array(1) { [0]=> object(stdClass)#13382 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 123

على دولنا أن تعي خطورة المرحلة الحالية وتلويح الصهاينة بهدم الأقصى دول الخليج مطالبة للعودة كما كانت داعمة للقضية الفلسطينية خاصة الأقصى والقدس

الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017

سبعون عامًا تفصل بين الفلسطينيين وبين حرب النكبة عام 1948م، وسبعون شيئًا آخر بينهم وبين الخليجيين. ورغم ذلك تهزنا بين الفينة والأخرى موعظة منمقة بالصورة والخط والإخراج عبر وسائط التواصل الاجتماعي مضمونها أن رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة غولدا مائير قالت عندما تم حرق المسجد الأقصى في 22 أغسطس 1969م: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب يدخلون علينا أفواجًا من كل صوب، وعندما طلع الصباح ولم يحدث شيء، أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة». وقد تكون مائير صادقة لكن المؤكد أنه قد انتهى جيل الوعّاظ وابتدأ جيل وعّاظ في تصرفاتهم عظة. فالجميع قضيته الأولى المعلنة هي فلسطين رغم أن من معظم من يدعي ذلك لا يفرق بين المسجد الاقصى، وقبة الصخرة ذات القبة الذهبية. لقد كانت القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، ولم يكن للخليج من عدو إلا عدو الفلسطينيين الذين احتضنهم الخليج وخصوصًا الكويت مبكرًا بشهادة أهزوجة فلسطينية تراثية كان يتم تكييفها مع مناسبات سفر الشباب الفلسطينيين، بعد نكبة 1948م، ونكسة 1967م، إلى الكويت بحثًا عن لقمة العيش ومساعدة أهلهم في الوطن وتقول:

"عبيلي الجرة. عبيلي الجرة. يما يا حنونة عبيلي الجرة. بعطش من مرة. والكويت بعيدة. بعطش من مرة. وأنا بلادي بعيدة. بعطش من مرة. والكويت بعيدة. عبيلي البريق. يما يا حنونه عبيلي البريق. بعطش ع طريق. وأنا بلادي بعيدة بعطش ع طريق"[1].  

 

هذا الاستطراد ربما لابد منه لربط مفاصل الموضوع بالبعد الخليجي في زمن تحدق فيه المخاطر بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عبر عمليات تهويد ممنهجة كان آخرها فرض البوابات الالكترونية على مداخل المسجد الأقصى في تحد واضح ليس لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين فحسب بل والقرارات الدولية التي تمنع الصهاينة من التدخل في إدارة الأماكن المقدسة الإسلامية بأية شكل، حتى كانت الانتفاضة القصيرة وتدخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالضغط على واشنطن التي أوقفت الغطرسة الصهيونية ولو لحين.

 

سيتواصل تأثير الخطيئة الأصلية وهي الاحتلال , في صنع القرارات الصهيونية لذا خرجت خطة صهيونية بمحاور عدة كالتقسيم الزماني والمكاني والعُمري للمسجد الأقصى ثم قطع الصلة الجغرافية للقدس بالمسجد نفسه ثم هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه. وتقوم خطة تقسيم الأقصى على ثلاثة محاور؛ التقسيم المكاني والتقسيم الزماني والتقسيم العمري، والفكر المحرك لها رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميري ريجب «Mary Rigab» والعضو في حزب الليكود الحاكم، فرغم أن المسجد الأقصى بكامل مساحته الـ 144 دونمًا، ما فوق الأرض وما تحتها، يعد حقًا خالصًا للمسلمين وحدهم دينيًا وتاريخيًا وفي وثائق الأمم المتحدة أيضًا؛ إلا أن مكر «ريجب» تسلل من باب آخر؛ فقد استطاعت الحصول على دعم كبير في الكنيست لتقسيم أوقات الصلاة في الأقصى ووجود اليهود في المسجد الإبراهيمي، دون وجود مسلمين في بعض الأوقات، وكذلك إيجاد مساحات من المسجد الإبراهيمي تخصص لليهود في أوقات معينة، كما يمنع في أوقات معينة دخول أي مسلم للمسجد الإبراهيمي، خاصة في مواسم الأعياد والاحتفالات اليهودية، كما يمنع رفع الأذان للصلاة في أوقات أو أيام معينة احترامًا لليهود الذين يقيمون شعائرهم حينها، مما يعني أن مقترح قانون «ريجب» يقضي بتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا[2].

