array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 130

المقاربة الجزائرية - الخليجية مع الإرهاب: تجارب وأهداف مشتركة

الأحد، 13 أيار 2018

أدى فشل بعض الأنظمة السياسية العربية والتدخلات الأجنبية والفقر لخلق إحباط مرير دفع بالشباب للفرار نحو البحر للهجرة، أو نحو البراري إرهابًا أو نحو المخدرات إدمانًا، وفي الخليج العربي عانينا من محاولات جر الشباب إلى الإرهاب والمخدرات، فيما دفعت الشباب الجزائري إلى الهجرة أو الانضمام للجماعات الإرهابية. وللجزائر تجربة مهمة في مقاومة الإرهاب، ومواجهة التطرف، وجماعات الإسلام السياسي التي كانت تطمح في الحكم، مما يطرح سؤالاً حول كيفية الاستفادة من التجربة الجزائرية في مواجهة التطرف والإرهاب في الخليج، وكيف يمكن أن يكون التعاون والتنسيق في صالح استقرار وأمن المنطقة العربية.

الإرهاب بين تجربتين

للسعودية والجزائر تجارب رائدة في التعامل مع الإرهاب فللرياض تجربة مميزة في مكافحة الإرهاب حيث اعتبر محللون أن ما قامت به المملكة هو عملٌ رائد وفريد، حققَ نجاحًا منقطعَ النظير عطفًا على خبرتِها التي أصبحت نموذجًا يُحتذى به إقليميًا وعالميًا. ومثلها الجزائر كخير مثال إفريقي استطاعَ دحر الإرهاب، وقطعت شوطًا ناجحًا في مواجهته[1].

الاستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب

مما يذكر عن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ قوله "الدين طير حر من صاده قنص به" قالها ابن سعود بشجاعته الأدبية المعروفة، قالها بفهم كامل لمعنى الاعتماد على الله وبفهم الشريعة السمحة. ثم جاء عصر الإرهاب والفئة الضالة فالتقطت "القاعدة" الدين كطير لم تعرف القنص به، فقتلت الأبرياء وروعت الآمنين، ولدغت الجسد السعودي في مواضع عدة فسلط الله عليهم الصقر الأمير نايف بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ الذي أقسم على هدم جحورهم في كل شبر من بلاده وبر بقسمه، بل إنه راح يلتقط صغار تلك الأفعى، معتمدًا استراتيجية العصا والجزرة في القضاء على جذور الإرهاب. لقد قامت الاستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب على المواجهات الأمنية كسياج قوي لحماية المجتمع السعودي أمام خطر الإرهاب. فبين كلمة "الأمن" وكلمة "الإرهاب" وضع السعوديون لعقد كامل كلمة "نايف" رحمه الله حين تعرضت السعودية في بداية التسعينات لهجمات الإرهاب في ذروتها 2003[2]. واستمرت المملكة في هذا النهج، الدولة التي لها وزنها الإقليمي والدولي الفاعل في استراتيجية لحرب الإرهاب. بالضرب بيد من حديد على الإرهاب، مما أدى إلى قلب “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” رأسًا على عقب. حيث تحققت على يد الصقور الكثير من الإنجازات الأمنية التي تعاملوا معها بمهنية عالية، فحرروا رهائن الطائرات، وطاردوا الفارين وأبطلوا مفعول المتفجرات وقضوا على الإرهابيين.أما الذراع الآخر للاستراتيجية السعودية فهي اجتثاث الإرهاب من جذوره الفكرية، وكشف حقيقة الفئة الضالة ونشر الفكر المعتدل. فالإرهاب فكرة قبل أن يكون سلاحًا، فقد كان هناك ما يقارب 4000 معتقل أشرف عليهم عدد من رجال الدين السعوديين وعلماء متخصصين في علم النفس والاجتماع، فخضع خلالها المعتقلون لبرامج مكثفة سميت «المناصحة» أو إعادة تأهيل ذوي الفكر المتشدد والمتطرف إلى التيار المعتدل والوسطي، حيث ركزت عبر برنامجين أولهما التأهيل الإرهابيين الموقوفين بالمناصحة. وثانيهما رعاية الإرهابيين بعد قضاء المحكومية، ويشمل التأهيل النفسي والعملي لدمجهم بالمجتمع. وكانت النتائج باهرة لدرجة أن مجلس الأمن الدولي أشاد بهذه الخطوة، ودعا إلى تعميم التجربة السعودية عالميًا والاستفادة منها. كما كان للضربات الاستباقية للإرهاب عبر محاصرةِ تمويل التنظيمات المتطرفة وتجفيف منابع تمويله؛ ومحاصرة الداعمين له ماديًا بكشف خطط التمويل ووقفها، تأثير مهم جدًا على استئصال جذور هذه الآفة.

