array(1) { [0]=> object(stdClass)#13009 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 184

ذا لاين تساهم بـ 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي وتوفر 380 ألف فرصة عمل

الأربعاء، 29 آذار/مارس 2023

تعاملت المملكة العربية السعودية مع المخاطر العالمية وانعكاساتها على المنطقة بفكر وخطط استراتيجية استشرافية ومستقبلية، وكان ذلك منذ منتصف العقد الماضي، وهذا ما جسدته روية 2030 التي وضعت برامج طموحة جدًا وواقعية واستهدفت التعامل مع عصر ما بعد النفط بتوسيع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل والتعامل مع عصر الطاقة الخضراء، وكان المشروع الأضخم والأعلى ميزانية والأكثر تميزًا في العالم العربي، أطلق عليه أنه الخارج من كتب الخيال الهندسي المعماري، في مدينة ذا لاين الذي  " يدخل " خط المرآة " داخل دائرة مشروع نيوم الذي أعلنت عنه المملكة منذ بضع سنوات، لتحقيق قفزات مستقبلية من أجل السعي للتغير الكامل، وصفه سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان “أنه يعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون الإنسان محورها الرئيس، وتحقق مثالية العيش ويعالج التحديات الملحة التي تواجه البشرية". التصاميم الاستثنائية لهذا المشروع توضح الهيكل الداخلي للمدينة متعددة الطبقات، حيث تعالج إشكاليات المدن الأفقية التقليدية المنبسطة، محققة بذلك التناغم التام بين التنمية الحضرية والحفاظ على الطبيعة بكل مواردها. والمدينة على امتداد 170 كيلو مترًا، وارتفاعها 500 متر فوق سطح البحر. وستبنى على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو مترًا، وتتسع لنحو 9 ملايين نسمة، ما يقلل من تمدد البنية التحتية، ويعزز كفاءة واستدامة المدينة. كما أن مناخها المثالي على مدار العام، سيؤمن للسكان الاستمتاع بالطبيعة مع سهولة وحرية التنقل. حيث تتيح "ذا لاين" إمكانية الوصول إلى جميع المرافق والخدمات في غضون 5 دقائق، إضافة إلى وجود قطار فائق السرعة يصل بين طرفيها خلال 20 دقيقة. وتقدم نهجًا جديدًا في تصميم المدن، الذي يركز على مفهوم "انعدام الجاذبية"، ويعني ذلك توزيع وبناء مكوناتها على شكل طبقات عمودية، مما يتيح للناس إمكانية التحرك في الاتجاهات الثلاثة (إلى الأعلى، الأسفل، وكذلك بشكل أفقي في كل جانب).

وعلى عكس مفهوم المباني الشاهقة، تسهل هذه الفكرة عملية التنقل بين مواقع الاحتياجات اليومية، من أماكن عمل، ومدارس، وحدائق، ومنازل. ومن المقرر أن يغطي جانبيها الخارجيين أسطح زجاجية عبارة عن مرايا عاكسة تمنحها طابعاً فريدًا، وتسمح لتفاصيلها بالاندماج مع الطبيعة. في حين تم تصميم المساحات الداخلية بطرق مبتكرة.

مدينة ذكية

يعد "ذا لاين" المشروع الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في منطقة نيوم، مدينة ذكية كبرى وسلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة والمعززة بالذكاء الاصطناعي وخالية من الانبعاثات الكربونية، وبلا ضوضاء أو تلوث، أو مركبات وشوارع، تمتد بطول من ساحل نيوم على البحر الأحمر شمال غرب المملكة، وتمر بجبال وصحراء نيوم شرقًا. ومن المقرر أن تضم مجتمعات من جميع أنحاء العالم حيث تعتبر منصة لابتكار الأعمال التجارية لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم، حيث يعتبر أساسًا متينًا لبناء اقتصاد المعرفة لاحتضان كل الكفاءات، والعقول العلمية، والمهارات من مختلف المجالات لخدمة البشرية. ومن المتوقع أن يساهم بإضافة 180 مليار ريال أي ما يعادل (48 مليار دولار) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، كما سيوفر 380 ألف فرصة عمل. ويعتمد المشروع على استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% لتكون مسؤولية الحفاظ على البيئة جزءًا لا يتجزأ من القوانين التشريعية والأنظمة التي تعزز الممارسات المستدامة على كافة الأصعدة. ومن المقرر أن تكون الطاقة النظيفة هي المسؤولة عن تشغيل جميع المرافق بنسبة 100%، كما ستبنى جميع الأعمال والمجتمعات بشكل متصل ومتسق من خلال إطار رقمي يشمل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، لضمان تلبية احتياجات السكان.

