array(1) { [0]=> object(stdClass)#13440 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 125

السباق النووي في الشرق الأوسط: الطموح والمعوقات والحقائق

الخميس، 30 تشرين2/نوفمبر 2017

شهدت بداية معرفة العالم بالطاقة النووية، استخدام مأساوي بإلقاء الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين نوويتين على كل من مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في أغسطس عام 1945م، بحجة الإسراع بإنهاء الحرب العالمية الثانية رغم أن هذه الحرب قد انتهت عمليًا بهزيمة ألمانيا واحتلال قوات التحالف الغربي وقوات الاتحاد السوفيتي الشرقية لألمانيا ودول المحور المساندة لها. واعتمدت قنبلة هيروشيما على انشطار مادة اليورانيوم العالي التخصيب أما قنبلة ناجازاكي فاعتمدت على انشطار مادة البلوتونيوم. وتسبب هذا الاستخدام في أخطر كارثة بشرية سببها عامل بشري حيث قتل في الساعات الأولى من إلقاء القنبلتين أكثر من مائة ألف شخص وتضاعف العدد بعد أيام قليلة وفي خلال شهور قليلة وصل عدد الضحايا لأكثر من ثلاثة مئة ألف شخص.    

ورغم هذا الاستخدام الكارثي فإن العالم المتقدم استطاع اكتشاف الجانب السلمي الهام لاستخدام الطاقة النووية في العديد من الأغراض السلمية حتى أصبحت الطاقة النووية مصدرًا أساسيًا للطاقة في العالم ومن أهم عناصر التطور في مجالات الحياة المختلفة كالصناعة، والزراعة، والمدن، والسياحة، والمياه، وغيرها من الأنشطة.  وأهم استخدامات الطاقة النووية من مفاعلات القوى في إنتاج الكهرباء والتدفئة وتحلية المياه وغيرهم.

وفي عام 1953م، أعلن الرئيس الأمريكي مبادرته الشهيرة للعالم باستخدام "الذرة في خدمة السلام" وهو البرنامج الذي أدى لدخول العديد من الدول في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإن كان قد أدى في بعض الأحيان إلى سوء استخدام هذه الطاقة السلمية وإلى تطوير قدرات بعض هذه الدول في المجال العسكري بإنتاج قنابل ذرية (مثل إسرائيل والهند وباكستان) أو محاولة إنتاجها (مثل العراق وليبيا وبعض دول الشمال الأوروبي) أو وجود شكوك متعلقة بـتطوير قدراتها السلمية لأغراض عسكرية (مثل إيران وسوريا وكوريا الجنوبية وتايوان وآخرين) .  

الخوف من انتشار الأسلحة النووية في دول العالم في عام 1968م، (حيث كان التوقع بـوجود حوالي 40 دولة متطلعة للأسلحة النووية) إلى وضع اقتراح للأمم المتحدة لمعاهدة دولية لمنع انتشار الأسلحة النووية والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1970 م، بعد تصديق 43 دولة وكانت مصر وإيران والعراق من أوائل الدول الموقعة على المعاهدة (ولكن مصر لم تصدق عليها إلا في عام1981م) ، وأوكلت الأمم المتحدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية (والتي أنشئت عام 1957 م، لتحقيق مبدأ الذرة في خدمة السلام وتوسيع التعاون النووي السلمي) مهام التأكد من ضمانات تنفيذ الدول المصدقة على هذه المعاهدة لالتزاماتها.  ولكن ومع الأسف فإن هذه المعاهدة قد شابها بعض القصور أهمها إنها ميزت بين الدول الخمسة الكبرى المالكة للأسلحة النووية (والتي أجرت تفجيرات نووية قبل 1968م) وهي في نفس الوقت دول الفيتو في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية – روسيا – المملكة المتحدة -الصين – فرنسا) وسمحت لهذه الدول أن تكون أعضاء في المعاهدة دون تحديد أية فترة زمنية للتخلص من ترسانتها النووية وهو الأمر الذي يعاني منه العالم حتى الآن.

