ما يتصل بفكرة الكتابة في هذا الموضوع وجذوره حول أصول الزيدية وعلاقتها بالمهداوية، وملامح تشكّل فكرة الحوثية فلابد من استهلاله؛ ونقول لعلها بدأت مع مطلع التسعينات من القرن الميلادي المنصرم، أي عقب الإعلان عن الوحدة اليمنية، ولوازمها من تعددية سياسية وانفتاح على المكونات المختلفة، إذ ظهرت فكرة منتديات الشباب المؤمن تبرز في العلن، منطلقة من محافظة صعدة، حيث مثّلت نواة الفكر الحوثي وجذره الأول. وفي منتصف العام 2004م، تحوّلت هذه المنتديات الشبابية (الإيمانية) – إلا القليل من أفرادها وبعض قياداتها-إلى طور الجماعة المسلّحة، وبدأت تؤرق المجتمع اليمني في صعدة-بوجه خاص-وعموم المحافظات بأقدار مختلفة، نظرًا لكونها جلبت الصراع المسلّح إلى تلك المحافظة، وانعكست تداعياتها الأولية على المواطن في صعدة، كما المؤسسة العسكرية وأفرادها الذين يتشكّلون من مختلف محافظات اليمن، علاوة على الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواها.
وفي 2014م، ضمت الجماعة إلى جانب سمة (الجماعة المسلّحة) سمة (الشرعية الثورية) - بحسب توصيفها لنفسها- دون أن يكون لذلك علاقة بثورة الربيع اليمني التي اندلعت في 11 فبراير 2011م، لكنها لم تغادر مربع السلاح، لتنتقل إلى طور (الدولة)، بعد أن انتصرت على خصومها كما لم تقبل بالشراكة على نحو ما نصت عليه وثيقة (السلم والشراكة)، الصادرة في 21سبتمبر2014م، تلك التي تعد وثيقة (حوثية) أكثر منها (وطنية عامة)، إذ جاءت تحت وقع لغة الرصاص، والقصف الحوثي لصنعاء، في يوم التوقيع ذاته، بل راحت الحركة تفرض عناصرها ومطالبها على السلطة ممثلة في حكومة الكفاءات، بعد أن فوضت الجماعة مع غيرها من المكونات والأحزاب رئيس الجمهورية لتعيين رئيسها، وصار للجماعة ممثلون على نحو مباشر أو غير مباشر، بيد أنها استمرت في اقتحام المحافظات، والمؤسسات الحكومية، والخاصة ومصادرتها، وفرض أئمتها وخطبائها على المساجد، عبر ما عُرف باللجان الثورية، إلى أن أعلنت الحوثية أنّها هي الدولة ذاتها في ما وصفته بالإعلان الدستوري في 6/2/2015م، واستمرت في سياسة إقصاء خصومها، وتشريد الكثير منهم، وتفجير المنازل، و دور العبادة، ومراكز التعليم، وقطع مرتبات كثيرين، وفصل عدد من الإعلاميين. وهنا اختلطت الأوراق، وتساءل كثيرون تُرى ما حقيقة الحوثية هذه؟ من أين جاءت؟ وكيف ظهرت؟ ما جذورها التاريخية؟ وهل لها من سَلَف في ذلك؟ وماذا تريد؟ وما واقعها؟ وإلى أين تسوق اليمن؟ وأين وصلت فعليًا؟ وهو ما دفع بالباحث للتفاعل وصدرت هذه الدراسة.
أهمية الدراسة:
هذه الدراسة هي الأولى منذ منعطف اجتياح صنعاء من قبل الحركة الحوثية في 21سبتمبر 2014م، في سعتها وشمولها ومتابعتها وتوثيقها، وجمعها بين التاريخ والحاضر، والإيماء نحو المستقبل، مع الزمن الفعلي الذي أخذته الكتابة له، حيث امتدّ منذ اجتياح الحوثيين صنعاء إلى ما يربو على سنتين وثلاثة أشهر من عمر سلطة الحوثيين، وتلك وحدها أهمية تتأكد من خلال طبيعة التناول العملي للموضوع، على نحو ما سأشير إليه عند تناولي منهج الدراسة ومنهجيتها.
