array(1) { [0]=> object(stdClass)#13382 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 100

الطائفة في مواجهة الدولة العراقية

الخميس، 01 تشرين1/أكتوير 2015

عانى العراق بعد الغزو ، والاحتلال الأمريكي في2003م،  من إشكالية (الصراع الطائفي) ، حيث عمل الأمريكان على تعميق المحاصصة الطائفية، والعرقية في مؤسسات الدولة العراقية، من أجل تعميق الفجوة بين أفراد المجتمع الواحد، ودعم (الصراع الحزبي) بين الكتل السياسية العراقية ، من أجل تحقيق أهداف مذهبية ، وسياسية ضيقة ليس لها علاقة بالتوافق الوطني تعمل على كسب الجمهور الخاص بها، وحصل بين عامي2006-2007 م،حالة من العنف الطائفي بعد تفجير مرقدي الأماميين العسكريين في سامراء، حيث حصل نوع من التهجير الطائفي، والعرقي أثر تلك الحادثة في الداخل والخارج.

وبعد سقوط مدينة الموصل في العاشر من يونيو2014 م، مارس تنظيم داعش العنف الطائفي، وحتى ضد أبناء الطائفة السنية، وازداد أعداد المهجرين من الايزيديين، وتعرضت النساء الايزيديات لاعتداءات وحشية وأحدث هجوم داعش على الموصل حالة من التفكك المجتمعي، والديني، والطائفي في خطة إقليمية، ودولية لأحداث تفتيت للجسد السياسي العراقي، وبذلك أصبح هناك نوع من المواجهة بين الطائفة نفسها وغيرها من الطوائف العراقية الأخرى، بتحريض بمن يريد أن يدفعها ضمن دائرة الصراع السياسي، والحزبي، ومن يريد أن تكون الطائفة جزءًامن الكل العراقي الذي تجمعه اللحمة الوطنية العراقية، ومن أجل مناقشة هذا الموضوع الحيوي، والمهم سيتم معالجته من عدة زوايا منها: تناول تأصيل نظري لمفهوم الطائفة، والطائفية، ثم تناول أسباب انتشار الطائفية في العراق بعد2003 م، ثم عرض إشكالية الأقليات العراقية بعد2003 م، ثم تناول سبل مواجهة الطائفية، وأخيراً  طرح سبل حماية الأقليات العراقية.

تأصيل نظري لمفهوم الطائفة والطائفية

الفرق بين مفهوم الطائفة ومفهوم الطائفية فرق واضح، إذ أن الطائفة اتجاه اجتماعي له أبعاده التاريخية ،أما الطائفية فهي في أغلب الأحوال نهج سياسي يشير إلى اعتماد الطائفة، والعمل على فرض هيمنتها السياسية، والتعصب ضد الطوائف الأخرى، ويمكن تشبيه الفرق بين الطائفة والطائفية بالفرق بين الدين، والأيدلوجية الدينية، فالدين من حيث هو نص موضوعي له وجوده (المكتوب) الخاص به على خلاف الأيدلوجية الدينية التي هي تأويل للنص الديني بما يوافق أو لا يتوافق معها .وقد تنوعت آراء العلماء الدارسين لهذه الظاهرة فمنهم من يرى أنها ظاهرة جيوسياسية مرتبطة بدول العالم الثالث،وآخر يرى أن سببها هو قلة النضج السياسي، أو قصور الروح الديمقراطية، وبالنسبة إلى البعض الآخر يكمن السبب في حدوثها في الفقر (1).

