array(1) { [0]=> object(stdClass)#13013 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 196

الجغرافيا السياسية والقوة الصلبة والناعمة الخليجية وشراكاتها و تطوير قدراتها الذاتية .. دعائم الأمن الإقليمي

الأحد، 31 آذار/مارس 2024

تبرز أهمية الرؤى الخليجية الاستراتيجية من تعدد مستوى رصدها وتقييم تفاعلها مع وعلى المستويات الثلاثة، الدولية والإقليمية والخليجية العربية. وخاصة في المنطقة البحرية الحيوية للبحر الأحمر والخليجين العربي وعدن، وينعكس ذلك جليًا من تشابك الموقف الإقليمي الإيراني مع الموقف اليمني الحوثي، فإيران تستخدم الحوثيين ضد دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، وبالمقابل يستخدم الحوثيون الإمكانات الإيرانية ضد إسرائيل لمحاولة العزف على وتر تسجيل موقف داعم لغزة وبالتالي للقضية الفلسطينية.

وفى هذا الإطار تظهر أهمية الشراكات والتحالفات المرنة أو المؤقتة، وخاصة في المجال البحري الدولي والإقليمي كما في القيادة المركزية البحرية الأمريكية، كما في القيادة البحرية المتعددة لمجابهة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن فيما عرف بعملية (حارس الازدهار) مما يستلزم مجابهة وردع الإرهاب وخاصة الإيراني والحوثي، وهو ما أفرز إعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كفصيل إرهابي .. ومن جهة أخرى ظهرت أهمية تطوير القوى الذاتية الخليجية، كقيمة مضافة لقواها الشاملة الصلبة والناعمة ودعم للأمن القومي الخليجي والعربي.

المحتويات: سوف يتم تناول اُطروحتنا من خلال (الشراكات والتحالفات البحرية، ومنها حارس الازدهار -الأمن الخليجي والقدرات الذاتية -الأمن البحري والممرات المائية -مكافحة الإرهاب وخاصة في المجال البحري – وأخيرًا تفاعلات الأمن القومي الخليجي مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية).

 

أولًا: الشراكات والتحالفات البحرية الحيوية (البحر الأحمر-الخليج العربي-خليج عدن)

ويقصد بها تجمعات بحرية إقليمية متجانسة في شكل تحالفات مستقرة أو شبه مستقرة أو شراكات (مرنة) قابلة للتَشكلٌ والتطور، لتحقيق هدف استراتيجي رئيسي يحوي مجموعة أهداف فرعية، لتكون المحصلة هي الارتقاء والتطوير للأمن البحري العام، مع التركيز على البحار الداخلية والممرات المائية الاستراتيجية، والتحسب للأنشطة البحرية العدائية، مع استخدام وتوظيف كافة وسائل القتال والمعاونة البحرية، بما فيها الوسائل الحديثة من المسيرات البحرية والجوية والحرب الإلكترونية والسيبرانية.

وهنا سنتعرض إلى مستويين من المواجهة البحرية، الأول وهو المستوى الاستراتيجي البحري للقيادة المركزية البحرية، ضمن القيادة المركزية العامة في إقليم الشرق الأوسط، والثاني هو مستوى التعرض البحري الدولي وخاصة الغربي ضد القوات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن وامتداده، فيما عُرف بعملية (تحالف حارس الازدهار).

 

القوات البحرية الأمريكية المشارِكة في الخليج والبحر الأحمر:

  .Combined maritime forces

وتتمركز قيادتها ضمن القياد المركزية الأمريكية (البحرية) في قاعدة العُديد القطرية، وتتكون تشكلاتها المقاتلة من ثلاث فرق عمل بحرية مشترَكة، أرقام 150،151،153 بالإضافة إلى فرقتي عمل مختلطتان هما رقمي 99 ،59 وتغطي فرقة العمل المشترَكة 153(الأرجوانية) ومعها فرقاطة مصرية-منطقة البحر الأحمر وجزءًا مشتركًا (أرجواني/ أزرق) بين باب المندب وخليج عدن، بينما تغطي فرقة العمل المشترَكة 150 منطقة بحر عُمان (الزرقاء)وذات الجزء المشترك الأزرق/ الأرجواني. أما فرقة العمل المشتركة 151 فتغطي منطقة الخليج العربي (الخضراء).

