array(1) { [0]=> object(stdClass)#13382 (3) { ["GalleryID"]=> string(1) "1" ["ImageName"]=> string(11) "Image_1.gif" ["Detail"]=> string(15) "http://grc.net/" } }
NULL
logged out

العدد 201

مشاكل المياه الجوفية: النضوب وتداخل المياه المالحة وتدهور نوعية المياه والسحب الجائر

الخميس، 29 آب/أغسطس 2024

تعتبر المياه الجوفية مصدرًا هامًا من مصادر مواردنا المائية ونظرًا لأهميتها سوف نتعرف على بعض المعلومات الهامة عن المياه على المستوى العالمي والمياه الجوفية وأشكالها تحت سطح الأرض وكيفية تكوين الخزانات الجوفية وفكرة مبسطة عن أنواع هذه الخزانات الجوفية ثم نتطرق لمعرفة تواجدها في المنطقة العربية وكذلك المخاطر التي تواجه مخزون المياه الجوفية وتأثير التغيرات المناخية على مصادر الموارد المائية وأخيرًا دور الأمم المتحدة لمساعدة الدول العربية لتحسين جودة المياه وفى النهاية أهم  التوصيات للمحافظة على جودة واستدامة المياه.

أولاً: المياه على مستوى العالم:

تغطى المياه حوالي 71% من مساحة اليابس وتقدر كميتها بحوالي 1500مليون كم3 حيث تمثل المياه المالحـة ( محيطات وبحار وبحيرات ) نسبـة 97% من هـذه الكميـة وتقـدر كميتهـا بحوالي 1455 مليون كم3 وتمثـل المياه العذبـة حوالي 3% وتقدر كميتها بحــوالـي 45 مليون كم3، موزعة كالتالي ( 2.25% مياه متجمدة وتقدر كميتها بحوالي 33.45 مليون كم3، 0.1 %  أنهار وبحيرات تقدر كميتها بحوالي 1.155مليون كم3 ، 0.5% مياه عذبة في أحواض مائية جوفية تقدر كميتها بحوالي 6.93 مليون كم3 ، 0.15% مياه عذبة تتخلل التربة وأجسام الكائنات الحية والهواء قدرت كميتها بحوالي 3.465 مليون كم3 ) .

ثانيًا: المياه الجوفية هي المياه التي تتجمع سواء في المناطق المشبعة أم غير المشبعة مائياً، في خزانات المياه الجوفية الرئيسة تحت سطح الأرض، أو في الفراغات والشقوق بين الصخور وحبيبات التربة والرمل والحصى، وتنتقل هذه المياه فيها ببطء، على خلاف التدفق السطحي السريع للمياه. ويعتمد معدل تدفقها على نوعية التربة ومساميتها ونفاذيتها، إذ يتحرك الماء بحرّية في الترب والصخور ذات النفاذية العالية وعلى نحو بطيء في الطبقات الطينية ذات النفاذية المنخفضة.

وتجدر الإشارة إلى أن المسلمين منذ بدء نزول القرآن الكريم آمنوا بأن كل ما في الأرض من ماء مصدره السماء، إذْ قال تعالى في القرآن الكريم:(ألم ترَ أن الله أنزلَ من السَّماءِ ماءً فسلكَهُ ينابيعَ في الأرضِ) "الزمر 21" إضافة إلى كثير من الآيات الكريمة التي تصف الدورة المائية التي أعطت المسلمين عنها تصوراً شاملاً وصحيحاً في أذهانهم عن مصدر المياه الجوفية.

وعموماً ثبت أن أصل المياه الجوفية هو الماء السطحي سواء أكان طبيعياً مثل الأمطار والأنهار والبحيرات، أم ناتجاً من تدخل الإنسان، مثل المياه المتسربة إلى الأعماق من الري.

شكل (1) الدورة المائية

ثالثًا: تواجد المياه الجوفية (الطبقات الصخرية)

تتوافر المياه الجوفية في الطبقات الصخرية من الأرض (الشكل-2)،

شكل (2) مناطق المياه الجوفية في الطبقات الصخرية

 ويمكن تصنيفها كما يأتي:

- الصخور الرسوبية: تمثل أنسب الطبقات الحاملة للماء، وتكون نسبة المياه الجوفية فيها نحو 59%.