وتذكر بعض الدراسات سمات الطائفية التي تعني طبقا لأحد الباحثين (النسق، أو النظام الثابت من الأفكار، والتصورات، والقيم، والشعائر، والعادات التي تختص بها جماعة معينة من أهل الدين)، فالطائفية هي سلوك، ومشاعر، وأفكار تقوم على مجموعة من الاعتبارات وهي كما يأتي:- (2)

أولا:- القداسة: تعد القداسة صفة لصيقة للفكر الطائفي، وحتى للسلوك، وربما جاءت من عاملين أولهما أن الفكر الطائفي وليد النظرة تجاه النصوص المقدسة، فحدث التداخل بين قداسة النص، وبين قراءة النص، أو ما يطلق عليه (استصحاب القداسة) من النص إلى القراءة ، والسبب الآخر هو أن القداسة توفر عامل الحماية للطائفة من الاختراق الفكري بما يؤدي إلى ضمورها، وربما انتهائها، فالحماية، والقداسة يعدان جوهر الفكر الطائفي، ولم يكتف العقل الطائفي بهذا الخداع ، والتلبيس بين النص والقراءة أنما حاول إيجاد المسوغات لهذا الفهم ، عبر اختلاف نصوص تؤكد على أن الخطأ، والعيب منزه من فكر الطائفة. إن القداسة بقدر ما تؤدي إلى توفير الحماية للطائفة، فإنها تؤدي إلى موت فكرها، لأنها تتنافى مع العقل، والاجتهاد، وإعادة قراءة النصوص بما يلائم متطلبات المرحلة، ومن مظاهر القداسة في الطائفية تقديم الرجال على النصوص، إذ أن المتابع للكتابات الطائفية يجدها تستلهم أفكارها، وفتاواها من رجال عاشوا في الماضي، وتحاول تطويع النصوص بما ينسجم مع فكر الطائفة والرجل.

ثانيا:- امتلاك الحقيقة: وهي ثمرة من ثمار القداسة التي تعني التنزيه عن العيب، والنقص، ومثل هذا التصور يجعل الطائفة بمنأى من أفكار الآخر طالما أن الحقيقة واحدة، وأن العقل الطائفي توصل إليها.

الاحتلال الأمريكي للعراق عمق المحاصصة والطائفية لتقسيم المجتمع وإضعاف الدولة وخلق الصراع المذهبي والعرقي

 تهجير 1.7 مليون عراقي بعد تفجير مرقدي سامراء بمعدل نصف مليون شهرياً في الداخل والخارج حسب الأمم المتحدة

 10 % من سكان العراق معرضون للزوال بسبب أعمال الإرهاب والعنف الطائفي والأقليات الدينية والعرقية في المقدمة

 العراق في حاجة إلى إعادة تقسيم عادل للثروة لنزع فتيل التعصب والكراهية وحصر السلاح بيد الدولة وتسريح الميليشيات

ثالثا:-الأخلاق الطائفية: إذا ما أدركنا أن الأخلاق تدخل في باب العقل العملي كما يقول الفلاسفة ضمن تقسيم العقل إلى نظري وعملي، فإنها تعني ما ينبغي أن يكون عليه سلوك الفرد تجاه أبناء الجماعة، والآخرين، والطائفية تقوم على منظومة من القيم الأخلاقية تنضم العلاقة ما بين أفرادها وما بينها، وبين الآخرين وهي:-

1.التعصب: يعد التعصب سمة من سمات المجتمعات المتخلفة، ومن بقايا الثقافة الجاهلية بالمنظور الإسلامي، فإن التعصب الطائفي يمثل جانبا خطيرا بالقياس إلى التعصب العشائري، أو القبلي، أو القومي، لأنه عادة ما يوظف النص لتبريره، وقد تبرز منظومة ثقافية تؤطر السلوك الطائفي المتعصب بدءً بالتسويغ، وانتهاء بتحديد الثواب، والآخر على العقل المتعصب.

2.إلغاء الآخر: من مسلمات التحضر الاعتراف للأخر بالحق في الوجود، وفي الاعتقاد، والتعبير، ولكن الطائفية تلغي الآخر فكرا لتنتهي إلى الغائه وجودا، وتضفي على هذا الإلغاء مسوغات عقلية من خلال ادعائها امتلاك الحقيقة، وأخرى نقلية من خلال وصف الآخر بأوصاف الشرك، والارتداد.

3.أختزال الأخلاق الإسلامية: من بديهيات العقل الطائفي، وسلوكه نفي الدين عن الآخر، وهذا يعني العمل على اتجاهين الأول :- اختزال قيم وأخلاق الإسلام، وحصرها بالطائفة من دون غيرها، أما الاتجاه الثاني فيقوم على نقل منظومة التعامل الإسلامي مع المشرك، أو الكافر إلى الطائفة الأخرى .