ما قام به نتنياهو لم يكن إلا توسع في القانون الذي طرحته «ريجب»، التي نتوقع لها مستقبلاً باهرًا بين الصهاينة ما دامت شعبيتهم تقاس بدرجة إذلال العرب، لقد أمر نتنياهو بإغلاق المسجد الأقصى  بعد الانتفاضة الأخيرة ومقتل جنود صهاينة في المسجد الأقصى واستشهاد فلسطينيين ،مسجلاً أنه لأول مرة منذ 48 عامًا لا يُرفع الأذان بالأقصى [3]حتى يتفوق على «ميري ريجب» مستخدمًا قانونها ومتوسعًا فيه أكثر منها، حيث أن في القانون ما يقضي بمنع أي مظاهر للمنع أو التصدي لاقتحامات اليهود أو صلواتهم في المسجد الأقصى، وبمعاقبة كل من يحاول ذلك «ولو برفع الصوت» وبغرامة تصل 15 ألف دولار، تدفع للمتضرر اليهودي حين يمنع من اقتحام الأقصى. أما المحور الثاني فيتمثل بإقدام إسرائيل على عمليات حادة في تغيير معالم القدس بإضافة بنايات , وفصل القدس عن سائر المناطق العربية المحيطة بها وهدم أحياء لقطع الصلة الجغرافية والنفسية مع المحيط الفلسطيني المجاور؛ حالة تفريغ كاملة للفلسطينيين من المنطقة المحيطة بالأقصى وحالة تطهير وتهجير للفلسطينيين من المنطقة[4]. ثم يأتي المحور الثالث الذي وضعته منظمات وجمعيات يهودية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه.عبر خلخلة أساسات المسجد ومن ثم انهياره وسقوطه تلقاء نفسه، وقد مرت مؤامرة الحفريات أسفل المسجد الأقصى بيسر حتى الآن رغم الضجيج العربي والدولي، فالعمل يجري بسرعة متواصلة ليلاً ونهار، لتدمير البنية التحتية للمسجد، حتى بات معلقًا بالهواء كنتيجة طبيعية لتلك الحفريات التي ما فتأت عن النخر بشتى الوسائل بجسد المسجد تمهيدًا لهدمة وبناء ما يعرف لديهم بالهيكل المزعوم.

 

-الدعم الخليجي للقضية الفلسطينية

 

