صدر كتاب للأستاذ الدكتور كاظم هاشم نعمة، أستاذ العلاقات الدولية في أكثر من جامعة عربية وأجنبية بعنوان (تنافس القوى على إقليم جنوب شرق آسيا " آسيان") وجاء الكتاب في 606 صفحات، وتضمن مقدمة و6 فصول رئيسية، ويعد مرجعًا مهمًا عن دول مجموعة "الآسيان"، وجاء الفصل الأول بعنوان (آسيان في فترة الحرب الباردة "جذور آسيان")، الفصل الثاني بعنوان (آسيان والتعاون السياسي ـ الأمني المنتدى الإقليمي الآسياني) ، والفصل الثالث بعنوان (الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا) ، والفصل الرابع بعنوان (الصين وجنوب شرق آسيا : المصالح والأهداف والوسائل) ، الفصل الخامس (اليابان وجنوب شرق آسيا) ، وأخيرًا الفصل السادس بعنوان ( الهند وجنوب شرق آسيا).
وجاء التقديم لهذا الكتاب بقلم السفير الدكتور عبد العزيز بن محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي : إن هذه الدراسة تتصدى إلى التفاعلات الديناميكية من حيث الاستراتيجية والأهداف والوسائل للفاعلين الأساسيين الولايات المتحدة الأمريكية والصين واصطفاف قوى محيطة كالهند واليابان والاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة، والخيارات الميسورة لدول آسيان المتنازعة مع الصين، خاصة فيتنام والفلبين ، وتتعرض الدراسة إلى واقع ومستقبل التنافس الاستراتيجي على الفضاء الآسيوي ـ الهادي الذي خلف الفضاء الأوروبي ـ الأطلسي في الحرب الباردة، ذلك التنافس الذي تتكيف فيه سياسات الأطراف الإقليمية مع تطوراته وعلى وجه الخصوص بين الولايات المتحدة والصين.
وجاء في التقديم للكتاب: تعد الآسيان من التنظيمات الإقليمية التي أفلحت في السيطرة على النزاعات البيئية وأعفت الدول الأعضاء نفسها من المواجهات المسلحة وآثرت تطوير علاقات تكامل اقتصادي على الرغم من أنه لا يحاكي ذاك الذي تحقق في أوروبا.
وتحولت دول "آسيان" إلى "النمور الآسيوية" التي حاكت الطراز الياباني في التنمية، ونأت بنفسها من أن تصبح أدواتًا لحروب بالوكالة في الحرب الباردة، بل كانت تنظيمًا مشرع الأبواب لبقية دول جنوب شرق آسيا للانضمام إليه كونه يمثل هيلًا اقتصاديًا وفاعلًا إقليميًا وآسيويًا لا مفر من التفاعل معه في السياسة الآسيوية.
وفي 1979م، وقعت النقلة الاستراتيجية في السياسة الآسيوية بإقدام الصين على سياسة الانفتاح والإصلاح على الاقتصاد العالمي لبلورة تنمية اقتصادية وكانت آسيان البوابة الرئيسية لولوج الصين إلى العولمة، فانخرطت الصين في شراكة اقتصادية شجعتها أمريكا عليها، ظنًا من حسابات استراتيجية أن الصين سوف تتحول إلى طراز من النظام الليبرالي الرأسمالي الغربي، وبذلك تبتعد أكثر فأكثر من الاتحاد السوفيتي الذي كان الخصم العنيد للصين منذ الستينيات.
والبيئة الاستراتيجية لما بعد الحرب الباردة جعلت من آسيا الفضاء الجيواستراتيجي والجيو اقتصادي المركزي في السياسة الدولية.