array(1) { [0]=> object(stdClass)#13382 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

460 شهيدة و900 فلسطينية معتقلة خلال انتفاضة الأقصى نضال المرأة الفلسطينية: الحفاظ على هوية وطن واحتضان قضية أمة

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

المرأة، هي ريح الأرض وعطرها، المرأة هي الخصب والنماء، المرأة هي القلب والحب والعطاء، المرأة إشراقة الأمل حين يضيق الكون وتكون هي الرجاء، المرأة هي الأم، والتاريخ، وذاكرة الأوطان، هي أنا وأنت وأنتن وهن، وهي الحاضر بكل قساوته، ومرارته، ولحظات الأمل وهي الحلم، الذي نعيشه في كل لحظة، في انتظار إشراقه شمس جديدة تضيء المكان.

إذا كانت هذه هي المرأة بصفة عامة، فالمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص هي التي حملت تاريخها على ظهرها، حملاً ثقيلاً، ورحلت تجوب العالم لتعرض قضيتها، لتحافظ على حضارة تريد الآلة الصهيونية أن تدهسها وتمحوها من الذاكرة، وتحمل مجدًا تليدًا، وتنثر في كل لحظة وفي كل مكان رسالة سلام، رسالة حب تبعث أملاً لإعادة وطنًا سليبًا وقع أسيرًا تحت براثن عدو غاشم.

المرأة الفلسطينية تتميز بخصوصية مستمدة من خصوصية قضيتها الوطنية التي شكلت حياتها، وأثرت على مسيرة نضالها. حيث خاضت المرأة الفلسطينية غمار الحياة مبكرًا وشاركت الرجل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وانخرطت في صفوف الأحزاب والقوى الوطنية وسجلت أروع الصفحات وألمعها في تاريخ الثورة الفلسطينية منذ بدايتها وحتى الآن.

بدأت المرأة الفلسطينية الدخول في الحياة السياسية عام 1893م، بقيامها بأول مظاهرة احتجاج ضد الاستيطان اليهودي في فلسطين بسبب إقامة أول مستوطنة يهودية في قرية العفولة الفلسطينية، ومن هنا بدأت المرأة الدخول في الحياة السياسية كنتيجة للأوضاع التي تمر بها فلسطين. ثم جاء بعد ذلك دورها البارز في ثورة البراق عام 1929م، إضافة إلى تأسيس الاتحاد النسائي العربي في القدس، الذي كان له دور هام في " ثورة البراق"، وكان الهدف من إنشاء هذا الاتحاد هو" مناهضة الاستعمار البريطاني والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني"، إلى جانب القيام بأنشطة أخرى مثل إنشاء  لجنة الإسعافات الأولية لتقديم الخدمات للثوار الفلسطينيين ضد اليهود، وإنشاء مستوصف لعلاج الفقراء، بالإضافة إلى دوره في نشر القضية الفلسطينية  والتعريف بها في الداخل والخارج، ونظم الاتحاد مسيرة صامتة للسيدات عام 1933م، انطلقت من مقر (اللجنة التنفيذية للسيدات العربيات) مرورًا بشوارع القدس، إلى أن وصلت مسجد عمر بن الخطاب حيث وقفت سيدة مسيحية لأول مرة في التاريخ، على منبر عمر بن الخطاب، وألقت خطبة، وصفت فيها الانتداب بالاستعمار، للمرة الأولى كما ربطت بين موقف الاستعمار البريطاني، والأهداف الصهيونية، وأشارت إلى عدم جدوى إرسال برقيات الاحتجاج إلى السلطات البريطانية، وأكدت أنه لا يمكن الحصول على الاستقلال إلا بكفاح الأمة، وضرورة الاستفادة من دروس التاريخ. ثم أكملت المظاهرة طريقها، إلى أن وصلت القبر المقدس بالقدس، حيث احتشد الآلاف من المسيحيين ممن كانوا يحجون للأراضي المقدسة، وألقت طرب عبد الهادي خطبة أمام ما يعتبروه قبر المسيح، وشنت هجومًا على السياسة البريطانية، المتحيزة لليهود والتي سمحت لهم بالهجرة من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين.

