array(1) { [0]=> object(stdClass)#13440 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 100

أمريكا ... بين سقوط بغداد وتسليم العراق لإيران

الخميس، 01 تشرين1/أكتوير 2015

كتبت الصحفية الأمريكية هيلين كوبر في الثالث من أبريل الماضي، في صحيفة نيويورك تايمز حول التعاون الأمريكي –الإيراني في العراق " إن الطائرات الأمريكية تقصف من الجو وقوات الحشد الشعبي وقاسم سليماني يقود القوات في الأرض، تعاون عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن لا أحد منهما يريد أن يعلن ذلك صراحة على الملأ! وكتب مايكل كيلي في Business Insider في الرابع من أبريل أن إيران والولايات المتحدة متعاونتان في العراق أكثر مما يتصور الشعب. وكتب جاري سيك مسؤول الملف الإيراني في مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي كارتر وعهد الرئيس ريغان، في الرابع من يونيو الماضي " إن مهمة الولايات المتحدة أصبحت معقدة، عندما غزا جورج بوش أفغانستان وإسقاط حركة طالبان العدو العنيد لإيران على حدودها الشرقية ثم احتل العراق وإسقاط نظام صدام حسين عدو إيران على حدودها الغربية، وسلم الحكم في بغداد للشيعة حلفاء طهران "، وجعل إيران قوة إقليمية كبرى، بإسقاط عدوي طهران، هدية على طبق من فضة قدمها لإيران.

البترول والدولار

وقال الكاتب الأمريكي المعروف ثوماس فريدمان، إن حرب العراق هي حرب المحافظين الجدد، وهم الذين سوقوا الحرب إعلاميا، وأستطيع أن أذكر لك 25 شخصا لو تم نفيهم بعيدا في جزيرة نائية لتجنبت الولايات المتحدة الحرب، وكما قال ريتشارد هاس إن حرب العراق حرب الاختيار وليست حرب الضرورة ، ويذهب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيفن والت بالقول بأن الحرب لم تروج لها القيادة العسكرية ولا الاستخبارات الأمريكية (CIA)، ولا وزارة الخارجية الأمريكية وحتى شركات البترول، ولكنها مجموعة من المحافظين الجدد هم الذين قدموا عريضة إلى الرئيس بل كلنتون عام 1998، من الهجوم على العراق ولكنه رفض مطلبهم وحجتهم، على اعتبار أن العراق يشكل توازن قوى إقليمي آنذاك ضد إيران. ولكن هؤلاء الموقعين وجدوا أنفسهم في السلطة حول جورج بوش الابن بعد انتخابه رئيسا، من أمثال رامسفيلد وجون بلتون، بول وولفويتز وزلمان خليل زادة وريشارد بيرل، فأخذوا في تنفيذ خطتهم لاحتلال العراق وإسقاط النظام العراقي تحت شعارات مضللة مثل محاولة امتلاك السلاح النووي وأنه بلد دكتاتوري وأنهم يريدون نشر الديمقراطية، وكلها تضليل سياسي لقلب توازن القوى الاقليمي لصالح إسرائيل.  وكما يقول جون شابمان مساعد الوزير البريطاني للخدمة البريطانية (1963-1996) ،البترول والسيطرة عليه والدولار الأمريكي وراء الاحتلال ، ويستشهد بقول نائب الرئيس ديك تشيني، إن الذي يسيطر على تدفق البترول سيكون له تحكم ليس في الاقتصاد الأمريكي فقط بل الاقتصاد العالمي، والثانية أن الولايات المتحدة بعد إلغاء اتفاقية بريتوون وودز 1971 وإعلان الرئيس نيكسون بإلغاء ربط الدولار بالذهب وتعويمه، اعتمدت على الطلب على الدولار في التجارة الدولية وبيع البترول بالدولار عالميا يعزز مكانة الدولار ، ولكن إعلان العراق عام 2000 التوجه لبيع بتروله باليورو وكذلك ما أعلنته إيران عام 1999، والخوف من أن تحذو دول أخرى حذوهما مما ينعكس على الدولار كعملة دولية، كما أن إدارة بوش يطلق عليها إدارة شركات بترول فقد كان تشيني مديرا لشركة البترول Halliburton ، والرئيس بوش من عائلة بترولية وكما أشار شابمان، إن اسلحة الدمار الشامل العراقية لتضليل الرأي العام .