المقاربة الجزائرية لمكافحة الإرهاب

كانت قابلية وصول الربيع العربي للجزائر عالية كـ"قابلية الاستعمار" وهو مفهوم لخص فيه المرحوم «مالك بن نبي» مشكلة الاستعمار لبلده، بأنها قابلية تأتي نتيجة عيوب داخلية في المجتمعات نفسها، فدفعت بالكثير من أبناء الجزائر للحاق بالمستعمر الفرنسي بعد رحيله تتبعًا لنور باريس الثقافي والمعيشي، لينتهي بهم الأمر في الضواحي المعتمة الفقيرة. لكن الربيع العربي تلاشى قبل أن يصل إلى الجزائر فقد كانت الجزائر محصنة ضد القلاقل جراء عسكرة الشارع الجزائري التي كانت قائمة منذ عقد ونيف وسميت بـ"العشرية السوداء" في الجزائر كأصعب مرحلة في تاريخ هذه الدولة الحديث حيث اكتوت خلالها بهجمات الإرهابيين[3]. ويعتبر كثيرون أن المقاربة الجزائرية مثال ناجح في الحرب على الإرهاب قد انفلت الإرهاب ينشر الخراب تحت مسمى إسقاط النظام وإقامة «الدولة الإسلامية»، لكن الجزائر صمدت أمام الإعصار واستطاعت أن تنتصر على ‏الإرهاب وأن تفرض وجودها في النهاية، عبر الاستراتيجيات التالية:

-لم تتوقف جهود الجزائر على ملاحقة الإرهابيين داخل حدودها فقط، بل وملاحقة وتفكيك الشبكات ‏الإرهابية في محيطها أيضًا. ومؤخرًا تم تفكيك بعض الخلايا وإيقاف بعض المتورطين في تجنيد «الجهاديين» ‏لتنظيم «داعش»[4]. وفي هذا المجال اتبعت الجزائر استراتيجية الممرات الآمنة[5] عبر حدودها التي يبلغ طولها 4 آلاف ميل والتضاريس الجبلية في الشمال الشرقي، وهي فرصة سانحة أمام المتطرفين والتنظيمات الإرهابية للتسلل عبرها بسهولة. حيث قامت السلطات الجزائرية بفتح 4 ممرات آمنة لتشجيع المتطرفين على تسليم أنفسهم، والخروج من التنظيمات الإرهابية المنتمين لها، ووفقًا للحكومة أعلن عن وصول العديد من العناصر الإرهابية والمسلحين عبر الممرات.

- التنسيق الأمني، مع كل من تونس وفرنسا وإسبانيا وألمانيا ‏وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا، حيث إن تبادل المعلومات يتم أحيانًا بشكل يومي بين استخبارات هذه ‏الدول عن نشاط عدد من شبكات التجنيد مباشرة له عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. كما يشمل التنسيق المشاركة بصورة فعالة في أنشطة مكافحة الإرهاب عبر برامج متخصصة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تصميم برامج متخصصة لتقييم الطبيعة المتغيرة للتهديد عبر دول شمال إفريقيا ومنها الجزائر، كما شاركت الجزائر في تأسيس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في سبتمبر 2011م، كما يشمل التنسيق التعاون مع القوات الفرنسية في تطبيق استراتيجية أمنية لاستهداف التنظيمات الإرهابية، حيث تعرض تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لضربات موجعة، سواء تلك التي شنّها الجيش الجزائري أو تلك التي نفذتها القوات الفرنسية.

-تطوير القدرات ويتم برفع كفاءة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة العاملة في مجال مكافحة الإرهاب، بالتدريب وتحديث منظومة التسليح وأجهزة التنصت والمراقبة وبتحجيم المخاطر حيث نجحت الضربات الجوية والعمليات الميدانية في تحقيق الحد من توسع انتشار تنظيمي القاعدة و داعش، وتحجيم قدراتهما وقد تمكنت قوات الجيش من تفكيك تنظيم جند الخلافة في أرض الجزائر. وطرد مجموعة من المتشددين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية.والإصرار على القتال مع عدم تقديم الفدية للإرهابين لكون دفع الفدية لا يقوم سوى بتشجيع هذه الجماعات على تكرار أفعالها. ويسد باب مصادر التمويل التي تم تجفيفها. ففي إطار ِعملها المتواصلِ في مكافحةِ الإرهاب والجماعات المتشددة والداعمين لها ماديا نجحت الجزائر في اتخاذ إجراءات احترازية لكشف ووقف تمويل الإرهاب.