أما القصور الثاني والذي كان له أقوى الأثر على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط هو أن توقيع هذه المعاهدة اختياري وليس إجباريًا، مما دفع إسرائيل والهند وباكستان لعدم التوقيع دون أية مسؤولية أو عواقب وأصبحت تملك أسلحة نووية.

ومع الأسف فبدلا من تخلي الدول الخمسة الكبرى المالكة للأسلحة النووية عن هذا السلاح المدمر للبشرية فإن هذا العدد قد زاد ليصبح تسعة دول بإضافة 4 دول جديدة هي (إسرائيل – الهند – باكستان – كوريا الشمالية).

 

 

 

 

تاريخ منطقة الشرق الأوسط النووي والطموح العسكري

إسرائيل:

-         بدأت بإنشاء الرئيس الإسرائيليبن جوريون لجنة الطاقة الذرية عام 1952م، وبمشاركة علماء يهود منجنسيات مختلفة خبراء في برامج التسليح النووي. وشارك في اللجنة شيمون بيريز ووقتها كان شابًا طموحًا ولعب دورًا هامًا فيتنمية العلاقات مع فرنسا في هذا المجال وقد أصبح فيما بعد رئيسًا لدولة إسرائيل.

-         استفادت إسرائيل منمبادرة ايزنهاور عام 1953م، "الذرة في خدمة السلام" وحصلت على مفاعل أمريكي للأبحاث في ناحال سوريك كهدية، وهو أول مفاعل إسرائيلي ذو قدرة محدودة (وصلتل 5 ميجاوات) افتتح عام 1960م، وكان تحتالتفتيش الأمريكي ثمأضيفت الوكالة للتفتيش منعام 1975م، وحتى الآن.

-         قبلحربالسويسعام 1956 م، وقعت إسرائيل مع فرنسا اتفاقًا ثنائيًا سريًا تشارك فيه إسرائيل مع فرنسا (وبريطانيا) الحرب ضد مصر في مقابل بناء فرنسا مفاعل نووي لإسرائيل قادر على إنتاج بلوتونيوم للأسلحة النووية. وتمبناء هذا المفاعل فيمنطقة ديمونة (تبعد 22 كيلو عن الحدود الأردنية و70 كيلو عن الحدودالمصرية) وبدأ تشغيله من عام 1964م، ويقال إن إسرائيل رفعت قدرة هذا المفاعل عدة مرات حتى أصبحت قادرة علىإنتاج عدة قنابل ذرية سنويًا، ومن المعروف أنفي بداية حرب 1973م، وبعد معاناة إسرائيل لأول هزيمة لها فإنها وضعت 11 طائرة حربية محملة بأسلحة نووية في حالة استعداد لولا التدخل الأمريكي السريع لمدهم بأسلحة تقليدية حديثة من قواعدها القريبة من إسرائيل. ومنالمحتمل أن يكون مفاعل ديمونة قدتوقفعنالعملحاليًا معاستمرارمعملاستخلاصالبلوتونيوم وبقية المنشآت وربماالمحتوية على معامل لتخصيب اليورانيوم وكذا تصنيع قنابل اليورانيوم المنضب. ويعتقد أن إسرائيل تملك حاليًا عددًا منالمفاعلات النووية المستخدمة في الأغراض العسكرية كما تملك أكثر من مائتين قنبلة ذرية , خلاف القنابلالانشطارية و قنابل هيدروجينية ونيوترونية وقذرة.   

-         وقد أقامت إسرائيل علاقات فنية قوية مع الحكومة العنصرية فيجنوب إفريقيا وحصلت منها على كميات كبيرة منخام اليورانيوم (تملك جنوب إفريقيا أعلى احتياطي لخام اليورانيوم في العالم وكان لديها برنامج نووي قوي عسكري وسلمي وتمكنت من تصنيع 7 قنابل ذرية قبل أن تضطر لتفكيكها وتسليمها لمراقبة الوكالة الذرية بعد توقيعها المتأخر على معاهدة منع الانتشار النووي 1990م، قبلتسليمالحكممباشرة للأغلبيةالإفريقية السوداء).