مشكلة الدراسة وأسئلتها وأهدافها:
في ضوء ما تقدّم، وبالنظر في أبعاد المشكلة ومآلاتها؛ فإن هذه الدراسة هدفت للإجابة على السؤال الرئيس التالي؟
من هم الحوثيون؟
وينبثق عن السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1- ما الخلفية التاريخية للحوثية؟
2- ما معتقدات الحوثيين وأفكارهم؟
3- ما العوامل المؤثرة في الحوثية داخليًا وخارجيًا؟
4- ما طبيعة علاقات الحوثيين؟ وما خصوماتهم؟
5-ما مسار الحركة الحوثية بعد بلوغها الهدف المركزي (السلطة)؟ وما تداعياته المختلفة؟
منهج الدراسة وإجراءاتها:
ستجمع هذه الدراسة بين المنهجين التاريخي والوصفي معًا، من حيث المادة العلمية، وطريقة تحليل النصوص التاريخية، وتوصيف الواقع القائم، بما لا يخلو من توثيق تاريخي بحدّ ذاته، أو للأجيال القادمة. أما منهجيتها فهي ملتزمة بمنهجية البحث العلمي، حقيقة لا شعارًا، من خلال التزام الحدّ الأعلى من الموضوعية في التعاطي مع المشكلة، وحسبي الإشارة إلى أن تمكّن الحركة الحوثية من تحقيق أمنيتها الكبرى بإسقاط خصومها الفكريين والسياسيين ؛ وولوجها عالمًا جديدًا عليها، قد أسهم في مزيد من تعقيد المشهد، وصنع لها من الأعداء أكثر، بعد أن بدأت في ممارسة سلطة الأمر الواقع، مما أوقعها في قدر غير يسير من التراجع عن بعض ما كانت تنادي به أثناء ثورانها على حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمّد سالم باسندوة، خاصة أن المواطن اليمني لم يصبح على واقع يمن جديد، يتجاوز به همّه المعيشي، بعد أن كان كثيرون قد أيّدوا مطالب الحركة الثلاثة: إسقاط الحكومة، والتراجع عما وصف في اليمن بـ(الجرعة السعرية)، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، خاصة بعد أن تمت الاستجابة من قبل حكومة الوفاق، لتغيير الحكومة، وتم التراجع الفعلي عن (الجرعة السعرية)، وبدأ البحث في تنفيذ مخرجات الحوار، بيد أن ذلك لم يلق أي استجابة من الحركة، بل مضت في إسقاط المديريات والمحافظات، حتى بلوغ صنعاء، لتغدو بمثابة الموقع الاستراتيجي للانطلاق من موقع جديد أكثر مركزية للسيطرة على الوسط والأطراف، باسم ملاحقة (الدواعش) رغم أن أغلب من كان يواجه الحوثيين واستمر في ذلك هم أبناء تلك المناطق من عامة المجتمع، متجاوزة بذلك كل الاتفاقات وفي مقدمتها (اتفاق السلم والشراكة)، وبدا ما يجري على الأرض من سعي حوثي حثيث للاستيلاء على كامل البلاد، والاستمرار في سياسة (القوّة)، بمثابة الإعلان الصريح أن لا علاقة لتلك المطالب بالأجندة الحقيقية لمن نادى بها، خاصة بعد أن بدأ الحديث مع مطلع شهر فبراير2015م، على ألسنة قيادات الحوثيين، بما مفاده أنه لا بد من التفكير بمراجعة أسعار الوقود لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وهو ما تم فعليًا حيث غدت تباع اسطوانة البترول سعة 20 لترًا بعد مرور أكثر من سنة على سيطرتها على مقاليد البلاد، بأضعاف مضاعفة، مقارنة بما كانت عليه طيلة عهد حكومة باسندوة.
نتائج وتوصيات
رغم أن لم يبلغ المشهد الحوثي نهايته، نظرًا لتعقيداته، وما يدور حوله من تفاعلات متسارعة، مفتوحة على الاحتمالات جميعها. ولكن مضت الدراسة في ضوء خطته المرسومة معالمها الرئيسة منذ البداية، وتابعت كل ماله صلة مباشرة أو غير مباشرة بموضوعها، مع التوسّع فوق ما توقّع الكاتب في بداية الخطة، حتى غدا الآن أربعة أجزاء قابلة للمزيد فيما لو فرض الواقع ذلك، ولم تصل الحرب الدائرة إلى نهاية لها. وذلك فإن أبرز ما خلص إليه من نتائج يمكن إيجازها في التالي:
1-مع أن قلّة من اليمنيين أدركوا بدايات التشيع قبل مقدم الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسّي سنة 280هـ على يد إبراهيم بن موسى (الجزّار) (ت:210هـ) قبل نحو 80 سنة من قدوم الهادي إلا أن البدايات الفعلية للدولة الزيدية الأولى في اليمن لم تتم إلا على يد الهادي، الذي امتد مذهبه عبر تاريخ اليمن بعد ذلك نحوًا من 1100 سنة، وإن ظلت البقعة الجغرافية لتمدّده محصورة في مناطق تقليدية محدودة، بالنظر إلى الخارطة الطبيعية لليمن، وكون المذهب الأوسع هو المذهب الشافعي، أما مذهب الإمام زيد بن علي (ت:122هـ) الفعلي فلم ير النور في اليمن طيلة تاريخها في صورة مذهب يمكن مقارنته بمذهب الهادي، انتشارًا وتأثيرًا ودولة، وظل محصورًا في نطاق أفراد أو مجموعات محدودة ، وتم تجاوزه بمرور الزمن، حتى انزوى على نحو شبه تام. ولذلك فإن نِسبة المذهب الهادوي إلى الزيدي مجازي عرفي أكثر منه حقيقي وتاريخي.