حاكم أمريكي بدون استراتيجية

إن إدارة جورج بوش شنت الحرب وليس لديها خطة استراتيجية لما بعد الاحتلال، والدول الكبرى تتورط أحيانا في قضايا خطيرة، الولايات المتحدة في كوريا عام 1950، عندما استهانت بالدور الصيني فتفاجأت بـ 300 ألف صيني يواجهونها في كوريا الشمالية حتى انسحبت إلى خط عرض 38، وفشلت في فيتنام وتورطت بـ 500 ألف جندي في فيتنام على حدود الصين، ثم تورطت في العراق، وتصورت أن الشعب العراقي يستقبلها بالورود كما صورتها المعارضة في الخارج ،والتي كان بعضها في إيران ، فكما قال ستيفن والت، يجب أن لا تستمع واشنطن للمعارضة التي تسعى للسلطة عن طريق واشنطن، فالمعارضة الشيعية وإيران وبتأييد المرجع الشيعي علي السيستياني كلها كانت تدفع واشنطن لإسقاط النظام العراقي عدو إيران اللدود، فكان الاحتلال خدمة للأهداف الإيرانية، دول كبرى تحتل دولة خارج نطاق الأمم المتحدة، وليس لديها ما تفعل بعد الاحتلال فكان التخبط السياسي هو سياسة واشنطن في العراق .

               حل الجيش العراقي واجتثاث البعث وتسليم السلطة لحلفاء إيران

إن الأخطاء الاستراتيجية الجسيمة التي اعترفت بهاالإدارة الأمريكية والتي خدمت إيران في العراق، حل الجيش العراقي واجتثاث حزب البعث كما تصف ذلك الإدارة الأمريكية ويؤكد بريمر ذلك في مقابلة له في 18 مارس 2013 " لقد عملنا أخطاء استراتيجية كبيرة، لم نتوقع أن تبدأ المقاومة ضدنا وليس لدينا استراتيجية لمواجهتها".  وصل الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر في 14 مايو 2003، وكانت سقطت في 9 أبريل 2003، وحتى الآن يتبرأ بول بريمر من مسؤولية حل الجيش العراقي وكذلك الرئيس بوش وحتى رامسفيلد وزير الدفاع ، وتتجه أصابع الاتهام إلى نائب الرئيس آنذاك ديك تشيني ، وحل الجيش العراقي خدمة لإسرائيل ، جيش  تأسس عام 1920 وهو جيش محترف شارك في جميع الحروب العربية الإسرائيلية ، 1948 ، 1967 و1973 .كما أن حل الجيش العراقي كان خدمة لإيران التي حاربها لمدة ثماني سنوات ، وكان العراق بجيشه يشكل توازن قوى إقليمي، واعتبرت الولايات المتحدة وحتى إيران أن قيادات الجيش العراقي من السنة ومعظم الجيش من السنة وهذا لا ينطبق مع الواقع آنذاك فالجيش والقيادات العسكرية فيها السنة والشيعة والكرد . وبدأ بريمر والمعارضة التي معظمها من الشيعة الذين كانوا في العراق، حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى جماعة الحكيم وإياد علاوي الذي اعترف أنه تعاون مع خمسة عشر جهاز مخابرات للإطاحة بالنظام العراقي وأحمد الجلبي الذي كلفت  CIA شركة إعلامية أمريكية لتلميعه كمعارض علما بأنه ليس لدية مؤيدين في داخل العراق أو حتى خارجه، هؤلاء هم من سلمتهم الإدارة الأمريكية حكم العراق، وبدأت في إنشاء جيش طائفي من كتائب بدر وغيرها التي كانت في إيران ، فالغباء السياسي ، تسليم الحكم لإيران بطريقة غير مباشرة.

ويقول الخبير الاستراتيجي الأمريكي جون روب والذي كان من المتخصصين في مقاومة التمرد أن حل الجيش العراقي وفر ما يقرب من 300.000 شخص من المدربين عسكريا ومنهم محترف ما بين الاستخبارات العراقية والجيش العراقي وقوات خاصة بحل الجيش دفهم للقتال في حرب عصابات ضد القوات الأمريكية. واتخاذ قرار اجتثاث البعث يعني حسب قوله 1.5 مليون شخص كانوا أيضا في الحزبأصبحوا أيضا ضد القوات الأمريكية.