-         أول تفجير نووي إسرائيلي كان عام 1979م، في جنوب المحيطالأطلنطي ويعتقد أن هذا التفجير كانلقنبلة بلوتونيوم إسرائيليةلم تشارك فيها جنوب إفريقيا حيث أن إنتاج جنوب إفريقيا كان في أواخر الثمانينات واعتمدوا على اليورانيوم العالي التخصيب فقط.

-         وإسرائيل بالاتفاق مع أمريكا تتبع من الستينيات ) وبعد اغتيالالرئيسالأمريكيجون كينيدي )  سياسة الغموض أوالضباب حيال الاعتراف بأسلحتها النووية أو نفيها.

-         ورغم بعض التصريحات الإسرائيلية برغبتهم في إنشاء مفاعلات قوى نووية للكهرباء وتحلية المياه إلا أنها مجرد تصريحات فقط.

إسرائيل رفضت جميع قرارات الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوقيع معاهدة منع الانتشار وقبول تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية على كافة منشآتها النووية ومنها القرار العربي في 2009م، والذي لم يفعله مدير الوكالة السابق وكذا الرفض الأمريكي لاقتراح مصر عن إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل المقدم لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار في 2015م، في نيويورك.  وحجة إسرائيل الدائمة وخلفها أمريكا لرفض التوقيع على معاهدة عدم الانتشار هو عدم استقرار السلام في المنطقة وكذا عدم احترام بعض دول المنطقة لهذه المعاهدة (خاصة العراق وليبيا وسوريا وإيران).

العراق:

- وقعت العراق اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية في عام 1968م، وأصبحت أول دولة عربية تصدق عليها عام 1969م. 

-         بدأت العراق مبكرًا في النشاط النووي بإنشاء الطاقة الذرية العراقية في 1956م.

-         وفي عام 1962م، تم تشغيل أول مفاعل نووي سوفيتي للأبحاث في التويثة جنوب بغداد وبقدرة 2 ميجا وات. ثم طور المفاعل لاحقًا إلى قدرة 5 ميجا وات واستخدم وقود عالي التخصيب. وقد دمر هذا المفاعل بواسطة قوات التحالف الأمريكي في الحرب الأولى ضد العراق عام 1991م.   

في عام 1976م، وقعت العراق وفرنسا اتفاقية بتوريد مفاعلين مماثلين لمفاعلي ايزيس واوزوريس بمركز البحوث النووية بساكلاي بفرنسا الأول صفر القدرة والثاني 40 ميجا وات.

ووقود المفاعلين ذو نسبه تخصيب أكثر من 90%. وتم توريد المفاعلين ووقودهما الهام للعراق. وقبل بدء التشغيل الروتيني للمفاعل الكبير تم تدميره في الغارة الإسرائيلية عام 1981م.    

في 1979م، تعاقدت العراق مع إيطاليا لإنشاء معمل هام لفصل البلوتونيوم من الوقود المشع وهي خطوة هامة لصنع القنبلة الذرية كما استوردت كميات ضخمة من اليورانيوم من البرازيل والنيجر، وكان من الواضح سعي العراق لتملك السلاح النووي عن طريق مصدر البلوتونيوم حتى بدأت إسرائيل في التعامل العنيف ضد هذا البرنامج وكان أهمهـا اغتيال العالم المصري الكبير الدكتور يحيى المشد وتفجير غلاف المفاعل في مرسيليا قبل شحنه للعراق وكذا تفجير نموذج المعمل الحار لاستخلاص البلوتونيوم في ايطاليا وغيره والذي انتهي بتدمير المفاعل الفرنسي في التويثة في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم. 

