التليفون المستعمل لدى الجميع و الرائج هو تليفون ( أي فون) المشهور ، وضع منذ فترة إعلانًا ترويجًا له قال ( صمم في الولايات المتحدة وصنع في الصين) عبارة قصيرة مختصرة تشير إلى ما نحن فيه من عالم مترابط و لكن في نفس الوقت متصارع. و كعادة المعلقين العرب سرعان ما ينظرون إلى التطورات ويتعجلوا الخلاصات ومن العرب اليوم من يدعو ( للنظر إلى الشرق)، بعضهم متفائل إلى درجة قصوى، حيث كتب جميل مطر ( محظوظون علماء العلاقات الدولية الشياب، لديهم فرصة تاريخية أن يكونوا شهودًا على آليات صنع نظام دولي جديد) هذه الرؤية تتعدى الكاتب إلى أن تكون توجهًا شبه عام بين المتابعين العرب و السياسيين، وخاصة من يناوؤن التدخل الغربي و خاصة الأمريكي، فهناك من يرى أن توسيع العلاقة مع الصين، ليس في المجال التجاري و لكن السياسي هي الأكثر فائدة ، لأنه يجلب (الحسنين) فهي بلد تشق طريقها بسرعة في الصناعات و بالتالي تنتج بضائع رخيصة بجودة معقولة تتحسن، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فليس لها أجندات حقوق الإنسان أو غيره من التي يصر عليها الغرب أو على فرضها . إلا أن ذلك يمكن أن يكون مقبولاً من جهة و مناقش من جهة أخرى، وهنا سوف أحاول أطرح الموقف من منظور المصالح الاستراتيجية .
كيف يفكر ورثة ماو تسي تونج:
ورثة ماو تسي تونج:
واحد من كل خمسة من البشر في هذا العالم مواطن صيني، ومائة من مجموع الشركات الخمسمائة الكبرى في العالم صينية، قد يكون السطر السابق هو ملخص لموقع الصين اليوم من العالم، فعدد ضخم من البشر وسباق اقتصادي محموم . أطلقت جائحة كرونا الجدل بين أقوى نظامين اقتصاديين في العالم ،و إذا استمر صراع الفيلين الكبيرين سوف يداس على كثير من (الزرع) في أرض الصراع ، و هي الدول المتوسطة والصغيرة، إذن ما يحدث بين العملاقين يعنيننا بشكل مباشر . لا أحد يستطيع على وجه الدقة أن يسير وراء اتهام الولايات المتحدة للصين إنها (صنعت) وباء كورونا، كل الإشارات العلمية المتوفرة تشير إلى أنه انطلق بسبب تواصل غير حميد بين البشر و بين الحيوان، إلا أن ما يمكن أن يقال مع شيء من الشك، إن الصين إما إنها لم تتعرف على الوباء و تأثيره المميت بشكل مبكر ، أو إنها علمت وربما قررت أن تخفي بعض الحقاق لعلها تستطيع السيطرة عليه، والاحتمال الأخير ممكن إن حسبنا عاملين الأول هو أن الوباء انطلق في فترة ذروة الأعياد الوطنية الصينية بالعام الجديد و ملايين ينتقلوا من مكان إلى آخر ،و ملايين أخرى تتجمع للاحتفال، والثاني هو طبيعة النظام الشمولي في أي مجتمع وهو الميل إلى التكتم أكثر من الميل إلى الإفصاح، والصين ليست استثناءً ، هذان العاملان كان لهما أيضًا نفس النتيجة في إيران، فقد كان هناك موسم انتخابات عامة لها مركزية في أيديولوجية النظام الذي يرغب أن يحشد لها أكبر عدد من الأصوات في ظل شبهة مقاطعة شعبية، و ثانيًا من جديد طبيعة النظام الشمولي في التكتم ، لذلك تفجر الوباء و سقط كثير من المرشحين و المواطنين الإيرانيين ضحية. الصراع السياسي الصيني الأمريكي أوصل وزير الخارجية الصيني إلى القول أن الولايات المتحدة ترغب في ( حرب باردة) وهو تصريح تم بعد نفاذ صبر النظام الصيني، الصراع للآخرين في العالم ليس له معنى، والبشرية تجاهد من أجل تقليل آثار هذه الجائحة وترجئ الحساب السياسي إلى المستقبل، ربما من وجهة نظر الإدارة الأمريكية القائمة يُقدم الصراع بعض المساعدة لتوجيه اللوم إلى آخرين، وصرف النظر عن أخطاء الإدارة ،ولكنه لا يقدم ولا يؤخر في سياسات المواجهة. بالعودة إلى الصين فإنها كانت تزحف بسرعة للالتحاق بالدول الصناعية ، وقد نجحت في الأربعة عقود الماضية ومنذ وفاة ما وتسي تونج و وصول الإصلاحيين بعد سنوات إلى قيادة الحزب الصيني، نجحت في اللحاق في عدد من البرامج الاقتصادية والتي شدت نظر العالم، حتى خرجت من الغرب تنظيرات مفادها أن الصين في طريقها إلى ( رأسمالية غربية و انفتاح ديمقراطي)! كان ذلك في الغالب من باب التمني. وعلى الرغم من أن الإصلاحات الاقتصادية الصينية كانت ناجحة بانتشال ملايين من الصينين من الفقر ، وتقديم حد أدنى من شروط الحياة الإنسانية، إلا أن معدل نصيب الفرد الصيني مازال دون مستوى المعدل العالمي ويقل بالثلثين على الأقل من متوسط دخل الفرد الأمريكي.
ليس في نظريات تاريخ الاقتصاد ما يشبه نسق التحول الصيني، فمن جهة هيمنة الدولة على السياسات الاقتصادية ، ومن جهة أخرى إطلاق محدود لأليات السوق المعروفة في الاقتصاد الحر ومعالم انفتاح على الأسواق العالمية. أحد عوامل نجاح الخطط الاقتصادية الصينية هو القضاء على الفساد تقريبًا، ليس هناك سجون للفاسدين في الصين فقط توجد مقابر ، القضاء على الفساد أحد أهم عوامل نجاح تجارب أخرى في العالم منها التجربة الكورية الجنوبية التي أودعت منذ سنوات قليلة أحد أهم مهندسي نهضتها الحديثة لي مونج باك وصاحب كتاب الطريق الوعر السبعيني لأربعين عامًا في السجن بتهمة الفساد ! لن يقود النجاح الاقتصادي الصيني حكمًا إلى انفتاح ديمقراطي في وقت ما من الحادي والعشرون ، لأن هذا العدد من البشر ( 1.4 بليون صيني) من الصعب توفير أكل ومسكن و عمل في ظل نظام مفتوح و تنافسي ، لا يزال الحزب الشيوعي الصيني يمسك بزمام التسيير والتوجيه لمجمل القطاعات الحيوية في نظام ساعدت التقنية الحديثة على انضباطه، ولا يزال الوضع السياسي غير قابل للتطوير و كذلك الوضع الاجتماعي مع قليل من الرتوش الخارجي. بالضغط على الصين من عدد من المناطق التي توجع قد ترجع الصين إلى الحقبة الماوية و الردة إلى التقوقع خلف ايديولوجيا تتعامل مع الهوية الصينية ضد الآخر ، مناطق الوجع المحتملة للصين هي ثلاث، هي الضغط الاقتصادي بما فيه رفع تكلفة الصادرات الصينية إلى مناطق عديدة من العالم، أما البابين الآخرين فهما على التوالي تايوان ، العضو المؤسس في الأمم المتحدة حتى عام 1971م، و هونكونج التي خرجت منها بريطانيا باتفاق مع الصين يحدد هويتها . تايوان هي الجيب المزعج للصين، وهي دولة معترف بها تحاول من جديد كسب مقاعد في المؤسسات الدولية، أما هونج كونج فهناك حراك سياسي واسع من أجل تثبيت استقلالها عن الصين والأخيرة تحاول إمساك أهم مقدراتها السياسية و الاقتصادية فيها . على الرغم من التطور التقني و العلمي الملحوظ في الصين، إلا أنها خلف الركب بمراحل، في الغالب دواء أو لقاح جائحة كورونا سوف يأتي من الغرب و ليس من الصين، ذلك أمر طبيعي فهي في مرحلة تقنية ( قبل ابتكارية) كما كانت الولايات المتحدة بعد سنوات طويلة من الاستقلال أو اليابان بين الحربين العالميتين. المشاهد أن القيادة الصينية تعرف مناطق قصورها، فهي لم تقدم نفسها للعالم كحامية و لا تهتم كثيرًا بنوع الحكم في الدول التي تتعامل معها، من هذا الجانب هي مأمونة المخاطر يهمها ترويج ما تصنع وهو حتى الآن ليس بالقليل أو الهين ، كما أن الصين ليس لها تاريخ في الاستعمار مثل بعض الدول الغربية أو حتى الشرقية، بل كانت محط استعمار طويل وقاسي .