2-يقود التحقيق في موقف الإمام زيد بن علي من كبار صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلّم-إلى موقف إيجابي، ويمكن القول بما لا يخلو من نقاش بأن ذلك كان موقف الإمام الهادي كذلك من كبار الصحابة وخلفاء الرسول -صلى الله عليه وسلّم-على خلاف المدرسة الجارودية من الزيدية (نسبة إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد المنذر العبدي ت:150 وقيل 160هـ) ذات الموقف السلبي في ذلك، وهو ما تابعه عليها آخرون من أئمة الهادوية في اليمن، كما هو موقف الحوثية اليوم.
3-شهدت اليمن تحوّلات فكرية لبعض مجدديها من أبناء البيئة الزيدية، انتقلت بهم إلى رحاب (المدرسة السنّية) بمفهومها الأعم إلا أنه لا يمكن بعد ذلك استمرار نسبتهم إلى المذهب الزيدي، إذ تجاوزوا أصوله الكلامية، ومصادره المعرفية، ناهيك عن بعض مسائله الفقهية والعملية وأبرزهم المقبلي والوزير والصنعاني والشوكاني.
4-مع أنه لا توجد إحصائية رسمية للخارطة المذهبية في اليمن إلا أن هناك مصادر خاصة تشير إلى أن الزيدية تشكل حوالي 30-35%، مع الأخذ في الحسبان، أن ذلك تقدير للوضع التقليدي التاريخي من حيث الأصل، أما الواقع الحالي فيؤكِّد أن أغلبية جيل ثورة 26سبتمبر 1962م، من أبناء البيئة الزيدية، نشأ بعيدًا عن معاني هذه الأطر، ولذلك فيمكن القول إن الأغلبية منهم لم يعد لهم ارتباط فعلي بمذهبهم، بل هم مع روح الإسلام العام، بمختلف مذاهبه، دون تنكّر لذلك التاريخ بعمومه، أو تحوّل إلى فكرة (اللامذهبية) السلفية الشهيرة.
5-كانت بدايات تشكّل الحركة الحوثية قد ظهرت في صورة منتديات تعليمية ثقافية مذهبية زيدية عرفت بـ(منتديات الشباب المؤمن) عام 1990م، أما بدايات تأسيسها الفعلية فتعود إلى بداية السبعينات من القرن العشرين، أي عقب انعقاد ما عُرف بالمصالحة الوطنية بين الجمهوريين والملكيين، في 1970م، في مدينة جدّة، ثم تمكّن مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي من الانتقال بها من مربع التعليم والتثقيف إلى مربّع الجماعة المسلّحة، وذلك منذ منتصف 2004م. وبذلك فقد مرّت بمرحلتين ثقافية تربوية وعسكرية مقاتلة.
6-يمكن تصنيف اتجاهات الفكر الزيدي السياسي المعاصر إلى اتجاهات ثلاثة هي: اتجاه تراثي تقليدي (راديكالي) يتميّز بـ(تقديس) الموروث المذهبي الفقهي بالجملة، والمحافظة على التراث الفكري، بما في ذلك متابعته للمدرسة الجارودية في الموقف من كبار الصحابة، ومسألة الخلافة بعد الرسول محمّد -صلى الله عليه وسلّم-وإن تميّز بالموقف السلبي تجاه المذهب الاثنى عشري، ويمثله المرجع الهادوي الزيدي الراحل مجد الدّين المؤيدي (ت:2007م). والثاني اتجاه تقليدي (راديكالي) مرن متوسِّع مع الإمامية، ويمثله المرجع الحوثي الأعلى بدر الدين الحوثي (ت:2010م). أما الاتجاه الثالث فزيدي تجديدي منفتح، ولكن بعد معاناة واضطراب، نظرًا لحرصه على الانفتاح على جميع المدارس الفكرية والفقهية، غير أن أقربها إليه في مرحلة معينة كانت الإمامة الجعفرية، على خلفية انتصار الثورة الإيرانية في 1979م، وسعيها نحو تصدير ثورتها إلى العالم، وأبرز من يمثّل هذا الاتجاه هو الباحث الزيدي المحقق محمد يحيى سالم عزّان الأمين العام السابق لمنتديات الشباب المؤمن.
7-كان لمؤسس الحوثية حسين بدر الدِّين الحوثي موقف سلبي من المعرفة المتمثلة في علمي الكلام (التوحيد) وأصول الفقه، على خلاف المشهور في المذهب الزيدي الهادوي، وهو ما يؤكّد أن الرجل كان انتقائيًا أكثر منه هادويًا زيديًا، أو حتى جاروديًا صارمًا.