كما اتخذت المرأة الفلسطينية، مواقف أكثر جرأة، فشاركت في الكفاح المسلح، وقدمت التضحيات ففي المعركة التي دارت، في وادي غزوان بالضفة الغربية بين الثوار الفلسطينيين والقوات البريطانية عام1936م، سقطت أول شهيدة فلسطينية وهي الشهيدة فاطمة غزال، حيث تم قنصها من القوات البريطانية أثناء تأديتها لواجبها الوطني.

في الفترة 1939 إلى 1947م، كان للمرأة الفلسطينية دور هام في الحياة السياسية، والعسكرية، من خلال مشاركتها في الأحداث التي حدثت بين العرب واليهود خاصة بعد قرار تقسيم فلسطين. وقد كانت المرأة الفلسطينية حلقة الوصل بين الثوار، وفي خلال هذه الفترة ظهرت بعض الجمعيات، والاتحادات النسوية، بجانب مشاركة بعض من القيادات النسوية مثل سميحة خليل ويسرا البربري من أجل تحرير فلسطين.

بدأ نشاط تنظيم "زهرة الأقحوان" في عام النكبة 1948م، الذي تم تأسيسه على يد الأختين مهيبة وناريمان خورشيد، وقد كان نشاط هذا التنظيم يعتمد على النشاط الخيري في بداية الأمر، ثم تحول بعد ذلك إلى نشاط عسكري نتيجة استشهاد طفل فلسطيني على يد جندي بريطاني. وقد كان ظهور نشاط " زهرة الأقحوان" في يافا أكثر من أي مكان آخر بسبب الاشتباكات الدائمة بين سكان يافا العرب، مستوطني تل أبيب و اليهود. وظهر خلال هذه الفترة استشهاد العديد من النساء لعل أشهرهن المناضلة حياة البليسي.

كانت نكسة 1967م، وضياع الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ووقوعهم تحت الاحتلال الصهيوني سببًا في حدوث تغير كبير في نضال المرأة الفلسطينية. حيث خرجت المرأة الفلسطينية من دائرة المؤسسات، والجمعيات الخيرية إلى دائرة النضال الوطني الذي وصل إلى قمة نشاطه في تلك الفترة. وبدأت المرأة الفلسطينية تنضم إلى العمل المسلح والحركات الفدائية في فلسطين، مثل المناضلة عايدة سعد، والتي قامت بإلقاء قنبلة ضد الآليات الإسرائيلية الموجودة أمام مركز الشجاعية 1967م، في قطاع غزة، وفاطمة برناوي، التي اعتقلت بعد تفجيرها لقنبلة في سينما "صهيون"، وليلى خالد التي قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية من أجل إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، وشهيدة حرب الأيام الستة شادية أبو غزالة التي استشهدت أثناء إعدادها لمتفجرة في تل أبيب في عام 1968م، والشهيدة دلال المغربي قائدة المجموعة الفدائية، التي قامت بتفجير حافلة إسرائيلية عسكرية، وقتل جنود إسرائيليين بداخلها وخارجها، والمناضلة فتحية عوض الحوراني التي داست الدبابات الإسرائيلية جسدها عام 1974م، وصولاً إلى تغريد البطمة التي استشهدت في عام 1980م، بجانب وجود الكثير من المناضلات الفلسطينيات اللاتي ضربن المثل والقدوة في النضال من أجل تحرير الوطن.

لعبت المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى دورًا بارزًا في الدور السياسي والاجتماعي والدور التنظيمي والنقابي، فقد قامت بإفشال خطة الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار الاقتصادي على القرى والمخيمات؛ حيث كانت تقوم بإدخال كميات كبيرة من المواد الغذائية في التفاف وتحدٍ للحصار، من أجل توفير الطعام للثوار لمساعدتهم بالاستمرار في النضال الوطني، بجانب استخدام المرأة الفلسطينية للتعليم المنزلي، من أجل استكمال تعليم الأطفال الصغار، وجعل العلم كسلاح في وجه الاحتلال بجانب تقديمها للمساعدات الصحية.