وتوقفت العراق عن التطلع للسلاح النووي عن طريق البلوتونيوم وغيرت برامجها لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، اتخذت العراق عده خطوط لتنفيذ برامج لتخصيب اليورانيوم أهمها

التخصيب الكهرومغناطيسي EMIS

 التخصيب بالطرد المركزي Centrifuge

 التخصيب بالانتشار Diffusion

  التخصيب الكيماوي Chemical

 التخصيب بالليزر Laser

-         وتعاونت العراق مع العديد من الشبكات النووية السرية الغربية خاصة في ألمانيا وبريطانيا وأمريكا وهو ما شكك في أن الحرب العراقية في 1991م، كان السبب الحقيقي فيها هو تدمير البرنامج النووي العراقي والبنية التحتية التي ساهمت في هذا البرنامج وأن ما حدث من غزو للكويت ليس إلا سبب خلقته أمريكا لتبرير ما فعلته من تدمير للبرنامج النووي العراقي وبنيته التحتية حيث اقترب العراق كثيرًا من تصنيع أول قنبلة ذرية عربية.  

-         اقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها النهائي المقدم لمجلس الأمن عام 1998م، انه تم التدمير الكامل لكل البرامج النووية في العراق وأنه وصل لدرجه الصفر.

ورغم هذا فإن الولايات المتحدة قد اتهمت العراق وحكومته بإعادته إحياء برنامجه النووي العسكري في 2002 / 2003م، رغم تفنيد مفتشي الوكالة لكل الاتهامات الأمريكية إلا أن مدير الوكالة السابق قد تلاعب بلغة التفنيد الفنية وادعى أنه لا يستطيع النفي أو التأكيد على هذه الاتهامات ويطلب عدة أشهر أخرى. وأعطى هذا الموقف المائع من مدير الوكالة الذريعة الدولية الوحيدة للولايات المتحدة لشن الحرب المدمرة على العراق في 2003م، واحتلالها لسنوات عديدة.   

 

 

 

 

 

 

تدمير المفاعل العراقي (الفرنسي الصنع) في التويثة بواسطة الطيران الإسرائيلي عام 1981م.

 

 

ليبيا:

- منذ الثورة الليبية عام 1969م، بدأت ليبيا في الاهتمام بالطاقة النووية بجانبها السلمي والعسكري.

- وقعت اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية في عام 1968م، وصدقت عليها عام 1975م.

أنشأ الاتحاد السوفيتي مركز تاجوراء للأبحاث النووية ومفاعل للأبحاث بقدره 10 ميجاوات وآخر صفر القدرة عام 1983م، وهو مفاعل ذو قدرة نووية استراتيجية وإن كانت محدودة خاصة بسبب وقوده العالي التخصيب

- اعتمد الطموح الليبي في هذا الوقت على إنشاء دورة وقود تستخدم هذا المفاعل وتؤدي لإمكانية إنتاج بلوتونيوم 

كان هناك عدة برامج أخرى لتحقيق الطموح الليبي سواء عن طريق إنشاء مفاعلات قوى نووية للكهرباء أو تخصيب اليورانيوم.  

- بدأت ليبيا في أواخر التسعينات في برنامج سري للوصول للسلاح النووي بالتعاون مع عدد من شبكات سرية للتجارة النووية لتصدير مواد وخبرات نووية غير مصرح بها في مجال التخصيب.

في أواخر 2003م، وبعد اكتشاف بعض المعدات الممنوعة من التصدير على ظهر سفينة ألمانية أعلنت ليبيا وبصورة غريبة عنبرنامج سري كبير في بدايته وسلمت ليبيا لأمريكا وللوكالة الدولية للطاقة الذرية كل المعدات والأوراق المتعلقة بهذا البرنامج

وبناء على هذه المعلومات فقد تم الكشف عن العديد من المشاركين في هذه الشبكات السرية  من دول مختلفة أهمها باكستان وألمانيا وجنوب إفريقيا وغيرهم.

العديد بدأ يشكك في حقيقة جدية هذا البرنامج الليبي خاصة بعد حربي العراق في 1991م، و2003م، بسبب برنامج العراق النووي السري وما نتج عنه من تدمير للعراق.

ولربما وبعد تغير نظام الحكم الليبي في 2011م، يتم الكشف عن دور المخابرات الأمريكية بالتعاون مع السلطات الليبيةللكشف عن الشبكة النووية السرية والتي كان لها الدور الهام في البرنامج الإيراني والباكستاني والكوري الشمالي.

