فرضت أزمة أوكرانيا على جميع الدول أن تعيد النظر في خياراتها، فالحدث المجرد لكل من يريد أن يرى أنه هو محاولة دولة كبيرة جارة أن تُخضع جارة أصغر مجاورة لها بالقوة، والكبيرة ليست فقط كبيرة ولكن قوة نووية عظمى هذا هو الحدث بصرف النظر عن التفاصيل. لقد فرض هذا الحدث انسدادًا على أعلى مستوى في العالم (مجلس الأمن) حيث قامت روسيا برفض قرارًا مقترحًا في مجلس الأمن، إلا أن اجتماع الجمعية العامة الذي تم في مطلع شهر مارس 2022م، ثبت قرار الإدانة من أغلبية أصوات دول العالم، وهي إدانة وإن لم تكن ملزمة، إلا أنها أخلاقيًا وسياسيًا لها ثقلها التاريخي. كما إنه فجر صراعًا كان مكبوتًا بين معسكرين كبيرين لم يحدث مثله منذ الحرب العظمى الثانية.
منذ الحرب العالمية الثانية استقر القانون الدولي على تحريم وتجريم أن تقوم دولة باحتلال دولة أخرى باستخدام القوة، حدث اندماج بين دول وتفكك في دول أخرى، ولكنه حدث بالتراضي أو من خلال الاقتراع العام حتى لو كان شكليًا كما حدث في جزيرة القرم عام 2014م، .انما الاعتداء على دول بقوة السلاح مجرم، لقد جرم في الأمم المتحدة بعد الحرب العراقية الإيرانية بوضع تبعات الاعتداء على العراق بعد لجان تقصي الحقائق المثيرة، أيضًا بصرف النظر عن التفاصيل، كما جرم في حالة غزو النظام العراقي للكويت عام 1990م، وصدرت عدد من القرارات حتى تحت الفصل السابع والذي يجوز أن تحرر البلاد بالقوة الدولية و إدانة المغتصب ،وهو ما حصل، ودفعت العراق مبالغ كبيرة للتعويض عن ذلك الفعل الشائن.
الذرائع التي قدمتها الإدارة الروسية لتبرير احتلالها لأوكرانيا كثيرة، وقد تناولها الإعلام بكثافة، كما أن الدفاع القانوني والسياسي الأوكراني أصبح معروفًا للعام، وكذلك رفض شعبها في أغلبه، وأيضًا مواقف معظم الدول في العالم تجاه الحدث، إلا أن ما هو قيد البحث هنا، كيف أثر ذلك الحدث ويؤثر على أمن الدول كبيرها وصغيرها في خضم اختلال واضح لقواعد الأمن العالمي، كما قررت بعد الحرب العالمية الثانية.
أمن دول الخليج: استقر الأمن في الخليج لفترة طويلة بسبب تواجد النفوذ البريطاني منذ أوائل القرن التاسع عشر ، ثم تصاعد هذا النفوذ مع ظهور عاملين مهمين، الأول المصالح وخاصة المصالح النفطية التي تفجرت ثروتها في دول الخليج تقريبًا منذ الثلث الأول للقرن العشرين ،والثاني هو الصراع الأيديولوجي الغربي/ الشرقي، الذي احتدم بعد الحرب العظمى الثانية، فقد تمدد نفوذ المعسكر الشرقي من خلال الاتحاد السوفيتي في جنوب الجزيرة ( جمهورية اليمن الديمقراطية) وميل للدول الثورية (على رأسها مصر) ولكن أيضا العراق وليبيا ومعظم الدول العربية التي عرفت الانقلابات العسكرية، للتحالف مع المعسكر الشرقي، و من جهة أخرى تدخل أكبر للولايات المتحدة الأمريكية في الأمن الاستراتيجي للمنطقة، فقد كانت منطقة الشرق الأوسط ساحة صراع كثيف إبان ما كان يعرف بالحرب البادرة، إلى درجة ظهور ما عرف بـ ( الحياد الإيجابي) وهو تعبير مطاط اكتشف الجميع بعد حين أنه ليس له معنى على أرض الواقع، وخاصة بعد ضعف ثم تفكك الاتحاد السوفيتي، إلا أن إقليم الخليج كان مع المعسكر الغربي وذلك تحقيقًا للمصالح ولأن معظم العلاقات الاستراتيجية كانت معه، وقد أخذت الولايات المتحدة السهم الأوفى في العقود الأخيرة، وخاصة بعد تحرير الكويت من العدوان العراقي.