نقاط الضعف في التجربتين وجدوى التعاون

نقاط الضعف

رغم قوة الاستراتيجية التي تتبعتها السعودية والجزائر في مواجهة التطرف والإرهاب، إلا أن بها بعض نقاط الضعف، ومنها الانقياد للنهج الغربي في البداية في التعامل مع الفئة الضالة. كما أن عدم تحديد مفهوم الإرهاب خلط بين السلفيات الجهادية والدعوية، وشرع الأبواب لمهاجمة مناهجنا وقيمنا الإسلامية. كما أن تركيز قوات الأمن على الإرهاب أدى إلى فقدان الحزم في مجالات الأمن الأخرى الجنائية بل والحد من الرعونة وضبط حركة المرور. أما في الجزائر فقد أدت عسكرة الشارع إلى إطلاق العنان للكثير من المنظمات الحقوقية العالمية لمهاجمة منهج الجزائر في الحرب على الإرهاب، ربما لحرمانها العائدين من ممارسة حقوقهم السياسية، مما أثار نقمة بعض الراغبين في العودة ومراجعة أفكارهم، فلم يجدوا بديل له إلا للتمسك بالفكر المتطرف، واللجوء إلى العنف كأداة للتغيير.

دواعي التعاون

-هناك اعتراف دولي بالريادة السعودية ـ الجزائرية في مكافحة الإرهاب لأسباب منها[6]: وجود خبرة ميدانية ‏في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة. وامتلاكهما لقدرة ميدانية في تطوير هذه الخبرة إلى عمل مشترك. وأخيرًا عدم قدرة ‏دول عربية منفردة الإدارة القطرية لأمنها، فالإرهاب العالمي الحديث عابر للحدود.

-إن آثار الأعمال الإرهابية وحرب الإرهاب المدمرة لم تنتهٍ، فما زال هناك وجود ‏للتنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش والحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين وهي تنظيمات أصبح بعضها بمواصفات دول.

-مازال الإرهابيون قادرين على تنفيذ العمليات الإرهابية. ومازال انضمام الشباب العربي إلى خلايا نائمة إمر وارد. ومادام هناك عراق وسوريا وليبيا ويمن غير مستقر فستبقى كحواضن للإرهاب والقضاء عليها مهمة ينبغي أن تتولاها الدول العربية والمجتمع الدولي على حد سواء.

-تشرف الجزائر كما تشرف دول الخليج بصفة عامة على أهم النقاط الجيوستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث تشرف دول الخليج على مضيق هرمز الذي يربط بين الخليج العربي وخليج عُمان ثم المحيط الهندي، كما تشرف كتلة الجزيرة العربية على مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن ثم المحيط الهندي. كما تشرف السعودية على مضيق تيران في مدخل خليج العقبة. والجزائر من أكبر البلدان مساحة في العالم العربي وإفريقيا، كما تقع الجزائر بالقرب من دول جنوب الصحراء الإفريقية وقرب البحر الأبيض المتوسط، هذه الأهمية وكبر المساحة تجعل من الصعوبة بمكان أن تستطيع دولة بمفردها القيام بأعمال أمنية كبيرة كمواجهة الإرهاب.

– كانت دول الخليج والمغرب الأقصى الأقل تعرضًا للخلخلة من عاصفة الربيع العربي، ربما للقواعد الراسخة للحكم بمعظم دول الكتلتين؛ كعدم وجود مصالح مستقلة خاصة بالجيوش عن أنظمة الحكم فهي الحاكمة بالجزائر. وهي المنفصلة عن الحكم انفصالاً تامًا في الخليج العربي. ولوجود ثروات يحميها العالم من تبعات عدم الاستقرار. بالإضافة إلى بعد بعض هذه الأنظمة عن قلب الصراعات في المنطقة.

-بقاء قواتها العسكرية سالمة دون تفكك، مقارنة بجيوش مراكز الثقل التقليدي السورية والعراقية، واستثناء الحالة المصرية من ذلك المآل، مع عدم وضعها في نفس الوقت مصاف الجيوش الخليجية والجيش الجزائري الأكثر جاهزية والأحدث تسلحًا. مما يجعلهما الأقدر على دعم الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب.

- تملك الجزائر ودول الخليج قوّة موارد ستدفع لنجاح التكامل الاستراتيجي في محاربة الإرهاب. وبهما أيضًا استقرار سياسي دفعهما للعب أدوار هامة، مع طموح مستمر لتكون وسيط عربي وإقليمي بارز. بالإضافة إلى أن أي تبلور تحالف استراتيجي بين الجزائر والخليج سيكون له صداه فكلتاهما رقمين مهمين في المعادلة الإقليمية والدولية لا يمكن تجاوزهما.