في اجتماعات المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول الذي عقد في القدس ،أعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية يوم 28 مايو 1964م، وشكل المجلس الوطني الفلسطيني الأول، و قام الرئيس المنتخب أحمد الشقيري بإجراء مشاورات لتشكيل اللجنة التنفيذية الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث عين الضابط بالجيش الكويتي اللواء وجيه المدني عضو اللجنة التنفيذية وقائد جيش التحرير الفلسطيني وتم افتتاح مدرسة لتدريب المتطوعين الفلسطينيين على الرماية وفك وتركيب السلاح و فنون القتال الأخرى[5].كما كان يعمل في وزارة الأشغال الكويتية ياسر عرفات ومجموعة من القادة الفلسطينيين. فقد آمن الفلسطيني بأن الكويت مكان مثالي للحياة وتربية الأطفال. واحتضنت الكويت العديد من القيادات الفلسطينية، ودعمت منظمة التحرير الفلسطينية ماليًا ومعنويًا، ووصل الأمر إلى حدّ مشاركة الشهيد الشيخ فهد أحمد الصباح، في القتال بجانب الفدائيين الفلسطينيين. فقد كانت الكويت بمثابة قاعدة خلفية مهمة لدعم الشعب الفلسطيني، وثورته المسلحة"[6]. ولم تكن الكويت الوحيدة في دعم الفلسطينيين والمسجد الأقصى. فقد كانت هناك المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله في عام 2002م، للسلام في الشرق الأوسط بين الصهاينة والفلسطينيين. وكان هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967م، وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع تل أبيب، وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية كما سميت لاحقًا في القمة العربية في بيروت. ونالت والمبادرة تأييدًا عربيًا. وقد كانت «مبادرة السلام العربية» 2002م، آخر جهد خليجي كبير تجاه فلسطين، فقد رضينا في الخليج طوعًا بنوع من الإقصاء فرضته علينا واشنطن بإيحاءات صهيونية، حيث لم يعد لفلسطين حضور قوي في واقعنا الخليجي السياسي بل والثقافي، مقارنة بعصر كانت فيه جزءًا من واقعنا الاجتماعي أيضًا حين كان يعيش بيننا آلاف الفلسطينيين قبل زلزال الغزو العراقي الغاشم للكويت 1990م. لقد غابت فلسطين عن الأجندة الخليجية رغم أن في ذلك غيبوبة تاريخية، وما القول بأن الجهد الخليجي في الربيع العربي هو خطوة نحو الإصلاح وإسقاط الطغاة وسيفضي بالنهاية لظروف مناسبة تقود لحل كل القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية، إلا قول لا يختلف عن طرح  صدام بتحرير القدس عبر اجتياح الكويت، وهما تسويغان منفصلان في الشكل متفقان في المضمون. وليس تأسيسًا لشيء جديد لو قلنا إننا كنا قبل عشرين عامًا في مزاج أقل تسامحًا تجاه المساس بقضية فلسطين، أما الآن فننهل من أنقرة وطهران وحزب الله مفهوم الغيرة عليها، ونكاد ننساها حتى في ذكرى النكبة[7]! ورغم ذلك يرى البعض أن دول الخليج في سياستها الخارجية تجاه فلسطين تتصرف وكأنها ليست دول مواجهة من الزاوية الجيوسياسية للكيان الصهيوني، والحال انها كذلك، لإن على دول الخليج نظما وشعوبا مسؤولية مباشرة عما يجري في فليطين من تهويد زاحف. كما أن المال الخليجي كفيل بأن يمنع عملية تهويد أرض فلسطين والقدس لو تأسس صندوق دعم فلسطين لدعم صمود شعبها[8]. كما يرى آخرون أن وجود جاليات فلسطينية كبيرة في الخليج، كانت صورة التفاعل الشعبي مع قضية فلسطين ;أكثر من بقية الأقطار العربية، وكانت الصورة واضحة بخصوص القضية الفلسطينية، ثم خفت جراء غزو القوات العراقية للكويت، وتقسيم الأمة إثر هذا الحدث، وبسبب موقف ياسر عرفات ومنظمة التحرير وفصائل فلسطينية أخرى من حرب تحرير الكويت.

 

 دور دول الخليج في مرحلة تهديد الأقصى

 

لم تفتقد دول الخليج للرويّة والدراية في معالجة الأمور الخاصة بالأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى، فمنذ أكثر من عقد؛ فقد اجتماع الوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف في دول مجلس التعاون في 8 مايو 2007م، واتخذوا قرار تكليف الكويت متابعة أعمال الهدم في محيط المسجد الأقصى، لكون الكويت عضوًا في لجنة التراث العالمي. لكن النزوع نحو جعل الصراع الخليجي مع إيران أولوية على ما عداه أدى لتحجيم الاهتمام بالقضية الفلسطينية ودفع بعض النخب، ووسائل الإعلام، لتمريرأفكار من نوع المقارنة بين إيران وإسرائيل، التي تنتهي لمصلحة شدة الخطر الإيراني وراهنيته، لتكون مقدمة لترويج التطبيع مع الصهاينة، أو على الأقل تبرير العجز عن مواجهة إسرائيل بأي وسيلة، عبر القول أن هناك معركةً أهم وأخطر لا بد من خوضها، ما يعني أن القضية الفلسطينية تخضع، هنا، إما لتجاهل تامٍ وإهمالٍ، أو لمحاولة تصفية عن طريق تقديم نزاعاتٍ أخرى بوصفها أولى بالاهتمام[9]. أما  إيران  من طرفها فتحاول إيجاد موقع  لها  في المنطقة، من خلال تبنيها لقضايا معينة على رأسها قضية فلسطين، لكن إيران تبدو مشلولة لانها تصورت أنه من السهل أن تملأ الفراغ في المنطقة العربية الرخوة، وأظهرت حجمًا من المطامع الجغرافية، والرغبة في التسيد مما أظهر مبررًا كبيرًا لتشكك العرب في نواياها ومشاريعها حتى ولوسمت نصف قواتها بفيلق القدس ولواء فلسطين وسرية غزة[10].