 

إيران:

بدأ البرنامج النووي في عهد الشاه في الخمسينات بدعم قوي من الولايات المتحدة الأمريكية

وفي عام 1967م، تم إنشاء مفاعل للأبحاث النووية في طهران باستخدام وقود أمريكي مخصب لدرجة 93%

 وقعت إيران في 1968م، معاهده منع الانتشار والتي بدأ تنفيذها في 43 دولة من عام 1973م.

في عام 1974م، وقعت إيران اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتفتيش على جميع منشآتها النووية، وفي عام 1973م، أنشأ الشاه الطاقة الذرية في إيران.

  قدرات إيران النووية ومنشآتها النووية

تملك إيران منشآت نووية في معظم مراحل دورة الوقود النووي مثل:

مناجم اليورانيوم ومعالجة اليورانيوم الخام (أهمها في ساجاند)

مصانع تحويل اليورانيوم إلى غاز (في أصفهان)

  مصانع التخصيب (في ناتانز وقم)

 مصنع تصنيع الوقود (في أصفهان)

 المفاعلات النووية (في بوشهر)

مفاعلات الأبحاث (في طهران وأراك)

معامل معالجة الوقود المستهلك (على نطاق محدود في طهران)

مصانع أخرى مثل مصنع إنتاج الماء الثقيل وأنابيب الوقود من الزركنيوم.

          حقيقة الأزمة النووية الإيرانية والاتفاق النووي الأخير

بدأ الكشف عن البرنامج الإيراني غير المعلن منذ 2002م.

بدأت الوكالة الدولية منذ عام 2003م، في الإعلان عن العديد من المشاكل المتعلقة بنظام الضمانات في إيران وفي 2008م، اعتبرت الوكالة أن كل هذه المشاكل قد حلت.

ولكن بقيت ثلاثة أمور عن معلومات من المخابرات متعلقة بـدراسات مزعومة ذات أبعاد عسكرية واعتبرت من قبل الوكالة لم تحل (وهي مشروع الملح الأخضر لإنتاج يورانيوم معدني يمكن استخدامه في صناعة القنابل الذرية، وكذا تجارب على المتفجرات القوية على عمق 400 متر تحت الأرض والثالثة تعديل تصميم صواريخ شهاب 3 لحمل قنبلة ذرية). وقد نفت إيران هذه المزاعم المخابراتية. وفي تقرير المدير العام للوكالة في يناير 2016 م، عن البرنامج العسكري الإيراني السابق أقر بوجوده حتى عام 2003 م، وأن هناك بعض المتابعة النظرية حتى عام 2007 م، وأقر بانتهاء هذا البرنامج الآن (في حينه). وكان هذا هو الشرط الأساسي لبدء تنفيذ اتفاق 14 يوليو 2015م.

القدرات النووية العسكرية في إيران

قبل الاتفاق الأخير كانت إيران تقترب من إمكانية تملكها لقدرات نووية عامة، وعسكرية خاصة، سواء في مجال تخصيب اليورانيوم وكذا تطويرها للمدى الذي تستطيع هذه الصواريخ الوصول إليه وهو أمر يثير كثيرًا من القلق في منطقة الشرق الأوسط (سواء من جانب إسرائيل أو الدول العربية المجاورة)

وبدون الاتفاق فإن إيران تستطيع فنيًا تملك مواد نووية لتصنيع أول قنبلة ذرية في خلال سنة من يورانيوم عالي التخصيب (أكثر من 90%) بتعديل طفيف لتوصيلات وحدات الطرد المركزي (الكاسكاد) في مصانعهـا للتخصيب. وفي حالة استكمال إيران لتطوير وحدة التخصيب الجديدة الـ

IR-8

فيمكنها من مضاعفة إنتاجها من اليورانيوم المخصب لعشرات المرات وربما يمكنها في المستقبل القريب – بدون الاتفاق – أن تصنع قنبلة ذريه كل أسبوع.   

سياسيًا يمكن أن يحدث هذا إذا قامت إسرائيل (أو غيرها) بضرب منشآتها النووية مما قد يؤدي إلى انسحاب إيران من معاهدة منع الانتشار (مثل حالة كوريا الشمالية) ثم تلجأ لإنشاء منشآتها النووية العسكرية تحت الأرض.