8- تزخر أدبيات الحوثية ممثلة في معُرف بملازم (حسين بدر الدِّين الحوثي) بالموقف السلبي كذلك من قضايا التعددية والحرية الفكرية والسياسية، لاعتقاده أنه لا تجتمع الحرية ووحدة الأمة (وفق رؤيته الفكرية والمذهبية الخاصة).
9-بوسع الباحث حصر العوامل والقوى المؤثرة في عامل داخلي يتمثّل في جذور التشيّع السياسي، وكارزمية المؤسس، والخلافات الداخلية، ومشكلة التعامل مع يهود صعدة، إلا أن أبرزها بإطلاق كان العامل الأول (التشيّع السياسي)، حيث هو القاسم المشترك الأبرز لكل فصائل التشيع ومذاهبه، المغالية منها وما توصف بالاعتدال، لأن الاعتقاد لدى الجميع أن ثمة حقًا إلهيًا، وامتيازًا ربانيًا، لسلالة النبي وذريته-وهي ذرية الحسن والحسين من فاطمة بالنسبة للزيدية الهادوية والحوثية تبع لهم في ذلك- وثمة عامل خارجي يتمثل في استيراد الصرخة الحوثية الإيرانية الشهيرة المنادية بالموت لأمريكا وإسرائيل.
10 - تؤكّد كل الشواهد أنه لابد من التمييز عن علاقة مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي من الاثنى عشرية بين مرحلة الحركة في حياة الرجل وقيادته وبين المرحلة التالية لرحيله، حيث خلصت الدراسة إلى أنه لم يكن مع محاولات إحلال المذهب الاثنى عشري في اليمن، بل كان واقفًا في وجه هذا الاتجاه بقوة، مع إعجابه المفرط بالخميني وثورته وحزب الله وقيادته، وربما تلقيه دعمًا مختلفًا من أطراف خارجية على صلة بالاثنى عشرية، وذلك على خلاف المرحلة التالية لرحيله، حيث دخلت الاثنى عشرية في التكوين الحوثي لدى بعض عناصره وتماهت العلاقة بين الاتجاهين، إلى حدّ يصعب معه التمييز بينهما أحيانًا لدى بعضهم.
11-توزّعت خصومات الحوثيين بين زيدية رمزهم محمد عبد العظيم الحوثي، وبعض المكونات القبلية، ورمزها قبيلة حاشد، بزعامة الشيخ صادق الأحمر، وفرقاء العمل السياسي، ونموذجهم الإصلاح، وخصوم مذهبيين ونموذجهم سلفية دمّاج، ورموز عسكريين.
12-توزعت تحالفات الحوثيين بين تحالفات داخلية وأخرى خارجية، أما الداخلية فيمثلها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجناحه في المؤتمر الشعبي العام، وفقًا لجملة شواهد، ومن أبرزها دعم الحوثيين له في محطات المفصلية منذ زمن الحروب الستة، وذلك كالانتخابات الرئاسية في 2006م، حيث حصل في محافظة صعده في أجواء الحرب الثالثة معهم على95 % من الأصوات. ثم تصريحات عبده الجندي الناطق باسم حزب المؤتمر، ومحمد عبد السلام الناطق باسم جماعة الحوثي المؤكدة لذلك التحالف، هذا مع ما لوحظ من تناغم إعلامي بين الآلتين الإعلاميتين للطرفين، وثبوت تسجيل صوتي بين الرئيس السابق وأحد قيادات الحوثيين، ومن تنسيق لافت في المواقف الكلية. ثم حدث الإقرار العلني من طرف الرئيس السابق عقب ما عرف بعاصفة الحزم التي انطلقت في 26/3/2015م، وآخرها إعلان ما سمّي بـ(المجلس السياسي الأعلى) بين الطرفين. أما التحالف الخارجي فيتمثل في التحالف مع طهران، ومن شواهد ذلك ثبوت صفقة الأسلحة الإيرانية المعروفة بجيهان (1) وجيهان (2)، وغيرها لاحقًا، ثم ضبط شبكات خلايا التجسس الإيرانية، ومحاصرة مقرّ الأمن القومي بصنعاء، لإطلاق سراح المحتجزين الإيرانيين بعد سقوط صنعاء. ثم تصريحات كبار الساسة الإيرانيين بقيام علاقة خاصة بين الطرفين، وتسجيلات بالصوت والصورة في اليمن، لبعض العناصر العسكرية اللبنانية التابعة لحزب الله، التابع بدوره لإيران، واعترافها بعد ذلك بما سمي بـ(المجلس السياسي الأعلى) تؤكّد أنها تقوم بعمليات تصفها بالاستشهادية، ومنها عمليات بقلب الرياض، ثم تصريحات ساسة يمنيين (محايدين) أمثال أحمد صالح الفقيه الأمين العام للحزب الديمقراطي اليمني، وعبد الكريم الإرياني الأمين العام (السابق) للمؤتمر الشعبي العام، وأنيس حسن يحيى عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.