العلاقات الصينية مع العالم:
تشتبك الصين في علاقات واسعة معظمها تجاري مع عدد واسع من الدول، و تصنع عددًا ضخمًا من الصناعات الاستهلاكية شبه الرخيصة نسبيًا، لذلك فإنها تتنافس بقوة مع الدول الصناعية الكبرى و خاصة الولايات المتحدة، والتي دخلت معها منذ فترة في السنوات الأخيرة في صراع تنافسي حاد و صل إلى مراحل فرض قيود على البضائع (ضرائب ترامب) و قيود مضادة، الملف بين الولايات المتحدة و الصين أكبر من التنافس التجاري، وهو أيضًا يشمل ملف ( الاحتباس الحراري) و الذي يؤرق العام، ولو أن هناك جهودًا لفصل الملفات عن بعضها إلا أنها في ( السياسة) تتشابك، فالاقتصاد الصيني الآن و في المستقبل يحتاج إلى الوقود الأحفوري و خاصة الفحم المتوفر في الأراضي الصينية من أجل استمرار الصناعة الصينية الكثيفة والرخيصة، ولذلك فإنها تقول علنًا إن حقها في استهلاكه كمثل حق الغرب و الذي قام باستهلاكه لسنين طويلة و هي قادمة إلى استهلاك الوقود الأحفوري مجددًا، وهذه الذريعة لا تلقى قبولا لدى الغرب بشكل خاص وأيضًا لدى العالم بشكل عام ، و يراها البعض طريقًا لتهرب الصين من مسؤولياتها العالمية و العالم ترتعد فرائصه من احتمال وشيك على تغير مناخي هائل كما قالت وثيقة الأمم المتحدة الأخيرة الملف الأخير هو ما يعرف بحقوق الإنسان، و هو ملف تًصعد فيه الولايات المتحدة بين فترة وأخرى على خلفية حقوق الأقلية المسلمة ( الايجور ) في الصين و أيضًا على أحداث هونج كونج ، المشار إليها ، و التي يرى الغرب أن الصين انتهكت الاتفاق البريطاني / الصيني الذي تم في الأول من يوليو 1997م، وكان بموجب شروط وسمي وقت ذاك ( نقل سيادة هونج كونج ) أو ( التسليم)، وقد بدأت الصين في السنوات الأخيرة تقلل من سيادة هونج كونج و تخفض سقف الحريات فيها كما تتهمها دول الغرب، أما الموضوع الشائك بين الغرب و بين الصين فهو جزيرة تايوان أو الصين الوطنية والتي تطالب الصين بضمها إلى الأرض الصينية الأم الأمر الذي يثير صراع خفي في بحر الصين، وليست استراليا بعيدة عن الصراع مع الصين فقد حدث بينهم شبه قطيعة بسبب الإغراق التجاري الصيني، مما جعل استراليا ترفع الضرائب، وقد رد عليها أحد المسؤولين الصينيين ( نحن لا نريد أعداءً أما إذا عزمت استراليا بها )!! ، و رغم أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول مع الاتحاد الأوروبي متخطية حليف الاتحاد الولايات المتحدة ، إلا أنها من جانب آخر تنافس مع الغرب ويظهر أكثر في التنافس على الأسواق في دول العالم الثالث و في إفريقيا فالصين تقدم المنح وتبني مجانًا مباني لبعض المؤسسات، كما حدث في إثيوبيا عندما تبرعت الصين ببناء مبني حديث لمقر الوحدة الإفريقية، ومن ثم دخلت مع إثيوبيا في مشروعات كبرى منها سد النهضة و