صدر عن شركة المعرفة ـ الشقيقة لمركز الخليج للأبحاث ـ منذ أيام كتاب "المطامع الإيرانية في الدول العربية والإسلامية: دوافع وموانع ـ دراسة تحليلية استراتيجية" للمؤلف يوسف خطاب ـ عضو هيئة تدريس بكلية الملك خالد بالرياض .. وجاء الكتاب في حدود 550 صفحة، وهو دراسة علمية وفق أصول مناهج البحث العلمي، وليست وفقًا لهوى أو مواقف شخصية، بل من تحليل السياسات والمواقف الإيرانية سواء تجاه الداخل الإيراني، أو تجاه دول الجوار العربي، أو تجاه دول العالم.
اشتمل على ثلاثة أبواب، وتسعة فصول، تناولت "ايدولوجية ولاية الفقيه وأبعادها الدينية والتاريخية والسياسية "، "النفوذ الإيراني في العالم العربي والإسلامي ـ أهدافه وأساليبه وتناول تصدير الايدولوجية: المبررات والأهداف ـ تصدير الايدولوجية عبر القوة الصلبة ـ وتصديرها عبر القوة الناعمة " التصدي السعودي للمطامع الإيرانية وتضمن: العلاقات السعودية / الإيرانية ـ العداء الإيراني للمملكة العربية السعودية ـ تصدي المملكة للمطامع الإيرانية"
المؤلف اختتم الدراسة بقوله "ليس من بين أهداف هذه الدراسة امتداح مذهب أهل السنة، أو الانتصار لأتباعه، الذين تتجاوز أعدادهم مئات الملايين المنتشرين في كل بقاع العالم في صورة جاليات أو جماعات أو شعوب ودول، وليس من أهدافها انتقاد المذهب الشيعي، فلبعض فرقه اعتبارها بين المذاهب الإسلامية فالمدح أو القدح في أي من الطرفين هو إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية، التي تفكك الأمة وتجعلها لقمة سائغة في أفواه أعدائها المتربصين بها، وليس هناك عاقل مطلع على حقائق الواقع وتلاحق الأحداث، يمكن أن يدعم الصراع المذهبي أو يؤيده، لأن الفرقة بين أتباع المذاهب المتعددة أو بين أتباع المذهب الواحد بلغت حدَا ينذر بهلاك الأمة ودمارها، بعد أن تجاوز حدود الاختلاف في الرأي، إلى اختلاف القلوب والمصالح، وتحقيق المطامع والسعي وراء المغانم، وما استتبعها من شحناء وبغضاء واستباحة الدماء، فأضر بالأمة جمعاء دونما استثناء لاتباع مذهب بعينه، أو طائفة بذاتها، وفي النهاية هذه الدراسة تسعى إلى رصد الصراع المذهبي الذي اشتعل في المنطقة باسم الدين، عقب نجاح الثورة الإيرانية عام 1979م، واستيلاء نظام الملالي على السلطة وما ترتب على ذلك من نتائج سلبية وصراعات إقليمية محتدمة".
وجاءت نتائج الدراسة في 16 نتيجة منها:
نظام الحكم القائم في إيران منذ ما يقارب أربعة عقود، يستند إلى ايدولوجية عدوانية، وتستند الأيدولوجية الإيرانية إلى البعد الديني المذهبي الاثنى عشري لا يعني تطبيق ضوابط الدين في شؤون الحياة والسير على نهجه، وإنما هي استغلال للدين من اجل تحقيق أطماع القادة في إيران وتسخير الدين لتحقيق السيادة الإيرانية الفارسية على الدول العربية، لذلك لابد من نشر الوعي بين الناس بفساد ما يدعو إليه نظام الملالي وبطلانه.
وضرورة التنسيق بين المؤسسات الثقافية والعلمية والأدبية والمهتمين بالشأن الإيراني والإسلامي لبيان المفاهيم الإسلامية الصحيحة فيما يتعلق بالسياسة والحكم.
تفعيل دور المنظمات الدولية والعربية، وتوعية الدول في هذه المنظمات من خطورة الايدولوجية الإيرانية وتجنيد أبناء هذه الدول في الميليشيات الإرهابية.
تطوير التحالف الإسلامي العسكري ودعمه، وتوثيق العلاقات بين الدول العربية والإسلامية لمحاصرة المخطط الإيراني، والتواصل مع المعارضة الإيرانية ودعمها، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء المجتمع الإيراني وتوفير المبالغ التي ينفقها نظام الملالي على الأيدلوجية الإيرانية في الخارج حيث تنفق إيران أكثر من 30 مليار دولار سنويًا على تصدير التشيع والعقيدة الفارسية في الوقت الذي يعيش فيه 40% من الإيرانيين تحت خط الفقر.
وحث المجتمع الإيراني على أولوية تغليب المصالح الوطنية على الانتماءات المذهبية، وتحذير المكون الشيعي من الاستغلال الإيراني خاصة في الدول العربية والإسلامي، والزج بالدين في السياسية وتفريق جهود الأمة الإسلامية تحت نعرات طائفية ومذهبية ضارة بالأمة الإسلامية والدين الإسلامي.