وبذلك نجد أن الأخطاء الاستراتيجية الأمريكية، تسليم المعارضة الشيعية التي كانت في إيران وحل الجيش والبعث خدمة لإيران، وأصبح جماعة إيران وبدعم أمريكي هم الذين يحكمون العراق، وظهر جليا عداء الولايات المتحدة للسنة في العراق ودعمها للشيعة، مما أدى إلى بروز بسرعة المقاومة المسلحة ضد الاحتلالمما أنهك القوات الأمريكية والتي أخذت تبحث عن التعاون الأمني في العراق من إيران، فقد كان ضباط الارتباط الايرانيين مع الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وهناك تنسيق أمني بين الولايات المتحدة وإيران.

تحالف أمريكي ـ إيراني في العراق .. الطائرات الأمريكية تقصف من الجو وسليماني يقود القتال على الأرض

 المحافظون الجدد طالبوا بشن الحرب على العراق عام 1989 م لحماية إيران من مخاطر صدام حسين

حل الجيش العراقي قدم العراق هدية إلى إيران باعتراف واشنطن وإعلان بيع النفط باليورو عجل الضربة 

 بريمر وضع الدستور الطائفي لإلغاء عروبة العراق واستبعاد السنة العرب وشركة لتلميع صورة الجلبي

 رئيس الأركان الأمريكي الجديد: دولتين للشيعة والأكراد في العراق.. والحرب كلفت 2.2 تريليون دولار

 أمريكا تركت العراق غارقاً في الحرب الأهلية وفي المرتبة الـ 170 من بين 175 دولة أكثر فساداً 

الدستور الطائفي والفيدرالية 

بدأ الإعداد للدستور الطائفي في ظل الحاكم الأمريكي بول بريمر في أغسطس 2003، لإضفاء شرعية دستورية على سياستها الطائفية، وتألفت لجنة الدستور التحضرية مؤلفة من 25 عضوا: 12 من الشيعة العرب، 5 من السنة العرب، 5 من السنة الأكراد وتركماني واحد ومسيحي واحد بينهم ثلاث نساء (واحدة تركمانية وإثنتان شيعيتان). ولكن الدستور لم يصدر بسبب الخلافات فكان تهديد الحكومة الأمريكية بأن يصدر الدستور بأسرع وقت حدده وزير الخارجية الأمريكية آنذاك كولن بول بستة أشهر، ثم تكونت لجنة لصياغة الدستور برئاسة عدنان الباجه جي وأجريت الانتخابات العامة في 31 يناير 2005 لإضفاء الشرعية على الدستور الجديد، وقاطع العرب السنة التصويت على الدستور الذي أهمل عروبة العراق فقد نصت المادة الثالثة "العراق ب المتعدد القومياتوالمذاهب، وهو عضو مؤسس وفعال في الجامعة العربيةوملتزم بميثاقها وجزء من العالم الإسلامي"، والعراق دولة اتحادية في المادة الأولى.وقد جاء هذا النص بعد ضغوط عربية، وجاءت عبارة عضو مؤسس في الجامعة العربية ولم ينص صراحة أن العراق جزء من الأمة العربية ؟؟

إن الدستور لا ينص على توزيع المناصب السيادية لطائفة معينة، لكن توزيع عدد المقاعد في المجلس النيابي على المحافظات بالنسب المثبتة لها، حدد عمليا الطائفة التي ينتمي إليها رئيس الوزراء وهو بموجب الدستور يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة، وله صلاحية اختيار الطاقم الوزاري، على نحو لا يستطيع معه الطرف الآخر تغيير قواعد اللعبة، بحيث سيبدو وجود ذلك الطرف مجرد ديكور لتحسين صورة المسرح السياسي. ولذلك نجد أن رئاسة الحكومة العراقية بعد الاحتلال من الشيعة إياد علاوي(2004-2005) وابراهيم الجعفري(2005-2006) ونوري المالكي(2006-2014) ثم حيدر العبادي(2014-)، والسياسة الطائفية هي شعار الحكومات المتعاقبة وتهميش السنة، بل إعلان الحرب عليهم من ممارسة شركة بلاك ووتر إلى سجن أبوغريب والسجون الأخرى السرية التي فرخت لهم باعتراف المسؤولين الأمريكيين أن تصفهم بالحركات الإرهابية المتطرفةبسبب التعذيب الذي مورس عليهم في المعتقلات الأمريكية ودعم واشنطن.واعترف مدير مركز الاستخبارات العسكرية السابق مايكل فيلن، أن السجون الأمريكية في العراق كانت مسؤولة عن تطرف الآلاف من الشباب العراقيين، وكثير منهم يقاتلون الآن مع داعش.