الذي يسبب إشكالاً عميقًا بين دول النهر ( إثيوبيا و السودان و مصر ) وتقف الصين موقف المدافع في المحافل الدولية أو على الأقل الحامي ضد أي إدانة لإثيوبيا مهما صغرت في هذا المجال، إلا أن الملف نفسة ( المساعدات للعالم الثالث) لا يخلو من منقصات، فقد أبدت بعض الدول المدينة للصين عجزها عن سداد المساعدات السخية، في المقابل استولت الصين على مشروعات لدى هذه الدول مثل الموانئ أو سكك المواصلات لاستثمارها لصالح تسديد الديون، كما ثارت بعض المجتمعات الإفريقية بسبب التنافس كما حصل في النيجر ، عندما و جد مصنعو القمصان المحليين قد خسروا السوق المحلي بسبب التنافس الصيني ليس في الصناعة فقط ولكن أيضًا في نقاط البيع، لذلك حدث شغب شعبي، كما حدث ذلك في السنيغال عندما اشترت الصين معظم إنتاج الفول السوداني فيها فتعطلت مصانع زيت الفول السوداني في البلاد، مما يخلق نوعًا من الاستياء في أوساط تلك الشعوب، و لا توجد مدينة كبيرة أو صغيرة تقريبًا في العالم اليوم لا يوجد فيها ( (المول الصيني) وفي بعضها أكثر من واحد، يبيع منتجات صينية جيدة الصنع نسبيًا ورخيصة أيضًا .
العلاقات البينية و الثقافة :
كل دول مجلس التعاون لها علاقة دبلوماسية مع الصين و أيضًا علاقات متطورة سياسيًا و لعل الثقل في العلاقات العربية \ الصينية هو الثقل الخليجي، لا لأن السوق الخليجي لديه قدرة شرائية كبيرة، ولكن أيضًا لان الصين تستورد النفط و الغاز من الخليج، وهو الأقرب لها جغرافيًا، كما ترتبط بمصالح نفطية حيث أنشأت المملكة العربية السعودية مجمع ضخم للبتروكيماويات في الصين وكانت الكويت قد دخلت في مفاوضات منذ سنوات لمثل هذا المشروع و لكن المفاوضات فشلت. و في ما بعد تحرير الكويت 1991م، قررت الحكومة الكويتية أن تقوم بربط نفسها باتفاقيات سياسية مع الدول الخمس صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن و لكن كانت الصين هي الدولة الأصعب في التفاوض و لم تخرج إلا بشي قليل من التفاهمات، لأن السياسة الخارجية الصينية تتخذ سياسات ضد التحالفات التي ترتبط بثقل شبه عسكري. من هنا فإن القول أن تكون الصين جزءًا من تفاهمات سياسية\ امنية سابق جدًا لأوانه . و لقد لفت الانتباه مؤخرًا أن اللغة الصينية تنتشر في العالم ويقبل عليها ، وذلك ربما مفاجئة الطلاب الأمريكان ،و الذين تقوم الشركات ذات المصالح في كلا البلدين بتشجيعه ، أما في الإطار الغربي
اللغة الصينية عربيًا و خليجيًا
بالتزامن مع تأصل العلاقات الودية بين الصين والدول العربية أصبحت "الصينية" من اللغات التي تحظى بإقبال كبير من الشباب لتعلمها والتعرف على واحدة من أقدم حضارات العالم، دعم ذلك التوجهات الحكومية التي أضافت تدريس اللغة الصينية ضمن مقرراتها التعليمية خاصة في الجامعات.