 

 فلسطين في زمن الأزمة الخليجية

 

 لا شك أن الأزمة الحالية التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي تجعل الخليجيين بمنأى عن القضية الفلسطينية وتوابعها ومنها أزمة الأقصى المبارك.ومايجري بين الخليجيين له أضرار على مستويين أولهما إنكماش الدعم الخليجي لتفرق الفلسطينيين بين المعسكرات الخليجية، وثانيهما ظهور تهمة تطبيع يتقاذفها الجميع فيما بينهم. ومن المتوقّع أن تتحوّل الساحة الفلسطينية وخصوصًا قطاع غزّة إلى ساحة مواجهة بين قطر، ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، في ضوء تفاهمات حماس ومصر، التي تقتضي تنفيذ مشاريع في القطاع بتمويل إماراتيّ، في ظلّ تصاعد الأزمة الخليجيّة ضدّ قطر، وهذه المواجهة قد تصل إلى إجبار حماس على الاختيار بين أحد الطرفين. فالمغري لحماس هو تعزيز حكمها في القطاع، كما ستوفّر التفاهمات حلاًّ لأزمة الكهرباء وفتح معبر رفح، الأمر الذي يسمح بسفر الأفراد ودخول البضائع وخروجها إلى القطاع، وتحقيق الهدوء المجتمعيّ، من خلال تفعيل لجنة المصالحة المجتمعية، ودفع فدية قتلى الانقسام، الأمر الذي سيغلق أي محاولات قتل ثأرية من قبل تلك العائلات. حيث ستقوم أبوظبي بتمويل المشاريع المترتّبة على التفاهمات، والتي ستتجاوز 100 مليون دولار بمرحلتها الأولية، فهدفها لن يقتصر على تعزيز مكانة حلفائها في غزّة، بل ستسعى إلى التقليل من دور قطر في ظلّ الأزمة معها ودورها في دعم الإخوان المسلمين وعدائها للنظام المصريّ المدعوم إماراتيّاً [11]. ولا شك أن الاختيار صعب على حماس رغم هذه الإغراءات ربما بسبب السخاء القطري؛ فالدوحة تعد من أبرز الداعمين لحركة حماس، منذ حصار قطاع غزة، من خلال تمويل مشاريع اجتماعية وصحية واقتصادية بالقطاع، كان آخرها بداية عام 2017م، بسداد حوالي 12 مليون دولار لحل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، وبناء مشاريع سكنية ضخمة كمدينة حمد السكنية، ودفعها رواتب موظفي حركة حماس، وغيرها من التبرعات الإنسانية. ونتوقع استمرار قطر في دعمها لقطاع غزة، حيث سيجعلها ذات حضور في القطاع، مدعوم ذلك بقوة علاقاتها مع قادة حماس الذين تحتضن بعضهم الدوحة. أما حماس فلا تريد خسارة أحد، فهي ترغب في الاحتفاظ بالدعم القطريّ، إضافة إلى الدعم الإماراتيّ، لكنّ هذا لم يعد ممكنًا في ضوء الأزمة الخليجية، التي ستجبرها على الاختيار بين هذا الطرف أو ذاك. ورغم أن حماس تحرص على النأي بنفسها عن الأزمة الإقليمية، ولعبة المحاور العربية، حيث نفى المستشار السياسيّ السابق لرئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنيّة أحمد يوسف أن تكون مصر طلبت من "حماس" أن يكون ثمن التقارب معها قطع العلاقات مع قطر.وأن حماس لن تكون مع طرف عربيّ ضدّ آخر، إلا أن إجبار حماس على الاختيار بين الدورين القطريّ أو الإماراتيّ المصريّ يبدو أمرًا محتمًا[12].