مفترق طرق

يقع "ذا لاين" في نيوم شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتبرز أهمية موقعه على البحر الأحمر في كونه على مفترق طرق العالم مما يدعم موقع نيوم بأن يكون مركزًا دولياً للابتكار، حيث يستطيع 40% من سكان العالم الوصول إلى نيوم في أقل من 4 ساعات، خاصة أن قرابة 13% من حركة التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر. ويعتمد المشروع على بنية تحتية ذكية ومتناغمة مع البيئة المحيطة، إذ تعمل بشكل كامل على مختلف أنواع الطاقة المتجددة، مما يخلق بيئة صحية خالية من التلوث والضجيج، مع إتاحة الوصول إلى البيئة المحيطة خلال 5 دقائق من أي مكان في المشروع. ويعد خط المرآة نموذجاً فعالاً في الاستجابة للتحديات الملحة التي تواجه البشرية، ذلك لأنه قائم على تبني أساليب مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في بناء المجتمعات الإدراكية الصديقة للإنسان، وتضع رخاء المجتمع وحفظ الطبيعة وتحقيق الاستدامة كأولويات أساسية في تصميمها بما يتماشى مع ركائز نيوم. ويهدف تصميم المدينة الذكية الجديدة، إلى جعل المشي نمطًا أساسيًا للحياة، كما سيسهم التطوير الكامل متعدد الاستخدامات في إمكانية الوصول بكل سهولة إلى المرافق والحدائق العامة، وكذلك الطبيعة المحيطة بالمجتمعات.

انعدام الجاذبية.

ومن المنتظر أن تكون جميع الأعمال والمجتمعات متصلة بشكل متسق من خلال إطار رقمي يتضمن الذكاء الاصطناعي والذي بدوره يهيئ منصة للذكاء الجماعي تتيح التعلم والنمو بشكل مستمر ويعمل هذا النظام الذكي على استخدام وتحليل 90% من البيانات التي تجمع، مما يوفر أنظمة قابلة للتوقع وليس التفاعل فقط.

ومن ضمن مواصفات مشروع مدينة "ذا لاين"، ويعد من أهم مميزاته التي تم الإعلان عنها هو أن المدينة ستنعدم بها الجاذبية، الأمر الذي يمثل نهجاً جديدًا في تصميم المدن بالعالم. أي أن المدينة لن يكون بها جاذبية، وهذا من خلال البناء العمودي الذي ستتخذه تصميمها الأمر الذي سيمكن الأفراد من التحرك في الجهات المختلفة، الأعلى والأسفل وأيضًا أفقيًا في كل اتجاه.

وستكون إحدى الميزات الفريدة لـ"خط المرآة" هي المباني ذات الجوانب الثمانية. وسيحتوي على منتجع جبلي ومجمع رياضي معلق ومرسى لليخوت، وسيتضمن نموذج الزراعة العمودية المدمجة في المبنى، لإطعام أكثر من خمسة ملايين شخص يعتزم إيواؤهم.

وجهة للاستثمار الأجنبي...

تم التصميم الأولي للمشروع بواسطة شركة "Morphosis Architects"، الأمريكية والتي أسسها "توم ماين" الحائز على جائزة "بريتزكر" للهندسة المعمارية، إضافة إلى تسع شركات استشارية أخرى للتصميم والهندسة بما في ذلك "WSP Global" ومقرها كندا و"Thornton Tomasetti" في نيويورك. وبحسب التقييم الأولي لخطّة "خط المرآة"، يجب أن يتم البناء على مراحل، قد يستغرق 50 عامًا حتى يكتمل.

المشروع يقوم على دعم يصل إلى 500 مليار دولار من حكومة المملكة وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، إضافة إلى مستثمرين محليين ودوليين ومن المحتمل أن تتخطى ميزانيته تريليون دولار وستكون هذه المدينة مملوكة لصندوق الثروة السيادي السعودي، فيما يرغب سمو ولي العهد محمد بن سلمان في أن تكون "ذا لاين" وجهة للاستثمار الأجنبي وكذلك مركزًا للوظائف الجديدة، وأعلن موقع "نيوم" الإلكتروني أن المبنيين سيتم توصيلهما عبر ممرات مشاة، ويفتخر بأن أي موقع داخل المدينة سيكون متاحًا خلال خمس دقائق.