- الصخور النارية: تحتوي على بعض التشققات أو التجاويف الناتجة من الفقاعات الهوائية التي تسمح بتخزين الماء، وتجعلها وسطاً حاملاً له.

- الصخور المتحولة: وهي فقيرة بالماء باستثناء الرخام المتشقق الذي يمكن أن يكون طبقة جيدة لتجمع المياه فيها.

-رابعًا: أشكال الطبقات الحاملة للمياه الجوفية:

توضّع المياه الجوفية حسب العلاقات والأوضاع المتبادلة بين الطبقات الحاملة والكتيمة تُميز أنماطًا عدة من الطبقات الحاملة للماء، كما يأتي (الشكل-3):

الشكل (3) أشكال الطبقات الحاملة للمياه الجوفية

1- طبقة المياه الحرة: تسمى أيضاً المياه غير الارتوازية أو غير الحبيسة. وهي مجموعة الصخور الحاملة للمياه الحرة المتجمعة في المستوى الأول الحامل للمياه بدءًا من سطح الأرض، ويعرفها العالم ميزر بأنها المياه التي تصب على نحو حر في الآبار. يكون سطحها الحر خاضعاً للضغط الجوي. وهناك نمط خاص يسمى بالمياه الحرة المعلقة تتوافر فوق المستوى الحر للمياه الجوفية بسبب توافر طبقة كتيمة صغيرة الحجم تفيد في تراكم كميات محدودة من هذه المياه.

2- طبقة المياه شبه الحرة: وهي تنتج من عدم التجانس الطبقي في الطبقات الحاملة للمياه الحرّة إذ قد تتألف من طبقة رمل ناعم في الأعلى وطبقة رمل خشن في الأسفل.

3- طبقة المياه الارتوازية:  وتسمى طبقة المياه المضغوطة أو طبقة المياه الحبيسة، وتكون محصورة بين طبقتين كتيمتين من الأعلى والأسفل، وحينما يخترق بئر ما هذه الطبقة يرتفع الماء فوق السطح الفاصل بين الطبقتين الكتيمة العلوية والحاملة إلى ما يسمى بالسطح البيزو متري.

خامسًا: حركة المياه الجوفية

تعتمد حركة المياه الجوفية وسرعتها رئيسياً على نفاذية الصخور والميل (أو الانحدار) الهيدروليكي الذي يساوي حاصل قسمة الارتفاع بين نقطتين من المياه على المسافة الكائنة بينهما.

تخضع دراسة حركة سوائل القشرة الأرضية لقوانين ومقتضيات مختلفة، ويعود ذلك إلى اختلاف الأوساط تحت هذه القشرة، وتبين أن الأوساط التي تتحرك فيها المياه الجوفية هي أوساط مسامية ذات شقوق، وهي غير متشابهة وغير متجانسة لذلك فإن نوع الجريان وشكله وسرعته تتغير حسب الوسط، كما تكون حركة المياه الجوفية إما مستمرة وإما غير مستمرة، إلا أن السرعة الموجهة للجريان لا تتغير مع الزمن، ويسمى هذا الجريان بالجريان المنتظم، غير أنه لا يتوافر في الطبيعة. وعموماً فإن سرعات الجريان في الطبيعة تتغير مع الزمن، وتصنف في نظامين:

نظام الجريان الصفائحي أو المنتظم، ونظام الجريان المضطرب أو غير المنتظم.

وبصورة عامة حركة المياه الجوفية وسرعتها أقل كثيراً من سرعة المياه السطحية.

مما تقدم تبين أن حركة المياه الجوفية وسرعتها تعتمد اعتماداً كلياً على نفاذية الصخور والميل الهيدروليكي، فكلما زادتا تزداد سرعة المياه الجوفية، والعكس صحيح.