 

مماحكات التطبیع غیر المعلن

  

منذ أن بدأت الأزمة الخليجية بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى، صارت مسارات الصراع تدور حول الحروب الإعلامية والإرهاب والعلاقة مع إيران والتطبيع مع العدو الصهيوني. حيث جرى تبادل الاتھام بين الأطراف في بناء علاقات سریة مع تل أبيب أو یعني تطبیع غیر معلن. لحساسية هذا المحور، فدول الخليج هي جزيرة العرب ومنبع الرسالة المحمدية وإليها ينظر كافة المسلمين. وقد تقود العالم الإسلامي كله إلى قبول فقدان القدس مرحليًا والصلح مع الصهاينة كموقف أمر واقع. لكن هناك رفض سياسي ونفسي خليجي واسع للتطبيع. وفي هذا الإطار، نشطت مبادرات شبابية خليجية، ضد أشكال التطبيع في دول الخليج مع الكيان الصهيوني، أو الخطاب الذي يتساهل مع التطبيع ويروج له، ويحاول استثمار الصراعات الإقليمية في تبديد أولوية الصراع مع الصهاينة، وهي مبادرات تستحق الإشادة والدعم، إذ أنها تحافظ على إبقاء فلسطين حيّة في الوجدان الشعبي، في زمن الفتنة والانقسامات. وعليه، فأزمة الخليج مع ما يرافقها من اصطفافات، واتهامات بالتطبيع وتراجع القضية الفلسطينية في أولويات الخليجيين تؤثر بالسلب على القضية الفلسطينية من كافة النواحي، فكافة الخلافات التي شهدتها المنطقة تخدم المشروع الصهيوني الذي يرمي لإزالة المسجد الأقصى ليحل مكانه الهيكلالمزعوم[13].

 

إن المخاطر المحدقة بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في زمن الفوضى، يتطلب أن تكون  دول الخليج  كما كانت خير داعم للقضية الفلسطينية بصفة عامة، والمسجد الأقصى ومدينة القدس بصفة خاصة،، وهو دور يجب أن يتجدد فالمطلوب من دول الخليج في المرحلة الحالية أن تعي مدى خطورة تلويح الصهاينة بهدم الأقصى، وعلى الفلسطينيين أنفسهم إدراك أن  الأزمة الحالية التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي جعلتها بمنأى عن القضية الفلسطينية وتوابعها ومنها أزمة الأقصى المبارك، هي خلافات عربية عربية كسابقاتها من قضايا الخلاف العربية السابقة . فقداستغلها نتينياهو وذهب إلى منع المسلمين من الصلاة في الأقصى، وكان يعلم أنه سيتراجع، فطبق قانونًا بديلاً وهو ألا يصلى فيه إلا من يزيد عمره عن الـ 50 عامًا من الرجال، وبعد جولة عنف قادمة سيرفع عمر المصلين إلى الـ 60 عامًا ثم إلى الـ 70، حتى يخلو من المصلين.وسيعيد هو أو من يحل محلة البوابات الالكترونية. ولن تنفع المرابطين والمرابطات بيانات الاستنكار، لكن بدعمهم بالمال خليجيًا ليستمر الرباط، ولو بقطرة زيت زيتون. ففي الحديث الشريف، أن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس؟ فقال: «أرض المنشر والمحشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاةً فيه كألف صلاة فيما سواه»، قالت: أرأيت من لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه؟ قال: «فليهد إليه زيتًا، يسرج فيه، فإن من أهدى له، كان كمن صلى فيه». وإذا كانت الحروب والفقر تمنع البعض فذلك عذر غير مقبول من الخليجيين بل عليهم تسيير قوافل تعزيز لدعم المرابطين والمرابطات لحماية الأقصى، لإفشال تهويد الأقصى. والرد الفلسطيني عبر حماية الأقصى بالأجساد نجح لأنه يحتاج لدعم إسلامي. لكن من الإنصاف القول أن منظمات خليجية تقوم حالياً بكفالة المرابطين والمرابطات، براتب شهري قدره 600 دولار، لتأمين عيش أسرهم ليدافعوا عن الأقصى فهل يكفي ذلك؟! في عقد قادم من عصور الانحطاط سيكتب واعظ جديد أن رئيسة وزراء الكيان الصهيوني «ميري ريجب» قالت عندما وضعت قانون يقضي بمنع رفع الأذان في الأقصى ومعاقبة من يتصدى لاقتحامات اليهود للمسجد، ولو برفع الصوت «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب يدخلون علينا أفواجاً من كل صوب، وعندما طلع الصباح ولم يحدث شيء، أدركت صحة ما قالته غولدا مائير عام 1969م، أنه باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج    