وأخيرًا فرقتي العمل المختلطتان (الجوي والبحري) فتتولى أولاهما الفرقة 99 جناح الاستطلاع الجوي الأمريكي المتمركزة بالكويت، مهام القوات الجوية (غير المأهولة-الدرونز الجوي) أرقام 386 و 397.. بينما تتولى ثانيتهما الفرقة 59 مهام نشرحتى100 سفينة (غير مأهولة-الدرونز البحري) ولعل أهمها-sail drone explorer&t38 devil day-  مع ومراقبة السفن التي يمكن أن تنقل أسلحة وذخائر إلى البحر الأحمر وخليج عدن، مع تدريبات مشتركة لتجمع مشترك لمدة 18 يوم للعديد من الدول منها البحرين والأردن بالإضافة إلى  إسرائيل.

  

ثانيًا: تحالف قوات حارس الازدهار:

هو تحالف دولي بحري متعدد الجنسيات، تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف القيام بعمليات عسكرية مضادة ،للرد على الهجمات التي تقوم بها قوات الميليشيات الحوثية اليمنية (أنصار الله) ضد السفن الإسرائيلية (المملوكة أو المتجهة إليها أو المرتبطة بها) وبعض السفن الأخرى، في منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن إلى بحر العرب، وهو ما أعلن عنه وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستين في 19 ديسمبر 2023م، حيث أعلن أن التحالف قد تشكل تحت قيادة القوات البحرية المشتركة للقيادة المركزية البحرية في قطر(العُديد)،وتحت قيادة قوة المهام المشتركة رقم 153 المنوطة بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن (المنطقة الأرجوانية السابق الإشارة إليها).

وتهدف القوات الحوثية-كما تروج للهجمات ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب-إلى وقف الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة، مع العمل على دخول الاحتياجات إلى قطاع غزة، خاصة الغذاء والدواء. كما اعتبرت القيادة الحوثية، أن العملية حارس الازدهار هي بمثابة جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني وغزة والأمة العربية والإسلامية، وإن عمليات اعتراض السفن الإسرائيلية والموجهة من الحوثيين، هي بهدف فك الحصار عن قطاع غزة، كما هددت البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية، حيث أن الهدف الأمريكي هو حماية إسرائيل، وأن التهديدات الأمريكية لن تغير الموقف الحوثي من العملية حارس الازدهار التي تهدف إلى حماية إسرائيل، عل حد قولهم.

 

مكونات عناصر التحالف البحري (حارس الازدهار): حيث يتكون من عدد غير محدد من القطع البحرية الحليفة، وينقسم إلى أربعة عناصر قتال رئيسية، الأول: عنصر القيادة والسيطرة الامريكي، الذي يقود السفن الأمريكية وغير الأمريكية (عدا السفن الفرنسية). والثاني: عنصر القيادة والسيطرة والقتال الفرنسي. والثالث: عنصر من ضباط الأركان البحريين والمشكل من عدة دول لا تمتلك سفن قتال أو قوات بحرية.

وتتكون قطع القتال البحرية الرئيسية من المدمرات والفرقاطات، أهمها 3 أمريكية هي (يو إس إس لايون-وكاربي-وماسون)، ومدمرة بريطانية فئة 45 دفاع جوى، وفرقاطة يونانية، وسفينة سيريلانكية، بالإضافة لبعض السفن التي تقوم بجمع المعلومات كما في سنغافورة، أو التعاون مع سفن تجارية كإيطاليا، بالإضافة إلى مقرات القيادة البحرية العربية، في البحرين للأسطول السادس، ومقر القيادة البحرية اليمنية في عدن. كما يشارك ضباط أركان بحريون من كل من كندا-والدانمارك-والنرويج-وهولاندا-وجزر سيشيل، كما أضاف وزير الدفاع الأمريكي، أن هذا التحالف ومكوناته المختلفة قابل للزيادة طبقًا للموقف.