سادسًا: العوامل المؤثرة في تذبذب مستوى المياه الجوفية

ـ الهطل المطري: تتوافر علاقة وطيدة بين الهطل المطري والتذبذب في مستوى المياه الجوفية، فكلما كانت كمية المياه المترشحة إلى باطن الأرض كبيرة ارتفع منسوب المياه الجوفية، وبطبيعة الحال فإن منسوب المياه الجوفية يرتفع في مواسم المطر، وينخفض في مواسم الجفاف، ويحتاج ارتفاع المنسوب إلى مدة زمنية حتى تتمكن المياه المترشحة من الوصول إلى مستوى المياه الجوفية، وهذا يعتمد على نفاذية الصخور.

ـ الجريان السطحي: إن مرور المياه الجارية في جزء من الطبقات المائية الحرة يؤثر في مستوى المياه الجوفية. ويمكن عموماً للجريان ما بين المياه السطحية والمياه الجوفية أن يكون متبادلاً وأن يحدث فيما بينهما، وفي حالة تغذية الطبقات المائية من المياه السطحية يلاحظ انخفاض السطح العلوي للمياه السطحية وارتفاع مستوى المياه الجوفية، والعكس صحيح.

ـ التبخر والنتح (التبخر النتحي): يعتمد تأثير التبخر والنتح في مستويات المياه الجوفية على عمق مستوى المياه الجوفية وعلى شدة التبخر، إذ يكون التبخر والنتح في الطبقات المائية العميقة ضعيفين، ويمكن إهمالهما، أما تذبذبات مستوى المياه الجوفية في المناطق التي لا تحتوي على أغطية نباتية فتكون ضعيفة، ويعود عموماً سبب تذبذباته في مواسم نمو النباتات إلى الفواقد الناتجة من التبخر النتحي، وتعود زيادة هبوط مستوى المياه الجوفية في الأيام المشمسة إلى زيادة الفاقد في التبخر، ويصل هذا الهبوط إلى حدّه الأعلى في منتصف ساعات النهار، وتتناقص سرعته في أثناء ساعات الظلام بحيث لا يزيد على مستواه في أثناء النهار.

ـ الضغط الجوي: إن تذبذبات مستوى المياه الجوفية في الطبقات المائية الحرة الناتجة من تغير الضغط الجوي قليلة جداً، وتعد زيادة ضغط الهواء فوق الطبقات المائية الحرة مسؤولة عن هبوط المستوى المائي، أما زيادة الضغط في نطاق التربة فيقلل حجم الهواء مما يؤدي إلى رفع المياه الشعرية، ومن ثم ارتفاع المستوى المائي، ويحدث خلاف ذلك حين نقصان الضغط. ويسبب تغير الضغط تذبذبات كبيرة في الآبار المحفورة في الطبقات المائية المحصورة، ويلاحظ هبوط في مستوى المياه الجوفية في آبار المراقبة حين زيادة الضغط الجوي.

سابعًا: المصادر الرئيسية للمياه الجوفية

- المياه السطحية، مثل الأمطار والأنهار والبحيرات، أو من تدخّل الإنسان، مثل: ماء الري والمياه المحقونة من المجاري، والمصانع وغيرها.

- المياه المتشكلة أثناء تكوّن الصخور الرسوبية.

- المياه الصهيرية الناتجة من تبخر الصهير.

- المياه الناتجة من النشاط البركاني.

1-وضع المياه الجوفية في الوطن العربي:

تشكّل المياه الجوفيّة أكثر من 80 % من مجموع مياه الري في الإمارات العربية المتحدة، وعُمان، وقطر، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن مصدرها المياه الجوفيّة، مقارنةً بمتوسط عالمي بالكاد يتخطى 37 %. يعتمد الأمن الغذائي إلى حد كبير على الري بالمياه الجوفيّة في الكثير من بلدان المنطقة. وهذا يتطلّب تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال تنسيق إدارة قطاعَي المياه والزراعة، إضافةً إلى تعزيز استخدام التكنولوجيات. تتعرض خزانات المياه الجوفية في المنطقة العربية لاستنزاف كبير، بسبب الضغوط الديموغرافية الناجمة عن زيادة عدد السكان والحاجة المتزايدة إلى موارد المياه والغذاء. ونظرًا لوقوع الدول العربية في حزام المناطق الجافة، وتزايُد مشكلات التغيّر المناخي، يُعد خزان المياه الجوفية العربي، الذي يمثل مصدر مياه مهمًّا لعشرات الملايين.

