array(1) { [0]=> object(stdClass)#13382 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 155

11 توصية أمام مجموعة العشرين لتعزيز اقتصاد التعليم الرقمي في العالم

الأحد، 01 تشرين2/نوفمبر 2020

في عام 1999م، أجرى سوجاتا ميترا، وهو أستاذ تكنولوجيا التعليم في المملكة المتحدة، تجربة فريدة تُسمى "الثقب في الجدار"، حيث تم تركيب جهاز كمبيوتر داخل كشك في أحد الأحياء الهندية الفقيرة. وسُمح للأطفال الذين بالكاد حصلوا على تعليم بدائي بالوصول إلى الكمبيوتر المتصل بالإنترنت من خلال ثقب في جدار الكشك.

وفي غضون أشهر قليلة، ابتكر الأطفال طرقًا لتصفح الانترنت في جميع أنحاء العالم بدون تلقي تعليمات أو مدربين أو دراية باللغة الإنجليزية. وفي نهاية القرن العشرين، أوضحت هذه التجربة أن التعليم القائم على الكمبيوتر كان سهلاً حتى بدون تدريب رسمي وبأقل استثمار. وتكررت هذه التجربة "التعليم طفيف التوغل" بنجاح من خلال أجهزة الكمبيوتر العامة في الأماكن المفتوحة في العديد من البلدان الأخرى.

ويشير هذا أيضًا إلى أن العالم يتسطح باستمرار بسبب التقدم التكنولوجي، وهي فكرة موثقة في كتاب توماس فريدمان لعام 2005م، (العالم مسطح).[i]

 

واستعرض فريدمان في كتابه محادثة مع ناندان نايلكاني، أحد مؤسسي شركة البرمجيات الهندية إنفوسيس، حيث أشار إلى غرفة الاجتماعات الدولية عبر الأثير الخاصة بالشركة، وهي تضم أكبر تلفزيون في آسيا – "حيث يمكن عقد اجتماع افتراضي مع الجهات الفاعلة الرئيسية لكافة سلاسل التوريد العالمية لأي مشروع كان وفي أي وقت". وقد أدى ازدهار البرمجيات "إلى خلق منصة جديدة، بحيث يمكن تقديم العمل الفكري ورأس المال الفكري من أي مكان. ويمكن تجزئتها وتسليمها وتوزيعها وإنتاجها وإعادة تجميعها مرة أخرى..."

 

وفي كتابه "العالم مسطح". أعاد فريدمان صياغة قول نايلكاني "إن الملعب يتم تسويته" أي كون التكنولوجيا تقدم فرصًا متساوية (نسبيًا) للجميع بغض النظر عن التقسيمات التاريخية والجغرافية والاقتصادية،

 

يأتي النموذجان التوضيحيان المذكورين أعلاه في وقتهما تمامًا وسط تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". وعلى صعيد التعليم، فقد أجبر فيروس كورونا نحو 2 مليار طالب – في الدول المتقدمة والنامية – من مختلف الأسر الغنية والمتوسطة والفقيرة إلى التوجه إلى التعليم الإلكتروني. وفي المجال الاقتصادي، أصبح العالم مسطحًا، بعدما أصبح الحصول على عمل عن بُعد والتجارة الإلكترونية له معنى جديدًا وبات أكثر إلحاحًا.

 

قد تُساعد "الحاجة" و"الشره" إلى المال، والتي يعاني منها معظم سكان العالم، على استعادة الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". وفي الواقع، قد تسفر الابتكارات الناتجة عن الأزمة، وخاصة في مجال الثورة الصناعية الرابعة، عن نتيجة أكثر ازدهارًا للاقتصاد العالمي خلال العقود القليلة القادمة. وبينما نسمع عن الجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية والأمن الجغرافي، فإننا غالبًا ما نتجاهل التكنولوجيا الجغرافية. وفي الوقت الحالي يُشار بشكل متزايد إلى أن الدولة التي تقدم أدوات تكنولوجية أو رقمية استراتيجية، وليس أدوات عسكرية، لتحسين الثروات الاقتصادية العالمية، هي في الغالب من ستهيمن على العالم في المستقبل.

 

وبالتالي، في حال جعلت التكنولوجيا العالم مُسطحًا، فإن التعليم الرقمي والاقتصاد الرقمي قد يجعلاه أكثر تسطحًا.

 

ومن غير المرجح أن يفقد التحول إلى التعلم عبر الإنترنت زخمه في عالم ما بعد جائحة كورونا، حيث سيصبح النموذج الهجين أو المختلط هو الوضع الطبيعي الجديد. وقد كشف تقرير حديث للأمم المتحدة عن أن الاستثمارات العالمية في تكنولوجيا التعليم بلغت 19 مليار دولار في عام 2019م، وفي عالم ما بعد كوفيد، من المتوقع أن يقفز السوق الإجمالي للتعليم عبر الإنترنت إلى 350 مليار دولار بحلول عام 2025م.