13-تتضافر عدد من الشواهد لتتجه نحو قيام علاقة إيجابية بين الحوثيين والإدارة الأمريكية رغم رفع الأولى شعار الموت لأمريكا وإسرائيل. ومن أبرز تلك الشواهد تصريحات السفير الأمريكي السابق بصنعاء جيرالد فاير ستاين، التي تقلّل من خطورة الحركة الحوثية على المصالح الأمريكية وتبرّر عدم إدراجها في قائمة المنظمات الإرهابية، لكون الأمريكيين معنيين بالأفعال لا الأقوال، كما أن تصريحات نائب السفير الأمريكي السابق نبيل خوري، أثناء جولات بعض الحروب مع الحوثيين نادت بالحوار معهم لا الحرب عليهم، ثم هنالك مفاوضات سرية وعلنية مع شخصيات رسمية أمريكية، كتلك التي دامت أسابيع في العاصمة العُمانية مسقط، تجمع الحوثيين مع الأمريكيين، ثم تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق في 9/4/2016م في سياق تبريره للحوثيين تلكؤهم في تنفيذ الهدنة التي أعلنها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بدءًا من منتصف ليلة 10/4/2016م.
14-أكّدت الدراسة أن سيناريو إسقاط حاشد ثمّ عمران ثم صنعاء وبقية المحافظات تم بدعم عسكري مباشر من قبل القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
15-خلصت الدراسة إلى أن هناك تزايدًا ملحوظًا في درجة الرفض الشعبي للحركة الحوثية بسبب مسلك الحركة العنيف في التعامل مع خصومها الفعليين أو المفترضين، سواء في القضاء عليهم، أو تشريدهم وملاحقتهم وطردهم من وظائفهم، أو بتفجير منازلهم. وتزايد ذلك منذ إسقاط صنعاء، وشهد اتجاه العنف على أئمة المساجد وخطبائها تزايدًا ملحوظًا، وتعرّض العديد منهم من مختلف المحافظات ولاسيما أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء إلى الاختطاف، والملاحقة والتشريد، بل بلغ الأمر حدّ قتل بعضهم وسحله أمام أهله وأولاده، كما حدث مع نجيب شحرة في مدينة إب، وإحلال عناصر حوثية بالقوة بديلاً عنهم.
17- سيطرة الحوثيين العسكرية والأمنية بالقوة، مع استغلالها البُعد المذهبي والمناطقي، كأداة من أدوات تلك السيطرة في بعض المحافظات ، تسببت في وقوع جملة من التداعيات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والنفسة والأكاديمية والإعلامية، ومن أبرزها شرعنة الانقلابات العسكرية، وتحويل سياسة القوة إلى أمر واقع مطبّع مقبول، مما يدفع كل جماعة عنف عسكرية متغلبة كالقاعدة أو داعش أو سواهما للاعتقاد أنّ امتلاك أيّ منها القوة والغلبة وحدهما كافيًا للاعتراف بها سلطة أمر واقع، وأسهمت في ذلك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بإصرارهما على فرض شراكة مع حركة مسلّحة رفضت التخلّي عن سلاحها، وكان التواطؤ معها في ذلك واضحًا، كما أن من أبرز التداعيات العسكرية لسياسة الحوثيين إحياء منظمة القاعدة، بمنحها مبرّرًا للوجود، بدعوى الدفاع عن (أهل السنة)، في وجه ما تصفه بـ( الغزو والتمدّد الرافضي المجوسي للحوثيين)، غير أنه لوحظ أن ظهور القاعدة وشعارها في مقاومة المد (الرافضي) اقتصر على مرحلة البداية عند اقتحام الحوثيين المحافظات، أما بعد سيطرتهم ، فقد غابت القاعدة عن المشهد تمامًا، ولم يعد نشاطها إلى الحضور إلا عقب انتصار المقاومة والجيش الوطني في أواخر رمضان 1437هـ -يوليو 2015م، بتحرير محافظة عدن، ثم بقية محافظات الجنوب، في محاولة منها لإعاقة الدولة الشرعية عن إحلال الأمن والاستقرار في المحافظات المحرّرة هناك، حيث قامت بعمليات اغتيالات وتفجيرات ومذابح واسعة النطاق، بغية إفشال جهود الدولة تلك، وبقاء حالة الفوضى.