وذكرت صحيفة "الوول ستريت جورنال" في تقرير لها أن المملكة العربية السعودية تشرع في خطة طموحة لبناء أكبر مبنى في العالم في شمال غربي المملكة، وجاء ذلك بعد إطلاع الصحيفة على مئات الصفحات من وثائق التخطيط السرية التي كشفت للمرة الأولى عن الخطّة والتصميم. وأوضحت أن المشروع الذي أطلق عليه اسم "خطّ المرآة" يأتي كجزء من مشروع "نيوم"، الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل عدة أعوام.  حيث من المقرر أن يتألف الهيكل من مبنيين زجاجيين عاكسين، يصل ارتفاعهما إلى 488 مترًا ويمتدان بالتوازي لمسافة 120 كيلومترًا عبر التضاريس الساحلية والجبلية والصحراوية.

وأوضح التقرير، أن الهياكل التي يبلغ طولها 2600 قدم والتي ستتصل على طول خط المدينة ستكون لها ارتفاعات متفاوتة تصل إلى 1600 قدم، وستصبح أعلى من مبنى "إمباير ستيت" في نيويورك. وبينت أن الوثائق التي تمت مراجعتها، تعود إلى عام 2021م، والذي يعد البداية الحقيقية لوضع التصور الأول للمشروع، في تقريرها إن "خط المرآة" سيمتد عبر منتجع جبلي ومجمع، سيكون مقرًا للحكومة السعودية، ويمر عبر "مطار جوي" في السهول الصحراوية بالمملكة.

الخيال العلمي

من جهة أخرى، اعتبر موقع "ذا فيرج" الأمريكي الخطّة السعودية، بأنها طموحة للغاية، وتضمّ "كل التقنيات التي نراها في الخيال العلمي"، على حد وصفه.

وفي عمود بموقع وكالة "بلومبيرج"، وذكر الكاتب المتخصص في شؤون الطاقة والسلع، ديفيد فيكلينج، إن "كل شيء عن مدينة نيوم يبدو مبهرًا"وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع حتى عام م،2030 ستكلف 1.2 تريليون ريال (320 مليار دولار) نصف هذا المبلغ يقدمه صندوق الاستثمارات العامة - صندوق الثروة السيادي السعودي.وبحلول عام 2030م، يتوقع أن يعيش حوالي 1.5 مليون شخص في ناطحات سحاب توأم أفقية والتي تعرف بـ "ذا لاين".وقارن الكاتب مشروع "ذا لاين"  بمشروع شركة العقارات الصينية العملاقة "إيفرجراند" المشابه له لكن الأول  واجه مصاعب مالية اضطرته للتوقف وعدم الاكتمال . وقال: فيكلينج إن "الدرس الذي يجب أن تستخلصه المملكة العربية السعودية من "إيفرجراند" هو أن تطوير البنية التحتية والممتلكات يعمل بشكل أفضل عندما يكون ذلك باتباع النماذج الأفضل والذي أعتقد أنه متوفر في هذا المشروع الطموح.

من جهته، وصف موقع «سي إن إن» الإخباري مدينة ذا لاين بأنها مدينة بمبنى واحد في الصحراء تضم 9 ملايين شخص، مشيرًا إلى أن المدينة التي هي جزء من مشروع نيوم الضخم، ستعمل بالكامل على الطاقة المتجددة، دون طرق أو سيارات أو انبعاثات. وستربط السكك الحديدية عالية السرعة أجزاء المدينة، موضحًا أن تصاميم ناطحة السحاب ذات المرايا هي أحدث تطور في مشروع نيوم، حيث ستعمل المدينة بالطاقة النظيفة وتعمل بمساعدة الذكاء الاصطناعي وخادمات روبوتات، وسيارات أجرة طائرة.

وأضاف الموقع نقلًا عن حديث لسمو ولي العهد أن التصاميم سوف تتحدى المدن التقليدية المسطحة والأفقية، وتخلق نموذجًا للحفاظ على الطبيعة وتعزيز قابلية العيش البشرية، وستعالج التحديات التي تواجه البشرية في الحياة الحضرية اليوم وستسلط الضوء على طرق بديلة للعيش.

