array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 184

12 مقترحًا لتوفير التعليم المتميز ورفع الروح المعنوية للمعلمين .. والتطور التكنولوجي أبرز التحديات

الأربعاء، 29 آذار/مارس 2023

من يتابع التطورات الرهيبة التي تجتاح العالم حاليًا، لا يسعه إلا أن يقلق كل القلق، وأن يحزن شديد الحزن، وأن يتوتر غاية التوتر، لأن المستقبل يؤذن بمخاطر عنيفة يصعب التكهن بها، أو تخيل أبعادها وآمادها ونهاياتها.

فالعالم يشهد في الشهور الأخيرة خصوصًا، وفي السنوات الأخيرة عمومًا، تقدماً هائلاً متسارعاً في مجمل مجالات الحياة، فقد أصبح التطور التكنولوجي أكثر تسارعاً، مما يحتم ضرورة امتلاك أفراد المجتمع للمهارات والقدرات التي تؤهلها للتفاعل مع هذا التسارع في التطور، وهذا بدوره يضاعف المسؤولية علينا كعاملين في المجال التعليمي.

فالمطلوب منا بإلحاح في عصرنا الراهن أن نقدم مقومات التفاعل مع هذا التقدم التكنولوجي للتلاميذ، وأن نسعى بقوة وسرعة لإكسابهم المهارات التي تجعلهم قادرين على فهم كل ما هو جديد، وندعم لديهم الوعي بأهمية القدرة التقنية بوصفها ضرورة لتعلمهم بل هي الآن ضرورة لأنشطة الحياة بوجه عام.  

مقترحات لتحسين الأداء الوظيفي:

برغم تطور وسائل التعليم، وتوفر التعليم الذاتي، والتعليم عن بعد، وزحف الإعلام إلى داخل المؤسسات التعليمية، فإن مكانة المعلم في العملية التعليمية لم تتراجع، حيث كان المعلم وما يزال هو الركيزة الأساسية في أي نظام تعليمي، وبدونه لا يستطيع أي نظام تعليمي تحقيق أهدافه. لذلك فإن من الضروري الاهتمام بأن يتمتع المعلم بروح معنوية عالية.

وعملية رفع الروح المعنوية للمعلمين في المدرسة من أهم المشكلات التي تواجهها الإدارة المدرسية الحديثة وكذلك تحفيز ولائهم نحو مدارسهم التي يعملون فيها، ومن أهم مظاهر ارتفاع الروح المعنوية بين المدرسين: عدم وجود صراع بين بعض المدرسين وبعضهم الآخر، والتعاون بين المدرسين لتحقيق هدف مشترك هو النهوض بتلاميذهم، وتنمية قدرة المدرسين على مواجهة ما يطرأ من الأزمات والمشاكل التربوية بشيء من الذكاء والحزم.

ويمكن تحقيق كل ذلك من خلال:

1-تنظيم برامج ودورات تدريبية مستمرة لتنمية مهارات المعلمين وتعريفهم بكل جديد في مجال وظيفتهم.

2-توفير قدر كاف من الحرية للمعلم يسمح له بأداء عمله بالأسلوب الملائم له ولظروف إقامته وحياته.

3 -تجديد اقتراح مسؤوليات جديدة متنوعة للمعلمين بهدف تنحية الملل المصاحب للروتين المتكرر، وإثارة الاهتمام بالمسؤوليات المتجددة.

4-تمكين المعلمين من عرض مقترحاتهم ودراسة طموحاتهم للمشاركة في وضع الأهداف وتقديم الحلول الملائمة لمشكلات العمل المدرسي، واتخاذ القرارات والتصرف الشخصي السريع عند اللزوم.

5-تشجيع المعلمين على العمل بروح الفريق وذلك عن طريق تعاون بعضهم مع بعض لتحقيق الأهداف، وتشجيع ترابطهم عند مواجهة أية مشكلات تهدد العمل.

6-تحديث نظم الحوافز بحيث تشجع:

 - تحقيق المنافسة بين المعلمين.

- تلبية حاجات المعلمين المادية والنفسية والمعنوية.

7-ابتكار وتجديد السياسات الداعمة لزيادة الصلاحيات المخصصة للمجدين والمجددين من العاملين بالمؤسسات التعليمية جميعًا معلمين وإداريين.

8-وضع سياسات مستحدثة لمتابعة المبدعين وتشجيعهم على تطوير قدراتهم واستغلالها بصورة جديدة.

9 -ابتكار أنظمة تتضمن حرية وصلاحية للمسؤولين لتغيير أسلوب العمل أو تطويره عند اللزوم.

10 – تنظيم دورات للمعلمين والإداريين وإقامة ندوات وعقد اجتماعات متجددة تستهدف توضيح الاستراتيجيات الخاصة بالإدارة التعليمية.

11-وضع قواعد دقيقة لاختيار أفضل العناصر المرشحة للتعيين.

12-تنظيم دورات تستهدف تمكين العاملين ودعم ثقتهم بالإدارة ودعم ثقة الإدارة بهم.

التطور التكنولوجي أبرز التحديات:

 

إن التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في السنوات العشرين الأخيرة، أحدث تقدماً هائلاً في مجمل مجالات الحياة، مما يؤكد ضرورة امتلاك أفراد المجتمع القدرات التي تؤهلهم للتفاعل مع هذا التطور وفهم مستجداته، وهذا بدوره يضاعف مسؤولية العاملين في الميدان التعليمي وضرورة إكسابهم مهارات متجددة لمواكبة كل ما هو جديد، بحيث يتكون لديهم الوعي بأهمية القدرة التقنية باعتبارها ضرورة حياة، وليست فقط ضرورة لتعلمهم.