وخلال 2019م، أنشأت الصين 12 معهدًا من معاهد (كونفوشيوس) و4 فصول دراسية لتعليم اللغة الصينية في 9 دول عربية، وقدمت دورات تدريب أكاديمية لـ70 ألف طالب، فيما شارك 13336 طالبًا في اختبار إجادة اللغة الصينية المعروفة باسم "HSK".
في الإمارات، اهتمت الحكومة منذ عام 2018 م، بتعليم اللغة الصينية لأبنائها وأدرجتها ضمن نظام التعليم الوطني، لذا أطلقت برامج تختص بذلك في 100 مدرسة حكومية ابتداء من مرحلة رياض الأطفال، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين وتعريفهم بواحدة من أقدم لغات العالم وأعرق ثقافاته.
وصرحت وزارة التربية والتعليم الإماراتية بأنها تخطط لتوظيف 150 مدرسًا صينيًا، كما تود نشر برنامج تعليم اللغة الصينية في 200 مدرسة حكومية. أيضًا أطلقت الأكاديمية الصيفية لشباب الإمارات دورات عدة لتعليم اللغة الصينية بينها دورة 2019م، التي ركزت على تعليم أساسيات هذه اللغة وشهدت إقبالاً كبيرًا عليها خاصة من الطلبة الجامعيين.
لكن أول مدرسة لتعليم اللغة الصينية في الإمارات دشنت قبل ذلك بكثير، وبالتحديد في عام 2006م، وحملت اسم "حمدان بن زايد" وأقيمت بتوجيه من الحكومة لإعداد طلاب قادرين على التحدث بهذه اللغة، ولقيت الفكرة إقبالاَ كبيرًا من أولياء الأمور وتخطى العدد بحول 2019 نحو 700 طالب.
وبشكل عام، يقبل الشباب الإماراتي على تعلم اللغة الصينية لما تمثله من ثقل ثقافي عالمي، وباعتبارها "لغة المستقبل" التي تعبر عن قوة سياسية واقتصادية عظمى، وهي سوق اقتصادية واعدة قد تصبح الأكبر عالميًا خلال سنوات.
تبادل معرفي
أما في مصر، فقد وقعت حكومتا البلدين خلال 2020م، مذكرة لدمج تدريس اللغة الصينية في نظام التعليم ما قبل الجامعة، الابتدائي والثانوي، كلغة ثانية أجنبية اختيارية.
ومن المتوقع أن يغطي نحو 12 مليون طالب ابتدائي وثانوي، بهدف توطد سبل التواصل بين الشعبين، والاستفادة من التجربة الصينية الفريدة في التنمية الاقتصادية والمجالات الأخرى.وتساعد بكين القاهرة في العديد من المجالات التي تتضمن إنشاء محطات طاقة شمسية في المدارس، وتأسيس ورش تعليم فني وتركيب شاشات إلكترونية في المدارس الثانوية وإقامة فصول ذكية. ووفقًا للسفارة الصينية بالقاهرة، فإن هناك 16 جامعة في مصر أسست أقسام لغة صينية أو تدرجها ضمن مناهجها، كما أنشأت الحكومة الصينية مدرستين في مصر وفقًا لبرنامج مساعدات تعليمية.وفي عام 2019م، وقدمت بكين أكثر من 300 منحة ماجستير ودكتوراه للمصريين وفقًا للسفارة الصينية لدى القاهرة.
أما المملكة العربية السعودية فقررت إدراج تعليم اللغة الصينية ضم مناهجها الدراسية بجميع المراحل التعليمية؛ سعيًا لتعزير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وتعميق الشراكة الاستراتيجية على كل المستويات.