أوجه التعاون الخليجي الجزائري في مكافحة الإرهاب

تعرضت93 دولة في العالم أي ما نسبته (57%) من دول العالم للإرهاب حتى الآن وسترتفع النسبة، وقد راح ضحيتها 32765 شخصًا. وهذا يعني أن أكثر من نصف دول العالم تعرضت للإرهاب، ويعني كذلك المدى والنطاق الذي وصل إليه الإرهاب كظاهرة عالمية متخطية للحدود الوطنية[7]. ويمكن التعاون في مجال الإرهاب بين الجزائر ودول الخليج عبر ثلاثة هياكل هي:

–       الهيكل العربي لمكافحة الإرهاب، ويتمثل في إطار جامعة الدول العربية، عبر الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الذي تم انعقاده في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة في 22 أبريل 1998م. لكون الجزائر ودول الخليج أعضاء موقعين لهذه الاتفاقية.

-هيكل التحالفات التي تجمع عددًا من الدول العربية إلى جانب قوى إقليمية ودولية بهدف محاربة الإرهاب، كالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وإفريقيا. وكمبادرات حلف الناتو بين دول الخليج ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.

-هيكل التعاون ويتمثل في الاتفاقات الثنائية بين الجزائر ودول الخليج منفردة أو مجتمعة، وهذه الاتفاقات تتضمن تعاونًا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتبادل الخبرات وتقديم المساعدات للبعض في مجال محاربة الإرهاب

- الانتباه إلى" الفراغ الكبير" الذي يوجد على المستوى الدولي في مجال وسائل التواصل. مما يتطلب التعاون في الحرب الاستباقية على الخطر الإرهابي مع شركاء من مختلف دول المنطقة العربية لتقاسم المعلومات الاستخباراتية والتعاون العسكري عبر دورات تكوين وتدريب متخصصة تهدف إلى دعم قدرات التحليل والوقاية من العمليات الإرهابية، ويكون موازيًا لها الحوار السياسي وتبادل الزيارات الهامة على غرار حوار استراتيجي سنوي مختص.

معوقات التعاون

--هناك ميل جزائري للابتعاد عن دول الخليج بل تبدوا وكأنها في المعسكر الآخر. فالجزائر تحتل مغاربيًا وإفريقيًا مرتبة الدولة الأكثر شراءً للسلاح بنسبة 54 %من مجموع ميزانيات الدفاع ‏الإقليمية. وتعد القوة العسكرية الأولى في المغرب العربي، من حيث التجهيز والكفاءة. لكنها رفضت المشاركة ‏في "عاصفة الحزم"، وأعلنت عن دعوتها للوساطة بين عبدربه هادي والحوثيين وإيجاد حل سياسي. كما ‏تحفظت على القوة العربية المشتركة، والتحالف العسكري الإسلامي ولم تشترك في "رعد الشمال". ويتعذر ‏صانع القرار السياسي هناك بأن عقيدة الجيش الجزائري العسكرية تمنع الجيش الوطني الشعبي عن أداء ‏مهام خارج حدود التراب الجزائري. رغم أن الجيش الجزائري لم يتردد في المشاركة في الحروب العربية الإسرائيلية خارج حدوده. ولأننا نعيش في زمن تفكيك التحالفات الإقليمية وإعادة تركيبها، فقد ظهر ‏جليًا تقرب الجزائر من إيران، مبتعدة عمن يناظرها هوياتيًا وعرقيًا، فسلوك الجزائر يضعها تقف بمسافة ‏أقرب من إيران، وكأن الجزائر تحاول الانسحاب من البيئة العربية، بل والانسحاب عن كل ما يتعلق بتحولاتها ‏كصعود القوى الخليجية. أو لأن إيران قادرة على الوصول بتأثيرها إلى كبرى دوائر صنع القرار الدولية. أو ‏لتعاظم نفوذ السعودية، وعملها لإبعاد إيران من المغرب العربي، وبعيدًا عن شريكها الاستراتيجي المملكة ‏المغربية[8].‏

- ان تحديات التكامل تتداخل بشكل كبير مع التهديدات التي يواجهها الأمن القومي العربي نفسه وتهديد المنظمات الإرهابية للأمن الإقليمي هو مشابه لغياب منظومة دفاعية عربية مشتركة، مع استمرار قضايا نزاع الدول العربية واختلاف توجهاتها واتهام بعضها البعض بكونها بيئة حاضنة للمنظمات الإرهابية والتطرف.