أشارت الدراسات الشاملة للتوازن المائي على سطح الأرض إلى أن الموارد المائية تفوق الطلب على المدى المنظور، والمشكلة قائمة، بدرجة أو بأخرى، ”حتى في الدول العربية التي تتمتع بوجود الأنهار؛ إذ باتت تحت رحمة دول المنبع مثل مصر والعراق وسوريا، فمصادر مياهها تنبع من تركيا وإثيوبيا تلك المياه الجوفية موجودة في مسام الصخور الرسوبية، وتجمعت عبر أزمنة مختلفة، حديثة أو قديمة جدًّا، والأمطار مصدرها الرئيس، ثم الأنهار الدائمة أو الموسمية أو الجليد الذائب، تتسرب المياه من سطح الأرض إلى باطنها، فيما يُعرف بعملية التغذية،  و تزداد المشكلة تعقيداً في الوطن العربي لأسباب عدة، أهمها كون الجزء الأعظم من أراضيه يمتد عبر أقاليم مناخية جافة وشبه جافة، ومن ثم تجدد المياه يكون ظاهرة غير منتظمة في معظم الأحواض المائية المنتشرة، وتنعدم هذه المياه في الأحواض الصحراوية الكبرى. ويواجه الطلب المتزايد على المياه والأزمات المائية في الفترات المناخية الجافة باستثمار المخزون الجوفي إلا أن الآثار السلبية التي ظهرت في العديد من الأحواض المائية الجوفية العربية قد ولّدت قلقاً حول مستقبل هذه الأحواض ولاسيما في الأحواض المحدودة الامتداد أو المخزون، وقد زاد في تفاقم الوضع وخطورته تدهور نوعية المياه أو طغيان المياه المالحة في عدد من هذه الأحواض. وفي الواقع فإن هذه المشكلة سوف تزداد مستقبلاً مع تزايد حجم الطلب على الماء، وهذا يقتضي أن يتوافر لدى الجهات المختصة والمعنية تفهم أكبر واهتمام أكثر عمقاً لعوامل توافر المياه وتخطيط بعيد المدى لمواجهة الحاجات المائية والأزمات المتوقع نشوؤها مستقبلاً.

إجمالي موارد المياه المتجدّدة لكل فرد (متر مكعّب/فرد/سنة) ومصادر المياه الرئيسية في الدول العربية

المصدر: كل البيانات من . FAO, AQUASTAT, n.d و UNDESA, 2019 باستثناء بيانات العراق، ESCWA, 2019 ؛ المغرب، وزارة التجهيز والماء، المديرية العامة لهندسة المياه، دون تاريخ؛ تونس، المعهد الوطني للإحصاء، 2021 .

2 مصادر الموارد المائية في مصر :

  يحذر المسؤولون عن الموارد المائية في مصر من الدخول في حزام الفقر المائي خاصة أصبحنا على مشارف الحد الحرج إذ لم تتغير المفاهيم حول أهمية المياه وكيفية استخدامها بطرق سليمة كأحد الموارد الحياتية الرئيسية التي يجب الحفاظ عليها وتنميتها 

ومن الضروري توفير الاحتياجات المائية المتزايدة لمشروعات التوسع الأفقي الزراعية والعمرانية لمجابهة المشكلة السكانية وهذا يتطلب الاستفادة من كافـة مصـــادر المياه المتاحــة حيـث تنحصر الموارد المائية التقليدية في مصر على مياه نهر النيل والمياه الجوفية العميقة في الدلتا والصحراء الغربية وصحراء سيناء ومياه الأمطار والسيول وموارد مائية غير تقليدية تتمثل في مياه الصرف الصحي والصـرف الزراعـي.