 

  ثالثًا: الأمن الخليجي وتطور القدرات الذاتية الخليجية:

من المسلم به أن تكون العلاقة طردية بين مدى تحقُقْ الأمن الخليجي من جهة، ومدى تطور قدرات مكوناته ومحصلته الذاتية من جهة أخرى. وبالتالي فإن التطور الموجب للقدرات الذاتية سوف يستتبعه تطور موازٍ للأمن الخليجي ووحداته الفرعية صعودًا أو هبوطًا وبنسب متفاوتة ارتباطًا بالموقف الاستراتيجي وخاصة عند تقييم القوى الشاملة لمكونات ومفردات النسق الخليجي لدُوَلِه سواء القوى (الصلبة) وخاصة في المجالين العسكري والاقتصادي، أو القوى(الناعمة) في العديد من المجالات غير المادية، وخاصة ما يتعلق بالسياسة والإعلام وقيم ومعنويات المجتمع.  

القوة الخليجية الشاملة (الصلبة -العسكرية)

طائرات هيل هجومى

طائرات هيل

طائرات هجوم

طائرات مقاتلة

قوات شبه.ع الف

قوة عسكرية احتياط.م

قوة عسكرية عاملة.م

قوة عمل مليون

قوة بشرية مليون

البيان

34

262

81

283

150

...

257

18.7

36

السعودية

30

246

18

99

12

130

65

5.78

10

الإمارات

24

67

7

92

5.5

15

67

633.

2.53

قطر

16

60

...

36

7.5

24

72

1.71

3.11

الكويت

...

31

10

29

10

100

42

1.46

3.83

عمان

28

74

...

18

1.5

110

18.4

84.

1.46

البحرين

تابع القوة الخليجية الشاملة (الصلبة -العسكرية)

 

-القوة البشرية العسكرية: وتتراوح بين السعودية والبحرين، ارتباطًا بالقوى الديموغرافية للدٌول الخليجية الست، وتشمل كلها قوات عاملة وأخرى شبه عسكرية كالحرس الوطني، وتخلو السعودية فقط من وجود قوات احتياطية نظرًا للاعتماد على نظام قوات التطوع، وتتدرج التشكيلات المقاتلة حتى مستوى الألوية. Brigade-Ragement

 

القوة الجوية الخليجية:

 تشكل قوة الردع الضاربة اعتمادًا على نوعيات متطورة من الطائرات متعددة المهام من الجيل الرابع وربما الخامس، مع قوة من المروحيات الهجومية، وأسطول من النقل الجوي المتنوع وطائرات التزود بالوقود وطائرات المهام الخاصة كالحرب الإلكترونية والسيبرانية. مع تنظيمات عضوية من عناصر الدفاع الجوي المختلفة.

القوة البرية الخليجية:

وتتكون أساسًا من دبابات القتال الرئيسية لحلف الأطلنطي المتطورة، وكذلك مركبات القتال المدرعة وعناصر المدفعية سواء ذاتية الحركة أو المجرورة، مع العديد من نظم صواريخ الميدان المتحركة.

القوات البحرية الخليجية:

أدى وجود الأسطول الأمريكي الخامس في الخليج العربي(البحرين) والعدائيات الإيرانية البحرية في الخليج، إلى عدم وجود قطع بحرية خليجية كبيرة، كحاملات الطائرات بأنواعها العامة أو المروحية، والغواصات والمدمرات، بل الاعتماد على عدد محدود من الفرقاطات والقرويطات وكاسحات الألغام، مع عدد أكبر من زوارق المرور السريعة المسلحة.

 

موازنة عسكرية مليار$

زوارق مرور

قرويطة

فرقاطة

نظم صواريخ متحركة

مدفعيات ذاتية اوجر

ناقلات مدرعة

دبابات

طائرات نقل

البيان

71.72

39

4

7

490

3253

20694

1485

49

السعودية

15.50

38

9

...

162

282

12253

354

37

الإمارات

14.07

20

4

...

16

58

5544

99

12

قطر

9.50

106

...

...

27

74

4409

367

2

الكويت

7.88

12

5

...

...

165

5019

154

9

عمان

1.54

50

2

1

17

64

2868

180

3

البحرين

 

 

 

 

   

القوة الخليجية الشاملة (الصلبة -الاقتصادية)

ح غاز تريليون

غاز مليون يوم

ح بترول تروليون

بترول مليون ب/يوم

ارصفة

موانئ

مطارات

جغرافيا ساحل كم

جغرافيا ألف   كم مربع

البيان

 

9423

133.78

260

10.82

5

413

214

2640

م 2000.15

السعودية

6091

73.75

100

3.77

8

636

43

1318

83.6 ألف

الإمارات

23861

167.46

25.25

1.82

3

123

6

563

11.6 ألف

قطر

1734

19,51

101.5

2.72

5

166

7

499

17.8 ألف

الكويت

651.29

36.60

5.38

98.