ساعدت المرأة على تحرير العديد من شباب وأبطال الانتفاضة وإنقاذ أعداد كبيرة من الثوار، وتأمين خروجهم وتوفير أماكن لهم داخل البيوت أو الحقول بالإضافة إلى خروج المرأة الفلسطينية للشارع من أجل المشاركة في الاعتصامات والمظاهرات ومقاومتها لقوات الاحتلال، وتقديمها لفلذات أكبادها من أجل تحرير الوطن، بجانب دورها في التوعية بأهمية دورها في المشاركة في الانتفاضة، وبسبب مشاركة المرأة الفعالة صرحت الإدارة الإسرائيلية بقولها " إن الحرب هي الحرب وإن للنساء الفلسطينيات دورًا فعالاً في الانتفاضة لذلك لابد من اعتقالهن وتعذيبهن إذا لزم الأمر" وخلال الانتفاضة الأولى وبالتحديد في عام 1987م، حدثت أكبر عملية اعتقالات بحق النساء الفلسطينيات وصلت  إلى 3000 أسيرة فلسطينية.

ساهمت المرأة الفلسطينية في تشكيل العديد من اللجان في جميع أنحاء فلسطين بهدف تجميع أكبر عدد من النساء المشاركات في نشاطات اللجان المختلفة، من أجل مقاومة الاحتلال بالإضافة لتنظيمها لحملة مقاطعة للبضائع الإسرائيلية بدوره استخدم الاحتلال سياسة التعتيم الإعلامي لدور المرأة في القضية الفلسطينية.

شهدت الانتفاضة الثانية مشاركة للمرأة في العمليات الفدائية منهم الشهيدة وفاء إدريس أولى الفدائيات في انتفاضة الأقصى بعد قيامها بعملية استشهادية في عام 2000م، وآيات الأخرس التي قامت بعملية استشهادية في متجر بالقدس الغربية 2002م، وقد بلغ عدد النساء اللاتي استشهدن خلال انتفاضة الأقصى 460 امرأة، وعدد حالات الاعتقال تقريبًا 900 امرأة.

ثم عادت المرأة الفلسطينية بانتفاضة السكاكين بالمشاركة في النضال الوطني، ولعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة بأن تنقل صور الفتيات الملثمات في مواجهة قوات الاحتلال؛ وهن يرشقن الجنود بالحجارة دون خوف، حتى لو كان الثمن حياتهن، ولعل من أشهر  الفلسطينيات اللاتي تحولن إلى رمز وقدوة في هذه الانتفاضة هي الطالبة داليا نصار، التي أصابها جنود الاحتلال برصاصة، وأصبح إخراج الرصاصة يمثل خطرًا على حياتها، وهي تعيش الآن وداخلها رصاصة وما زالت الانتفاضة في فلسطين مستمرة حتى الأحداث الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى.

المرأة والأقصى

المرابطات أمهاتنا أخواتنا خالاتنا عماتنا بناتنا إنهن الشرف والكبرياء والشموخ. إنهن منحة إلهية، وعطاء إنساني، وهن في حالة تغذية دائمًا للأبناء ليمارسوا دورهم النضالي الجهادي في مواجهة الطغمة العسكرية.

المرابطات، المهمة الدينية والعقيدة والتمسك بالرسالة السماوية في الدفاع عن القدس إنها البطولة، فمنهن من استشهد ومن جرح ومن أسر في سجون الاحتلال. وهل هناك ما هو أشرف من تلبية نداء الوطن، وأي نداء، إنه نداء الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك. فكان ولايزال وسوف يستمر دور المرابطات أساسي ومهم في مواجهة كل الذين يحاولون السطو على مقدساتنا. وكم حاول العدو الصهيوني وبكل وسائله التكنولوجية والإعلامية أن يصد المرابطات عن أداء واجبهن ولكنهم عبثًا يحاولون أمام تصميم المرابطات والمرابطين جعل العدو يتراجع.

وبتواصلي مع عدد كبير من المرابطات الصابرات الصامدات على أبواب المسجد الأقصى وفي شوارع القدس وهن يفترشن الأرض ويلتحفن السماء ليل نهار في مواجهة التهديد والوعيد من جيش الاحتلال الفاشي. كنت ألتمس بالحديث معهن الروح الإيمانية، والحالة المعنوية العالية والتصميم والعناد والصمود والتحدي والأمل بالمستقبل الزاهر في التخلص من هؤلاء القتلة.