-الحضور الأمني الغربي في الخليج العربي، والفرنسي في الجزائر، وقيام أنظمة أمن فرعية مرتبطة فيها دول الخليج بدائرة الحلفاء أكثر من ارتباطها بنظام الأمن العربي واتفاقيات الدفاع العربي المشترك وإيمانها بأن الغرب أقرب من الجزائر وأسرع في الانفتاح سواء بالعمليات المحدودة ضد الإرهاب أو ضد خطر داهم من دولة أخرى.

متطلبات التكامل

يجب الالتزام بالواقعية في مقاربة مشهد التعاون المطلوب بين الجزائر ودول الخليج العربي في مكافحة الإرهاب، حيث أن أي نوع من التعاون يستلزم إطارًا وآليات ومتطلبات كإصلاح الجامعة العربية. وإقامة نظام الأمن الجماعي العربي، بإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وأحكام تلك المعاهدة التي تخص الإرهاب. كما لا ننسى أهميّة توّفر الإرادة السياسيّة لتفعيل العمل العربيّ المشترك عامّةً، والتكامل الأمنيّ والعسكريّ على وجه الخصوص اعتماد مبدأ بناء ثقة بين جميع الدول العربيّة، تكون أساساً لتطوير مشروع تكامل عربيّ أوسع نطاقًا وأكثر فعاليةً في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.

الخلاصات

تتشابه الظروف الدافعة لنمو الإرهاب في الخليج العربي مع مثيلتها في الجزائر. كما تتشابه جاهزية قوات الأمن الجزائرية وخبرتها في مكافحة الإرهاب مع تلك المتوفرة لأجهزة الأمن الخليجي. بالإضافة إلى تشابه المهددات الإرهابية المتمثلة بشكل رئيسي في التطرف الإسلامي المتدثر بعباءة الدين. وهناك الكثر من المفارقات التي قد تجعل من الصعب التقاء الطريق الخليجي والطريق الجزائري للسير لمكافحة الإرهاب. لكن ذلك لن يمنع من إقامة تعاون استخباري وتبادل الخبرات فالتجربة السعودية خصوصًا تشبه إلى حد ما بالتجربة الجزائرية والقاسم المشترك بينهما والنجاح في كسر ظهر الجماعات الإسلامية المتطرفة. لكن من المهم تحديد تعريف الإرهاب حتى لا ينتهي الأمر بنا ونحن نشاهد الجزائر مدافعة عن الفصائل الإرهابية التي تحارب إلى جانب الأسد أو أن ترتمي في حضن طهران مبرئة مكملات طهران الاستراتيجية من الجماعات الإرهابية نكاية بدول الخليج جراء تقربها من المملكة المغربية.

 

[1].السعودية والجزائر... تجارب رائدة في تجفيف منابع تمويل الارهاب.Al Aan TV تلفزيون الآن.28 اغسطس   2016

https://www.youtube.com/watch?v=tIrJHPT0p3Q

[2]. ياسر الشاذلي .الاستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب... الوقاية وإعادة التأهيل والنقاهة.جريدة الحياة.8 مارس 2015م

http://live.alhayat.com/Articles/7891829/

 

[3].ظافر محمد العجمي .قابلية وصول الربيع العربي للجزائر.مدزنة أمن الخليج العربي 3 ديسمبر 2011

http://gulfsecurity.blogspot.com/2011/12/blog-post.html

[4].محمد خليفة.الجزائر في مواجهة التطرف والإرهاب. صحيفة الخليج . 7 ابريل 2018 م

http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/06481819-c0f4-43bf-9762-‎b1b7fa91c98c

[5].إجراءات الحكومة الجزائرية لاستقبال المتطرفين العائدين من بؤر الصراعات.المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.08 أبريل, 2018

https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/3836

 

[6]محند برقوق. مقابلة مع البروفيسور محند برقوق الخبير الدولي في الشؤون الأمنية و الاستراتيجية .12 ‏سبتمبر 2010‏

https://www.djazairess.com/annasr/4989‎

 

[7]. سعود الشرفات.تأثير ظاهرة الإرهاب واتجاهاته المعاصرة على ظاهرة العولمة.مؤمنون بلا حدود.اكتوبر 2017م

http://www.mominoun.com/articles/تأثير-ظاهرة-الإرهاب-واتجاهاته-المعاصرة-على-ظاهرة-العولمة-5470

سسس

[8].ظافر العجمي .دول المغرب العربي وأمن منطقة الخليج رؤية مستقبلية المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات منتدى دراسات ‏الخليج والجزيرة العربية.الدوحة. 30 اغسطس 2016 ‏

مجلة آراء حول الخليج