الصراع الحزبي بين الكتل السياسية

أصبح الصراع الحزبي بين الكتل السياسية العراقية سمة من سمات المشهد السياسي العراقي بعد 2003 م، حيث أن تلك الكتل قد دفعت بسياساتها المتسرعة إلى التصادم بين الطائفتين الرئيسيتين في العراق (السنة، الشيعة)، وحصول نوع من الشد والتجاذب، والتخندق الطائفي بين الطرفين، مما أدى إلى بناء مواقف سياسية مرتكزة على رؤى طائفية في القضايا الداخلية، والخارجية (5).

تصاعد العنف وحملات التطهير العرقي والطائفي الداخلي

يصف الباحث الأمريكي المعروف (أنتوني كوردسمان) في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن تطورات الأحداث خلال الحرب الأهلية في العراق بين عامي2006-2007 م، بعد تفجير سامراء لمرقدي الاماميين العسكريين بالأحداث المعقدة، ويقول في ذلك(الشيعة والسنة والعرب من جهة، والاكراد من جهة أخرى يسعى كل طرف منهم لفرض هيمنته على الطرف الآخر ، أو إجبار الطرف الأضعف على ترك المناطق التي يشكلون هم فيها الأكثرية الغالبة، أو تكون لهم فيها اليد العليا، والتفوق على غيرهم، وتشمل هذه الأشكال من التطهير العرقي :أنواع التهديدات، والرعب البدني، والابتزاز(المطالبة بفدية)، ومصادرة الممتلكات، ومداهمة المنازل، وأماكن العمل، واستغلال نقاط التفتيش، والسيطرة لإقصاء الفصائل، والجماعات الأخرى، وإخراجها من بعض المناطق إلى جانب عمليات الاختطاف، والغصب، والنهب، وسوء استغلال إدارات الدولة، ومراكز الشرطة، إضافة لعمليات التغييب ،والنفي))(6).

ويضيف كوردسمان(أن خرائط بغداد ، ومدن كبرى أخرى تقطنها طوائف، وقوميات متنوعة، تبين بوضوح وجود عمليات فصل وتفرقة منتظمة لسكان هذه المدن على أسس طائفية، وعرقية، وتعكس الجهود المبذولة من قبل الطرف المهيمن، أو ذي الغالبية لإبعاد الطرف الآخر عن منطقته ، أو إقصائه كليا من المدينة .وفي أواخر عام2006م، أصدرت منظمة الأمم المتحدة تقريرا عن تهجير ، أو تشرد حوالي1،7مليون مواطن عراقي داخل وطنهم منذ العام 2003م،  بمعدل 50،000  شخص يغادرون، أو يتركون منازلهم شهريا، كما كشفت المنظمة الدولية للهجرةIOM عن وجود 41،189 اسرة مهجرة ، أو مشردة حديثا داخل العراق في العام2006(7).

دور القوى الإقليمية والدولية في تعميق العنف الطائفي في العراق(8)

من أبرز الثوابت في العلاقات الدولية أن مصالح القوى الكبرى في المنطقة هي الفاعل الأكبر في مواقفها، وحضورها، ورسم سياساتها، فتلك العلاقات لا تعرف صديقا دائما، ولا عدوا دائما منها هي تعيد رسم خريطة ربما قادت إلى تحالفات من نوع جديد.أن المخططات الأمريكية والإسرائيلية البعيدة تطمح لتشكيل كيانات جديدة تصنع تحالفاتها على مقومات، وحضور ، ووقود الطائفة القاتلة، والمقتولة في آن واحد، وعليه فإن تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين لا يمكن أن يعيشا، أو يستمرا أو يمارسا كل هذه الجرائم في المنطقة لولا أن هناك صراعات خفية ليس بين قوى إقليمية فحسب أنما أيضا عبر قوى كبرى تتصارع في منطقة أغفلت فيها معيار العقل ، والوعي الانساني لتصبح رهن الوعي الطائفي القاتل .