المرابطات يرسخن الصمود والأمل والتحدي لحماية المسجد الأقصى لمقدساتنا لوطننا فلسطين.  فلسطين لهن أرض مباركة مقدسة، ممزوجة بدماء الأجداد والآباء والأبناء، و أرض الإسراء والمعراج، وقد أخدت مكانتها من الإرث الديني الذي تحفل به , فيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فقد جعله الله توأمًا لشقيقه المسجد الحرام بمكة المكرمة: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(الإسراء:1)، ففلسطين أرض النبوات، وتاريخها مرتبط بسير الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام ؛ فما من الوطن بد، وما للإنسان عنه من غنى، في ظله يأتلف الناس، وعلى أرضه يعيش الفكر، وفي حماه تتجمع أسباب الحياة، وعند دراستنا للأحاديث الشريفة نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أثنى على المرابطين المقيمين في بيت المقدس، وأن منهم الطائفة المنصورة إن شاء الله، فبيت المقدس سيبقى إن شاء الله حصنًا للإسلام إلى يوم القيامة على الرغم من المحن التي تعصف بالأمة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم : ( لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا : وأين هم ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)(1)

من نماذج المرأة المقدسية يبرز اسم أم كامل الكرد نموذج من النماذج المشرفة للمرأة الفلسطينية المقدسية المرابطة المتمسكة بأرضها، المدافعة عن عقيدتها وحقوقها، رغم كل وسائل الترغيب والترهيب. لقد رفضت أم كامل الكرد كمثلها من المقدسيات كل الإغراءات المالية التي تقدر بملايين من الدولارات، كما رفضت كل التهديدات والاعتداءات وبقيت متمسكة ببيتها وبحقها، مرابطة في مدينتها المقدسة التي أحبتها وضحت من أجلها.

فقد اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حي الشيخ جراح بمدينة القدس، وأخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة، وتحت تهديد السلاح عائلة الكرد من منزلها، حيث أخلت رب العائلة المسن والمقعد (أبو كامل الكرد) وزوجته (أم كامل الكرد) وأبناءه، واستقرت فيه وأعلنت الحي منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت المواطنين من الاقتراب أو الوصول إلى منطقة المنزل، ووجدت العائلة نفسها لاجئة على بعد نصف متر من بيتها.

أقامت العائلة بمعونة الأهالي خيمة اعتصام تقع على مدخل الحي، لتكون تلك الخيمة علامة على انتهاكات الاحتلال الجسيمة في حق المدنيين، سرعان ما أقدم على هدمها مرتين بحجة أنها بنيت من دون ترخيص. وتعرضت خيمة الصمود لاقتحامات متكررة من قبل جنود الاحتلال لهدم الخيمة، ولكن إصرار أم كامل على إعادة بنائها لم يتوقف، لترفع يديها إلى السماء قائلة (حسبي الله ونعم الوكيل).

كما تم محاولة نقل أبو كامل الكرد إلى مستشفى المقاصد بالقدس وذلك بعد تعرضه للاعتداء من قبل أفراد الشرطة الإسرائيلية، وقامت القوات الإسرائيلية، بعد إخراجه من بيته عنوة بمنع سيارة الإسعاف من الوصول إليه، وبقي في العراء لمدة ساعة، نقل بعد ذلك للمستشفى في وضع صحي صعب، وقد انتقل أبو كامل الكرد إلى رحمة الله فور وصوله للمستشفى.

وبقيت أم كامل الكرد المرأة الفلسطينية المرابطة في خيمة الاعتصام كالطود الأشم، لم تهزها العواصف الهوجاء ولا الرياح العاتية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وقفت تقول للمتضامنين (لن نرحل وسنبقى هنا، نحمي القدس والأقصى) ، بهذه الكلمات رسمت أم كامل الكرد حكاية صمود من نوع آخر، وسط تهديدات إسرائيلية بفرض غرامات باهظة الثمن عليها، على إثر إقامتها خيمة بلا ترخيص حسب ما تدعيه قوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة.