ومن شأن اتفاق إدراج اللغة الصينية أن يعزز من التنوع الثقافي للطلاب في المملكة ويفتح آفاقًا دراسية جديدة أمامهم، وهي خطوة نحو المستقبل الذي تطمح إليه السعودية في مجالات العلوم والصناعات التكنولوجية المتطورة، وبما يسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد "رؤية 2030".ومن المقرر أن تمول الصين جزءًا من برنامج تعليم لغتها في المملكة، ما يخلق 50 ألف وظيفة لمعلمين سعوديين يدرسون اللغة الصينية.كما أن تعلم اللغة سيعطي أولوية للسعودي للاستفادة من الاقتصاد الصيني الكبير سواء في التجارة أو السياحة، كون المملكة تستهدف 20 مليون سائح صيني..وزارة التعليم السعودية بدأت تدريس اللغة الصينية في مدارسها عام 2020م، كمادة اختيارية وكمرحلة أولى من الخطة التي من المقرر تعميمها على نطاق أوسع يشمل الجميع، إذ اكتفت الحكومة بتدريسها في 8 مدارس للبنين بالمرحلة الثانوية للمقررات، 4 منها في الرياض، و2 في جدة، و2 بالمنطقة الشرقية، على أن تتوسع فيما بعد.
اهتمام عالمي
"الصينية" واحدة من اللغات الشائقة التي يقبل على تعلمها شباب الدول المختلفة وتضاعف رواجها خلال السنوات الماضية، وساعد في ذلك تضمينها في أنظمة التعليم والامتحانات بالعديد من الدول.ففي الولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وأستراليا أصبحت الصينية واحدة من اللغات الأجنبية لامتحانات القبول بالجامعة. أيضًا هناك أكثر من 150 جامعة و700 مدرسة ابتدائية وثانوية في فرنسا تقدم دورات في تعليم اللغة الصينية، كما أنشأت وزارة التعليم الفرنسية مهنة خاصة للإشراف على جودة تعليمها.وبشكل عام، أدمجت أكثر من 70 دولة حاليًا تدريس اللغة الصينية ضمن نظام تعليمها الوطني، بإجمالي أكثر من 4 آلاف جامعة و30 ألف مدرسة ابتدائية وثانوية و45 ألف مدرسة ومعهد تدريب في العالم، كما بلغ عدد الذين يدرسون ويستخدمون هذه اللغة خارج الصين نحو 200 مليون. والفضل في تعلم هذا العدد الضخم اللغة الصينية يرجع بشكل كبير إلى جهود حكومة بكين، خاصة مركز التعاون والتبادلات بين الصينية واللغات الأجنبية الذي وضع 4 برامج لتعليم هذه اللغة، وهي الخدمة السحابية لـ"اتحاد اللغة الصينية وتطبيق الجوال" ونادي "جسر اللغة الصينية" ومشروع "تعليم اللغة الصينية عن بعد" وأيضًا مشروع "مركز اختبار مستوى تعليم اللغة الصينية"، إذ توفر هذه البرامج مساعدة تعليمية عبر الإنترنت للمدارس والمؤسسات والمعلمين والطلاب المشاركين في التعليم الصيني.
الخلاصة
يتفادى البعض توصيف العلاقات الصينية مع الغرب على أنها (حرب بارده) و يفضل الخبراء استخدام مفهوم جديد وهو ( السلام البارد ) فالصين تتوجه إلى التوسع الاقتصادي و ليس لها تاريخ استعماري أو تدخل عسكري وقواعد خارج بلادها، لذلك فإن دول الخليج تستطيع أن تستفيد اقتصاديًا في حدود مصالحها و لكن لا تستطيع ان تستبدل العلاقات الاستراتيجية مع الغرب خاصة الولايات المتحدة، وقد يأتي اليوم أن استمر السلام البارد باتجاه السخونة أن تخير المنطقة بين تحالفين وذلك يوم يتوجب الاستعداد له.