5

57

132

2092

309.5 ألف

عمان

81,38

18.27

187.

19.

2

190

4

161

760.

البحرين

القوة الخليجية الاقتصادية (الجيواستراتيجية)

يشكل إقليم الخليج العربي وحدة جغرافية متماسكة ومتكاملة مع شبه الجزرة العربية وامتداد البحر الأحمر إلى خليج العقبة وبحر العرب إلى خليج عدن، كما تطل جميع دول الخليج العربي على سواحل بحر أو أكثر (دون دول حبيسة) مع تعدد الحدود المشتركة البرية والبحرية، مما يعطي قوة جيو استراتيجية للإقليم.

القوة الخليجية الاقتصادية (البُنى التحتية):

حيث العديد من الموانئ البحرية والأرصفة المتنوعة، وكذلك المطارات المختلفة، وشبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية والكباري والأنفاق، وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، وغيرها.

القوة الخليجية الاقتصادية (الطاقة):

الطاقة ثروة كبيرة حبا بها الله دول معظم إقليم الخليج العربي، وتتمثل في الطاقة الاستخراجية النفطية لمنظمتي (أوبك وأوابك) البترولية والغازية، سواء معدل إنتاج يومي، او إجمالي احتياطي مؤكد، مع نسبة محدودة لبعض الدول الخليجية لاستخراج الفحم. وأيضًا مصادر الطاقة غير خليجية عربية في كل من إيران والعراق.

القوة الخليجية الاقتصادية (الإنفاق العسكري):

يشكل هذا الإنفاق العسكري المتنامي الذي تتحمله (الخزانة العسكرية)، يشكل مجازًا، ثمن تكلفة الأمن العسكري الخليجي، وبالتالي جزء رئيسي من عائد الأمن القومي الخليجي العربي.

 

رابعًا: الأمن البحري ودعم الممرات المائية:

ويرتبط ذلك المفهوم بمثلث البحار وممراتها المائية، ثم الأساطيل التجارية وعلاقتها بالمجال الاقتصادي، وأخيرًا الأساطيل القتالية وعلاقتها بالمجال العسكري.

1 -البحار وممراتها المائية: وتشكل المساحة المائية البحرية العالمية، قرابة ثلثي الكرة الأرضية، وتتشكل من قارات العالم القديم، أوروبا وإفريقيا وآسيا، وقارات العالم الجديد من الأمريكيتين واستراليا، وأرخبيل ضخم يضم أقاليم من جنوب شرق آسيا (الاندوباسيفيك)بالإضافة إلى القطبين(القارتين)المتجمدتين شمالًا وجنوبًا.

ويتخلل قارات العالم القديم عدة بحار داخلية ذات أهمية استراتيجية لعل أهمها (المتوسط والأحمر والخليج العربي والبلطيق) ثم يليها البحر الأسود كبحر شبه مغلق، ثم بحر البلطيق كبحر مغلق.

وتتحكم بعض الممرات والمضايق المائية الطبيعية والصناعية في مسارات تلك البحار مثل (هرمز-باب المندب-قناة السويس -جبل طارق-الدنمارك -قناة بنما (مع عقارب الساعة)

 

2 -الأساطيل التجارية والمجال الاقتصادي: قوامها الأساسي من حاويات البضائع وناقلات الطاقة سواء البترول/ النفط أو الغاز وخاصة الغاز المسال، وتنتشر الحركة التجارية الاقتصادية وخاصة الحاويات على مساحة دولية تغطي أركان العالم، بينما تتركز الحركة التجارية الاقتصادية لناقلات الطاقة في منطقة الخليج العربي التي تضم مجلس التعاون الخليجي والعراق وإيران، وتؤثر على زيادة كثافة التحركات عبر الممرات المائية الاستراتيجية وخاصة هرمز وعدن وباب المندب وقناة السويس. بالإضافة إلى حركة الطاقة من روسيا والولايات المتحدة وغرب المتوسط (ليبيا والجزائر) وبعض الدول الإفريقية. حيث تتأثر حركة نقل الطاقة باستخدام الأنابيب، كما في روسيا الاتحادية كمثال.  