18- على صعيد التداعيات السياسية، فإنها بلغت ذروتها باستقالة حكومة الكفاءات برئاسة خالد بحّاح، ثم رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، في 22/1/2015م - قبل عدولهما عن ذلك لاحقًا- ثم قيام الحوثيين بما وصفوه بالإعلان الدستوري في 6/2/2015م، وما جرّ إليه من فشل كل الحوارات السياسية التي أجرتها المكونات السياسية مع الحوثيين بسبب إصرار الأخيرين على فرض إملاءاتها، وتطبيعًا لأمر واقع فرضته غطرسة القوة، ثم إعلان كثير من المحافظات رفضها تلقي أوامرها من صنعاء بوصفها عاصمة محتلة من قبل الحوثيين، وهو ما عززه رئيس الجمهورية هادي بتأكيد ذلك الوصف في 3/3/2015م. وكان لإعلان ما سمّي بـ(المجلس السياسي الأعلى) في 28/7/2016م دوره السلبي في الحيلولة دون إنجاح محادثات الكويت.
19- حدثت تداعيات اقتصادية كبرى يصعب حصرها بدقة، نظرًا لاستمرار الحرب من ناحية وإصرار الحوثيين وحليفهم صالح على فرض سيطرتهم على العاصمة والمحافظات الواقعة في قبضتهما، وما استتبع من تداعيات أهمها ماله صلة بموارد الدولة بدءًا من مقاطعة دول الخليج لليمن بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة، وانهيار معظم شركات القطاع الخاص، وتسريح الآلاف من موظفيها، وفي ظل مقاطعة العديد من شركات الطيران القيام برحلات إلى صنعاء، و اغلاق مكاتبها بالكامل، لاسيما عقب إعلان عاصفة الحزم انطلاقتها في 26/3/2015م، وانسحاب كل السفارات الأجنبية، عدا السفارتين الروسية والإيرانية، لكن الأولى اضطرت لإجلاء موظفيها بعد أشهر من محاولتها البقاء، وكانت بعض السفارات نقلت أنشطتها إلى عدن بداية الأمر وذلك عقب تمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي، من الفرار من صنعاء يوم 21/2/2015م، قبل أن يسقط الحوثيون عدن وسواها من المحافظات الجنوبية. ثم تأزمت الأوضاع الاقتصادية أكبر، وتراجع سعر الصرف على نحو غير مسبوق، فقامت الحكومة بدعوة الجهات الاقتصادية الدولية إلى الامتناع عن التعامل مع البنك المركزي بصنعاء، ودعوتها إلى نقله إلى عدن، وقيام بعض المحافظات برفض التعامل معه فعليًا، وهو ما قاد إلى مزيد من الأزمة الخانقة بلغت حدّ العجز الفعلي للحوثيين وحليفهم صالح عن تسليم مرتبات لبعض القطاعات، لاسيما في الجيش والأمن بدءًا من شهر أغسطس 2016م، ثم انتقل من الشهر التالي إلى القطاع المدني ودار العام والوضع على حاله في الانقطاع المستمر للمرتبات، سواء لدى الحوثيين وحليفهم صالح أو ما عرف بـ(حكومة ابن حبتور) أم لدى الشرعية وما عُرف بحكومة (ابن دغر)، مع التراجع الاقتصادي والمعيشي الشامل في الجهتين، إلا من ترقيعات وصفها خبراء ومتابعون بـ(الوهمية) تشهد على تفاقم الأزمة من مختلف جوانبها.
20-بلغت التداعيات الصحية أرقامًا مفزعة، سواء في أعداد الضحايا، أم الجرحى، أم سوء التغذية والأمراض المتفشية ولا سيما بين الأطفال.وقدرتها تصريحات بعض المسؤولين 21 بنحو مليون يمني يحتاجون للرعاية، ويمثّلون ما نسبته 82% من السكان، و19مليون يفتقرون للمياه النظيفة، وأن 6000 مستشفى توقفت عن العمل، جَرَّاء الحرب في اليمن.
ومنذ أواخر سنة 2015م، فإن هناك نحو 21.2 مليون شخص في اليمن -أو 82 % من السكان بحاجة إلى نوع من المساعدة لتلبية احتياجاتهم الأساسية-وفقًا لنشرة موجزة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)-هذا علاوة على تفشي وباء الكوليرا منذ أواخر شهر إبريل2017م.
21-وقعت تداعيات تربوية وأكاديمية ونفسية جسيمة، تعرضت لها بعض الفئات من الطلبة والمدرسين والموظفين وسواهم، ممن كان مستفيدًا في مصدر رزقه من تلك المؤسسات، جراء تعرضها للتدمير والنهب.
22-جرّت تلك الممارسات الحوثية وحليفها صالح كذلك إلى تداعيات إعلامية قادت إلى قتل بعض الإعلاميين، واختطاف بعضهم الآخر، ومداهمة مكاتب البعض ومنازلهم، وتشريد عدد كبير منهم، مع وصمهم جميعًا بتهمة (الداعشية)، ووصلت أحيانًا إلى حدّ إصدار بعض محاكم الحوثيين حكمًا بالإعدام، كما حدث مع الصحفي الحبيجي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باحث يمني
[1] يقصد بالبطنين ذرية الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب
[2] يحدد المذهب الزيدي شروط الإمامة في 14 شرطًا أهمها شرط الانتساب للبطنيين، ويعتبر هذا الشرط هو أساس المذهب الزيدي.