تكلفة الاحتلال 4.4 تريليون دولار والانسحاب

إن تكلفة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق كانت باهظة بل لم تكن تتوقع نتائجها بسبب المقاومة المسلحة، تورطت إدارة بوش في أفغانستان والعراق، وكانت المقاومة العراقية سريعة في رد فعلها ضد الاحتلال أسرع مما حدث في فيتنام، ولذلك فكرت الإدارة بالانسحاب من العراق وكان شعار الرئيس باراك أوباما في حملته الانتخابية  الانسحاب من العراق وافغانستان، بل ذهب فيما بعد وزير الدفاع الأمريكي في نهاية عهد بوش وأيضا أستمر في عهد أوباما ، روبرت غيت بالتصريح علانية " إن أي وزير دفاع أمريكي يدعو إلى إرسال قوات عسكرية برية للشرق الأوسط وآسيا يجب فحص قدراته العقلية، ونلاحظ أن أوباما في أفغانستان والعراق وحتى خلال الأزمة السورية يؤكد على عدم إرسال قوات أمريكية بل يريد من الدول الإقليمية التدخل، ونجد أن الولايات المتحدة تنسق صراحة مع إيران في العراق وتسمح للقوات الإيرانية تحت شعار الحشد الشعبي في العراق. إن تكلفة الحرب في العراق بلغت حتى أبريل 2015 ، 2.2 تريليون دولار ، وجملة تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان، 4.4 تريليون دولار وتهجير 7.6 مليون نسمة من العراقيين والأفغان والباكستانيين وحوالي 210 ألف قتيل مدني على يد الصراعات الحزبية ، 370 ألف قتلوا في الحرب مباشرة من السكان ومقتل أكثر من 6000 جندي أمريكي عدا عن الجرحى والمعاقين بسبب الحرب وما تبعها من أمراض نفسية، وكان الانسحاب الأمريكي عام 2011، تاركة العراق في حرب أهلية وجماعات متطرفة ودولة فساد احتلت مرتبة   170 من 175 في قائمة الفساد العالمي ، فلا حققت الديمقراطية ولا الأمن ولا وحدة ودولة ينخر فيها الفساد يسيطر عليها عملاء إيران الذين تربوا في أحضانها من قيادات حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى جماعة الحكيم .

رئيس الأركان الأمريكي الجديد: دولة شيعية وكردية ولا مكان للسنة

إن الفشل الأمريكي صراحة وكذلك التعاون مع إيران، ويظهر ذلك جليا مما قاله رئيس الأركان الأمريكي الجديد، جوزيف داينفورد، أثناء جلسات الاستماع لتعيينه في مجلس الشيوخ الأمريكي في الثامن والعشرين من يوليو 2015، وهو جنرال قادم من مشاة البحرية الأمريكية " يمكن تقسيم العراق إلى دولتين واحدة شيعية وأخرى كردية ولا أتصور دولة سنية من حيث الموارد الاقتصادية والبترول"، ويضيف بدأنا في تسليح الأكراد وتدريبهم وهم حسب قوله أقوى قوة برية في العراق وسوريا. وفي الواقع إن تقسيم العراق حلما يراود إسرائيل  والمحافظين الجدد في واشنطن ، حتى أن نائب الرئيس الأمريكي الحالي جوزيف بايدن في مقالة له في صحيفة نيويورك تايمز ،  الأول من مايو 2006 ، عندما كان في مجلس الشيوخ كتب يدعو إلى تقسيم العراق إلى أقاليم طائفية، كردية، شيعية، وسنية، ويتردد نفس الحديث اليوم على لسان رئيس الأركان الجديد، دينفورد، وهذا يفسر القلق التركي من دعم واشنطن للأكراد ودعمهم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، أبرز الأحزاب الكردية ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بزعامة صالح مسلم وهو من مؤيدي الأسد، والمبرر الأمريكي أن الحزب يقاتل  تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) . وقال الرئيس التركي بأن بلاده لن تسمح مطلقا دولة للأكراد في شمال سوريا، وكانت الصحافة التركية قد نشرت عن تصفية عرقية ضد العرب والتركمان في المناطق التي سيطرت عليها في قتالها مع داعش.

 مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية ( DIA) حذرنا ولكن !