 

3 -الأساطيل القتالية والمجال العسكري: ترتبط بالتواجد والسيطرة البحرية، وعلاقة الموقع الجيواستراتيجي بطول السواحل وقوة العناصر والتشكيلات والقيادات البحرية المقاتلة، التي تتدرج من وحدات وتشكيلات، إلى مستوى الأساطيل البحرية. ونأخذ منها الولايات المتحدة الأمريكية كمثال حيث تأتي في مقدمة القوى البحرية، وتتمركز قيادتها ضمن القياد المركزية الأمريكية (البحرية) في قاعدة العديد بقطر بامتلاك 10 قيادات بحرية و7 أساطيل. موزعة حول الولايات المتحدة (الثاني شرقا/ فرجينيا-الثالث غربا/ سان دييجو -الرابع جنوبا/فلوريدا -الخامس بالخليج العربي/البحرين -السادس في البحر المتوسط/إيطاليا – السابع في المحيط الهادي/ اليابان) أما العاشر/ ميريلاند، فهو أسطول خاص لدعم باقي الأساطيل اليكترونينًا وسيبرانيًا ضمن حرب الشبكات البحرية.

كما يمكن أخذ مصر كمثال إقليمي بحري حيث تأتي في مقدمة الدول الشرق أوسطية والإفريقية بامتلاك أسطولين فرعيين في البحرين المتوسط والأحمر، والمناورة بينهما عبر قناة السويس، وبما يحتويان من حاملتي مروحيات بهما قوى مقاتلة task force وسفن سطح رئيسية وغواصات ألمانية. ليتشكل مع بحرية مجلس التعاون، اُسطول مصري / خليجي يُعتد به خاصة في منطقة البحر الأحمر وخلج عدن.

 

خامسًا: مكافحة الإرهاب وخاصة البحري:

توجد مساحة رمادية بين الإرهاب البحري من جهة، والقرصنة البحرية من جهة أخرى، فنقاط الاشتراك الرئيسية هي أن كلاهما تنشآن من عمل بحري عنيف وغير مشروع، ولكن يبقى الاختلاف الرئيسي، أن الإرهاب البحري غالبًا ذو هدف سياسي، بينما القرصنة البحرية غالبًا ذات هدف اقتصادي.

ومن حيث الجغرافيا المكانية، التي نخص بها مناطق جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، حيث مناطق العمل البحري الحوثي، بينما تقع معظم مناطق القرصنة(السابقة)في القرن الإفريقي الصومالي، وامتداده في إقليم أرض الصومال المنشق عن الصومال وغير المعترف بمينائه البحري في بربرة إلا من إثيوبيا. التي لا تمتلك شواطئ كدولة حبيسة. مما يزيد التأزم في القرن الإفريقي وخليج عدن، حيث يعتبر تهديد وعدم استقرار إضافي لمنطقة جنوب البحر الأحمر وخاصة باب المندب.

 

ويرتبط الإرهاب البحري في إقليم شبه الجزيرة العربية ومحيطه البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي، ارتباطًا كبيرًا بنتاج الانقسام اليمنى والانشقاق الحوثي وما يواكبه من دعم إيراني كبير ونوعي ومتصاعد، طال وهدد دول خليجية محورية وهامة، وخاصة السعودية والإمارات. كما يحاول الحوثيون أن يضعوا أنفسهم ضمن فصيل النضال القومي الفلسطيني بدعم إيراني ضد إسرائيل، ولكنهم لم يقوموا بعمل عسكري مؤثر ضد إسرائيل، بل أضروا بالاقتصاد الدولي والعربي والخليجي.

 

سادسًا: نجاحات وعقبات تفاعل الأمن القومي الخليجي مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية:

 

الخليج أفقيًا

الولايات المتحدة

روسيا الاتحادية

الصين الشعبية

حلف الأطلنطي

الأمم المتحدة

إيران

الخليج سياسيًا

تقارب كبير

تقارب

تقارب

حليف

ميثاق دولي

مصدر قلق

الخليج عسكريًا

حليف قوى

صديق

صديق

حليف قوى

إخلاء من أسلحة الدمار الشامل

تهديد مباشر وبالوكالة

الخليج اقتصاديًا   

تعاون كبير

تعاون عدا الطاقة

تعاون عام وطاقة

تعاون اقتصادي/عسكري

تعاون مع المنظمات النوعية منافس

 

الخليج اجتماعيًا

...