[3] هناك طائفة من الإسماعيلية تؤمن بغيبة الإمام.
[4] نسخ لأحاديث حسين الحوثي والتي ألقاء معظمها خلال الأعوام 2003 -2004، وقد تمت طباعتها على شكل الملازم التي توزع على طلاب الجامعات في اليمن، وقد أصبحت هذه الملازم بمثابة الإطار النظري للحركة الحوثية.
[5] في مقابلة شهيرة لبدر الدين الحوثي مع صحيفة الوسط اليمنية أجريت في 9 -8-2004 أنكر فيها أن يكون ابنه قد أدعى الإمامة، وتجنب الحديث عن احتكار الحكم للبطنيين وقال بجواز أن يحكم غيرهم. نص المقابلة في موقع الوسط http://www.alwasat-ye.net/?ac=3&no=32290
[6] رسالة عبدالملك الحوثي للرئيس السابق صالح والذي قال فيها " نكتب إلى فخامتكم هذه الرسالة للتأكيد على ما أكدنا عليه مرارًا من أنا لسنا ضد النظام الجمهوري ولا ضدك وأنا لا نسعى أبدًا إلى فرض الإمامة كما يشيعونه عنا" موقع صحيفة الوسط http://www.alwasat-ye.net/?ac=3&no=33490
[7] مبدأ شيعي يقول بجواز إظهار شيء واستبطان شيء آخر في حالة الاضطرار وتفاديا لقمع السلطات.
[8] الصفحة الرابعة من الوثيقة https://dl.dropboxusercontent.com/u/24926962/zaidi.pdf
[9] الصفحة الثانية من الوثيقة (المرجع السابق)
[10] الصفحة الرابعة من الوثيقة (المرجع السابق)
[11] أطلق على هذه الحملة بالحرب الأولى وقد بدأت في يونيو 2004 واستمرت حتى سبتمبر من نفس العام. أنظر نزاع صعدة. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9_%D8%B5%D8%B9%D8%AF%D8%A9
[12] تم إلغاء المعاهد في 2001 وتم دمجها بالتعليم العام، أنظر http://www.almoslim.net/node/85325
[13] خلال السبعينات والثمانينات شهدت اليمن حركات سياسية نشطة كان من أهمها الشيوعيين المدعومين من حكومة الجنوب، والبعثيين المدعومين من العراق وسوريا والناصريين المدعومين من ليبيا.
[14] يصلي أتباع المذهب الزيدي والسني في نفس المسجد، ويصلي السنة خلف إمام زيدي والعكس.
[15] بعد ثورة سبتمبر أستمر سكان المنطقة الزيدية بالهيمنة على السلطة في اليمن، فجميع رؤساء الجمهورية في الشمال قبل الوحدة، وصالح بعدها ينتمون للمنطقة الزيدية، إلا أن كلهم باستثناء الرئيس السلال كانوا قد أصبحوا سنة.
[16] يسمى هؤلاء بالسادة، وفي بعض المناطق بالإشراف، وينقسمون إلى زيود وسنة.
[17] كان المذهب الزيدي ينتشر في مناطق الهضبة العليا من اليمن الشمالي السابق، والتي تمتد من حدود السعودية شمالا إلى جبل سمارة جنوبًا والذي يقع على بعد 130 كم جنوب العاصمة صنعاء.
[18] أُطلق على المواجهات العسكرية التي حدثت بين القوات الحكومية والحوثيين (2010:2004) بالحروب الست.
[19] ينتمي علي محسن الأحمر إلى قبيلة الرئيس السابق صالح، وإلى قرية بيت الأحمر التي تسمى بها، وكان يعد بمثابة الرجل الثاني في الدولة بعد صالح حتى صعود نجم نجل صالح أحمد، والذي بدأ في إزاحة الأحمر عن هذا الموقع.
[20] شيخ مشايخ قبائل حاشد والتي تعد من أهم القبائل اليمنية.
[21] لا تتوفر حتى الآن أي أدلة قاطعة للتفاهمات بين هادي والحوثي، إلا أن هناك الكثير من القرائن التي تؤكدها، أهمها زيارة هادي لمدينة عمران بعد سيطرة الحوثيين عليها وتحييده لقوات الجيش والأمن خلال تمدد الحوثيين.
[22] أسس الشيخ مقبل الوادعي في بداية الثمانينات من القرن العشرين مركز دار الحديث في بلدة دماج التي تقع في جنوب شرق مدينة صعدة، وقد أصبح هذا المركز من أهم مراكز السلفية في اليمن حتى تم إخراج السلفيين منها وتدمير بعض المباني التابعة للمركز على يد الحوثيين في بداية 2014. أنظر.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AC#.D8.AF.D8.A7.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D8.AD.D8.AF.D9.8A.D8.AB_.D8.A8.D8.AF.D9.85.D8.A7.D8.AC
[23] عام الحوثيين في اليمن، الجزيرة نت.
