كتاب (رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين) للمؤلف الإمام فيصل عبد الرؤوف الصادر عن مكتبة الشرق الدولية، كتاب يطرح مقاربات بين الإسلام والغرب، لتعزيز لغة الحوار بين أتباع الأديان وأبناء الحضارات المختلفة، للتقريب بين البشرية على كوكب الأرض من خلال إبراز جوهر الأديان والتركيز على تقديم الإسلام الصحيح للغرب، برؤية مؤلف متعدد الثقافات ، فمؤلف الكتاب هو الشيخ فيصل عبد الرؤوف وهو عالم أزهري نشر أفكاره في مصر، وفي أقصى الغرب في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أقصى الشرق في ماليزيا، حيث كان له سهم كبير في إنشاء الجامعة الإسلامية في ماليزيا، وقد تعلم في مدارس مصر وماليزيا وانجلترا، وتخرج من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، وعاش ثلاث ثقافات كبرى في مصر ، وفي ماليزيا التي تمثل عصارة آسيا الكبرى بعناصرها الملاويين والصينيين والهنود، وأخيرًا في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو مسلم مصري عربي آسيوي أمريكي ويفتخر بكل ذلك، وهو درس المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية.
وعن الكتاب الذي ترجمه محمد فاضل، وراجعه كمال سيد محمد، وقدمت له الكاتبة الأمريكية كارين أرمسترونج والتي كتبت مقدمة مهمة نقتبس منها ما يلي:
" يمثل هذا الكتاب أهمية كبيرة، فالمؤلف لا يركز على ما حدث من أخطاء بقدر ما يدعو إلى الإسلام الصحيح للغرب، فالذين يشتركون في أعمال العنف والإرهاب من بين المسلمين ما هم إلا قلة ضئيلة، ولو ظل إعلامنا وسياسيونا يشوهون صورة الإسلام مصرين على نحو قاطع بالصورة النمطية التي سادت في الغرب منذ عصر الحروب الصليبية، فإننا سننتهي إلى عداوة المسلمين الذين ليس لهم أي نزاع مع الغرب، هؤلاء المسلمون الذين يتمتعون أو يتطلعون إلى قدر أكبر من الديمقراطية وينتابهم الذعر من الشرور التي ترتكب باسم عقيدتهم، إننا في حاجة ماسة وعاجلة إلى مد الجسور مع العالم الإسلامي، ويمكنني التفكير في عدد من المشروعات الأكثر حسمًا في الوقت الحاضر".
"وبوسع المسلمين الأمريكيين أن يمارسوا تأثيرًا مماثلًا على العالم الإسلامي، وأن يثبتوا عمليًا أن الحياة في الولايات المتحدة قريبة من المثل الإسلامية ، وفي المقابل أنه من الضروري أن تدرك الشعوب الغربية أن الإسلام ليس عقيدة غريبة، وأن تراثه يتفق بعمق شديد مع المثل التي تعتنقها الشعوب الغربية، ولسوف يرى الغربيون بين جنبات هذا الكتاب أن المسلمين أقاموا مجتمعات عاشت قرونًا طويلة تتمتع بالتسامح والتعددية بشكل يتفوق كثيرًا على ما عاشه العالم المسيحي الأوروبي، وأن الشريعة الإسلامية تنطوي على مبادئ غاية في الأهمية تتسق بشكل كبير جدا مع الديمقراطية، وأن القرآن الكريم يؤكد على أهمية العدل والمساواة، وهما قيمتان محوريتان في المثل الغربية العليا، وسيعرف الغربيون أن المسلمين ساعدوا الأوربيين في إعادة بناء ثقافاتهم بعد نكبتها الطويلة إبان العصور المظلمة، وذلك من خلال تعرفهم من جديد على تراث القدماء الإغريق في الفلسفة والعلوم والرياضيات.
" وتكمن الصعوبة، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر وحينما كان علماء أوروبا يجلسون عند أقدام العلماء المسلمين في إسبانيا، كان الصليبيون الأوروبيون يذبحون المسلمين في فلسطين والشام، وفي تلك الفترة الحساسة في تشكيل الحضارة الغربية كان يسود أوروبا جو سقيم من اختلال التوازن، فقد كان المسيحيون الغربيون في ظل جهودهم لبناء هوية جديدة لهم ينظرون إلى المسلمين واليهود ـ ضحيا الحروب الصليبية ـ كنقيض يظهر لهم مزاياهم، وكرمز لكل شيء لم يكن الأوروبيون عليه، ففي عصر الحروب الصليبية وصم الرهبان في أوروبا الإسلام بأنه دين السيف، حتى بالرغم من أن المسيحيين أنفسهم حرضوا على شن حروب مقدسة وحشية ضد المسلمين في الشرق".
"وفي منتصف القرن العشرين، أطلق العالم الكندي ويلفريد كانتويل سميث تحذيرًا رزينًا مفاده أن إسلامًا صحيحًا وفاعلًا أمر حاسم للسلام العالمي"
واختتمت كارين أرمسترونج بقولها " إن هذا الكتاب لا يجب فقط أن يقرأ، بل أيضًا أن يوضع موضع التطبيق".