الخلاف الأمريكي الإيراني الحالي

في 13 أكتوبر 2017م، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أنه لم يعتمد تنفيذ إيران للاتفاق (يقدم للكونجرس كل 3 أشهر) بسب عدم التزام إيران بما أطلق عليه روح الاتفاق وذلك بدعم إيران لأطراف متشابكة في دول عربية خاصة اليمن والعراق وسوريا ولبنان مع استمرارها في تطوير صواريخها وهي أمور قد تجعله خارج الاتفاق. وقد وصف ترامب الاتفاق الذي وقعه الرئيس السابق أوباما بأنه اتفاق "مخجل".  ورغم هذه الكلمات القاسية فمن المرجح ألا يخرج من الاتفاق بعد التأييد الكبير للاتفاق من جانب الشركاء الأوروبيين والصين وروسيا والتقارير الإيجابية للوكالة.

 

الصاروخ الإيراني "خورامشهر" بمدى 2000 كم وأطلق يوم 22 سبتمبر 2017م.

                                             

 

 

 

 

 

 

 

سوريا:

- بدأت متأخرة في الاهتمام بالطاقة النووية.

- وقعت اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية في عام 1969م، وصدقت عليها عام 1990م.

- بعد رفض الأرجنتين والهند بتزويد سوريا بمفاعلات أبحاث بسبب ضغوط أمريكية فإن الصين أنشات عام 1996م، مفاعلاً صغيرًا للبحوث وغير استراتيجي ويقترب من صفر القدرة في مركز البحوث النووية قرب دمشق.     

- صادف الطموح النووي السوري محدودية الإمكانيات المادية والبنية التحتية والنووية والبشرية. 

- ادعت المخابرات الأمريكية بأن المبنى الذي ضربته إسرائيل في سبتمبر 2007م، في موقع الكبر بـدير الزور السورية كان مفاعلاً نوويًا قادرًا على إنتاج أسلحه نووية وشبيه بمفاعل كوريا الشمالية.  

- قبلت الوكالة الشكوى الأمريكية رغم معارضة البعض بدأ التحقيق والذي تأثر بالنفوذ السياسي الأمريكي في قلب الحقائق وبصفتي المسؤول الفني الأول في التفتيش على مفاعلات كوريا الشمالية لسنوات عديدة قمت بكتابة عدة تقارير فنية لمدير الوكالة تؤكد كذب المخابرات الأمريكية ولكن لم تأخذ بها مما اضطرني لتقديم استقالتي ورفض الاستمرار في العمل بالوكالة في 2009

- بعد تركي للوكالة أصدرت كتابًا عام 2010م، عن حقيقة المفاعل النووي السوري حتى يرد وبصورة فنية محايدة على كل الادعاءات الأمريكية وأخطاء الوكالة .

 

الجزائر:

- تعرضت الجزائر لتفجيرات القنابل الذرية الفرنسية من خلال تجارب فرنسا لأسلحتها النووية أثناء الاحتلال الفرنسي حتى عام 1962م، وهي الدولة الوحيدة التي تعرضت لهذه الأخطار النووية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

- وقعت اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية في عام 1992م، وصدقت عليها بعد ضغوط قوية من أمريكا عام 1995م.

انشأت الأرجنتين مفاعل نور للأبحاث بقدره 1 ميجا وات بالقرب من الجزائر العاصمة عام 1985 م.

في عام 1983م، وبعد اتفاق سري بين الصين والجزائر أنشأت الصين مفاعل السلام في جنوب البلاد وهو مفاعل استراتيجي من الماء الثقيل. وبقدره 15 ميجا وات وقادر على إنتاج بلوتونيوم للأسلحة النووية. واكتشفت أمريكا هذا المفاعل السري بواسطة الأقمار الصناعية وأجبرت الجزائر على خضوعها لتفتيش الوكالة الدولية، وتتطلع الجزائر لبناء أول مفاعل قوى نووية وربما يبدأ العمل قبل 2030م.