أم كامل الكرد اللاجئة الفلسطينية التي هُجَرَت من بلدتها ولجأت إلى حي الشيخ جراح بالمدينة المقدسة، أصبحت هاجسًا مقلقًا لإسرائيل بعد قيامها بنصب خيمة اعتصام لها على قطعة أرض مطلة على منزلها في الحي، وأطلقت عليها اسم (خيمة الصمود).

إن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء عائلة الكرد وطردها من منزلها في حي الشيخ جراح بالقدس بالقوة العسكرية هو عمل إجرامي يهدف إلى السيطرة على هذا البيت والبيوت الأخرى المجاورة من أجل تهويد المدينة المقدسة، حيث تتعرض هذه العائلة وعائلات آخرى كثيرة لاعتداءات المستوطنين منذ سنوات عديدة من أجل إجبارها على الرحيل من منزلها، وهذا العمل العدواني يندرج تحت مخطط سياسة تهويد القدس والتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل لطرد الفلسطينيين المقدسيين من مدينتهم.

تسعى حكومة الاحتلال إلى تهويد القدس قدر الإمكان من ناحية التاريخ والسكان والحكم ونزع الهوية العربية الإسلامية منها. تقوم بتهويدها بعدة طرق منها هدم المنازل في مدينة القدس. وطرد أهلها كما تسعى إلى بناء المستوطنات في شرقي القدس وتشجيع الهجرة إليها. كما تقوم بمصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين وسحب الهويات منهم. وضم معالم إسلامية إلى قائمة التراث اليهودي كما تعمل حكومة الاحتلال لتوسيع حدود بلدية القدس لتضم تمركزات يهودية ومستوطنات غير قانونية لتزيد نسبة السكان اليهود. وبناء الجدار العازل وعزل قرى عربية عن بعضها البعض وتصعيب المعيشة على الفلسطينيين. وتزوير التراث الحضاري في القدس من خلال تزوير أسماء المدن والقرى العربية بترجمة الاسم إلى العبرية، وهو ما يمكن تسميته التزوير للمعالم الأثرية. وحفريات وأنفاق تحت وقرب المسجد الأقصى ووضع المواد الكيماوية على أساسيات المسجد تمهيدًا لانهياره.

المرأة الفلسطينية، امرأة طوت في جعبتها، كل سبل الحياة، وهابها، أحيانًا، الموت، اختصر بين كفيها الكون تعيش، وتموت في ثوب البطولة، ولكنها تبقى رمزَا للفداء، والصبر، والصمود والتحدي.

تارة نجدها الأم التي تحث أبناءها على الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي وتزويدهم بالسلاح للدفاع عن النفس وتارة أخرى نجدها الشهيدة والاستشهادية من أجل الحرية التي تقدم روحها فداءً لوطنها وتارة تدفع بأبنائها للعلم والتفوق.

المرأة الفلسطينية أسطورة النضال الوطني، والاجتماعي، والسياسي، والنموذج الفريد، الذي يحتذى من قبل نساء العالم، والتجربة القوية التي خاضتها، بنجاح، وبكل مراحلها، وعلى كافة توجهاتها. فكانت أمًا، وأختًا، وزوجة للمقاوم، وهي أم الشهيد، وزوجة المعتقل، وبنت الأسير والشهيد، وأخت المبعد خارج وطنه، بل هي الأسيرة الفولاذية، التي تحدت، وتحملت ويلات الاحتلال، من تعذيب، وإهانة. فقد تعرضت المرأة الفلسطينية، كما الرجال الفلسطينيون، إلى الاعتقال، وزج بالآلاف منهن في زنازين الاحتلال، على مدى السنين، ليتعرضن لأبشع أنواع التنكيل، والتعذيب.

تشير أعداد الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى65 أسيرة، ويعشن ظروفًا قاسية منهن أمهات، أنجبن داخل المعتقلات، أو تركن أطفالهن دون رعاية، وبعضهن طالبات ومن بينهم 19 أسيرة قاصرة، دون الثامن عشرة فيما بينهن من يعانين من أمراض خطيرة وصدرت بحقهن أحكام بالسجن الفعلي، لسنوات طوال، وصلت إلى المؤبد، لمرة واحدة، أو لعدة مرات.