طبقات عمودية

وذكرت صحيفة «ذا اندبندنت» أن مدينة ذا لاين ستكون خالية من الكربون وستبنى على طبقات عمودية من المباني للعمل والمعيشة والترفيه تمتد على بعد 170 كيلومترًا في الأفق، مضيفة أن المشروع سيؤدي لتغييرات كبيرة في طريقة عيش الناس في المستقل عبر الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 % في «بيئة خالية من الطرق والسيارات والانبعاثات.

ونقلت الصحيفة من حديث الأمير محمد بن سلمان أن المدينة ستكون مركزًا عالميًا وستضم أكثر من 9 ملايين شخص يعيشون في وسط الطبيعة في مشهد حضري، مضيفًا أنه لا يمكننا تجاهل قابلية العيش وسط الأزمات البيئية التي تواجه مدن عالمنا، وتعد نيوم في طليعة تقديم حلول جديدة ومبتكرة لمعالجة هذه القضايا ويقود نيوم فريقًا من ألمع العقول في الهندسة المعمارية والهندسة والبناء لجعل فكرة البناء صعودًا حقيقة واقعة.

حماية الإنسان

وعلى صعيد المملكة وصف سمو ولي العهد، رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، الأمير محمد بن سلمان لدى إطلاقه مشروع مدينة «ذا لاين»: أنه على مدى العصور بنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيقة. وبعد الثورة الصناعية بُنيت لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان. المدن التي تدعي أنها هي الأفضل في العالم يقضي فيها الإنسان سنين من حياته من أجل التنقل، وسوف تتضاعف هذه المدة في 2050م، وسوف يهجَّر مليار إنسان بسبب ارتفاع انبعاثات الكربون، وارتفاع منسوب مياه البحار،" وتابع " نحن بحاجة إلى تجديد مفهوم المدن إلى مدن مستقبلية. واليوم بصفتي رئيس مجلس إدارة نيوم أقدم لكم (ذا لاين): مدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95 % من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية.

إجمالًا: يعتبر المشروع  نقلة عقارية، ويشكل  مدينة متكاملة من حيث إنه يضم العديد من الخدمات التي تعتمد في الأساس على التكنولوجيا الحديثة، كما أنه مدعم ومساهم في حماية البيئة،  وذلك عبر  اعتماده على الطاقة النظيفة، هذا فضلًا عن دوره في تشغيل الأيدي العاملة السعودية ومساهمته في رفع الناتج المحلى و من المرجح أن يكون هو النموذج الذى سيحتذي به الجميع وسيشكل ثورة عقارية تكنولوجية ستغير خريطة الاستثمار العقاري ليس في المملكة وحدها بل على مستوى العالم العربي بشكل عام والذى بدوره يعتبر تحركًا نحو مستقبل أفضل بكل المقاييس للمملكة .

ومن الناحية الاقتصادية يعتبر المشروع هو الأضخم والأهم في خريطة المشروعات المستقبلية السعودية ويعد نقلة استثمارية تضاف إلى إجمالي المشروعات الضخمة التي يزخر بها المشروع الأم" نيوم". لاسيما أن طريق التغيير نحو الأفضل يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والبحث عن كل جديد ومتميز ومختلف في عالم الاقتصاد ذلك للسعي نحو الأفضل للمملكة خلال المستقبل القريب ولن يكون مشروع خط المرآة الأخير الذي يسير على هذا المنوال، بل سيتبعه العديد من المشروعات العقارية الضخمة خلال الفترة المقبلة.

ويعد خط المرآة نموذجاً فعالاً وفريدًا في الاستجابة لكافة التحديات التي تواجه البشرية، ذلك لأنه يعتمد على تبني أساليب مبتكرة قائمة على الاستفادة من معطيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في بناء المجتمعات الإدراكية الصديقة للإنسان والحامية للبيئة والمحافظة على النظام الكوني.

لاسيما أن رؤية السعودية 2030 والتي تسعى نحو بناء مستقبل أفضل بكل المقاييس تعد خطوة جادة ومؤثرة نحو إقامة حضارة جديدة في شبه الجزيرة العربية، قائمة على الاستغلال الأمثل لكافة الإمكانات المتاحة وتحقيق الاستفادة القصوى منها في طريق بناء مدينة جديدة قائمة على التحديات ومعتمدة على سواعد أبنائها ورجالها .. والذي يعتبر مشروع المدينة الحديثة أحد أهم بنودها والأكثر تأثيرًا وأهمية.

مقالات لنفس الكاتب