حصلت معظم دول الخليج على استقلالها في عقدي الستينات (الكويت) والسبعينات (البحرين، قطر، الإمارات، عمان) في الوقت الذي كانت دائمُا المملكة العربية السعودية بلادًا لم يكن للاستعمار فيها موقع قدم، مع تعاملها المباشر مع القوى السائدة في المنطقة، سواء كان الانجليز أو الأمريكان، بعد اكشاف النفط في المملكة العربية السعودية أصبحت العلاقة مع الولايات المتحدة علاقة استراتيجية واستمرت لعقود طويلة، في بعض الأوقات مع انخفاض في درجة التعاون، وبعضها مع تعاون أكبر وأوضح إلا أن العلاقات لم تنقطع.
تعرف دول الخليج الصغيرة مدى تواضع قدراتها العسكرية من جهة وخطورة انكشاف أمنها الوطني من جهة أخرى على المخاطر الإقليمية، فكانت محاولة الاتحاد التساعي (الذي يضم الإمارات السبع وكل من قطر والبحرين) في سبعينات القرن الماضي، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، وتم استقلال البحرين وقطر، ومن ثم دولة الإمارات في أوائل سبعينات القرن الماضي، وارتبط الجميع أولا باتفاقات سياسية وعسكرية مع المملكة المتحدة، ومن ثم مع الولايات المتحدة.
صراع ما عرف بـ (الثورة) و (الثروة) في الفضاء العربي الاستراتيجي ألقى بظلاله على المنطقة بكاملها، وقد خاضت الجمهورية العربية (مصر) حروبًا كلامية وأيضًا ساخنة من خلال مناصرة شريحة من اليمنيين في ستينات القرن الماضي ، كما حدث أن احتل العراق الكويت عام 1990م، بعد مناوشات كلامية وإعلامية بل وصدامات عسكرية، كما كان هناك أيضًا الكثير من الخلافات الحدودية بين عدد من دول الخليج، ثم جاء ما عرف بالربيع العربي ، والذي كاد أن يخلخل أمن بعض دول الخليج الصغيرة، ثم أصبح هناك قطيعة عام 2017م، بين قطر من جهة وكل من البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر من جهة أخرى، ما لبثت ان سُويت باتفاق العلا المعروف .
كل هذا المشهد بسنواته الطويلة والحافلة بالأحداث خلف ضعفًا استراتيجيًا في جدار الأمن الخليجي، مع التذكير أن القلق الذي سببه اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1981م، عجل من التقارب الخليجي /الخليجي، وظهر مجلس التعاون والذي بًنى عليه كثيرون من أبناء المنطقة الكثير من الآمال في التعاون الاقتصادي وأيضًا العسكري والاستراتيجي، وحقيقة الأمر أن هذا المجلس حقق إنجازات لا يستهان بها، إلا أنه في الربط الاستراتيجي ( الأمني الإقليمي) لم يستطع أن يحقق الكثير ، رغم كل التحديات التي واجهت وتواجه الإقليم الخليجي ، ثم أصبحت تلك التحديات أضخم وأكثر سخونة بانفجار الحرب الروسية / الأوكرانية .