تاسعًا: المشاكل المرتبطة بموارد المياه

  • النضوب.
  • تداخل المياه المالحة.
  • تدهور نوعية المياه.
  • السحب الجائر للمياه.
  • 1-النضوب يقصد به أن المياه التي يتم ضخها تأتى من مخزون تلك الخزانات المائية مع عدم تفويض تلك الكميات الكبيرة عن طريق إعادة الشحن نظرًا للظروف المناخية السائدة وانخفاض معدلات الأمطار

2-تداخل المياه المالحة:

تتمثل المصادر المحتملة لتداخل المياه المالحة في الخزانات المائية العذبة في ثلاثة مصادر:

أ. تداخل مياه البحر المالحة في الخزنات المائية العذبة بالمناطق الساحلية.

ب. حركة المياه المالحة من مناطق السبخات المجاورة.

ج. اختراق المياه الأكثر ملوحة في المستويات الدنيا في الخزانات المائية للمياه العذبة في المستويات العليا بنفس الخزان.

3-تدهور نوعية المياه:

يأتي تدهور نوعية المياه الجوفية من النشاط الصناعي المرتبط بالصناعات البتروكيميائية والصناعات الأخرى وذلك عن طريق الصرف الصناعي غير الآمن ووصول هذا الصرف إلى المياه الجوفية، وكذلك زيادة النشاط الزراعي وما يترتب عليه من زيادة استخدام الأسمدة الكيميائية والمخصبات وما يترتب على ذلك من زيادة تركيز أيونات النترات والفوسفات في المياه الجوفية.

-4 -السحب الجائر من المياه الجوفية 

يؤدي ذلك إلى تلوث المياه الجوفية بارتفاع ملوحتها وبصفة خاصة في المناطق القريبة من ساحل البحر (شمال الدلتا والسواحل الشمالية) أو بالسحب بالقرب من المكونات الجيولوجية الحاملة لمياه عالية الملوحة مثل الصخور الجيرية، أو في حالات السحب من المياه الجوفية العذبة والقابعة فوق مياه مالحة تحتها كما هو الحال بالخزانات الجوفية بوسط وشمال الدلتا وحوافها الصحراوية وشمال الصحراء الغربية والخزانات الجوفية الساحلية

 

عاشرًا: التغيُّر المناخي والمياه الجوفيّة

 

ظاهرة التغير المناخي من العوامل الهامة والمؤثرة في الأمن المائي والغذائي لما له من تأثير مباشر على ارتفاع درجات الحرارة وزيادة درجات الجفاف وزيادة مساحة التصحر مما يؤدى إلى التأثير على المحتوى المائي للطبقات الحاملة للمياه وانخفاض تغذية الطبقات الجوفيّة وزيادة الضخ لتعويض التغيُّر في توافر المياه السطحية وتراجعه.  وبالتالي يؤدى إلى نقص محتوى المخزون المائي ونظرًا لقلة البيانات الخاصة بالتغيرات المناخية في المنطقة العربية فإنني سأستعين بتقرير الأمم المتحدة )تقرير المياه والتنمية التاسع المياه الجوفيّة في المنطقة العربية 2022(.. وعلى الرغم من عدم التأكّد بعد من مستوى تأثّر المياه الجوفيّة نظراً للنقص في البيانات، تظهر علامات تنذر بالخطر، فاستناداً إلى إسقاطات نماذج مناخيّة إقليميّة، تشير التقديرات إلى أنّ منسوب المياه الجوفيّة في خزّان بن تادلة في المغرب سينخفض من 10 أمتار إلى أكثر من 25 متراً. ومن المرجّح أن يؤدّي هذا الانخفاض إلى جفاف كامل في بعض نواحي الخزّان بحلول نهاية القرن، في حال بقيت الأنشطة الزراعية على حالها. وفي دولة فلسطين أيضاً، تراجع متوسّط تساقط الأمطار بنسبة تتراوح بين 3 % و12 %، في حين أظهرت التغذية في 5 سيناريوهات للمتساقطات من أصل 6، انخفاضاً بنسبة تتراوح بين 12 % و16 % بحلول عام 2060م، من المعروف جيّداً أنّ حماية المياه الجوفيّة والحفاظ عليها يساهمان في زيادة قدرة المجتمع على مقاومة التغيُّر المناخي، ولكن الإجراءات التي تدعم هذه المساهمة لا تزال غير كافية في مواجهة التقلبات المناخية المتوقّعة وتأثيرها على توفر المياه السطحيّة وتساقط الأمطار وموثوقيّتها، يمكن استخدام المياه الجوفيّة كحاجز يقي من التقلبات المناخية. ويجب أن تتعاون على إدارتها عدة قطاعات على رأسها المياه والزراعة، وأن تكون إدارة المياه السطحية والمياه الجوفيّة مشتركة (تقرير المياه والتنمية التاسع المياه الجوفيّة في المنطقة العربية-الأمم المتحدة الأسكوا)

