أصدر الكاتب والصحفي يوسف البنخليل رئيس صحيفة الوطن البحرينية، كتابًا بعنوان (الخليج بدون الأمريكان: 25 سيناريو لمستقبل الخليج العربي) ويبحث هذا الكتاب الذي صدر العام الحالي 2016م، إشكالية تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة الخليج العربي، وهي "الخليج بدون الأمريكان" باعتبارها تطورًا تاريخيًا يعكس ما تمتاز به هذه المنطقة وعلاقاتها الاستراتيجية على ضوء أهميتها الدولية ومعطيات التاريخ واعتبارات الجغرافيا السياسية.
تناول الكتاب معضلة السيطرة الأجنبية على الخليج العربي وعدم استطاعة القوى العظمى والكبرى الحفاظ على النفوذ على هذه المنطقة بشكل مطلق، وتناول تحليل جدوى ظهور قوة خليجية مبتكرة قادرة على ملء الفراغ السياسي في الإقليم وتحديد أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها مع تراجع النفوذ الأمريكي.
وذكر المؤلف أن دول الخليج العربي لم تتصور أن الحليف الأمريكي يكون خارج الحسابات الخليجية أو إنهاء التحالف التاريخي بين واشنطن والعواصم الخليجية، إلا أنه "المؤلف" اعتبر إرهاصات التخلي الأمريكي عن منطقة الخليج بدأت عام 2011م، عندما وصلت الثورات العربية إلى ذروتها، حيث بدا الموقف الأمريكي متناقضًا ومفاجئًا وتجلى في تخلي الإدارة الأمريكية عن الحلفاء الاستراتيجيين في الشرق الأوسط، بل دعم الثورات ضد هؤلاء الحلفاء، ثم اتضح الأمر الأكثر خطورة عندما كشفت واشنطن عن رسمها خريطة الشرق الأوسط الجديد بهدف الدمقرطة وترى أن هذه الخريطة خدمت مصالحها في الشرق الأوسط.
وأعتبر المؤلف أن النوايا الأمريكية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي ظهرت عندما دعمت واشنطن الجماعات الراديكالية في مملكة البحرين خلال محاولة هذه الجماعات إسقاط نظام الحكم في المنامة خلال شهر نوفمبر عام 2011م، حيث دعا الرئيس باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011م، إلى دعم أجندة أكبر الجمعيات الراديكالية في البحرين وهي جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، ثم عاد في سبتمبر 2012م، وقارن البحرين بدول التوتر الطائفي مثل العراق وسوريا التي تشهد صراعًا له أبعاد طائفية عميقة.
وانتقل المؤلف إلى القول " إن حال الخليج بدون أمريكان، حال محتملة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي الاستعداد لها مبكرًا بما تحمله من فرص وتحديات"
وأقر المؤلف بفتور العلاقات الخليجية ـ الأمريكية منذ عام 2011م، رغم ما يبدو من محاولات دبلوماسية مباشرة أو غير مباشرة عن طريق وسطاء لإعادة النظر في هذه العلاقات ومستقبلها، ورغم كل التصريحات الإعلامية وحملات العلاقات العامة التي يمكن أن تظهر شيئًا آخر، لكن الحقيقة في فتور يقود إلى تراجع الشراكة التقليدية بين الجانبين.
وأوضح البنخليل أن المرحلة المقبلة قد تشهد عدة خطوات على هذا الطريق منها تراجع الاستثمارات الخليجية في أمريكا، وكذلك تراجع عدد الطلاب الخليجيين المبتعثين للدراسة في أمريكا، وأيضًا تراجع حجم وقيمة الواردات العسكرية الخليجية من أمريكا وهذا ينطبق أيضًا على الطائرات التجارية.
خلص المؤلف إلى أن الخليج بدون أمريكا قد يكون مفاجئًا وممكن يكون تدريجيًا، لكن في جميع الحالات فإن الخيارات مرتبطة بالظروف التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تحديدًا، ولكن يبدو أن المخاض سوف يكون عسيرًا
ووضع المؤلف 25 سيناريو لمستقبل منطقة الخليج العربي بدون الحليف الأمريكي تضمن أسوأ التقديرات وأكثرها تفاؤلاً وتراوحت بين الرحيل الأمريكي وسقوط النظام الإيراني، أو انتقال الفوضى الخلاقة إلى منطقة الخليج ، وحظر النفط الخليجي عن أمريكا، وغير ذلك.