وأكد التقرير أن التعليم ليس مجرد حق أساسي من حقوق الإنسان، بل إنه حق تمكيني له تأثير مباشر على مباشرة جميع حقوق الإنسان الأخرى. إن التعليم يحقق الصالح العام العالمي، ومحرك أساسي للتقدم في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر باعتباره حجر الأساس لبناء مجتمعات سلمية عادلة ومتساوية وشاملة. وفي المقابل، عندما تنهار أنظمة التعليم، تتعذر استدامة السلام والمجتمعات المزدهرة والمنتجة".

 

ومن النتائج المثيرة للاهتمام في التقرير أنه من خلال الوصول إلى التكنولوجيا المناسبة، يحتفظ الطلاب بنسبة 25-60٪ من المعلومات في المتوسط عند التعلم عن طريق الإنترنت، مقارنة بنسبة 8-10٪ فقط داخل جدران الفصول الدراسية.

 

ولأول مرة منذ إنشائها على خلفية الأزمة المالية لعام 2008م، بدأت مجموعة العشرين في عام 2018م، في التركيز على التعليم، وقد أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى الإسراع في هذه العملية. وبعيدًا عن اجتماع وزراء التعليم في مجموعة العشرين الذي عُقد مؤخرًا عبر الإنترنت، فقد قامت مجموعة الفكر 20 (Think 20)، وهي مجموعة عمل عبارة عن شبكة استشارات في الأبحاث والسياسات منبثقة عن مجموعة العشرين، بتحديد تقنيات التعلم القائمة على الذكاء الاصطناعي باعتبارها الطريقة الأكثر ملاءمة لإصلاح الفجوات الحالية بين التعليم وسوق العمل. وعلاوة على ذلك، تم تطوير نماذج التعلم عن بعد من قبل جميع الحكومات لدعم العملية التعليمية، كجزء من تحالف التعليم العالمي لليونسكو.

 

وبالرغم من أن اقتصادات مجموعة العشرين ليست في أفضل حالاتها في ظل الجائحة، فيتعين النظر إلى ما هو أبعد من تحدياتها المباشرة وألا تتجاهل احتياجات المجتمعات النامية. وتشمل بعض التوصيات التي يتعين النظر فيها ما يلي:

- تعزيز المساعدات الإنمائية الرسمية المخصصة للتعليم الإلكتروني.
- تعزيز الاتصال الرقمي منخفض التكلفة من خلال إدخال تطبيقات ومنصات تكنولوجية جديدة تصميم أنظمة تعليم إلكتروني منخفضة التكلفة ومشتركة وعادلة ومستدامة، وخاصة باستخدام الهواتف الذكية.
- وضع تصور لطرق جديدة لمعالجة أوجه القصور في التعليم الإلكتروني والتدريب الإلكتروني للطلاب والمعلمين.
- تعزيز فرص التدريب المهني الرقمي.
- استكشاف خيارات تحويل منصات وسائل التواصل الاجتماعي إلى منتديات تعليمية وتوظيفية أو منتديات مُدرة للدخل.
- المشاركة في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في الأبحاث والمشاركة مع المؤسسات التعليمية والصناعية والشركاء الآخرين لتطوير نظام بيئي للذكاء الاصطناعي في البلدان النامية.
- تشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التعليم والتوظيف التي أطلقتها الحكومة (تعاون المعلمين والمبتكرين التقنيين والمستثمرين وواضعي السياسات وأصحاب الأعمال).
- تشجيع شركات التكنولوجيا المالية على تعزيز فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة عن طريق تعبئة الموارد المالية من خلال خطط التمويل المصممة خصيصًا لهذه الشركات.
- إدماج الألعاب في التعليم " gamification " (أي تطبيق عناصر اللعبة وآليات عملها في سياقات ومجالات أخرى غير مرتبطة بالألعاب كالتسويق والأعمال والإعلام والتعليم) لتسهيل فهم المفاهيم الصعبة.
- وجود تزامن بين التنويع الاقتصادي والاقتصاد المعرفي من خلال رقمنة التعليم والاقتصاد.
- التفكير فيما يتجاوز الاستثمارات الثنائية - المتعددة الأطراف والاستثمارات التعاونية الخاصة لرأس المال والخبرة من قبل دولتين أو أكثر من دول مجموعة العشرين في المجتمعات النامية.

 

ومع اتصال أكثر من نصف سكان العالم بالإنترنت، وبمعدلات نمو تبلغ 20٪ في البلدان النامية، من الصعب إنكار أن التواصل الرقمي هو السبيل إلى التقدم للأمام من أجل ضمان عالم أكثر شمولاً وإنصافًا واستدامة.

وبينما ينصب التركيز الحالي على تعظيم فوائد الثورة الصناعية الرابعة القائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات، فإن المبتكرين بدأوا في تخيل الثورة الصناعية الخامسة بالفعل. وفي منتدى دافوس عام 2019م، كان تفاعل التكنولوجيا والبيانات مع الوجه البشري موضوعًا تمت صياغته على شكل معادلة:

      قواعد البيانات + الذكاء الاصطناعي + الإنسان = وصفة سحرية                     "Blockchain + AI + Human = Magic"

 

 

 

 

مقالات لنفس الكاتب