إن التخبط في السياسة الأمريكية في المنطقة يؤكدهالفريق المتقاعد مايكل فلين، والذي ترأس وكالة الاستخبارات الدفاعية بين عامي 2012 و2014، وكيفية تقاعس الإدارة الأمريكية خلال السنة الأولى من الحرب السورية. فيقول فلين، بأن دراسة “سرية” أجرتها وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA في أغسطس 2012، وتم الاطلاع عليه في مايو 2015 تحت قانون حرية المعلومات، حذرت من الفوضى في سوريا ومن الممكن أن تسمح بإنشاء جيب سلفي متشدد في المنطقة الصحراوية شرق البلاد، وتوقع الاستخبارات الدفاعية فعلًا لصعود خلافة داعش. وحسب قول فلين فالدراسة وزعت على 17 وكالة استخبارات أمريكية وحتى الخارجية الأمريكية، ويظهر أن التجاهل للتقرير مقصودا وكما يقول براد هوف  في Levant Report، أن التجاهل مقصود لقيام منطقة للتيارات المتطرفة، قرار متعمد  A Willful Decision، فالجماعات المتطرفة كانت تجد من يخترقها وقد تكون تجربة أفغانستان  تتكرر كما قال موظف قنصلي سابق في وزارة الخارجية الأمريكية مايكل سبرنجمان بأن الاستخبارات الأمريكية CIA كانت تتدخل لمنح التأشيرة لتشجيع القتال في أفغانستان (سبتمبر 1987-مارس 1989)، والمدهش أيضا أن الاستخبارات البريطانية لها أيضا دورها  في دعم بعض الجماعات كما ورد في صحيفة The Guardian في الثالث من يونيو 2015، عند محاكمة السويسري الجنسية بهرلن جلدو بتهمة القتال مع منظمة إرهابية في سوريا مع المعارضة فتبين أنه يقاتل مع الجماعة التي تدعمها الاستخبارات البريطانية MI6مما أدى إلى اطلاق المحكمة سراحه، وتؤكد الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية على علم بنقل الأسلحة من ليبيا إلى جماعات في سوريا،  فالولايات المتحدة  وحتى بريطانيا تستغل الصراع الطائفي في سوريا والعراق وتتسابق كل منهما على الاستثمارات في إيران بعد توقيع اتفاقية المفاعل النووي الإيراني وأخيرا تبادلت بريطانيا وإيران فتح السفارات بينهما .

الجنرال قاسم سليماني والعم سام في سرير واحد

إن الجيش العراقي الطائفي الذي دربته القوات الأمريكية بعد حل الجيش العراقي انسحب من الموصل وغيرها أمام داعش، إن المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين أرسلهم أوباما حوالي 450 مع القوات الإيرانية والحشد الشعبي جنبا إلى جنب في القواعد العسكرية  العراقية ، ووفقا للتقارير الصحفية الأمريكية 22 يونيو 2015 (Bloomberg View ) ، فإن القوات الأمريكية والقوات الشيعية معا في قاعدة التقدم العسكرية في الأنبار ، وقد علق السناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ على هذا التعاون بقوله " إنه عمل يجرح شعور العائلات الأمريكية التي جرح وقتل أبناؤها قبل عشر سنوات مع الميليشيات الشيعية، فكيف يفهمون دعم هؤلاء وتزويدهم بالسلاح وهم كانوا أعداء بالأمس"؟! ولعل أبلغ وصف لعلاقة الولايات المتحدة مع إيران في العراق، هو غلاف المجلة البريطانية THE WEEK، عندما صورت العم سام والجنرال سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في سرير واحد ؟؟ وبعد الاحتلالالأمريكي للعراق لأكثر من عقد من الزمن، تركته في الفوضى السياسية والفقر والفساد وانعدام الأمن والكهرباء والماء الصالح للاستعمال والمظاهرات في شوارع المدن العراقية تطالب بالعيش الكريم، وسلمته لإيران تحت شعار محاربة داعش بعد أن شاركت في صناعتها؟؟إن الولايات المتحدة أدت إلى أن تتغلغل إيران في العراق عسكريا ودينيا من خلال المراجع الشيعية والعلاقات الاقتصادية.

 ولكن إيران والولايات المتحدة معا لم تحققا الأمن ولا الاستقرار في العراق والجماهير خرجت مؤخرا في شوارعالمدن العراقية وبعضها يهتف ضد إيران والولايات المتحدة لدعمهما حكومات طائفية وفاسدة نهبت العراق في بلد غني بالموارد الاقتصادية والطاقة والمياه؟

مجلة آراء حول الخليج