إشكالية الأقليات العراقية بعد 2003   م.

تشير بعض الدراسات أن بعض الأقليات العراقية، وخاصة العرقية (الايزيديين، الأكراد، التركمان) والدينية(الصابئة، الكلدوأشوريون، الشبك) تعرضت بعد2003 إلى التمييز الذي هو قائم منذ عقود طويلة نتيجة الاختلاف في الثقافات الفرعية مع الثقافة العامة السائدة ومنها ممارسة الطقوس الدينية ، والشعائر ، ففي الثقافة العراقية الكثير من التمييز ، ومما لاشك فيه يلعب التمييز دورا محوريا في عملية عدم استقرار المجتمع ، والسلم الأهلي ، مما يربك التعايش السلمي في المجتمع بشكل عام وبين الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافات دينية، وعشائرية، وطائفية، و مناطقية مختلفة .

وفي نفس الإطار عقد بدهوك في إقليم كردستان العراق بين7-8 من نوفمبر2013 م، الاجتماع السنوي الثالث لتحالف الاقليات أكد فيه المؤتمرون أن من المشاكل، والأسباب التي تدفع الأقليات للهجرة من البلاد هي أعمال العنف بأنها في الكثير من الأحيان، والمناطق مخططة، ومدروسة تدفع بالأقليات إلى الهجرة، والتهجير، في الموصل مثلا بالنسبة للمسيحيين، والايزيديين، والشبك، حيث أستهدفهم الكثير من أعمال العنف(10).

ويبدو أن معضلة الأقليات العراقية تتمثل بتعرضها لعمليات مثل، التهجير، والخطف على أيدي الجماعات المسلحة ، بسبب التعصب الديني ، والأفكار الخاطئة تجاه هذه الاقليات التي تعتبرهم لادين لهم ، مما أجبر الكثير من أبناء هذه المجموعات على النزوح عن أماكن تواجدها التاريخي ، والفرار إما الى مناطق أكثر أمنا في العراق ، أو الخروج من العراق ، واللجوء الى الدول المجاورة ، وجاء في تقرير لمنظمة (هيومن رايتس ووتش) أن "الأقليات الاثنية ، والدينية في العراق التي تشكل10% من مجموع سكان البلاد ضحية عنف غير مسبوق قد يؤدي إلى زوالها)) ، ونبهت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان إلى أن ((الأقليات الاثنية ، والدينية في العراق تواجه درجات من العنف غير مسبوقة وهي مهددة في بعض الحالات بالزوال من وطن أجدادها))(11)

وبعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي مدينة الموصل في يونيو2014 م، وبمناسبة مرور سنة على ذلك الهجوم أصدرت (منظمة العفو الدولية) تقريرا في يونيو2015 م، أكدت فيه حقيقة مهمة مفادها أن ذلك التنظيم أطلق ((العنان الموجه من الرعب، حيث نفذ عمليات قتل جماعي وعنف جنسي ، واختطاف، وتعذيب، مستهدفا الأقليات الدينية، والعرقية، ومن أبرز الاعتداءات التي أرتكبها تنظيم داعش هجوم وقع على منطقة سنجار في حملة التطهير العرقي التي شنها التنظيم ضد الأقلية الايزيدية التي اختطف أفرادها بصورة جماعية في عام2014 م، حيث قتل  آلاف الرجال ميدانيا

سبل مواجهة الطائفية

تذكر بعض الدراسات اعتماد السبل التالية لمواجهة وتحجيم الطائفية في العراق وكما يأتي:- (13)

1.العمل على إشاعة ثقافة المواطنة، وتعزيز الانتماء للوطن، وجعله المرجعية في كل ما يرتبط بالحقوق والواجبات.

2.التركيز على الخيار الديمقراطي، والتعددي كأساس لنظام الحكم السياسي لمنع محاولات احتكار السلطة، أو هيمنة طائفة على طائفة أخرى، كذلك اعتماد صيغة الفيدرالية، أو الحكم اللامركزي.