لقد حاول الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود طويلة طمس جزء هام من تاريخ الشعب الفلسطيني وإيهام العالم بأن أرض فلسطين خالية من كل شيء حتى من الشخصيات الاعتبارية في المجتمع وإنها مجرد أرض خاوية.

الرموز النسائية الفلسطينية في مجالات شتى.

الدكتورة حنان عشراوي: تعد من أكثر النساء الفلسطينيات شهرةً ومدافعة قوية عن حقوق شعبها وهي ناشطة في المجتمع المدني، أسست المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار والديمقراطية "مفتاح". كما أن لها أسمًا بارزًا في الحقل الأكاديمي. كانت الناطق الرسمي باسم الوفد الفلسطيني لمحادثات السلام في مدريد وواشنطن. وتقلدت مناصب وزارية في السلطة الفلسطينية وهي عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 القاضية خلود فقيه: أول قاضية شرعية في فلسطين تحمل درجتي الحقوق الأولى والثانية من جامعة القدس، وبين العامين 2003 و2008م، عملت في مؤسسة تعنى بالدفاع عن حقوق النساء ما مكنها بعد توليها موقعها القضائي من إثبات جدارتها ونصرة النساء في العام 2009م، تم تصنيفها كواحدة من أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيرًا على مستوى العالم. وصنفتها مجلة اريبيان بزنس في 2012 و2013م، على التوالي ضمن قائمة ال 100 امرأة عربية الأقوى تأثيرًا.

 

الشاعرة فدوى طوقان: تعتبر من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين، وقد لقبت بشاعرة فلسطين، حضرت العديد من المهرجانات والمؤتمرات العربية والأجنبية. كانت عضو مجلس أمناء جامعة النجاح بنابلس. تم تناول إنتاجها الأدبي في عدة دراسات أكاديمية في عدد من الجامعات العربية والأجنبية.

الفنانة ريم البنا: مغنية وملحنة فلسطينية. كما أنها موزعة موسيقية وناشطة، هي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ. لها عدة ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني. كما أنّ لها عدة ألبومات أغاني للأطفال. ولها أيضًا العديد من المشاركات في احتفاليّات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان. يتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية.

الدكتورة ليلي غنام: تولت رئاسة مركز وطن للقيادات النسوية، في عام 2005م، ثم عُينت كمحاضر في جامعة القدس المفتوحة، في عام 2006م، وتولت إدارة ديوان وزارة الشؤون الاجتماعية لعامين من 2007 وحتى 2009م، وكانت نائب وقائم بأعمال محافظ رام الله والبيرة عام 2009م. وهي أول سيدة تتولى منصب محافظ رام الله والبيرة.

حنان الحروب: فازت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب بجائزة أفضل معلم في العالم لعام 2016م، في المسابقة التي نظمتها مؤسسة “Varkey Foundation” البريطانية. وخاضت المنافسة مع أكثر من ثمانية آلاف معلم ومعلمة من أنحاء العالم، وتُوّجت بلقب أفضل معلمة في العالم خلال حفل أقيم في إمارة دبي، بحضور رسمي دولي وعربي.

 

 وعلى مدار الزمن يبرز دور المرأة الفلسطينية المرابطة في مدينة القدس الطهُور تواصلاً مع التاريخ تكاملاً مع الرجل مع الأبناء في مواجهة الاحتلال العسكري في مواجهة الفاشية والعنصرية الصهيونية دفاعًا عن الوطن دفاعًا عن القدس.

إنهن نساء فلسطين من شعب التضحيات الجسام يزرعن الأمل بالعودة للوطن فلسطين. فلسطين حرة مستقلة.فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*باحثة في الشأن الفلسطيني

 

المراجع

  • يوم القدس الندوة الثالث عشرة نضال المرأة الفلسطينية على طريق تحرير القدس
  • فلسطينيات وجوه نسائية فلسطينية معاصرة للكاتبة امتياز النحال زعرب
  • نساء فلسطين في معترك الحياة تحرير: عبد القادر ياسين
  • إسلامية فلسطين للدكتور الشيح يوسف سلامة

269 /5 اخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (1)*

 

 

مقالات لنفس الكاتب