الخليج والولايات المتحدة: كان النجاح الأكثر وضوحًا في العلاقات الخليجية ــ الأمريكية هو عندما شاركت الولايات المتحدة بقوة سياسية وعسكرية في تحرير الكويت، وهناك الكثير من التفاصيل التي يمكن الحديث عنها، ولكننا نتحدث عن النتائج، ولما قررت الولايات المتحدة كما قالت (تحرير العراق من النظام القمعي الشمولي) في عام 2003م، كان لبعض دول الخليج تحفظات على النتائج غير المؤكدة لذلك التحرير، وثبت مع الزمن أن تلك التحفظات في مكانها. إلا أن موقف الولايات المتحدة غير الناضح (على الأقل) تجاه ما عرف بالربيع العربي، ومن ثم الاضطراب الذي عم منطقة الشرق الأوسط من تونس إلى ليبيا إلى اليمن إلى سوريا ،وضبابية الموقف الأمريكي منها، جعل من دول الخليج بعامة تعيد النظر في العلاقة مع أمريكا أو على الأقل تضع العلاقات موضع تساؤل، فقد انحازت الولايات المتحدة سياسيًا مثلاً للحراك في البحرين دون تبصر، كما غضبت مما سمته تدخل المملكة العربية السعودية في تلك الجزيرة دون مبرر ، وساعدت على الإطاحة بأنظمة عربية دون معرفة ما سوف يأتي به اليوم الآخر . من جهة أخرى أصبحت السياسة الخارجية الأمريكية جزءًا من السياسة الداخلية، بعد أن مرت فترة ذهبية كان الخارج والداخل منفصلان في السياسات الأمريكية، كما أن ضعف الرؤساء وربما شعبيتهم (الرؤساء الأمريكان بعد بوش الأب) ارتخت قدرتهم على التفريق بين العاجل والآجل، وبين المصالح وما يعتقدوا أنه مبادئ. أما الطامة الكبرى فقد حدثت على الصعيد العالمي وهو الخروج شبه المُذل لقوى حلف الأطلسي والقوة الأمريكية من عام 2020م، لقد كانت مشاهد (مذلة) ومحرجة حتى أسوأ من الخروج من فيتنام منتصف سبعينات القرن الماضي. إلا أنه من طرف آخر فإن دول الخليج ترتبط مع (الغرب) أي الولايات المتحدة وأوروبا والجسم الديمقراطي/ الرأسمالي في العالم (مثل استراليا واليابان وكوريا الجنوبية) (الغرب الرأسمالي) ترتبط بمصالح كبيرة، فهناك معظم استمارات دول الخليج البالغة تريليونات الدولارات، وهناك النظام البنكي العام الموحد، كما أن هناك التقدم التقني والسلاح المتطور، كما أنها تحمل (قيمًا) مهما نظرنا إليها إلا أنه في المجمل قيم إنسانية.
الخليج وتداعيات أوكرانيا
هي حرب بين دولة كبرى ودولة أصغر منها، لا تشبه الحروب السابقة، التي حدثت بعد الحرب العظمى الثانية، معظم ما حدث من حروب في فترة السبعين عامًا الماضية كانت حروبًا بالوكالة، حرب أوكرانيا بالأصالة بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية المدججة بأسنان نووية، ولكن أيضًا تشارك فيها بدرجات الدول الغربية (بالمعنى السياسي) أي الولايات المتحدة وأوروبا، واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وعدد آخر مما يعرف سياسيًا (بالمعسكر الغربي). هي حرب لن تضع أوزارها في الغد، فلها ما بعدها من النتائج السياسية والاستراتيجية، لقد كشف كل معسكر أوراقه علنا، (وأخرج ما في الصدور وخائنة الأعين) !، كان من السهل الحديث أيام الإمبراطورية السوفييتية أن هناك خلاف أيديولوجي صلب يباعد بين اجتهادين للمسيرة الإنسانية، لم يعد الأمر كذلك، فما هو تكيف الصراع اليوم؟ ربما الأقرب إنه صراع مصالح، وأيضًا صراع على التاريخ السابق واللاحق! أي العودة إلى الإمبراطوريات ومراكز النفوذ وأيضًا الصراع على الموارد. مهما كانت الأسباب فإن التداعيات كما تبدو مؤشراتها الحالية ضخمة، واحتمال توسع الحرب لا يتوجب أن يُتجاهل، كما أن احتمال التغيير في عدد من العلاقات الجيوسياسية قد يكون الأقرب إلى الحدوث. ما هي تداعيات الحرب على منطقة الخليج بشكل مباشر والفضاء العربي ؟، يمكن ملاحظة عددًا من المؤشرات بدأت منها خمس واضحة ورئيسية حتى الآن:
أولًا: الحاجة إلى الطاقة، فمن المعروف أن روسيا تمد الدول الأوروبية بالطاقة (النفط والغاز) بل وحتى اليورانيوم المخصب! فلديها اليد العليا حتى الآن اقتصاديًا، ولكن معاداتها من الغرب قد لا تضمن أن تستمر في إرسال شريان الحياة إلى الصناعة الغربية، ومن هنا يتجه المعسكر الغربي إلى منطقة الخليج مرة أخرى كونه مخزن للطاقة. حتى أشهر قليلة كان الغرب يعطي ظهره للمنطقة ( تعبير مجازي) ولا يأخذ هواجسها مأخذ الجد، سواء الحرب في اليمن، أو التهديد الإيراني أو حتى التدخل التركي ؛ كان التركيز كما تقول مؤسساتهم وسياساتهم على الصين وما جاورها، كونها تشكل التحدي الاقتصادي و التقني الأهم لهم، حرب أوكرانيا قلبت المعادلة رأسًا على عقب ، فحضر أو اتصل العديد من المسؤولين الغربيين من أرفع المستويات إلى منطقة الخليج من أجل تأكيد إمدادات الطاقة، بل وتأمين الكثير منها في المستقبل ، إلا أن أسواق الطاقة كانت قد استقرت في شراكة ما يعرف بأوبك بلس، وفيها المكون الروسي أساسي، هنا العقبة التي لا بد من مواجهتها، ولن تكون المواجهة آنية بل سوف تعتمد كثيرًا على تطور مسار الصراع العسكري في أوكرانيا .
المعسكر الغربي ينتظر الطاقة أيضًا من أماكن أخرى أقرب إلينا وهي إيران، التي يتوقع الغرب أنه بمجرد أن يوقع معها اتفاق نووي جديد، يمكن أن تتدفق سيولة جريان النفط الإيراني، وربما الغاز أيضًا إلى الدول الأوروبية؟ إلا أن السؤال أي ثمن سياسي يمكن أن يًسدد؟ هل هو إطلاق يد إيران في المنطقة، وتشجيع ميليشياتها على التغول على الحكومات والمجتمعات المجاورة ؟، وإن تم ذلك فإن أقل تأثير له هو اضطراب إمدادات الطاقة والتي تحتاجها الدول الغربية! وكذلك اضطراب ضخم في الأمن الإقليمي، هي معادلة على متخذ القرار الغربي أن يفكر فيها بجدية، كما على دول الخليج أن تناقش احتمالاتها المختلفة.
ثانيًا تسليح الدول الغربية، وأهم ما يلاحظ هنا هو ما صار يعرف بإيقاظ المارد الألماني و الذي ظل راقدًا لسبعين عامًا تقريبًا، ألمانيا هي قلب الصناعة في أوروبا الغربية وتملك من الإمكانيات الفنية والتقنية حجمًا أكبر من أية دولة أوروبية أخرى، وبتحركها نحو التسلح الثقيل و ربما الذهاب إلى التجنيد الإجباري يمكن في فترة قصيرة نسبيًا أن تصبح قوة ضاربة وقد تتغير أولوياتها، فلها الكثير من الأماني التاريخية الموؤدة وقد عنت كثيرًا من صلف التجاهل، عدى أن أوروبا بشكل عام استيقظت بسبب طبول الحرب في أوكرانيا على أهمية أن يكون لها قوة عسكرية مستقلة أو شبه مستقلة، كانت الفكرة متداولة في أروقة الاتحاد الأوروبي منذ زمن ، ولكن الحاجة الفعلية ظهرت بقوة بعد اندلاع حرب أوكرانيا، وقد بدأت الدول الأوروبية، حتى الصغيرة، منها تجدد سلاحها وتستعد للأسوأ دون الحاجة المباشرة للغطاء من الولايات المتحدة، فنحن أمام قوة جديدة تخرج لنا من أوروبا القديمة وقد أزعجها كثيرًا تغول روسيا على الجوار ، والذي تعتبره أوروبي أيضًا .