3.إشاعة ثقافة التسامح، والاعتدال، والقبول بالتعددية، والعمل على نقل حالة الاختلاف من تأثيراتها السلبية إلى تأثيراتها الإيجابية المتمثلة بالمشاركة الفعلية في عملية التوجيه والإرشاد.

4.السعي لاعتماد المشترك أساسا للعلاقة بين الطوائف، وباقي المكونات الأخرى، وترك المختلف عليه، أو تهميشه حتى يتم ترسيخ الدولة، ومعاييرها الخاصة بالولاء الوطني، والكفاءة، والنزاهة.

5.الدعوة إلى اعتماد القرآن الكريم، والسنة النبوية أساسا في خلق الثقافة الدينية.

6.التخلي عن البحث في التاريخ السلبي بين الطوائف، والتركيز على النواحي الايجابية في هذه العلاقة.

7. تعمل الحكومة على تعزيز آليات التواصل بين الطوائف من خلال دعم مشاريع المصاهرة المختلفة مع الطوائف، وتسهيل عودة العائلات المهجرة، والتخلص من المحاصصة الطائفية، والتوازن السياسي.

8.أن تخلق لدى المواطن الشعور بأن الحاجة إلى الطائفية يمكن أن تعوض عن طريق الانتماء للدولة، والولاء للوطن عبر إشعار الإنسان أنه مواطن، وعدم البحث عن خلفيته الدينية، والمذهبية.

 

حماية الأقليات العراقية

ترى بعض الدراسات أن أبرز تلك السبل تندرج فيما يأتي :- (14)

1.تقسيم الثروة بشكل عادل يعيد إنتاج السلم الأهلي الذي للعراق تجربة حقيقية فيه، ويقوض العنف، والتعصب ضد الأقليات.

2.مشاركة المجتمع المدني بفاعلية في الحوار العام بين الأقليات، ونبذ العنف.

3.سن قانون عراقي يجرم العنف، والتمييز ضد الأقليات، والحث عليه من قبل الأفراد، أو المؤسسات الدينية.

4.حصر السلاح بيد الدولة، خشية من استعماله من قبل الجماعات المسلحة ضد الأقليات.

5.إعطاء المرأة دورها في إدارة المجتمع، وأن تساهم في عملية تعزيز السلم الأهلي.

6.تجذير هوية وطنية جامعة يعمل الكل ضمن خيمتها بغض النظر عن العرق والطائفة.

7.الحاجة لميثاق وطني يجعل احترام الانتماء الطائفي مبدأ طالما لم يستخدم لترسيخ الكراهية، والبغضاء، أو إثارة نزعة التمزيق، والتخوين، ويعمق دائرة المشاركة الوطنية ليجتمع الناس حول مصالحهم، وعلاقتهم الإيجابية، وشعورهم بأن الوطن ليس لطائفة، أو فئة، بل لجميع مواطنيه(15).

الخاتمة:-

إن العراق يتعرض لآفة الصراع الطائفي منذ الغزو ، والاحتلال الأمريكي-البريطاني له عام2003م ، وتعاظم هذا الأمر بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل، وقد تكالبت بعض القوى الإقليمية، والدولية لتسخين الساحة العراقية، وجعلها في دوامة عدم الاستقرار عبر الصراع الطائفي لإطباق هيمنتها عليه من خلال التوافق بين الأجندات الغربية، والأمريكية، وحتى الإسرائيلية لتفتيت العراق إلى كانتونات عرقية وطائفية، عبر ورقة داعش، إلا أن المثير في الأمر أن تعرض العراق لنمو، وتصاعد الصراع الطائفي سوف لا يكون تأثيره محصورا داخل السياج ، والأسوار العراقية فحسب ، بل قد يقفز إلى كل الدول المجاورة ، والبعيدة ، وهو ما حصل فعلا بعد انتشار تورط تنظيم داعش في أعمال إرهابية في الكويت، والمملكة العربية السعودية، ومصر وغيرها من الدول.

 

 

 

 

 

 

مجلة آراء حول الخليج