صدر عن مركز الخليج للأبحاث وضمن منشورات "أوراق بحثية" كتاب تحت عنوان (العلاقات العسكرية والاقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي) للمؤلفة البريطانية الدكتورة اليزابيث ستيفنز، وهي أستاذة للعلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية بجامعة لندن .
تناول الكتاب بين دفتيه عدة فصول تناولت العلاقات الخليجية ـ الأوروبية من مختلف زواياها وهي كما يلي:
مقدمة، تضمنت نماذج الاقتصاد السياسي، واشتملت على الاعتماد المتبادل بين السوق والدولة ـ التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي ـ رؤية دول مجلس التعاون الخليجي للقضايا الأمنية ـ التأثيرات والعواقب المترتبة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون.
الفصل الأول: "تاريخ العلاقات الأوروبية مع الحكومات الخليجية" وتضمن بدايات الاحتلال الأوروبي ـ منطقة الخليج في القرن الثامن عشر ـ السيطرة البريطانية ـ نظام التصالح - تدهور مسقط وعمان، الكويت وقطر، الحربين العالميتين، تأسيس المملكة العربية السعودية، بروز الدول الخليجية الحديثة في القرن العشرين، العلاقات مع بريطانيا، ظهور شركات النفط، منح الامتيازات النفطية، إقامة حدود دول الخليج، النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج، الحكم في دول الخليج.
الفصل الثاني: "الثورة الإيرانية والحرب العراقية ـ الإيرانية" العوامل التي تحدد سياسات دول الخليج، العوامل التي تحدد السياسات الأوروبية.
الفصل الثالث: "البعد الاقتصادي للعلاقات الأوروبية ـ الخليجية" العلاقات التجارية، عوائق التحرر التجاري، منطقة التجارة الحرة المشتركة، الفوائد والمصالح، هل يمكن تسريع التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة.
الفصل الرابع: "الاتحاد الأوروبي مع دول مجلس التعاون في مجالي التمويل والاستثمار" وتضمن الخصخصة، أسواق المال، العمل المصرفي، العملة الموحدة في أوروبا والخليج، الطاقة وتشمل النفط والغاز وأمن الطاقة، الأمن السياسي والأمن المالي والاستثماري، والأمن التجاري
الفصل الخامس: "البعد العسكري للعلاقة الأوروبية ـ الخليجية" وتضمن حرب الخليج 1990 ـ 1991م، ومواقف بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، والكيفية التي تعامل بها الأوروبيون مع الأزمة على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي، وتجارة السلاح ـ الإرهاب الدولي، حرب الإرهاب، مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، وتطورات وتحديات مجلس التعاون، وتطورات وتحديات الاتحاد الأوروبي.
وتقول المؤلفة: ظلت العلاقات بين بلدان الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي تقوم على النمط الثنائي، وهو أمر أسهمت في بروزه عهود الاستعمار الأوروبي لمنطقة الخليج، ومن الناحية التاريخية كان لبعض دول الاتحاد الأوروبي نفوذ كبير في منطقة الخليج، وأسهمت تلك الدول بشكل فاعل في مسيرة التطورات التي شهدتها المنطقة وفي وضع الحدود الدولية الحالية بين دول الخليج المختلفة.
وكانت بريطانيا هي القوة الاستعمارية الكبرى في القرن التاسع عشر وسعت إلى السيطرة على منطقة الخليج لأسباب اقتصادية واستراتيجية بحتة، وحتى بعد انسحابها من المنطقة خلال فترتي خمسينيات وستينيات القرن الماضي لم تتناقص درجة الأهمية التي توليها للمنطقة.
ولا تتوقف المصالح الأوروبية في منطقة الخليج على عنصر النفط، والدليل على ذلك الدور الاستراتيجي الكبير الذي لعبته دول الخليج خلال فترة الحرب الباردة والتي سادها صراع الولاء بين القوى الرأسمالية والاشتراك، وكانت للأحداث الإقليمية أيضًا تأثير كبير على العلاقات بين دول الخليج والدول الأوروبية، ومن بين أهم تلك الأحداث اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979م، والغزو العراقي للكويت عام 1990م، وأدت هذه الأحداث إلى تغيير صورة العراق وإيران الأمر الذي انعكس على سياسات الغرب تجاه دول مجلس التعاون الخليجي ، وكان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وما أعقبها من هجمات انتحارية في الرياض والمغرب في مايو 2003م، أثر فاعل في زيادة الشعور الغربي بخطر الإرهاب وما يمكن أن يشكله من تهديد للمصالح الغربية في منطقة الخليج، مما أبرز أهمية المشاركة الأوروبية الفاعلة والعميقة في المنطقة.