...

...

...

تعاون مع المنظمات الإنسانية

تفوق ديموغرافي عدا السعودية

 

يتم قراءة الجدول من اتجاه دول الخليج أفقيًا، إلى اتجاه الدول الكبرى والأمم المتحدة. وتم إضافة إيران رغم كونها دولة إقليمية وليست قوة دولية، لتقاطعها مع الدول الخليجية، وسلبية علاقتها مع الولايات المتحدة وحلف الأطلنطي، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية(IAEA)، رغم علاقاتها الإيجابية أو المحايدة تجاه كل من روسيا والصين.

  رؤى وتفاعلات الأمن القومي الخليجي والعلاقات الاستراتيجية تجاه الدول الكبرى

 1 -تجاه الولايات المتحدة الأمريكية:

تعتبر علاقة استراتيجية موجبة في المجمل، ومتكافئة سياسيًا، وذات مصالح متبادلة اقتصادية، مع دعم عسكري نوعي للخليج وخاصة بوسائل الردع، والتكنولوجيا المتقدمة.

2 -تجاه روسيا الاتحادية:

 تعتبر علاقة استراتيجية مستقرة في المجمل، سياسيًا وعسكريًا، مع تنافس اقتصادي في مجال الطاقة

خاصة مع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبيك) مع تعاطف روسي متبادل تجاه إيران رغم العقوبات الاقتصادية على إيران، مقابل دعم الأخيرة للحرب الروسية على أوكرانيا.

3-تجاه الصين الشعبية:

تعتبر علاقة استراتيجية مستقرة في المجمل، ولا يوجد موقف أو تأثير سياسي فعال من الصين تجاه القضية الخليجية / العربية / الفلسطينية، كما لا توجد علاقات عسكرية تسليحية صينية تجاه الخليج، عدا اليسير مثل بعض أجيال الصواريخ الباليستية للسعودية (Silk worms)، مع تنامي اقتصادي صيني متسارع في معظم المجالات التجارية تجاه الخليج، في مقابل تنامي خليجي كبير عكسي في مجال الطاقة، رغم التنافس الروسي / الصيني.

4 -تجاه المنظمات الدولية:

تعتبر علاقة استراتيجية خاصة، بدأت مع قيام الأمم المتحدة بتوقيع الدول الخمسة دائمة العضوية على ميثاقها في 24 أكتوبر 1945م، ثم العديد من دول العالم بما فيها العربية الخليجية تباعًا، حيت تشكل مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو1981م، لتبقى معضلة استخدام حق النقض (Veto) في تنافس شرقي / غربي كما مع روسيا تجاه الأزمة الأوكرانية، ومع الولايات المتحدة تجاه أزمة غزة.

كما أن هناك جهود دولية ضمنها جهود عربية وخليجية لدعم الأمم المتحدة في مجالات متعددة مثل، دعم الأمن والسلم الدوليين-والإخلاء والتخلص من أسلحة الدمار الشامل-وإيجاد أكبر مساحات ممكنة لتكون خالية من الأسلحة النووية. هذا بالإضافة إلى ما تقدمه دول العالم -ومنها الخليجية -من الأعمال الإنسانية ودعم وحماية المناخ والبيئة.

خاتمة:

برهنت الجغرافيا الاستراتيجية والسياسية لإقليم الخليج العربي، على أهمية ذلك الإقليم، ومكوناته المؤثرة على مدى قدراته الذاتية، وقوته الشاملة الصلبة والناعمة، وارتباط ذلك بالأمن القومي للإقليم. وكيف أثر وتأثر بالتحالفات والشراكات الدولية والإقليمية النوعية والعسكرية وخاصة البحرية، ارتباطًا بأهمية الممرات البحرية الحيوية في الإقليم لكل من البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي. وما نتج عن ذلك من تهديدات وصراعات دولية وإقليمية أضرت بمنطقة الخليج، نتيجة السياسات الإيرانية والإرهاب الحوثي المباشر ضد بعض الدول الخليجية، كما أضرت بالتجارة العالمية، ولم يعط الإرهاب الحوثي دعم يذكر للقضية الفلسطينية وخاصة في غزة، وهو ما يستلزم متابعة وتقييم نتائج التفاعلات الخليجية الإقليمية والدولية.

مقالات لنفس الكاتب