 

 

 

 

 

 

 

 

 

           

 

[1].رامي مهداوي.ذكريات الفلسطينيين عن الكويت.رصيف22.22يوليو2015م

http://raseef22.com/life/2015/07/20/palestinian-memories-about-kuweit

[2]. التقسيم الزماني والمكاني والعُمري لاحتلال المسجد الأقصى.مدونة أمن الخليج.5 نوفمبر، 2014

http://gulfsecurity.blogspot.com/2014/11/blog-post.html

[3]. نادر الصفدي.لأول مرة منذ 48 عاماً الأذان لا يُرفع بالمسجد الأقصى.16 يوليو2017م

https://www.noonpost.org/content/18891

[4]. سمر العرعير.ما يعنيه مخطط هدم المسجد الأقصى بعد ثلاث سنوات ؟.الرأي. 20 اغسطس 2016م

http://alray.ps/ar/post/153508/ما-يعنيه-مخطط-هدم-المسجد-الأقصى-بعد-ثلاث-سنوات-؟

[5]. خير الدين أبولجين. منظمة التحرير الفلسطينية تثبت وجودها.

http://www.abuljebain.com/about/

[6]. رامي مهداوي.ذكريات الفلسطينيين عن الكويت.رصيف22.22يوليو2015م

http://raseef22.com/life/2015/07/20/palestinian-memories-about-kuweit/

[7]. تراجع الدور الخليجي تجاه فلسطين.مدومة أمن الخليج ، 23 مايو، 2013

http://gulfsecurity.blogspot.com/2013/05/blog-post_23.html

[8]. مصطفى فؤاد.فلسطين ودول الخليج. الجزيرة نت 26اتوبر 2011م

http://www.aljazeera.net/knowledgegate/books/2011/10/26/فلسطين-ودول-الخليج

[9].بدر الإبراهيم.فلسطين في الخليج: الغياب والتغييب.2 مايو 2016

https://www.alaraby.co.uk/supplementpalestine/2016/5/1/فلسطين-في-الخليج-الغياب-والتغييب

[10].صالح عوض.لاشتباك التركي الإيراني المصري في الخليج وفلسطين.بوابة الشروق . 10 أوت 2017

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/feed/articles/78674.rss

 

[11]. أحمد ملحم.هل يتحوّل قطاع غزّة إلى ساحة صراع بين الإمارات ومصر وقطر؟31 يوليو 2017

 http://www.al-monitor.com/pulse/ar/contents/articles/originals/2017/07/gaza-hamas-deals-egypt-dahlan-uae-qatar-crisis.html

[12]. مزهر الساعدي .قطر .. الخلیج .. فلسطین .. إسرائیل .. في جدید قم الریاض.الصدى نت . 21 يوليو2017

http://elsada.net/47403/ 1/1

 

[13]. مزهر الساعدي .قطر .. الخلیج .. فلسطین .. إسرائیل ...الصدى نت . 21 يوليو2017

http://elsada.net/47403/ 1/1

مقالات لنفس الكاتب