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/12/26/2014-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86
[24] المرجع السابق.
[25] قال الرئيس هادي بأن عمران عادت إلى حضن الدولة، رغم انها كانت قد سقطت بيد الحوثيين، أنظر.
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/07/140723_yemen_hadi_omran_visit
[26] رفعت الأسعار بنسبة عالية، وبأكثر مما كان متوقع، للمزيد انظر
http://www.skynewsarabia.com/web/article/677873/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%94%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D9%8A%D8%A9
[27] بعد التوقيع على المبادرة الخليجية تولت عدد من الدول عبر سفرائها في صنعاء الإشراف على تنفيذها، وقد سميت هذه الدول بالراعية للاتفاقية، وتشمل هذه الدول كلا من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون باستثناء قطر.
[28] صرح أحد المسؤولين اليمنيين في جلسة مغلقة لندوة عقدت في الدوحة في إبريل 2015 - شارك فيها الباحث - بأن السعودية عرضت على الرئيس هادي استخدام القوات الجوية السعودية للضغط على الحوثيين لإنهاء الحصار عن صنعاء إلا أنه رفض ذلك.
[29] أنظر سلسلة مقالات للكاتب اليمني مروان الغفوري تحت أسم ليلة سقوط الجمهورية.
https://www.facebook.com/alghafory/posts/10152884540309047
[30] أنظر المرجع السابق
[31] أخبر الباحث أحد قادة حزب الإصلاح بأن محافظ محافظة الحديدة صخر الوجيه، والذي عزله الحوثيون، لم يتمكن من التواصل مع الرئيس هادي ليخبره بكيفية التعامل مع القوة الصغيرة التي كانت تحاصر مقره، وعندما تواصل مع مكتب وزير الدفاع تم إبلاغه بأن لا يقاومهم.
[32] يشغل الأحمر منذ ابريل 2016 منصب نائبا للرئيس هادي.
[33] بعد خروج صالح من السلطة تحدث الكثير من القادة العسكريين والسياسيين عن أن صالح كان يوقف الحرب في وضع كان الحوثيون في وضع عسكري صعب، وأنه بذلك الأمر كان يحرم القوات العسكرية من إلحاق الهزيمة بالحوثيين.
[34] خلال الاعتصام الشهير فيما سمي بساحة التغيير في صنعاء أسس الحوثيون ما يمكن اعتباره جناح خاص بهم داخل هذه الساحة سمي بساحة شباب الصمود، وقد استقطبوا من خلال تواجدهم في الساحة جزء من المحتجين وبالذات المناوئين لحزب الإصلاح بجناحيه العسكري الممثل بعلي محسن الأحمر والقبائل الممثل بالشيخ حميد الأحمر، وقد استمر تواجد أنصار الحوثيين في الساحة حتى بعد أن غادرتها القوى الأخرى.
[35] تم تعيين فارس مناع، أحد كبار تجار الأسلحة في اليمن، محافظًا لصعدة، في شهر مارس 2011، بإيعاز من الحوثيين وموافقة من القوى الثائرة على الرئيس السابق صالح. أنظر موقع المصدر اونلاين.
http://almasdaronline.com/article/17844
[36] هناك الكثير من الشهادات لضباط في القوات المسلحة أفادت بأنهم أبلغوا من قبل وزير دفاع هادي بأن لا يقاتلوا الحوثيين ويسمحوا لهم بالسيطرة على المعسكرات التابعة لهم ونهب الأسلحة والمعدات. وقد ذكر الكاتب مروان الغفوري الكثير منها في سلسلة كتاباته "ليلة سقوط الجمهورية". مرجع سابق
[37] حسب روايات متعددة سمعها الكاتب من قيادات تابعة لحزب الإصلاح فإن الرئيس هادي مارس عليهم الكثير من الخدع، ولم يف بالتعهدات التي قطعها لهم بمواجهة الحوثيين، وعدم السماح لهم بالدخول إلى صنعاء.
[38] في قرارات من قبل اللجنة الثورية العليا تم ترقية عدد كبير من الحوثيين من رتب دنيا إلى أعلى رتبة في وزارة الداخلية، يمكن الاطلاع على هذه الترقيات على هذا الرابط http://sjl-news.info/n/1171581/
[39] رفض المؤتمر الشعبي حليف الحوثيين الاعتراف بالإعلان الدستوري، وهو الأمر الذي حال دون استكمال الحوثيين تنفيذ ما ورد في الإعلان.
[40] لا يعرف بالضبط حجم الهاشميين في اليمن، غير أن الانطباع العام يوحي بأنهم لا يتجاوزوا مئات الآلاف.