 

مصر:

بدأت مصر في التطلع لبرنامج نووي قوي منذ قيام الثورة عام 1952م، وهي نفس البداية المماثلة في بعض الدول النامية الأخرى كالهند .

في الخمسينات من القرن العشرين تم انشاء لجنة ثم مؤسسة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر وتم التعاقد مع الاتحاد السوفيتي لإنشاء مركزًا للبحوث النووية في أنشاص وبدأ تشغيل أول مفاعل أبحاث مصري بتصميم روسي  عام 1961م، وبقدرة 2 ميجاوات ووقود محدود التخصيب .

وأرسلت مصر الكثير من المهندسين والباحثين للحصول على الخبرة والشهادات العلمية للعمل في البرنامج النووي المصري كما استطاعت مصر إنشاء صناعة قوية ومتطورة مما أضاف بنية تحتية هامة قادرة على المشاركة في برنامج نووي طموح ، وبالرغم من أن مصر وقعت على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية عام 1968م،  وصدقت عليها عام  1981م، فإنها لم تستطع التقدم في أي برنامج طموح وحقيقي في مجال السلاح النووي لا قبل التصديق ولا بعده وذلك بسبب حروب 1967  و1973م،  كما أن التقدير عن حجم البرنامج النووي العسكري في إسرائيل لم يكن متكاملا .

كان هناك مشروعًا لإنشاء محطة نووية محدودة القدرة للكهرباء والمياه قبل حرب 1967م، وكان من الممكن أن يساعد هذا المشروع في الطموح المصري وتوقف المشروع بسبب الحرب

وبعد حرب 1973 م، بدأ إعادة البرنامج النووي واختيار الموقع في سيدي كرير

ولكن كل شيء توقف بسبب عدم تصديق مصر على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية والتي تمت عام 1981 م.

وعدت أمريكا عام 1976م، أن تبني مفاعلاً نوويًا لمصر بشرط أن تحصل إسرائيل على مفاعل مماثل له ولكن إسرائيل رفضت العرض وفي بداية الثمانينات بدأت مصر في التوجه لشركات أوروبية واختارت الشركة الاستشارية وتم اختيار موقع الضبعة بدلاً من سيدي كرير بسبب رفض محافظ الاسكندرية لموقع سيدي كرير 

وأعلنت مصر عطاء بناء أول محطة نووية للقوى الكهربية.

وتم فحص واختيار الشركة ولكن لم يعلن عنها رسميًا وإن كان يعتقد أنها شركة أوروبية

ولكن في مارس عام 1986م، حدثت أسوأ حادثة في التاريخ النووي وهي حادثة تشرنوبيل والتي أثرت في البرامج النووية في عديد من دول العالم ومنها مصر، وفي التسعينات تعاقدت مصر مع الأرجنتين لإنشاء مفاعل نووي ثاني للأبحاث في أنشاص وفي 1998م، بدأ تشغيل المفاعل الجديد بقدرة 22 مجا وات حراري وهو مفاعل محدود القدرة الاستراتيجية بسبب استخدامه للماء الخفيف ومحدودية التخصيب لوقوده، وفي 2005 م، ادعت الوكالة بوجود مخالفات كبيرة لمصر كلها إما كذب أو مبالغ فيها ويبدو أن هذا موقف سياسي اتخذ لاعتراض مصر الدائم على التوقيع على البروتوكول الإضافي وهجومها الدائم على إسرائيل بسب عدم توقيعها على الاتفاقية الأصلية

في عام 2007م، أعلن الرئيس مبارك رسميًا إعادة إحياء البرنامج النووي المصري واختيار موقع الضبعة، لكن بسبب أحداث يناير 2011 م، توقف البرنامج مرة أخرى.

وفي 2014 م، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن برنامجه للطاقة النووية السلمية وفي 2015م، وقع اتفاقية مع شركة روزاتوم الروسية لبناء 4 محطات نووية للكهرباء في الضبعة وينتظر حاليًا البدء في التنفيذ العملي. وينتظر أن تبدأ هذه المفاعلات في العمل في الفترة من 2023 اللي 2026م

مقالات لنفس الكاتب