلة، وسوف تدأب هذا الشريحة على مزايدات لا تنفك عن المثاليات، وتعوق في نفس الوقت قيام الدولة السورية المبتغاة، هناك أيضًا الموحدين الدروز في السويداء والعلويين في الساحل والمسيحيين والإسماعيليين، وغيرهم من الجماعات الأصغر، وكل له مظلمة مع النظام القديم، وله مطالب من النظام الجديد في بعضها قريب الاستحالة.

ولا يمكن ثالثًا، تجاوز هاجس (ما يمكن أن يطلق عليه حكم الإسلام الحركي) وتحمله شريحة كبيرة ترى أنها الأغلبية، وترى أيضًا أن تطبيق أفكارها الأيديولوجية أحق أن تتبع، وقد عانت ربما الحجم الأكبر من عنت وظلم النظام السابق.

أمام هذه المكونات الثلاث إضافة إلى الطموحات الإقليمية والدولية في سوريا، يجد النظام الجديد أنه يسير على صراط ضيق من السهل أن تزل الرجل فيه.

لا نستطيع أن نتجاهل طموح إيران في العودة إلى سوريا، ولا طموح موسكو في البقاء في الساحل السوري، الأولى خسرت خسارة فادحة سوف تحاول جاهدة بعد الخروج من الباب أن تعود للدخول من الشباك، من خلال اذرعها في الجوار، وشبابيك سوريا مشرعة حتى الآن بسبب الاختلاف الداخلي الذي وصف سابقًا، أما روسيا فإن حلمها القديم والمتجدد بأن تضع أقدامها في المياه الدافئة لا يجب التقليل منه أيضًا.

زيارة أحمد الشرع (مع حفظ الألقاب) الأولى إلى المملكة العربية السعودية في فبراير 2025م، هي خطوة سياسية ذكية فهي الحاضنة العربية والبوابة لدول الخليج وللعالم، والملاذ الطبيعي لطموح الإدارة الجديدة فهي تضيف ولا تضعف تسعف ولا تعطل، وهي خطوة تجعل من المملكة السند الأساس للدولة السورية الجديدة، كما أن الزيارة الثانية إلى تركيا التي تربطها بمجموعة الشرع علاقات قديمة أيضاً من الخطوات الذكية التي يمكن أن يبني عليها.

حتى الساعة فإن التصريحات القادمة من كبار مسؤولي الإدارة السورية الجديدة مطمئنة ومتغيرة إلى الأفضل، ولكن من الخطأ الاستهانة بالتحديات الكبرى التي تواجه سوريا الجديدة، ولعل خطوتان متلازمتان تحتاجها الإدارة الجديدة، الأولى السرعة المعقولة في بناء المؤسسات الموعودة، وقد أعلن عن إنشاء لجان الحوار الوطني وربما العالم بصدد السماع عن وزارة موسعة قريبًا، والثانية الاهتمام بالإعلام بأشكاله المختلفة والحديثة، حتى يمنع تسمم الأجواء بأخبار كاذبة وملفقة.

 

الزمن حليف من؟

 

من المهم أن نتذكر التاريخ القريب، فقد قام النظام السوري بالهجوم البربري على المعارضة في حلب في خريف عام 2016م، وقالت بعض الأقلام أن المعارضة السورية قد انتهت تمامًا، وبعدها نشر كاتب هذه السطور في 24 ديسمبر 2016 م، مقالًا في جريدة الشرق الأوسط بعنوان (الزمان حليف من في سوريا)؟ وجاء بعض النص كالتالي (فليس من المنطقي أن يهزم دكتاتور شعب يرغب في الحرية، قد يخسر الشعب السوري معركة هنا أو معركة هناك، إلا أن مقاومته بطولية بالمعنى الحرفي للمفهوم. بطولية لأنه استمر في المقاومة كل هذه السنوات الخمس المشؤومة ، وقد قاوم النظام وكل أدواته المختلفة بطرق شتى، وقصر النظام في كل تلك السنوات أن يكسر عريكة الشعب السوري. مما جعل النظام أولًا يستنجد بإيران التي أرسلت جناحها العربي مع الأسف حزب الله من أجل نجدة النظام أولًا، ولما قصر ذلك الذراع تدخلت إيران بكل قوتها في المعركة، ومع ذلك لم تستطع أن تزحزح عزيمة الشعب السوري، ثم جاءت امبراطورية عجفاء هي روسيا بكل طموحاتها وصلف قيادتها كي تعاون في قمع شعب لا يرغب إلا بالتحرر من الدكتاتورية، وعجزت أيضًا، مع كل تلك الأدوات وتلك القوى لم يستطع الجميع أن يكسر شوكة هذا الشعب العربي الذي لا زال يقاوم، فمن انتصر إذًا؟  بل ربما زادته تلك المذابح إصرارًا على نيل حقوقه المشروعة في التحرر من القمع والدكتاتورية والسجون!  الزمان حليف الشعب في سوريا وليس حليف النظام، مهما حدث من تراجع هو في نظري مؤقت. لم يحمل شعب سلاحه على كتفه إلا وانتصر، هكذا هزمت فيتنام كل جبروت فرنسا ومن ثم الولايات المتحدة، لا لأن شعب فيتنام كان يملك أسلحة فتاكة، أو قدرات غير طبيعية، كان شعب فيتنام في الحالتين يملك الشجاعة والأمل بحياة حرة كريمة، وبذلك انتصر في نهاية الأمر، وهكذا حدث في افغانستان واجه أيضًا امبراطورية ضخمة بعددها وعديدها، وانتصر في النهاية. سيرة طويلة من تاريخ الشعوب تدلل لنا دون ضبابية ولا رياء أن الشعوب تنتصر في النهاية. ما حدث في حلب وفي غيرها من مدن وقرى سوريا من مذابح وتصفيات وتطهير مذهبي، يعني أول ما يعنيه أن هذا النظام القائم ليس له مستقبل،

هذا النص أعود لنشره من جديد لتأكيد القول أن البصيرة في الكثير من الأوقات أقوى من البصر، وقد صدق حسي، أن الشعوب سوف تحصل على حرياتها، في المقال ذاك وفي هذا ربما درس لمستقبل سوريا.

مجلة آراء حول الخليج