إن دول العالم بشكل عام تعدو عدوًا في مجال التطور التكنولوجي، وعلى الدول العربية بعامة، والدول الخليجية بشكل خاص يجب أن تسعى لدعم وتعميم تكنولوجيا التعليم الإلكتروني في برامجها ومدارسها وجامعاتها.

ولكي نحقق تقدمًا في دعم هذا النوع من التعليم نحتاج لبذل المزيد من الجهود في سبيل امتلاك المعلمين للكفايات اللازمة للتعليم الإلكتروني والتعامل معه بشكل تلقائي.

فقد أصبحت العلوم والتكنولوجيا في عصرنا هذا عوامل أساسية في تطور الأمم، وفي تشكيل جميع جوانب الحياة الإنسانية، فالتكنولوجيا أصبحت قوة فعالة في حياتنا اليومية، وإن امتلاك أفراد المجتمع القدرة على استخدام التكنولوجيا هو أمر مهم لضمان مستقبل أفضل، لذا فإن المعلمين اليوم يجب أن يكسبوا تلاميذ الغد الوعي، والثقافة والقدرة التقنية والعمل على أن يتكيف هؤلاء التلاميذ مع هذه المتغيرات التقنية من خلال المعرفة والخبرات والنشاطات المرتبطة والمتكاملة والتي يمكن للمتعلم أن يكتسبها داخل الصف وخارجه.

ونتيجة لذلك يجب أن يتغير دور المعلم ومسؤولياته، وأن تتطور مهاراته وكفاياته لممارسة دوره الجديد ومسؤولياته. ولكي يتحقق هذا، يمكن للمعلم أن يسعى من تلقاء نفسه لتحقيق قدر من المعرفة التكنولوجية؛ يستخدمها في عمليتي التعليم والتعلم، ويجب أن يكون لديه قدرة (ورغبة متجددة) لفهم طبيعة التكنولوجيا وتطورها، ومحاولة استيعاب ما يستجد منها.

إن التعليم الإلكتروني صار اليوم واقعاً ملموساً في الأنظمة التعليمية مما فرض على المعلمين أدواراً تلائم التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، فقد تحول المعلم في رأي التربويين المعاصرين من التدريس التقليدي، إلى القيام بمهام وأدوار ذات نمط إشرافي واستشاري وتعاوني من خلال التخطيط للمواقف التعليمية وتصميم الدروس التي تقدم بوساطة أدوات مختلفة للتعليم الإلكتروني.

بهذه الصورة يمكن توفير تعليم متميز يواكب متطلبات التنمية ويستثمر التطور العلمي المتسارع، فيتأهل خريجوه لتلبية احتياجات سوق العمل، مع وعيهم المسبق بما تحتاجه مجتمعاتهم العربية والإسلامية من تقدم معاصر ومتماش مع أحدث التقنيات، مع الحفاظ على أصول الثقافتين العربية والإسلامية.

مقترحات لتوفير تعليم متميز:

إن من الأهمية البالغة في وقتنا الراهن أن تتحسن نظرة السلطات الحاكمة في بلادنا العربية كافة إلى التعليم، ومنحه الحرية – والتمويل -للتطور المستمر لمواجهة التغيرات الدولية الطاغية ويمكن في نظرنا أن يتم ذلك من خلال:

1-تطبيق قواعد العدالة والالتزام بها في توزيع العمل.

2-الرعاية النفسية للمعلمين وحل مشكلاتهم، لتحفيزهم تجاه العمل

3-الاهتمام المتجدد بدعم المعلمين وتقدير جهودهم، وتنمية مهاراتهم في العمل

4-اهتمام المديرين الكبار بالمعلمين الجدد وتفهم احتياجاتهم ورغباتهم.

5-تفهم كبار المديرين لأعباء العمل وضغوطه على العاملين بالمؤسسات التعليمية، وتقسيمه بينهم بالعدل، وتحفيزهم بالمكافآت المادية والمعنوية تجاه الأعمال الإضافية التي يقومون بها.

6-أن يوضع نظام عادل للترقيات بحسب الكفاءة والشهادة والخبرة لا بالمحسوبية والواسطة، ومحاربة التوتر الذي يولده عدم الإحساس بالعدالة.

7 -إنشاء مركز تدريبي متخصص لكل وزارة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة بحيث تكون هذه المراكز مستقلة للارتقاء بمستوى الموارد البشرية.

8-الاهتمام بربط المعلمين عاطفيًا بمستقبل الدول ومصيرها، وخلق هوية وأهداف مشتركة، بحيث يشعر المعلم أن تحقيق أهداف المدرسة نجاح له.

9 -بناء نظام دقيق للترقيات يعتمد على الخبرة والشهادة والكفاءة، وخلق فرصة للتطور الوظيفي في المؤسسات التعليمية، وتطوير أساليب التواصل بين المعلمين ورؤسائهم وزملائهم.

10 -متابعة التنقلات ومعرفة أسبابها ودوافعها، حيث يتم رصد أسباب تنقلات المعلمين وذلك لتحديد المشاكل التي يواجهها المعلمون وكيفية علاجها وتقويمها،

11-عقد اجتماعات دورية للتواصل والتعاون وحب العمل بين المعلمين والإدارة يعتمد أسلوب الشفافية وتطبيق روح العدالة والمساواة.

12-تشجيع المشاركة بالدورات التدريبية للاستفادة من صقل المواهب وتطوير الذات وتقوية الولاء الوظيفي بين المعلمين والمدرسة.

مقالات لنفس الكاتب