 

الحادي عشر: تلوث المياه

يعتبر تلوث المياه من المشاكل الكبيرة لتأثيرها الضار على الإنسان والبيئة، وهو عبارة عن تغير الصفات الطبيعية والكيميائية للمياه.

  • مصادر تلوث المياه.

أ-مصادر طبيعية.

تداخل مياه البحر المالحة في المياه الجوفية العذبة في المناطق الساحلية، وكذلك يؤدى الاستخدام الجائر للمياه الجوفية إلى اختراق مياه مالحة من مناطق عميقة للخزانات المائية الضحلة والعليا الأكثر عذوبة، وأيضا قد يؤدى ذلك إلى حركة جانبية لمياه أقل جودة لتتداخل في مياه جوفية أخرى أكثر عذوبة.

ب-مصادر مرتبطة بالأنشطة البشرية

وتشمل ما يلي:

أ. المصادر الحضرية:

تشمل مصادر تلوث المياه المرتبطة بالأنشطة المنزلية مثل تسرب مياه الصرف من شبكات الصرف الصحي.

ب. مصادر صناعية

تشمل مصادر التلوث المرتبط بالنشاط الصناعي مثل التسرب من خزانات وخطوط الأنابيب البترولية وأنشطة المناجم والنفايات المشعة.

ج. مصادر زراعية

وتشمل مصادر تلوث المياه المرتبطة بالأنشطة الزراعية وتنقسم إلى ملوثات ترتبط بمياه الصرف الزراعي، النفايات الحيوانية، الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية.

د-قابلية المياه الجوفية للتلوث:

 

تعتمد قابلية المياه الجوفية للتلوث على عدة عوامل أهمها:

  • تقل قابلية المياه الجوفية للتلوث في حالة وجود طبقة طينية سطحية تعلو الخزان الجوفي، ووجود المياه به تحت ضغط هيدروليكي.
  • تزداد قابلية المياه الجوفية للتلوث في حال الخزانات الحرة المتميزة بقرب مستوى المياه من سطح الأرض. بعكس ما يحدث في حالة وجودها على عمق كبير حيث يعمل الجزء الغير مشبع بالمياه على الإقلال من تركيز وقدرة الملوثات.
  • تزداد قابلية المياه الجوفية للتلوث في حالة وجودها بمكونات رملية حصوية منتظمة الحبيبات (ذات نفاذية عالية) أو بالصخور المتشققة.
  • الثاني عشر: دور الأمم المتحدة لمساعدة الدول العربية لتحسين نوعية المياه

تنظم الأمم المتحدة بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) (تحسين الأمن المائي في الدول العربية 2022م) بعمل هذه الأنشطة لتحسين جودة المياه:

  • إنشاء المنصة العربية لمعارف المياه الجوفيّة
  • تحديث الخريطة الهيد وجيولوجية الإقليمية
  • تنظيم ورشة عمل إقليمية حول ركائز المشروع الثلاثة:
    • المنصّة العربيّة لمعارف المياه الجوفيّة؛
    • تقييم تأثير تغير المناخ على المياه الجوفية؛
    • استخدام تكنولوجيات كاسحة مختارة في إدارة موارد المياه الجوفية.
  • إصدار دليل تدريبي بشأن تقييم آثار تغير المناخ على موارد المياه الجوفية
  • إجراء تقييمين وطنيين لآثار تغير المناخ على موارد المياه الجوفية
  • إصدار دليل تدريبي حول استخدام تكنولوجيات كاسحة مختارة لإدارة موارد المياه الجوفية
  • تنظيم ثلاث ورش عمل وطنية بشأن استخدام التكنولوجيات الكاسحة لإدارة موارد المياه الجوفية
  • تنظيم ورشة عمل إقليمية لتبادل الدروس المستفادة

التوصيات:

دفعت ندرة المياه وزيادة إجهاد موارد المياه السطحية إلى زيادة اعتماد المنطقة العربية على المياه الجوفيّة، حيث يعتمد أكثر من نصف الدول العربية عليها كمصدر أساسي للمياه العذبة. ويتفاقم هذا الوضع بسبب انخفاض الإنتاجية المائية ويعتمد الأمن الغذائي إلى حد كبير على الري بالمياه الجوفيّة في الكثير من بلدان المنطقة وهذا يتطلّب تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال تنسيق إدارة قطاعَي المياه والزراعة، إضافةً إلى تعزيز استخدام التكنولوجيات.

يجب اتباع الخطوات التالية للمحافظة وترشيد وتنمية الموارد المائية:

  • تحديث قاعدة بيانات الموارد المائية وإحداث قاعدة معلومات مائية وطنية عربية نظرًا لاشتراك أكثر من دولة عربية في الطبقات الحاملة للمياه (كما في حالة خزان الحجر الرملي النوبي).
  • تنمية المصادر المائية التقليدية وغير التقليدية.
  • اعتماد الأساليب الحديثة في الري الزراعي وترشيد استعمالات المياه للأغراض المختلفة في الأحواض المائية ودراسة إمكانية استثمارها وتطويرها.
  • اتخاذ إجراءات تمنع وترشد الحفر العشوائي للآبار لمنع استنزاف المياه الجوفية وضرورة اتباع التصميم المثالي للآباروالاختيار السليم لمواقعها بحيث تكون بعيدة ما أمكن عن مصادر التلوث الطبيعي (الحديد والمنجنيز) مع عزل الجزء العلوي منها بالتغليف الإسمنتي لحمايتها من أي تلوث مباشر من السطح.
  • التركيز على رفع كفاءة شبكات الري ومشروعات الري.
  • الاستفادة من رواجع المياه غير التقليدية بعد المعالجة وتحديد صلاحياتها للاستعمالات.
  • حماية الموارد المائية ومراقبة التلوث وجودة المياه.
  • وضع مخطط مائي شامل متكامل عام للمنطقة العربية لاعتماده قاعدة أساسية للتخطيط المتكامل للموارد المائية واستعمالاتها الحالية والطلب المستقبلي على المياه لجميع الأغراض ولاسيما للتخطيط البعيد المدى.
  • عدم السماح بحقن الملوثات الصناعية والآدمية في الخزان الجوفي، مع مراقبة خزانات البترول الأرضية وضمان سلامتها من الشروخ لمنع تسرب المواد البترولية إلى المياه الجوفية.
  • ضرورة تكثيف برامج للتوعية عن طريق أجهزة الإعلام والمدارس بأهمية المحافظة على مصادر المياه الجوفية وحمايتها من التلوث باعتبارها أحد أهم مصادر المياه الهامة في سد احتياجات المجتمع من مياه الشرب والري.
  • تطوير الموارد البشرية وتوفير دورات تدريبية اختصاصية لرفع كفاءة الخبرات في مجالات إدارة الموارد المائية وذلك بإعداد كوادر بشرية قادرة على زيادة الوعي البيئي بصفة عامة والتعريف بمشاكل المياه على وجه الخصوص وذلك عن طريق إنشاء الكليات والمعاهد المتخصصة في دراسة البيئة والموارد الطبيعية.
مقالات لنفس الكاتب