ثالثًا تغير مواقف الدول: الأقرب إلى اليقين أن مواقف دول عديدة سوف تتغير من خلال ضغط المعسكرين على الدول الجالسة الآن على (الحياد) كما تسميه، فالحياد هنا (من وجهة نظر المعسكرين) هو نزع أوراق مهمة في الاصطفاف السياسي! قريبًا سوف تخرج نغمة (من ليس معنا فهو ضدنا) مما قد يشعل صراعات بينيه، وكل معسكر مستفيد من المتناقضات المحلية أو الإقليمية، بعضها داخلي وبعضها في الجوار ويستخدمها لصالحه.
رابعًا الخطر الإقليمي: حتى الآن إسرائيل تظهر الحياد، وربما أيضًا يتمنى بعض ساستها القيام بالتوسط بين المتحاربين، ولكنها تركز اهتمامها على الاتفاق النووي الإيراني، فإن ذهبت الولايات المتحدة في استرضاء طهران إلى درجة تشعر بها تل أبيب أن مصالحها الحيوية مهددة، قد يحدث اشتباك ساخن تجبر فيه الولايات المتحدة أن تناصر إسرائيل (بسبب قوة اللوبي الإسرائيلي في داخلها)، وقد تجبر روسيا الوقوف مع إيران، بل إطلاق يد الأخيرة بشكل أكبر في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن! ودول أخرى ترى إيران أن لها حاضنة بشكل ما في مجتمعاتها! هنا يقترب الخطر من آبار النفط العربية وتدخل المنطقة في ساحة اللا يقين! فحرب إيرانية إسرائيلية يعني تورط إقليم الخليج بشكل مباشر، كما أن تصفية الأمر بين الاثنين سوف يدخل كل من سوريا ولبنان في أتون المعركة وربما العراق، وكل هذا الإقليم ملاصق للإقليم الخليجي
خامسًا الخيارات المتاحة لدول الخليج: اختبار المكان الصحيح للتاريخ عملية صعبة، وكان النقد في أدبيات السياسة العربية أن العرب غالبًا ما يختارون المكان الخطأ من التاريخ!!، وبعضهم الآن يفعل ذلك، إلا أن الخيار العقلاني هو الانحياز إلى القانون الدولي والذي يقول بصريح العبارة ( تحريم وتجريم أي دولة تعتدي على دولة أخرى) وهذا ما حصل في الحالة الأوكرانية، بصرف النظر عن قبائح المعسكر الغربي، إلا أنه معسكر يمكن إيجاد مساحة للتعاون معه لضبط المصالح المشتركة وهي كثيرة، كما أن الانحياز إلى نظام شمولي حتى لو بدا يحقق مصالح آنية، فإن المراهنة عليه تاريخيًا قد لا تكون حصيفة أما الأكثر حصافة فهو الفهم الأكثر دقة للصراع الأممي الدائر حولنا والذي يقول بشكل واضح وصوت مسموع على الجميع أن (يقلعوا شوكهم بأيديهم) وهنا الأهمية القصوى لتكاتف خليجي صحي يسنده محور عربي ( بمن حضر) للتفكير في جدار عربي معتمدًا أساسًا على النفس، و مركب من درجتين ، تصفية الخصومات البينية و المعطلة و أيضًا ربط المصالح الأمنية معًا .
لقد غيرت حرب أوكرانيا القائمة حاليًا (فبراير – مارس 2022) من المعادلات الدولية، وعلينا جميعًا في الخليج أن ننظر إلى تلك المتغيرات وكيفية التعامل معها بالجدية الكافية، وهي نظرة أولاً إلى الداخل والإصلاحات المطلوبة وثانيًا للجوار والتنسيق إلى الحد الأقصى.